أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التأنيث في ديوان -أيها الشاعر في- محمد حلمي الريشة














المزيد.....


التأنيث في ديوان -أيها الشاعر في- محمد حلمي الريشة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5032 - 2016 / 1 / 2 - 23:44
المحور: الادب والفن
    


التأنيث في ديوان
"أيها الشاعر في"
محمد حلمي الريشة
عندما يقدم النص للمتلقي يصبح له الحق في تفسيره حسما يراه، طبعا بعد أن يتقدم من النص ويتعمد عليه، الشاعر يحاول أن يهرب من مصارحتنا بهمومه، فهو يميل/ينحاز/يعشق/يهيم بالمرأة، لكنه يعمل على الزوغان من هذا التعلق/الحب، فيستخدم "القصيدة" المؤنثة، لكي يموه مشاعره، فالديوان بغالبيته ـ ولن نقول بمجمله ـ حتى نكون موضوعيين، يستخدم أفعال، الفاظ، حروف، عبارات، جمل متعلقة بالمرأة/بالأنثى/بالجنس، وهي تتفوق وتتجاوز مفهوم "القصيدة" التي يتخفى وراءها، فلو كان هذه الألفاظ/الجمل/الحروف متعلقة بالقصيدة وبالشعر، لعمل على تذكير البعض منها، من خلال استخدام لفظ الشعر/الديوان/ لكن العقل الباطن يدفعه إلى هذا التجاهل، والسير نحو مكامن ما يحمله/ما يريد طرحه، المرأة وليس القصيدة.
الديون متواضع في حجمه، لكنه كبير في طرحه، يدفع المتلقي للتوقف عند العديد مما جاء فيه، فلا شك أن اللغة/الجمل التي يستخدمها الشاعر مركبة، تحمل أكثر من مدلول، وهذا ما يجعل الديوان يحمل بعدا فلسفيا/تأمليا، ونجد فيه استحضار للنص القرآني بطريقة جديدة غير مألوفة، فهناك تأثر واضح عند الشاعر بصورة الرحمن وسورة يوسف تحديدا، وهذا ما يجعلنا نؤكد مسألة الزوغان التي يقوم بها الشاعر في قصائده، فسورة الرحمن تحمل معاني وصور جمالية غالية في الروعة، وسورة يوسف هي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي تتحدث عن علاقة حب وعشق، وهي السورة والوحيدة التي ـ بغالبيتها ـ متعلقة بحدث واحد، بقصة واحدة، قصة يوسف (عليه السلام).
قبل الدخول إلى الديوان ننوه بأن الشاعر لم يسمي، يعنون أي قصيدة، وهذا الشكل متبع عند الغرب تحديد، وأذكر في هذا المجال بأن الشاعر الروسي "يسنين" كتب العديد من القصائد بدون عنوان، سنحاول توضيح وجهة نظرنا حول طرح/المقصود المرأة، في الديوان وليس القصيدة من خلال الشواهد التي سنقدمها، فيقول
"...
أنت/
سطور بسرير
تزمل/
بمنامة أنثى" ص27، فهنا نجد لفظ السير، وبمنامة أنثى، تحوي بالجنس والمرأة.
ويقول:
" تتقدم نحوي
لأطفئ فيها
ساق سيجارتي
قبل اكتمال احتراقها،
وانطفاء جسدي" ص29، التورية واضحة، والتخفي خلف السيجارة لا يمكن أن يكون كاملا، لأن انطفاء الجسد يؤكد بأن المقصود ليست القصيدة وانما المرأة الأنثى.
ويقول:
"قصيدتي التي تركتها تتلوى في غدي على رمس أمسي، لم تزل تحاول نفض بهار انتظار على لسانها لتقولني شغفا." ص33، نجد لفظ "تتلوي، نفض، شغفا" كلها توحي بالجنس والمرأة


سنحاول تقديم شكل استحضار النص القرآني في الديوان والتي ـ كما قلنا سابقا ـ يدعم ما نريد أن نطرحه بأن المقصود هو المرأة بعينها، يقول الشاعر:
"سألقيك
من على جبل
لا يعصمني مني
وسأكون هناك
قبلك
وبانتظارك
ايتها الغاوية" ص34، فهذا الاستحضار لقصة "نوح" يؤكد ما نقول، حيث أن هذا اللفظ "يعصمني" جاءت على لسان "ابن نوح" الخارج عن طوع الأب، الكافر بالحق والمتبع أهواءه، وهنا يستخدم الشاعر هذه الإشارة ـ أن كان واعي أم في العقل الباطن ـ لكننا منها نستشف ما يريده، الخروج عن المألوف وأتباع الشهوات.
ويقول :
"عينان
شفتان
بالنضج
نضاختان
النثر خمرهما..
والشعر سكرهما
وذواتا دنان" ص53، فهنا يستخدم الشاعر سورة الرحمن، بشكل مغاير، حيث جعل بعض الألفاظ منها يخدم فكرته التي لا يردنا أن نكتشفها، هنا تتضح الصور، الألفاظ تبين لنا أكثر ما يحمله الشاعر في العقل الباطن، ، فكل ما جاء سابقا يوحي بالجنس، بالمرأة بالأنثى وليس بالقصيدة.
وهنا يستخدم قصة يوسف التي جاءت في القرآن الكريم بهذه الطريقة:
"ألا هيت لي شاعرا وألا هيت أنت..
(زليخ) أنا حيث كنت وكنت،
وما من قميص عليك أقد، وما من (عزيز) يغار فغرت ..
فيا (يوسفية)
أما كان للشعر هذا فم واحد كنت قبلته واسترحت؟" ص68، أعتقد من خلال هذا الاقتباس يمكننا مسك الخيط الذي يؤدي إلى ما يخفيه الشاعر، تعلقه بالمرأة وليس بالنص الشعري.
"محمد حلمي الريشة" لا يكتب في السياسة، لكنه عندما يتناولها يكون أيضا غير واضح فيها، يتخفى، أو أنه يتعمد أن يجعل المتلقي يبحث في خفايا النص، وأن لا يقدم فكرة مكشوفة ومعروفة، فيتقاها القارئ بلا تعب، بلا تأمل، فتمر مرور الكرام، كما يمر أي خبر/حدث آخر، أعتقد بأن قصيدة "العصافير" التي جاءت في ديوان "أطلس الغبار" توضح لنا الكيفية التي يتناول فيها الشاعر الحدث السياسي، وهذا الشكل من القصائد السياسية يوكده الكاتب بهذا الديوان من خلال ما يلي:
"غيوم وقحة تتراقص هيفاء على الإسفت المائل..
رياح ليست لواقح، نكست شجرة التين جارتي..
ثلج سابح/ سارح يستر نهدي مستوطنة بشعة، ويكشف،
آسفا عري ردفيها..
كهرباء مفقودة لا يزال البحث جار عنها
(انقطاع، الآن، في بثي المعاشرة)" ص75، فهنا كان الطرح سياسي، لكنه غير مباشر، غير مكشوف تماما، فتقديم المستوطنة بهيئة البغي السافرة، يجعلنا نشعر بالاشمئزاز والامتعاض منها، وما يحسب على هذا التقديم أن الشاعر استحضر شجرة التين التي نكستها الريح الصفراء، ومن جمالية هذا المشهد استحضار البعد الديني من خلال عبارة "رياح ليست لواقح" وكأنه بهذا يريدنا أن نربط مسألة القرف/الاشمئزاز من البغاء بالمفهوم الديني والأخلاقي، كدعم لما يرد أن يطرحه، وجاء الاستخدام المقلوب "الرياح ليست لواقح" والتي كان من المفترض ان تكون "الريح اللواقح" كإشارة إلى أن ما يحصل على الأرض، فهو مطابق مع قلب اللفظ، فالمستوطنة قلبت ما على الأرض وغيرت معالمه.
الديوان من منشورات بيت الشعر، رام الله، الطبعة الأولى 2015.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة والكتابة في -يوميات كاتب يدعى x- فراس حج محمد
- العيون في ديوان - الصمت والرؤيا- سلطان القسوس
- الحب والجنس في رواية -خريف الانتظار- حسن نعمان فطافطة
- -الموت للعرب-
- حضور الطبيعة في ديوان - أيها الوطن الشاعري- صاحب الشاهر
- -حكمة الكلدانيين- حسن فاضل جواد
- القومية الكلدانية
- التوازن في مجموعة -الخروج من الكابوس- فاروق مرعشي
- خطوتان إلى الوراء
- واقع الهلال الخصيب
- زمن الكتابة على ألنت في مجموعة -فلسفة بيضاء- ناريمان إسماعيل
- الواقع الاجتماعي في رواية -عش الزنابير- فيصل سليم التلاوي
- الامبراطورية التركية والدولة الإيرانية وضياع المشرق العربي
- الفكر والسياسة
- الفكرة المجنونة في رواية -إعدام ظل- أيمن عبوشي
- الفانتازيا في رواية -الهؤلاء- مجيد طوبيا
- الهم السياسي والفساد الاجتماعي في مجموعة -نهار النرجس- جاسم ...
- هموم المرأء العربية في مجموعة -رفرفة- بشرى خلفان
- عودة غودو- في رواية -حازم العائد هذا المساء- نبيل عودة
- الرواية الفلسطينية


المزيد.....




- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التأنيث في ديوان -أيها الشاعر في- محمد حلمي الريشة