زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)
الحوار المتمدن-العدد: 5032 - 2016 / 1 / 2 - 21:12
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
بلى ، لا سياسة في شرق العبيد.
( لأن السياسة فعل وليس ردة فعل .. ولأن الفعل الصائب يتطلب الحرية بكل أوجهها وأهمها الحرية الفكرية )
ألفيت مرةً الوسواس الخناس يجلس في محراب الصمت متفكراً ، فوددت أن أسأله حول موقفه من الحرب الضروس في بلاد الواق الواق ، وأخبره أن هناك من يؤمن بأن كل هناك دماء تسيل بإسمه، فتنهد تنهيدة باكية و قال لي يا بنيَّ :
منذ بدء ربيع الاحلام المُحقة في سجيل الخوف، كان للضجيج والجلبة في موطني النصيب الأكبر، وحدث أن استبدلت الزهور بالذقون والدعاء بالعنف، ثم جرى الانفصال عن الواقع برفع سقف المطالب بما لا طاقة لأحدٍ به.. .
عندئذٍ، أخذت مقعدي بين المُتفرجين ، وعشتُ ايامي مع المقهورين الصامتين ..
وبتُّ أرقب عن كثب الموتَ يتمدّدُ في المَحاريب والأزقة، ويأكل السترة ويُهشم الصور، ويُسممُ الدُعاء والإبتهال، ويلتهم كل نفاق التسامح ، الذي كان يُغطي علاقات الناس الهشَّة ، ويكشفُ عن ألويةٍ تختلف في ألوانها، وتتطابق في أصوات شعاراتها،
وصرت في كلِّ مرة يشتد انفعالي ، أو اتعاطف مع جهة دون أخرى، أنهض وأقترب منها وأنصت إليها متلهفاً ، وإذ بي أتفاجئ بالحاجة الماسّة للفرار منها ، ومن حقوقها وحقائقها، فرار السليم من الأجرب ،
ولأتأكد المرة تلو المرة، ان افضل ما افعله هو التمسك أكثر بذاك المقعد الذي كنت عليه .. وهكذا دام الحال .. إلى أن أصبح الجميع يباب ... وبقيت الوصية الأولى لجدَّتي الافعى :
يا بُنئَّ.. إياك ثم إياكَ أن تعمل في السياسة في شرق العبيد ..
#زكريا_كردي (هاشتاغ)
Zakaria_Kurdi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟