أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر محمد نزار إسلامبولي - قراءة نقدية لبعض مقالات د . وفاء سلطان















المزيد.....



قراءة نقدية لبعض مقالات د . وفاء سلطان


سامر محمد نزار إسلامبولي

الحوار المتمدن-العدد: 5032 - 2016 / 1 / 2 - 17:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أرسل لي أحد الأصدقاء بعض مقالات للدكتورة "وفاء سلطان " وطلب مني أن أرد عليها، وقبل أن أقرأ المقالات بحثت عن سيرة الدكتورة وفاء لمعرفتها وأخذ فكرة عن منهجها في التفكير، فرأيت أنها إنسانة تعرضت لصدمات فكرية نتيجة البيئة التي تعيشها ، وبحثت عن الحقيقة بحرية عسى أن تصل إليها فاصطدمت بفكر إسلامي منغلق إلى أقصى الحدود يقدّس الآباء والتراث ويدَّعي أن هذا مقصد الله من كتابه القرءان، فكفرت بهم وبفكرهم، وهي محقة بهذا لأن الفقه غير القرءان ، والمسلمين غير الإسلام، ولكنها سحبت ذلك إلى الإسلام والقرءان فكفرت به أيضاً، ورفضت أن يكون من عند الله الذي هو أيضاً غير محل للإثبات أو النفي عندها، وبذلك وقعت في خطأ ما كان لها أن تقع به ألا وهو التعامل مع الإسلام التاريخي وترك الإسلام الرباني المتمثل بالقرءان والعلم.
وبدأت تكتب مقالات وأبحاثاً من وجهة نظر متحاملة وضيقة الأفق فكانت أشبه بالدكتور المعروف باسم "عباس عبد النور" في كتابه " محنتي مع الله والقرءان" الذي تعرض لصدمات وأزمات مالية وصحية على كبر سنه فكفر بالله خالقاً وكفر بكتبه والقرءان منها، وادعى أن الحياة الدنيا هي عبث ولعب ولهو ليس إلاّ، ولسان حاله يقول: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ }الجاثية24، وانطلاقاً من الظن بنوا عقيدتهم وأنكروا الحقيقة ، وتناولوا القرءان نقضاً ولكن من طريق التراث والتفاسير وأقوال الرجال وما نسب إلى النبي كأحاديث وأخبار تاريخية....
وأثناء قراءتي لمقالات الدكتورة "وفاء" وردّها على بعض الكتاب والباحثين رأيت أنها تطالبهم بالمنهج العلمي والتفكير الموضوعي فقلت في نفسي: إذاً يمكن أن أناقشها وألزمها بما طلبت من الآخرين الالتزام به.
دكتورة وفاء المحترمة
تحية طيبة وبعد
أحييّ فيك البحث والحرية والتفكير والثقة بنفسك وإنسانيتك، وأضم صوتي إلى صوتك في محاربة التقليد الأعمى، ووجوب إعمال الفكر والعلم ، وأعيب عليك كمتعلمة تدّعي المنهج العلمي أن تجري وراء التراث وتخلطين ما هو رباني بما هو بشري، وتحاولين أن تفهمي القرءان بما عدَّه الرجال قواعد وأصول ألزموا أنفسهم بها وهي ليست كذلك ولا مبرهن عليها .
دكتورة وفاء المحترمة
قبل النقاش والنقد أريد أن أطلعك على مجموعة من القواعد العلمية والأصولية واللسانية التي اعتمدت عليها في نقدي لبعض أفكارك أو ماعرضتيه من شبهات وإشكاليات على القرءان .
1- الخطاب القرءاني حجة بذاته لا يحتاج لمن يصدقه من الأحاديث النبوية أو أقوال الرجال.
2- الخطاب القرءاني مستغن عن الحديث النبوي.
3- الخطاب القرءاني منظومة واحدة يحتوي منظومات في داخله، فلا يمكن أن يدرس نصاً منه بمعزل عن منظومته، وذلك مثل دراسة أي عضو في جسم الإنسان لا يمكن أن يدرس إلا ضمن منظومته.
4- ينبغي أن تفرقي بين الخطاب القرءاني وتاريخية التعامل مع القرءان لدى المسلمين كلهم .
5- الخطاب القرءاني هو كلام الله ، والواقع هو كلمات الله، ولابد لدراسة كلام الله من إسقاطه على كلمات الله.
6- الخطاب القرءاني حجة على اللغة العربية وقواميسها
7- كل كلمة في القرءان مستخدمة بحكمة وعلم.
8- الخطاب القرءاني محكم ولايوجد في بنيته الداخلية أي تناقض علمي أو منطقي.
9- إذا اختلف المبنى على صعيد الكلمة أو الجملة اختلف المعنى ضرورة حسب اختلاف المبنى.
10- الخطاب القرءاني كله حق ولايوجد فيه مجاز.
11- الترادف في القرءان بين المفردات ليس تطابقاً في المعنى، وإنما التقاء نسبي أو جزئي بالدلالات.
12- الأصل في استخدام دلالة المفردة القرءانية هو المفهوم اللساني وليس ثقافة المجتمع الأول كون الخطاب القرءاني نزل بلسان عربي مبين.
13- ليس من أسلوب القرءان ذكر ما هو معروف عند السامع بداهة أو تحصيل حاصل.
14- تنزيه القرءان عن العبث والحشو .
15- الخطاب القرءاني يحكم ويعلو على الحديث النبوي أو التفاسير
16- أصول الخطاب القرءاني غير أصول خطاب الناس لبعضهم بعضاً
17- الخطاب القرءاني موجه إلى كائن حي عاقل واعي فهو يشاركه في الوصول إلى المعنى وتحديده
فيوجد متكلم، وخطاب، و متلقي للخطاب، ومحل الخطاب، فتحديد العناصر الأربعة لابد منها لدراسة الخطاب القرءاني، لأن الخطاب يفهم حسب مستوى المتكلم الذي صدر منه الخطاب، ويمكن أن نعلم ذلك من دراسة الخطاب ذاته، و مستوى المتلقي للخطاب يحدد المقصد منه بشكل نسبي.
18- الخطاب القرءاني عالمي وإنساني .
19- عدم معرفة الحقيقة لايعني نفي وجودها.
20- عدم القول بالفكرة سابقاً لاينفي القول بها لاحقاً
21- اشتهار فهم أو قول لايعني أن ذلك هو الصواب
22- يعرف الحق من برهانه وليس من رجاله، والحق أحق أن يتبع.
23- الإجماع ليس برهاناً فكرياً أو علمياً وإنما هو وسيلة انتخابية أو قرارية.
24- التاريخ ليس مصدراً تشريعياً
هذه أهم القواعد التي استحضرتها حالياً تصلح لاستخدامها في نقاش بعض أفكار الدكتورة "وفاء" وتفنيدها.
وسأضع مقطع من كلام الدكتورة كما هو وبعد ذلك أناقشه بشكل مختصر.
ـــــــــــــــــ
د. وفاء سلطان
الحوار المتمدن - العدد: 1972 - 2007 / 7 / 10
المحور: حقوق الإنسان
1- في القرآن لم ترد كلمة شفقة على الإطلاق. وردت كلمة "رأفة" مرتين.
لنتجاوز الأمر و نعتبر المعني واحد، ثمّ نطلع على الآيتين اللتين وردت فيهما كلمة "رأفة".
الآية الأولى تقول: " الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة"
إذا كانت الشفقة، أو الرأفة تجاوزا، هي الصفة الإنسانية التي حافظت على استمرار الجنس البشري وجودته، هل بإمكاننا أن نتصور وضع مجتمع بشري يكون فيه الإنسان قادرا على أن يجرّد نفسه من أي أثر للشفقة؟!
تحت تأثير أي ظرف، هل يجوز أن يتجرد الإنسان من قدرته على أن يرأف؟!!
هل يستطيع إنسان مازال يحتفظ ببعض انسانيته أن لا يرأف بحال امرأة تُجلد مائة جلدة، بغض النظر عن نوع الجريمة التي اقترفتها تلك المرأة؟!
ما الذي يدفع ذلك الإنسان لأن يتوحّش؟! وما نوع الإله الذي ينزع من قلبه رأفته ويزرع فيه تلك الوحشيّة؟
يقول الفيلسوف الألماني Arnold Schopenhauer: الشفقة هي أساس الأخلاق.
إذا، ماذا يبقى لدى الإنسان عندما يهدم أساسه الأخلاقي؟!!
- بينما تقول الآية الأخرى التي وردت بها كلمة "رأفة":
"وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة". لن اعلق على تلك الآية، لكنني أمتلك الحق أن أتساءل:
طالما زرع الله في قلوب أتباع عيسى الرأفة، لماذا غيرّ رأيه وآتى محمد القرآن؟ ألينزع تلك الرأفة؟!
ألم يقسم أتباعه، بما فيهم الأطباء:
أقسم بقرآني .........سأقتل وأصلب وأقطع الأيدي والأرجل من خلاف....وسأضرب الرقاب حتى أثخنها وأشد الوثاق ...وسأجلد الزانية والزاني مائة جلدة لا تأخذني بهما رأفة.... أقسم بقرآني سأكون محمّديا حتى العظم منذ الآن وحتى يوم الحساب؟!

ج1 - نقاش الدكتورة وفاء
تخلط الدكتورة عن قصد أو غفلة بين دلالة مفردة شفقة، ومفردة رأفة، وادعت أن مفردة شفقة لم تأت في القرءان قط، والصواب أنها أتت، قال تعالى : {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }الأحزاب72،{يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ }الشورى18 ولم تأت مضافة لله، وكذلك مفردة رأف فقد أضيفت لله بقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }الحج65، فالله رؤوف رحيم، والإنسان شفوق ورؤوف ورحيم، إذن الشفقة صفة للإنسان وليس لله، فما هي دلالة كل من مفردة شفق ورأف.
شفق: كلمة تدل على انتشار شيء وانفتاحه وتوقفه بشدة. وظهر ذلك بالشفق المعروف الذي يظهر عند نهاية غروب الشمس، وظهر ذلك بالعاطفة التي تنتشر في نفس الإنسان وتنفتح على الخارج كسلوك لين ولطيف مع توقف السلوك الشديد السابق.
رأف: كلمة تدل على تكرار ظهور شيء منتهي بفتح خفيف. وظهر هذا المفهوم بمعنى ظهور العاطفة والاهتمام اتجاه الآخر.
فنفي الرأفة لا يعني نفي الرحمة، فيمكن أن تعاقب الزاني مثلاً دون أن تأخذك به رأفة، بمعنى أن لا تظهر الاهتمام به وبما يصيبه، ولكن يمكن أن ترحمه وذلك بتخفيف شدة العقوبة إما بخفض عدد الجلدات أو بتخفيف شدة وقع الجلدة عليه مع المحافظة على عدد المئة، أو اختيار عقوبة تناسب فعله المشين مع إظهار عقوبة الزاني أو الزانية للناس إعلاماً.
والزنى غير الفاحشة، وقد أتى النص بصيغة اسم فاعل( الزانية والزاني..) لتدل على امتهان هذا العمل بأجر أو حباً في نشر الفاحشة بين الناس ، فالزنى هي فاحشة مأجورة علنية ، والمعروفة باسم الدعارة، فهل الزاني أو الزانية محترمان في المجتمع الإنساني؟ ألا يستحقان أن لا يرأف بهما أحد بمعنى أن لايظهر أحد لهما الاحترام أو الاهتمام أو التأثر بهما، ويستحقان العقوبة من قبل المجتمع لاتخاذهما الفاحشة مهنة لهما ينشرانها بين الناس.
والنهي عن الرأفة دليل على وجودها في الإنسان واستمرارها، وليس نزعها ، وإنما توقفها في هذه الحالة المعنية !
وقول الفيلسوف :إن الشفقة هي أساس الأخلاق، ليس فكرة علمية مبرهن عليها ، فيمكن أن أقول: الرحمة هي أساس الأخلاق، ولايخلو إنسان سوي من رحمة! والرسالة الإلهية أرسلت رحمة للعالمين {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107.
ألا يوجد في كل تشريعات الناس الوضعية عقوبات رادعة وزاجرة وفيها شيء من القسوة التي لابد منها؟ وكذلك التشريع القرءاني فيه العقوبة الرادعة والزاجرة مع وجود الرحمة للإنسان وعدم نفيها، والتشريع في القرءان حدودي ، بمعنى أن العقوبات تأتي على الحد الأعلى وتسمح للمجتمع أن ينزل عنها تخفيفاً بما يراه مناسباً للعقوبة . فأين الوحشية بالتشريع؟ وأين نزع الرحمة من قلوب الناس ؟ وأين نفي صفة الرأفة عن الناس عموماً؟
فكلام الدكتورة "وفاء" غير منضبط ولا يصلح للنقاش لتخبطه وتناقضه.
ــــــــــــــ

د. وفاء سلطان
الحوار المتمدن - العدد: 1851 - 2007 / 3 / 11
المحور: حقوق المرأة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
2- تساءلت من هي أفضل امرأة في سجلّ الإسلام وتاريخه؟ رأيت أن باستطاعتي، إلى حدّ ما، أن أعتبر مريم أمّ المسيح ضالتي المنشودة. وعندما عثرت على تلك الضالة رحت أتساءل: وكيف اختار الإسلام السيدة مريم لتكون خير نسائه وعلى أيّ مقياس أعتمد؟
تقول الآية:
"والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا...."
مريم، وحسب ما جاء في الإسلام، هي المرأة الوحيدة التي نفخ الله بها، ولقد نفخ فيها لأنها أحصنت فرجها!
يبدو أنها المرأة الوحيدة أيضا التي أحصنت فرجها، وإلاّ لكانت عدالة السماء واحدة ولنفخ الله في كلّ النساء اللاتي أحصنّ هذا الكنز الثمين!!
لقد تعامل إله الإسلام مع المرأة كفرج، ولم يستطع أن يراها أكبر من حدود ذلك الثقب الصغير!
لم يقل: أحصنت جسدها (ناهيك عن عقلها)، وإنّما أحصنت فرجها....!

ج2 - نقاش الدكتورة وفاء
تفسير النص كله خطأ وتحامل ، فالنص لم يقل إن سبب تفضيل مريم هو إحصان فرجها!! فهي امرأة فاضلة بإيمانها وسلوكها وتفكيرها،{وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ }آل عمران42، وأتى النص المعني يغطي حالة من حالات مريم وهي إحصان الفرج، وكلمة فرج ليست حصراً هي الفتحة التناسلية للمرأة أو الرجل، فهي كلمة عامة تشمل كل شق أو فتحة يكون في الشيء، انظري إلى قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ }ق6
بمعنى لايوجد في السماء شقوق أو فتحات تؤدي إلى ضعفها فهي متماسكة قوية البنيان، وكلمة فروج عندما تضاف للإنسان يقصد بها كل فروجه المادية والمعنوية ، وسياق النص يحدد أحدها، وفي نص السيدة مريم أتت كلمة فرجها يقصد به الشق التناسلي، والإحصان له متعلق بالسلوك وليس به، بمعنى أن السيدة مريم كانت امرأة فاضلة لاتمارس الفاحشة قط ، ولاتمارس حركات أو أفعال تخاطب بها غريزة الجنس عند الذكور، فالموضوع غير متعلق بثقب كما تقولين !وإنما متعلق بخلق وسلوك اجتماعي، وغياب هذا المفهوم وتجسيده بالفرج ذاته تاريخياً لاينفي المفهوم، وما ينبغي أن تأخذي هذا المفهوم التاريخي الشعبي وتنسبينه للقرءان!!!
ولو قرأت القرءان لعرفت كيف ينظر إلى المرأة بأنها كائن إنساني وعلاقتها مع الرجل علاقة تكاملية وليست تفاضلية، وهي أم وأخت وبنت وخالة وعمة.... فهن شقائق الرجال لهن ما للرجال ، وعليهن ما على الرجال.
ــــــــــــــــ
د. وفاء سلطان
الحوار المتمدن - العدد: 1281 - 2005 / 8 / 9
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
3- تركتُ سمر تجادل الطفلين وأسرعتُ إلى أقرب موقف باص لقناعتي المطلقة بأنني لا أستطيع أن أحوّل الغول طفلاً!!
لا أعرف الآن مصير ذانك الطفلين لكني لن أستغرب إذا سمعت بأن أحدهما اقتحم بطائرة مدنية بناية تغص بالناس، والآخر ينط من كهف إلى كهفٍ في أفغانستان!
لا، لن أستغرب ذلك، ولكني سأستغرب إن قيل لي بأنهما إنسانان طبيعيان يعيشان حياة أسروية متوازنة نفسياً وعقلياً وفكرياً.

ج3 - نقاش الدكتورة وفاء
الإنسان يولد على الفطرة سوي ، والبيئة الاجتماعية والجغرافية والغذائية هي التي تصيغ شخصيته صغيراً وعندما يكبر يمكن أن يغير شخصيته حسب ما يريد، لذا؛ يقال : الإنسان ابن بيئته صغيراً، وابن ثقافته كبيراً.
فالإنسان إن تشوهت فطرته في بيئة معينة لايعني ختمها على ذلك، فهي قابلة للإصلاح، وإلا لماذا دعوة النبيين والرسل والمصلحين والمفكرين للسلام والخير والرشاد إن كان الإنسان غير قابل للصلاح!!
ــــــــــــــــــــ
د. وفاء سلطان
الحوار المتمدن - العدد: 1769 - 2006 / 12 / 19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
4 - يبدو أن السيّد عبد اللطيف الجبوري قد تشرّب المستنقع بكامله، إذ لم
يستطع أن يفرز في ردّه على مقالتي "هل يصلح الدهر ما أفسده الإسلام"
سوى مائه الآسن ووحله!
- العلم لا يؤمن بالحقائق المقدسة، فما يعجبه اليوم قد يضحكه
غدا! يترك العلم الباب مفتوحا للشكّ والسؤال، ويبحث عن الحقيقة ثمّ يعتمدها عن طريق النتيجة والبرهان. أمّا الدين فيقوم على مبدأ التسليم والإيمان، ويعتبر كل شيء يأتي به حقيقة "مقدسة" لا تحتمل الشكّ ولا تقبل السؤال. العلم متغير وفي حركة دائمة والدين ثابت، وعندما يلتقي المتحرك بالثابت تتوقف النتيجة على قوة كلّ منهما.
الأقوى فيهما سيثبت نفسه، فإذا كان المتحرك أقوى أدى إلى تحريك الثابت عندما يصطدم به، وإذا كان الثابت أقوى أدى إلى إيقاف المتحرك عندما يصطدم به. تلك حقيقة فيزيائية يبدو أن السيد الجبوري "المختص في علم الفيزياء" يجهلها أو يتجاهلها.
لم يستطع الدين أن يصمد أمام حركة العلم وظلّت "حقائقه المقدسة"
تتقهقر أمامه الواحدة بعد الأخرى. لم تعد الأرض منبسطة ولم تعد نطفة الرجل وحدها مصدر الحياة. لم يعد بول الإبل يشفي من كلّ العلل بعد أن فضحت المخابر الطبيّة "النظرية المحمديّة" وحللّت مواده السامة وخطورته، والأمثلة هنا تطول ولا تنتهي.
- لقد تناول السيّد الجبوري كل فكرة في مقالتي ظنّ نفسه يستطيع أن يتسلل منها. لكنّه وعندما وصل إلى المقطع الذي أقول به:
كيف يستطيع الرجل المسلم أن يتصوّر طفلة في التاسعة من عمرها تجلس في حضن رجل بعمر جدّها ولا يتقزز؟
كيف يقرأ امرئ مسلم الآية التي تقول: "فلمّا قضى زيد منها وطرا زوجناكها"، ولا يتساءل: ما هو ذلك الوطر؟
كيف تقرأ المرأة المسلمة الآية التي تقول: "نساؤكم حرث لكم فآتوا حرثكم أنى شئتم"، ولا تصرخ بأعلى صوتها: وأين مشيئتي؟
لفّ ودار.. لفّ ودار وبحث طويلا عن وكر يتسلل منه، ولمّا لم يعثر قرر أن يتجاوزها وكأنه لم يقرأها!

ج4- نقاش الدكتورة "وفاء"
كلام الدكتورة فيه مغالطات جمة ، فعن أي دين تتكلمين ؟ فما ينطبق على دين لا ينطبق على آخر! هل الدين الإسلامي مثل الدين الكهنوتي النصراني مثلا؟ لايستويان!
وعلى كل نحن نتكلم عن الدين الإسلامي فقط ، هل العلم شيء مناقض للإسلام؟ هل الإسلام يقوم على التسليم؟
دكتورة "وفاء" اعلمي إن كلمة (إسلام) أصلها من الفعل الرباعي أسلم وهي :
أسلم يُسلم إسلاماً ، واسم الفاعل مسلم.
أما الفعل الثلاثي سلم فيصير يَسلم سلماً وسلاماً.
والفعل السداسي استسلم يَستسلم استسلاماً.
ويوجد فرق بين دلالة أسلم الرباعي ، واستسلم السداسي، فأسلم يدل على الإرادة والوعي والحرية للفعل، أما استسلم فيدل على الإكراه والإذلال، فنقول عن أسرى الحرب عندما يخسرون ويلقون سلاحهم: استسلموا وهم كارهون لذلك.
والله عز وجل طلب من الناس الإسلام وليس الاستسلام، والإنسان اسمه مسلم وليس مستسلماً
وهذا يدل على أن الإسلام ابتداء يقوم على الحرية والوعي.
أما مفهوم الإيمان فهو من الأمن التي تدل على حالة شعور قلبي بالاطمئنان نتيجة قناعات عقلية يحملها الإنسان
لذلك الإيمان هو تصديق ينتج عنه إتباع، فإن انتفى الإتباع انتفى الإيمان وصار مجرد تصديق وتصورات للإنسان لا تدفعه للعمل، فعندما نريد أن نناقش موضوع الإيمان عند شخص ينبغي أن نبدأ من موضوع التصديق ونعرف ما مدى وضوح الأفكار عنده ونقيم البراهين عليها، فإن كانت واضحة عنده ومصدق بها ، ننتقل إلى مرحلة معالجة الإتباع ونحاول أن نعرف لماذا لايتبعها وما هي الموانع النفسية التي تحول بينه وبين إتباعها، وبالنتيجة نحن نملك إمكانية إظهار الحقيقة له وتعريفه بالأفكار ونجعله يصل إلى مرحلة التصديق بها لأن العقل لايستطيع أن يدفع البراهين لأنه مفطور على قبولها ، ولكن لانملك أن نجعل الإنسان أن يتبعها، لأن ذلك سلوك شخصي ينتج عن حرية الإنسان، لذا؛ يقال: التصديق بوجود الخالق فطرة لايمكن للإنسان أن يدفع هذه الحقيقة عن نفسه، والإيمان به (الإتباع لأوامره) حرية لأنه سلوك شخصي، {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة256، {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً }الكهف29.
لذلك فالدين الإسلامي لايقوم على التسليم، وإنما يقوم على الإسلام، وطلب من الناس أن يؤمنوا به، وهذا لايمكن إلا بعد مرحلة التصديق التي هي مرحلة عقلية دراسية علمية {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ }محمد19.
أما قول الدكتورة : ( العلم متغير ...) ليس صواباً على إطلاقه لأن العلم يقوم على الثابت والمتغير، والعلاقة بينهما جدلية، ولولا الثابت لما وصلنا إلى المتغير، ولولا المتغير لما تطورنا، انظري إلى حركة الكون والشمس مثلاً أليست هي متحركة ومتغيرة وفق ثابت يحكمها؟ أليس العلم هو انعكاس لحقيقة الوجود وطبيعته؟ فالوجود قائم على الثابت والمتغير، والعلم قائم على الثابت والمتغير، ونزل القرءان من خالق الوجود لينسجم مع الوجود كآفاق وأنفس فأخذ صفة الثابت والمتغير، فما وصل إليه العلم أنه ثابت فلاشك أن هذا نتيجة ثبوته في الوجود، وحتماً إن تناوله القرءان سوف يعطيه صفة الثبات لينسجم مع الواقع والعلم ضرورة، وإلا كان القرءان ليس من عند الله وينبغي الكفر به وتركه دون أسف عليه، وهذا ما اعتمد عليه القرءان في مصداقيته، {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82، اختلاف بين خطاب القرءان ومحله من الواقع والعلم.
انظري مثلاً إلى هذه الثوابت الكونية والعلمية والقرءانية:
1- يقوم الوجود على الحركة، ولايوجد سكون في الكون. {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }يس40
2- يقوم الوجود الكوني بعلاقاته على الثنائية والزوجية، و لايوجد فيه صفة الأحدية قط. {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }الذاريات49
3- تقوم الحياة على الماء بصرف النظر عن حالاته. {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ }الأنبياء30
4- لايوجد في الكون فراغ. {وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ }الذاريات7
5- لا تذهب المادة إلى لاشيء، ولاتأت من لاشيء. المادة تفنى لتظهر بصورة جديدة، وهكذا تتوالد. {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ }الرحمن26، والفناء في اللسان العربي هو هلاك الشيء وتحوله إلى أصله ،مثل فناء الإنسان إلى التراب.
هذه نماذج للدراسة و التدبر وليست للحصر، وهي بحاجة لنقاش عميق ولكن اعتمد على فهمك كعالمة وباحثة في متابعة ذلك وحدك.
إذاً ؛ الثابت والمتغير هما نظام الوجود ، والعلم دراسة لهذا الوجود ، والقرءان خبر عن النظام الكوني ، وتطابق القرءان معهم ضرورة إيمانية علمية ، ولايوجد تصادم بين الثابت والمتغير قط، لأن المتغير منضبط بقانون الثابت، والثابت يؤدي إلى الاستقرار والتواصل، والمتغير يؤدي إلى التطور، وغياب أحدهما يؤدي إلى الهلاك ضرورة.
لذا؛ لاقيمة لقولك: (لم تعد الأرض منبسطة) أي معنى علمي أو قرءاني، فهذه الصفة لم تأت في القرءان للأرض قط، وقول بعض المسلمين بها لايعني أن القرءان قال بها، وبالتالي نقاشك لها هو تدليس وافتراء على القرءان وليس موقفاً علمياً ولا موقفاً بريئاً!! لقد أتى في القرءان صفة المد للأرض {وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ }الحجر19، والشكل الوحيد من الأشكال الهندسية التي ينطبق عليها صفة المد المستمرة دون توقف هو الشكل الكروي، فأينما وقفت على الكرة تقرئين ( والأرض مددناها) فتجدين فعلاً أنها ممتدة من جميع الجهات دون توقف، وهذا بخلاف الشكل المسطح إذا وقفت على حافته لا تجدين انه ممتد من كل الجهات !! صدق الله وكذب بعض المفسرين للقرءان عندما قالوا :إن الأرض مسطحة!
مع العلم أن القرءان أخبر حقيقة إن الأرض كروية {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ }الزمر5
{وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }يس 40، ودلالة كلمة فلك هي التكوير والاستدارة.
أما شبهاتك الأخرى فهي ليست من القرءان ، ولايصح أخذ الروايات والتاريخ أو التفاسير ونقاشهم على أساس أنهم قرءان!! فهذا عمل غوغائي وليس علمياً.
ونقاشك لموضوع زواج النبي من عائشة وهي صغيرة السن لم تتجاوز التاسع من عمرها غير صواب ، لأن الروايات ذاتها مضطربة في تحديد عمرها ما بين التاسعة إلى سن الخامسة عشر والسابعة عشر، والذي يهمنا هو القرءان، وقطعاً لم يتزوجها النبي حتى بلغت سن المحيض لأن هذا حكم شرعي، والنبي يلتزم به، وبصرف النظر عن عمرها فهذا يرجع إلى عرف المجتمع حينئذ، ومن الخطأ تقويم عرف مجتمع في زمن معين على عرف مجتمع آخر في زمن مختلف عنه.
أما قولك: كيف يقرأ امرئ مسلم الآية التي تقول: "فلمّا قضى زيد منها وطرا زوجناكها"، ولا يتساءل: ما هو ذلك الوطر؟
من قال لك أننا لم نتساءل ما هو الوطر! ولماذا انطلقت من تفسير المفسرين أن دلالة كلمة وطر هي الحاجة!
كلمة وطر تدل على المعاناة والضغط والشدة، ويصير معنى النص فلما قضى زيد منها معاناة وضغطاً إلى حد لم يعد يحتملها لسوء معاملتها له، وهذا مثل القول الشائع عندنا في الشام ( قضَّى منها المقاضي)، فأين الحاجة والجنس في النص؟!
وقولك: (كيف تقرأ المرأة المسلمة الآية التي تقول: "نساؤكم حرث لكم فآتوا حرثكم أنى شئتم"، ولا تصرخ بأعلى صوتها: وأين مشيئتي؟
أقول للمرأة المسلمة: إن إرادتك ومشيئتك موجودتان وتمارسين ذلك بحرية ولا علاقة للنص هذا بموضوع المرأة من أصله ، والمشكلة في المفسرين عندما فهموا أن كلمة نساء في النص هي جمع امرأة ، والصواب هي جمع نسيء التي تدل على التأخر، والنص يتكلم عن موضوع آخر غير العلاقة الجنسية الذي تكلم عنه بالنصوص السابقة عنه {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }البقرة222 ، والنص واضح في النهي عن إتيان المرأة في الدبر أو في حالة المحيض، وحصر العلاقة بحالة الطهر ومن القُبل فقط، أما سوى ذلك من أوضاع الإتيان فهي من الأمور الخاصة المسكوت عنها التي يرجع اختيارها لحرية الإنسان و رضى الطرفين، وانتهى الموضوع بها، وانتقل إلى موضوع آخر، والنص هو {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }البقرة 223 ، و الحرث هو مكان للعمل الصالح للإنسان، والنص خطاب للمرأة والرجل على حد سواء( نساؤكم حرث لكم...) ويقصد بكلمة النساء في النص مكان العمل الصالح المتمثل بالمتأخرين في المجتمع على صعيد العلم أو المال أو الصحة أو أي شيء آخر، وهذا واضح من خلال الأوامر الثلاثة التي أتت في سياق النص ( وقدموا ، واتقوا، واعلموا) ، فأين الجنس في النص ؟
ــــــــــــــــــــ
د. وفاء سلطان
الحوار المتمدن - العدد: 1769 - 2006 / 12 / 19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
5- لقد احتوى القرآن على أكثر من ألف خطأ لغوي، معظمها لا تحتاج الى سيبويه كي يكتشفها، بل بإمكان تلميذ في المرحلة الابتدائية ان يتبين.
وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا... لو كتب طفلك في موضوع الإنشاء "وإن طائفتان اقتتلوا" ألا تصحح له قوله هذا بقولك: "وإن طائفتان اقتتلتا".؟
هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ.
هل المفروض أن نقول اختصموا أم اختصما؟! أم ستقول كعادة المسلم في الحوار: عنزة ولو طارت؟!! ذلك غيض من فيض، وليس لديّ مجالا لاستفيض!
- لنقرأ معا تلك الآية: قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ ِطين..
هل أفهم من ذلك بأن إبليس والإنسان خلقا من ماء؟ وهل هذا يعني أن الطين والنار من أصل واحد؟ وإذا كان الأمر كذلك لماذا لم يقل الله لإبليس عندما تحداه، مصححا له معلوماته: خسئت يا إبليس! فلقد خلقتكما من مصدر واحد ألا وهو الماء؟!!
لو التزم إلهكم بالقليل من الديمقراطية، وأجاب على سؤال إبليس بطريقة اقل جبروتا لوفر علينا كلّ العمليات الانتحارية في العراق، ولوفر علي الخوض في جدل كجدلك هذا.

ج5- نقاش الدكتورة وفاء
إن هذا الافتراء على القرءان بأنه مليء بالأخطاء اللغوية فرية باطلة ولايقول بها إلا جاهل أو متحامل، ألم ينزل القرءان على العرب وهم من أفصح الناس حينئذ، هل سمعنا عن أبي جهل أو أمية بن خلف أو الشعراء المعروفين أو الخطباء الفصحاء اعترضوا على صياغة الخطاب القرءاني أوطعنوا بصياغته وفصاحته رغم حاجتهم الحربية والعدوانية لذلك؟
ومع ذلك انظري يا دكتورة وفاء إلى النص الذي ذكرتيه {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الحجرات9، الطائفة هي اسم لمجموعة من الناس أي تشمل أفراد، والنص يتكلم عن طائفتين يضمان مجموعتين من الناس، والقتال نشب بين المجموعتين، فمن الطبيعي أن يأتي الخطاب بكلمة الجمع ( اقتتلوا)، وهذا يدل على حيوية الخطاب القرءاني وبلاغته ودقة إحكامه في توصيف الواقع كما هو عليه تماماً.
اعتراضك الثاني: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ }الحج19،وهذا النص مثل الذي سبقه، الكلام عن خصمين ، الأول يمثله مجموعة من الكفار ، والخصم الآخر مجموعة من المؤمنين، فمن الطبيعي أن يأتي الوصف لخصامهم بالجمع (اختصموا).
كم من عائب قولاً صحيحاً....... وآفته من الفهم السقيم!!!
أما حوار الرب مع إبليس فقد كان في منتهى العدل والحرية، أمره بالسجود فرفض، أليس هذه قمة الحرية !! سأله عن سبب رفضه وترك له فرصة ليجاوب وسمعه للآخر، أليس هذا حرية وعدل!! فكان جواب إبليس جواب متكبر وغبي وبرر ذلك بقوله: { قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }الأعراف12، فكانت النتيجة أن غضب الله عليه وطرده من الجنة ولم يستمر بحواره، والسؤال هو لماذا توقف الحوار عند هذه النقطة؟
المدقق بالحوار من أوله يجد أن الرب حريص على مصلحة مخلوقه وسأله وحاوره، ولكن عندما وصل الحوار إلى طريق مسدود من طرف إبليس مكابرة وعناداً وجهلاً، فمن الطبيعي أن ينتهي الحوار ويتوقف عند هذا الحد لعدم جدواه.
والسؤال ماهو مضمون قول إبليس{ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }الأعراف12 حتى توقف الحوار بسببه؟
وهذا لابد له من دراسة عميقة لمجموع النصوص التي تناولت خلق الإنسان وقصة آدم وإبليس، وسوف ألخص ذلك لك على أن تراجعي الموضوع بالقرءان بهدوء وروية وبموضوعية وحدك.
صحيح إن أصل الحياة هو الماء ، ولا يستثنى منها إبليس فهو خاضع للقانون ذاته، وفعلاً أصل النار هو من الطين أنظري إلى قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ }يس80، من أين أتى الشجر الأخضر يا دكتورة وفاء؟
وتوقف الحوار لأن الطين والنار هو أصل خلق الاثنين معاً( آدم وإبليس) وأصل الحياة عندهما قائمة على الماء ، وإبليس قام بتجاهل وجود الطين في خلقه وذكر النار، وتجاهل وجود النار في خلق آدم وذكر الطين فقط، وصار مثل إنسان يفتخر على آخر و يقول: إن دمي فيه كريات بيضاء بينما دمك فيه كريات حمراء، وهذا القول لا يصدر إلا من جاهل أو متكبر ومن الطبيعي أن لا يكون له جواب أو يستمر الحوار، والحل لمثل هكذا شخص هو توقيف الحوار وطرده.
أما النص الذي يقول : {خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ }{وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ }الرحمن 14- 15 ، فالنص الأول يتحدث عن خلق الإنسان كجسم ، والنص الثاني يتحدث عن خلق النفس التي هي كائن جني مختفي في الجسم خلقت من مارج من نار، وللتوسع راجعي كتابي "دراسة إنسانية في الروح والنفس والتفكير".
فالأمر ليس عنزة ولو طارت!!
ـــــــــــــــــ
د. وفاء سلطان
الحوار المتمدن - العدد: 1769 - 2006 / 12 / 19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
6 - لا يوجد في التعاليم الإسلامية مكان للدماغ ولا للجهاز العصبي المسؤول عن تصرفات الإنسان. أصرت تلك التعاليم على أن القلب هو مصدر الفكر وهو الذي يتحكّم بقرارات الإنسان.
يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ....
وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَت ْقُلُوبُهُمْ
وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ
من يسبر أغوار الانترنيت يستطيع وبسهولة أن يتّطلع على كلّ العلوم. ويستطيع أن يتأكد من أن مركز الخوف والوجل والريب هو الدماغ وليس القلب الذي لا علاقة له، من قريب أو من بعيد، بتصرفات الإنسان!
ومتى فرطت حبّة من مسبحة الإسلام خرّت كلّ حباته!
فأين تلك الآيات من الحقائق العلميّة التي أثبتها واقرّها العلم؟!!
ج6- نقاش الدكتورة وفاء
لقد ذكرت سابقاً مقولة : كم من عائب قولاً صحيحاً ....وآفته من الفهم السقيم. وهذا ما يحصل مع الدكتورة وفاء ، فهي تظن أن استخدام كلمة قلب في القرءان هي ذات استخدام كلمة قلب بين الناس بمعنى العضلة التي تضخ الدم، وهذا غير صواب، فالقلب في القرءان هو محل لفعل التعقل والتفكير، انظري إلى قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }الحج46، وكلمة الصدر في القرءان ليس ذاته الصدر المستخدم بين الناس المعروف بالقفص الصدري، فالصدر هو المكان الأعلى والهام والمركز للشيء وعند الإنسان هو الجمجمة، والقلب هو الدماغ النازل فيه الفؤاد ( القوة الإدراكية الواعية) المشهورة باسم العقل{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }الإسراء36، ليصير دماغ + فؤاد = قلب.
وما ذكرتيه من أفعال نفسية من خوف والوجل والريب وغير ذلك ليس محلها الدماغ وإنما تمر من الدماغ إلى الفؤاد الذي هو جهاز الإدراك والوعي عند الإنسان النازل في الدماغ، وما الدماغ إلا عضو نهايته للفناء إلى التراب بخلاف ما اكتسبه الإنسان فيبقى في فؤاده محتفظاً به، فالفؤاد هو جهاز نفسي، والدماغ جهاز جسمي، وكلاهما مع بعضهما يمثلان القلب الذي يتم بواسطته التعقل والفهم والتفكير والخوف والريب والحب والكره......
هل رأيت كيف تخبطين خبط عشواء بسبب اعتمادك على ما هو شائع على ألسنة الناس في فهم القرءان !
ـــــــــــــــــــ
د. وفاء سلطان
الحوار المتمدن - العدد: 2949 - 2010 / 3 / 19
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
7- وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ ( وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ) وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا
فما تعريف حضرة السيد التميمي " للاتي لم يحضن" من وجهة نظره كطبيب؟!!
في كل كتب التفسير جاء التعريف على أنهن لم يحضن ( لصغرهن)، فلماذا لا يستخدم "طبيبنا" عقله ويلتزم بأمانته العلمية عندما يقرأ هذه الآية من "منظور علمي" بناء على طلبه؟!!
يندرج تحت التعريف الطبي لعبارة "لم يحضن" كل الفتيات اللواتي لم يبلغن سن الحيض بعد بما فيهن حديثي الولادة!
ج7- نقاش الدكتورة وفاء
كما ذكرت سابقاً إن كلمة النساء التي مفردها نسيء، تأت جمع لكلمة امرأة كونها غالبا يتحقق بها صفة النسيء في المجتمع وظيفيا،ً و يحددها سياق النص ومحل الخطاب، والمرأة هي الأنثى البالغة وليست الطفلة، وجملة ( واللائي لم يحضن) معطوفة على الجملة الأولى في بداية النص ( واللاتي يئسن من المحيض..) وأتت كلمة ( من نسائكم) لتحدد أن كليهما من النساء أي إناث بالغات، والمعنى هو المرأة التي وصلت إلى سن انقطاع الطمث عنها، والمرأة التي لم تحض أصلاً في حياتها لسبب ما في حال طلقها زوجها فعدتها ثلاثة أشهر، أين ذكر الزواج من الأطفال في النص؟ وكتب التفاسير ليست حجة وغير ملزمة لنا، فالقرءان حجة بذاته!
6/ 5/ 2011
كم من عائب قولاً صحيحاً ....وآفته من الفهم السقيم
https://www.facebook.com/groups/170302883083402/



#سامر_محمد_نزار_إسلامبولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر محمد نزار إسلامبولي - قراءة نقدية لبعض مقالات د . وفاء سلطان