أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - تاجر الفصول الأربعة 1972(راينر فاينر فاسبندر ):الحشرة الاجتماعية














المزيد.....

تاجر الفصول الأربعة 1972(راينر فاينر فاسبندر ):الحشرة الاجتماعية


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 5032 - 2016 / 1 / 2 - 02:40
المحور: الادب والفن
    


تاجر الفصول الأربعة 1972(راينر فاينر فاسبندر ):الحشرة الاجتماعية
يبدأ الفيلم على استرجاع(فلاش باك)...هانز واستقبال بارد من امه بعد غياب لأكثر من عام في الجندية
هانز أيب(Hans Hirschmuller)
شخص في اواسط العمر يعاني من انسحاق اجتماعي عام وعدم احترام ومن كل الأطراف،ففي الماضي فضل الانسحاب الى الخدمة العسكرية على ان يبقى مع امه التي لاتقدره ولاتحترمه ،بل وتذدري رغباته هذا بعد ان اعلمها برغبته في ان يصبح ميكانيكيا ولكنها رفضت لوضاعة هذه المهنة.
الأم المتجهمة عنصر اجتماعي قوي ومهم في تغذية الرفض الذي يواجه هانز ولكنه لايشعر به...
هانز في الحقيقة واثق من نفسه وفي نفس الوقت غير واثق وغير مؤمن بنظرة المجتمع له،بل نظرة المجتمع له على الأغلب لاتعنيه،فهو الآن يعمل كبائع خضار متجول...
في الماضي كان يعمل شرطيا،ونتيجة لغواية سريعة من عاهرة يطرد من عمله،فالظروف ايضا كانت ضده،كما أن هذه الظروف هي التي حرمته من حب حياته نتيجة للفروق الطبقية،فهو الآن عبارة عن شخص مدمن كحول عصبي ومجنون...
زوجته في تذمر دائم منه ومن تصرفاته،وعندما يضربها بقسوة تتطور الظروف ويصاب بجلطة قلبية يصبح بعدها مهددا بالموت في اي لحظة وزوجته (Irmgard) تنتهز فرصة دخوله المستشفى لتمارس الخيانة الزوجية...
إذ هانز عبارة عن حشرة اجتماعية بكل ماتعنيه هذه الكلمة وما تحمله من معنى،بل ان البعض يعتقد بانه سيصاب بعقدة نفسية على اثر زواجه من أمرأة(أطول منه) ومقاومته لهذه النظرة الاجتماعية هي التي جعلت منه رجلا عصبيا مدمنا على الخمور...
يستأجر هانز صديقا من ايام الجندية ليساعده في عمله ويحقق له هذا سعادة نسبية مع رضا من زوجته وبحبوحة اقتصادية،ولكن انقلابات الحبكة المألوفة عند فاسبندر الذي يعمل على قيادة شخصياته وتحريكها من قمة السعادة ليصل فيها الى قمة اليأس ومن ثم على الغالب تنتحر أو تفكر جديا بالانتحار....
حبكة سوداوية ذات توظيف دائم في كل افلام وحبكات فاسبندر
يمتلك هانز الآن وقتا طويلا من الفراغ وهذا بدلا من ان يشعره بالسعادة والراحة،يؤثر سلبا على شخصيته حيث يبدا بالتفكير مطولا في اندحارات الماضي مع انعدام التفاؤل بالمستقبل،فهو يرفض النوم مع حبيبته التي فقدها ذات يوم نتيجة الفروق الطبقية،وفي المشهد النهائي من الفيلم،يشرب هانز -وهو الممنوع من الشرب-نخب كل لحظاته والشخصيات المهمة في حياته مسترجعا قصة من ايام الجندية في المغرب كان فيها مأسورا وعلى وشك الموت،وفي اللحظة الأخيرة ينقذ فيها من هذا الأسر والموت الذي كان وشيك الحدوث...يصرخ لماذا انقذتموني؟
هانز شخص لايرغب بالحياة والمشهد النهائي كان انتحارا على انغام كل المواقف المحبطة في حياته والشخصيات التي زادت من احباطه،فهو شخص دفعه المجتمع الى الجحيم قبل ان يقود نفسه اليه..
يتتبع فاسبندر في فيلمه المهم هذا والذي حققه للتلفزة أصلا,مسار شخصي من نوع معين لايبدو بأنه يعكس واقع اجتماعي سوى من بعض التلميحات عن الطبقة الوسطى ليس الا،ولايخفى علينا أن القصة برمتها عبارة عن ميلودراما خالصة مكثفة مليئة بالتقرير والانقلابات المفاجئة غير المقبولة على الاطلاق،وحتى استرجاعات البطل هانر-فلاش باك-تبدو غاية في الضعف،بل ان بعضها قد يوقع المشاهد بالضحك،على سبيل المثال مشهد هانر وهو ممسك بباقة من الورد الأحمر بينما حبيبته تخبره عن استحالة الارتباط بسبب الاختلاف الطبقي المادي في مشهد كان غير لائق لكلا الممثلين.
بالتأكيد ان القصة مقنعة على انه كان من الممكن صياغتها بشكل مقنع اكثر،وليس قاصرة عن تشبيه مكرر بانها قصة فرد في مواجهة المجتمع،ولكن التكثيف الميلودرامي المتعمد جعل من الفيلم مقبول في معطياته وغير مقبول في سرده أبدا...
بلال سمير الصدّر
27/3/2015



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذر من العاهرة المقدسة1971(راينر فاينر فاسبندر):أنا دائما خ ...
- Kalzelmacher1969(ليس من اجل لاشيء) راينر فاينر فاسبندر :فضح ...
- الحب ابرد من الموت 1969(فاسبندر):شخصيات تعاني من برود شديد ا ...
- عن راينر فاينر فاسبندر 1945-1982 وصعلوك المدينة وتشويش بسيط
- تابوو 1999(ناغيسا اوشيما):عندما تخضع التابوهات للظروف
- امبراطورية الحواس 1976(ناغيسا أوشيما):غلطة اوشيما الكبرى
- امبراطورية المشاعر(ناغيسا أوشيما):الانطوائية الحاصلة في كل ا ...
- امبراطورية الحواس 1976(ناغيسا أوشيما):غلطة أوشيما الكبرى...
- أخت صغيرة للصيف 1972(ناغيسا أوشيما):فيلم متوسط المستوى الفني ...
- الطقوس (المراسم) ناغيسا أوشيما:خصوصية ناغيسا اوشيما
- الطقوس (المراسم) ناغيسا أوشيما:الفرد حالة اجتماعية وحالة اكث ...
- الرجل الذي وضع وصيته في فيلم 1970(ناغيسا أوشيما):الاحتجاج ال ...
- ليل وضباب فوق اليابان 1960 (ناغيسا اوشيما):النموذج الاحتجاجي
- الموت شنقا 1968(ناغيسا أوشيما):R في مرحلة التكوين المعرفي ال ...
- عن ناغيسا اوشيما وpleasure of flesh 1965
- كوربورال المراوغ 1964:عودة مقصودة تقريبية الى الوهم الكبير
- رقصة الكانكان الفرنسية 1954 والينا ورجالها 1956جين رينوار:هل ...
- قواعد اللعبة 1939(جين رينوار):بدعة القرن العشرين في التوجيه ...
- الوهم الكبير 1937(جين رينوار):رينوار يصيغ وهما كبيرا
- انقاذ بودوا من الغرق 1932(جين رينوار):السخرية والتهكم على وا ...


المزيد.....




- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - تاجر الفصول الأربعة 1972(راينر فاينر فاسبندر ):الحشرة الاجتماعية