حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 5033 - 2016 / 1 / 3 - 11:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إسلام البحيري يدفع كما دفع غيره ثمناً لحالة التشوه الذي تعانيه المجتمعات العربية منذ قرون وحالة التنبلة الفكرية التي أصابت الثقافة الإسلامية منذ إهدار ابن رشد مقابل إعتماد البخاري وابن تيمية معتنقاً وطريفة للعيش عبر الأزمان
هو يدفع أيضاً ثمناً لاعتقاده بجدية ماأطلق عليه ( تجديد الخطاب الديني) بينما لم يتحرك مطلقي هذا الشعار بعد لنجدة الرجل الذي لم يرتكب جرماً في حق المجتمع من محبسه
تجديد الخطاب الديني ليس بالنوايا ولا بإطلاق الشعارات الموسمية في مناسبات مولد النبي ورأس السنة الهجرية وليلة القدر وخلافه
تجديد الخطاب الديني يجب أن يكون ضمن سياق خطاب لمشروع تحديث واستنارة ثقافي ومجتمعي
وخطوات حقيقية تحتمل مشاركة كافة أبناء المجتمع من المثقفين وكل أصحاب المصلحة في التحديث والاستنارة
لم يتعلم الحكمة من رأس محمد عبده الطائرة من مشيخة الأزهر
ولا من رأس الشيخ علي عبد الرازق عندما أخرج كتابه ( الإسلام وأصول الحكم)
ولا من رأس طه حسين عندما أصدر كتابه في الشعر الجاهلي
يدفع إسلام البحيري ثمناً للتشوه التشريعي المتعلق بالكيغية التي صيغت عليها تهمة ازدراء الأديان في القانون على نحو يكبل حرية الفكر والإعتقاد والإجتهاد
يدفع إسلام البحيري ثمناً لوثنية الأزهر التي جعلت من كتابات البخاري مقدساً يعلو فوق المقدسات وجعلت منها عموداً لخيمة الدين الإسلامي اذا مااهتز اهتز كامل الدين الإسلامي !!
يدفع إسلام البحيري حريته ثمناً لتقاعس البرجوازية المصرية المشوهة ارتباطاً بظروف نشأتها وتتطورها تلك التي تسيطر على مقدرات الحياة السياسية والثقافية منذ بدايات القرن الماضي
يدفع ثمناً لتقاعسها عن فريضة التنوير وسيدفع غيره نفس الثمن طالما أن شعلة التنوير ستظل ملقاة على الأرض لاتجد من يحملها
وأشك أن هناك من سيحملها غير قوى التقدم والتحرر الوطني والاستنارة التي لم تتعافى بعد ولم تصل إلى صدارة المشهد المجتمعي بعد
ولم تمتلك مشروعها الذي تلتف حوله غالبية السكان بعد
حمدي عبد العزيز
3 يناير 2016
#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟