أمنيات ليست ككل الأمنيات -

قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 5030 - 2015 / 12 / 31 - 15:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

منْ وحشة الغربة لوحشة الموتْ
وشِربْت الوحشتين بفرد ماعون
-
المـثلك ما يظل من غيـر جنَّاز
النخل يطلع وراك وية اليشيعون
-
المن جابتك للغربة رجــليك؟!
ومتت لا ناعية ولا ناس يبجون
-
غدر طبع الذيابة وهذا معروف
ومثل هاي النهاية المُره يردون
-
رحم الله الشاعر الشهيد رحيم العراقي، ورحم شهداء العراق كافة. ساعات ونودع عاما ونستقبل آخرا،ولا أدري لماذا يفرح الناس بانقضاء عام واستقبال آخر، هل هو التقليد أم هو الأمل في أن يكون القادم خيرا ؟ وعلى الرغم من أنني من المتفائلين ، إلا أنني لا اتفق بالفرح مع من يحتفلون بكل عام جديد لأنهم لا يدركون بأنَّ العام الجديد سيأخذ من (رصيدهم العمري) سنة كاملة.
-
وأنا أودع هذا العام،أعود الى بعض أيامه ، ففيها اجتمعت الثلاث التي يَعزالصبرُ عند حلولها:خروج اضطرارمن بلاد نحبها ،وفرقة خلانٍ، وفقدُ حبيب؛ فكان ما كان؛ فخرجت مضطرا من الوطن ولم أخرج عليه، وفارقت الخلّان،وبقيت وفيّا لهم، وإن بقي من (رصيد العمر) بقية ؛ فلابد من أننا سنعود وسنلتقي. ولكن! كيف لنا أن نجد من فقدناهم من الأحبة وأن نلتقي بهم بعد أن شربنا الوحشتين بفرد ماعون؟ وكيف لنا أن نزورهم في يوم (الزيارة) ونقرأ عليهم سورة الفاتحة، وكيف سنوصل اليهم (كليجة) العيد؟
-
لقد فقدنا في الغربة والتهجير،أهلا،وأصدقاءً،وأحبة كانوا في حياتهم يتمنون أن يموتوا في مدنهم، وربما أن بعضهم أوصى بأن يُدفن فيها جنب قبر ابيه أو أمه أو ابنه أوابنته، ولكن أمنيته لم تتحقق؛ فـ (داعش) قاتلة الحياة والأمنيات،وكارهة الفرح جعلته منفيا في ارض لا ناقة له فيها ولاجمل، فترك الدار والديار والأهل والأحبه. ومن حسرة الغربة وفيها مات،وحيث أن ( إكرام الميت دفنه) كان الدفن في أرض الغربة، في أرض لم تكن تخطر على بال من ضمته تربتها، ولكنَّه القدر ومشيئة الله (وما تَدْري نَفْسٌ بأيّ أرضٍ تَمُوتُ).
-
ما اتمناه عليكم أيها الأصدقاء في هذه الليلة أن تذكروا بالخير كل من فقدناهم (غرباء) في هذا العام، والذين لم تتحق أمنياتهم بأن يدفنوا في مدنهم، وأن تكون أمنيات الجميع العودة الى حيث الدار والأهل والأحبة، واِقْرَؤُوا الفاتحة على من مات غريبا، وكل عام وانتم طيبون.

#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات