|
احترام الرأي الا خر في الادارة المعاصرة
عبد الرحمن تيشوري
الحوار المتمدن-العدد: 1371 - 2005 / 11 / 7 - 04:40
المحور:
الادارة و الاقتصاد
مقدمة: ان امتلاك القدرة على التعبير عن الرأي والتمتع بميزة احترام الاخر والاعتراف بحقه في الوجودوتفهم العوامل التي تكمن وراء التنوع في الراي والاختلاف فيه واحدة من اكثر القيم الانسانية والصقها بمتطلبات التطور الفكري والحضاري انها احد اهم مرتكزات الديموقراطية التي حملها تيار العولمة الكاسح راية يخفي وراءها كل اطماعه في خيرات العالم ولا سيماالعالم الثالث في هذا المقال السريع القصيرساعالج هذه القيمة ودورها في نجاح الادارة المعاصرة لاسيما وان رئيسنا الشاب الدكتور بشار الاسد اشاع مشروعا تحديثيا تطويريا لسوريا وهذا المشروع اكثر ما يحتاج الى الرأي والرأي الاخر واستخدام ذلك في الادارة والتربية والثقافة لنصل الى بنا ء ذاتنا وتطويرها من اجل بناء مجتمعنا وتحديثه وتطويره وعصرنته · احترام الرأي الاخر ليس مطلبا داخليا فحسب انما هو ايضا مطلب خارجي بعنى ان هدف الحوار قد يكون داخليا او خارجيا وان الاخر قديكون محاورا داخليا ( مواطن )او خارجيا من بلد اجنبي سواء اكان فرداً ام مؤسسة ام هيئة تربوية اوسياسية او ادارية او اقتصادية · ففي عصر العولمة والانفتاح والتنافس تشتد الحاجة الى حوار يقوم على الندية والاحترام المتبادل تمارس في مهارة التعبير على الرأي واحترام الراي الاخر والاكانت النتيجة سلبية اللى ابعد الحدود وكان الخاسر حتماً المحاور والمنافس الضعيف معنى ومفهوم الرأي الاخر نعني بالراي الاخر مايمكن ان يعبر عنه الافراد او الجماعات من افكار او قناعات اومواقف او اراء او تصورات تتعلق بمختلف المسائل او القضايا السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية او الادارية التي تمس حياة المجتمع من قريب او بعيد اسس احترام الراي الاخر · التعبير عن الراي حق من حقوق الانسان ايا كان المجتمع الذي ينتمي اليه · احترام الاخرين ضرورة للعيش المشترك في مجتمع الام وضرورة للتعاون المثمر بين الامم و الشعوب · احترام الراي الاخر دعامة اساسية من اجل بناء الشخصية المتكاملة التي تلعب دورا فعالا في بناء المجتمع وتطويره و تحديثه · الراي الاخر دليل عافية ونضوج في المجتمع ومصدر اغناء و فائدة حيث اثبتت الانظمة الشمولية فشل الراي الواحد · المجتمع يبنى بسواعد واراء واسهامات جميع ابناءه · تعددية الاراء و تنوعها واختلافها ظاهرة حضارية ايجابية ينبغي ان تكون محل تقدير النظم الاداريةورعايتهاوتطويرها
مقومات احترام الرأي في الادارة المعاصرة · تجاوز السلطوية في الادارة الى الديموقراطية و والحوار لم يعد بامكان المدير العصري ان يمارس سياسة مدير القرون الماضيةالي كان ينظر الى نفسه او ينظر اليه على انه السلطة المطلقة في الادارة او المؤسسة او الشركة فالادارة الناجحة اليوم تفاعلية وتشاركية وحوارية وديموقراطية ويبدو ان نظامنا الاداري لم يستطع حتى الان ان يقضي على هذه الظاهرة في اداراتنا ومؤسساتنا على الرغم من البلاغات والتعليمات والندوات التي تحصل وتؤكد على المشاركة والتعاون والاستفادة من اراء الاخرين لاسيما المتخصصين واصحاب وحملة الشهادات العلمية العالية الا ان المشكلة من وجهة نظري تتعلق بالية تعيين وتسمية المدراء بطرق غي علمية وغير منطقية وغير سليمة حيث يصل الى رأس الادارات اشخاص لا يقدرون قيمة واهمية الحوار والرأي الاخر ويستطيع ويجب ان يكون المدير صاحب الكلمة المسموعة في الادارة او المؤسسة التي يديرها هذا حقه من دون شك والا فلن يكون هناك نظام ودارة سليمة وطاعة تسلسلسية ولكن المدير يستطيع ان يجعل كلمته مسموعة وقرارانه منفذة من خلال شخصيته المرموقة المحترمة المحبوبة بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنةللجميع وحنو الاب ورقة الاخ على جميع الموظفين بدءا من المستخدم وصولا الى معاونيه لا ان يقرب البعض ويعطيهم الاضافي ويترك الذين يعملون ويبدعون بدون شيء هذا لن يترك نتائج ايجابية بل سيدمر الروح التعاونية والايجابية للعمل نحن اذن بامس الحاجة الى الادارة القائمة على الحوار والمدير المحاور المتعاون الذي يقوم بدوره وفي افضل صوره على الاحترام المتبادل واحترام الذات لرأي الاخر واحترام الموظف لرأي المدير واحترام المدير لرأي الموظف الذي ينبغي ان يؤصل على المد الاداري الطويل أي عبر الممارسة المستمرة هذه القيمة الرائعة في العلاقات الانسانية بحيث تصبح قيمة راسخة او مهارة مكتسبة لدى رجل ومدير الغد الذي كان موظف اليوم ورئيس شعبة ورئيس دائرة ورئيس قسم عندذلك فقط يمكن ان نتحدث عن ادارة سورية ناجحة تتوافرفيها حرية التفكير والتعبير وديموقراطية الحوار وهذا النمط من المؤسسات والادارات هو الذي يوفر المناخ الملائم للتطوير والتحديث والاصلاح الذي يرغبه ويريده رئيسنا الشاب الدكتور بشار الاسد رمز الحداثة والتطور والازدهار ان توفير مختلف سبل النجاح لمثل هذه الادارة ينبغي ان يكون احد اهم اهداف الحكومة الحالية والحكومات القادمة وينبغي لن يكون هذا المر احد معايير تقييم اداء الجكومة وهاهو المعهد الوطني للادارة العامة الشاهد والمثال على ذلك لذا نأمل من جمييع المعنيين به ان يسهلوا وييسروا نجاح هذا المعهد ليكون اداة اصلاح وتطوير حقيقية للادارة الجديدة التي ستنفذ برنامج الاصلاح والتطوير ولا يخفى على احد اهمية الادارة في عالم اليوم وقد اكد ذلك مرارا وتكرارا القائد الشاب بشار الاسد في اكثر من مكان وفي اكثر من مناسبة · تجاوز التلقين والاملاء في الادارة الى التفاعل ومستلزماته التقنية: مضى الزمان الذي كان ينظر فيه الى الادارة على انها عملية نقل للمعلومات والتعاميم واملاءها على الموظفين لقد سبقتنا الدول المتقدمةدون شك في الافادة السريعة والمباشرة من التطورات الهائلة التي حدثت في فلسفة الادارة ومناهجها وطرائقها وتقنياتهالاسيما فلسفة الموارد البشرية ةالستثمار فيها ثم توظيفها لخدمة عملية التنمية المجتمعية من جهة اخرى حيث يسود الحوار الديموقراطي والاحترام المتبادل للاشخاص والاراء ويعطى الموظف المبدع الذي يقدم حلا ابتكاريا نصيبا كبيرا من الارباح كما يتم التركيز على الطرائق التفاعلية والاكتشافية والتعاونية في الادارة بالشكل الذي ينمي الاستقلال والمبادرة والابداع وتقديم كل مفيد لخدمة المؤسسة او الشركة اما عندنا لايجرؤ الموظف ان يقدم افكار مفيدة ونافعة حيث يصبح حاما هذه الفكار غير مرغوب وغير محبوب من قبل الادارة التي همها ومنهى املها الحصول على المزيد من المكاسب والمنافع وليكن الطوفان على المؤسسة بعد ان يترك هو الادارة ان الاوان ان نتخلص من هذه الفلسفة المدمرة القاتلة والتي ادت الى خسارة مؤسساتنا وشركاتنا مليارات الليرات السورية لابد اذا ان نستبدل في ادارتنا ا لا دارة التسلطية الامرة القاهرة بادارة تفاعلية تعاونية حوارية ديموقراطية تشاورية تشاركية خبروية نظرية وعملية تعترف باحساس الا نسان تجاه العالم الذي يعيش فيه ويكون وسيلة لتسليط الضوء على مختلف المشكلات التي يواجهها المجتمع سواء كانت داخلية ام خارجية · تلبية شروط الحوار البناء الديموقراطي التفاعلي: تقتضي الممارسة الصحيحة لاحترام الرأي الخر تدريب الموظفين والمدراء عليها من خلال مواقف حياتية ووظيفية تقوم على الحوار واداة الحوار هو الفكر والعمل واعطاء الكلمة للمتحاوريين جميعا ليقولوا ما عندهم ويعبروا عن ارائهم ضمن اطار تنظيمي معين يوجه الحوار ويمنح الفرصة للجميع بمثل هذه المنهحية يجب ان توجه المؤسسة الادارية عندنا عملية الحوار وتطور بحيث تؤدي الى ترسيخ قيمة احترام الرأي الاخر وتقبله على انه حق من حقوق الاخر جدير بالتقدير مثلما هو حق من حقوق الذات · تكوين جديد لمدير المستقبل: لكي يحسن المدير ادارة الحوارالبناء في الادارة داخل المؤسسة ويسهم اسهام فعال في اكساب الموظفين احترام الرأي الاخرلابد له من ان يبدي هو نفسهتقبلا للرأي الاخرواعترافابشرعيته وحقه في الوجود والا انطبقت عليه مقولة فاقد الشيء لايعطيه وللاسف اغلب مدرائنا لايجيدون مهارة تقبل الرأي الاخر والكثير منهم لايملك رؤية تطويرية تنسجم مع المشروع الاصلاحي والتطويري الذي اشاعه رئيسنا الشاب بشار الاسد ان الامر يتطلب اعدادا نظريا و تطبيقيا للمدير الذي سيقود عملية الحوار في المؤسسة وهذا يقتضي ان يتضمن برنامج تكوين المدير الجديد جوانب نظرية تتعلق بخصائص الحوار وأدابه و قواعده وقيادته بالاضافة الى جوانب عملية تمارس فيها عملية الحوار مشاركة وملاحظة وقيادة اما المدير الممارس فيجب ان يخضع لدورات تدريب مستمر عبر التدريب المتواصل النظري والعملي لممارسة دوره الايجابي في الحوار مشاركا و ملاحظا حينا وقائدا ومديرا في مابعد
· تأصيل التفكير العلمي الموضوعي الناقد: ما زالت ادارتنا كما هو الحال في كثير من بلدان العلم الثالث تتسم بالسلطوية والتلقينية وانتظار ما يأتي من اعلى ونتيجة معاينة الواقع وتلمس مشكلاته حيث بدا من خلال التشخيص ان الادارة نقطة ضعف قوية في سورية لذلك لاسبيل للنهوض بالوطن الا بالنهوض بادارته وتأهيل الكوادر التي تقود عملية الاصلاح والتطوير لان الادارة الحالية هي التي اوصلت البلد الى ما هو عليه لذلك لايمكن ان تكون اداة اصلاح وتطوير وخصوصا اذا علمنا ان 75% من العاملين بالدولة لديهم تأهيل منخفض المستوى ثانوية وما دون ما من شك في ان الادارة المؤهلة العلمية الموضوعية التكنولوجية التي تعتمد التفكير العلمي ستكون قاعدة متينة لبناء اجيال ناضجة متفتحة على الجديد بوعي ناقد متبصر للامور اذا رافقتها تربية ابداعية علمية مستعدة لتقبل وجهة نظلر الاخر واحترام رايه وحقه في التفكير والتعبير
· تنمية مشاعر المحبة والتسامح بين الموظفين : لايمكن للحوار البناء ان يتم ان لم تربط بين المتحاوريين مشاعر المحبة والتسامح فالمحبة والتسامح اساس الحوار ان لم يكونا الحوار ذاته اما السيطرة والقهر فهما بالضرورة افة ضد المحبة والتسامح ان كلا من المحبة والتسامح موقف شجاع لايحفل بالخوف انه يعترف بالاخرين وحقهم بالحياة والحرية والموقف الشجاع لا يقوم على التسلط والاستغلال بل يولد في الاخرين الرغبة في تحقيق الحرية وان لم يكن المرء قادر على محبة الكون والحياة والناس فانه لن يكون قادرا على ان يقيم معهم أي نوع من الحوار وليس من المنطق بشيء ان نجعل الموظفين جواسيس على بعضهم بحيث يصبح بعض الموظفين يكذبون ويختلقون اشياء غير صحيحة للتقرب بها الى السيد المدير واخيرا اقول ان الادارة تتكامل مع التربية في اعداد الانسان الصالح المفيد لنفسه واسرته ومجتمعه من خلال بناء الشخصية المتماسكة الناضجة المؤهلة المدربة الذي يعتبر الحوار اهم اساس لبناء وخلق هذه الشخصية ان الحوار هوالميزة الحضارية الاهم التي يجب تقديسها في الادارة وفي المدرسة وفي الحزب من اجل ان نخلق مواطنين ومدراء فاعلين قادرين على ادارة الوطن بكل مؤسساته وتطوير هذه المؤسسات لخدمة البلد وابنائه نحن بانتظار خريجي المعهد الوطني للادارة العامة
#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تجربة الصين في مواجهة العولمة
-
الوطن والمواطنة
-
التكامل الاقتصادي العربي في مواجهة التحديات
-
مصطلحات تربوية والاهداف السلوكية
-
ادارة الازمات المشكلات
-
-العملة الاوربية الموحدة - اليورو -
-
الواقع الراهن للتربية العربية
-
تطوير المنهج
-
وسائل الدفاع الاولية التي يجب على المدير اتقانها
-
الاهداف التربوية والادارة التربوية في سورية والوطن العربي
-
دراسة مقارنةلاهم مشكلات التربية في الوطن العربي
-
مجلس القهر الدولي والعوبة الامم المتحدة
-
التنظيم الاداري- الادارة الشركة المؤسسة
-
العلمانية السورية المطلوبة
-
كيف يمكن تنقية الجسم الاداري من الشوائب ؟
-
هل نشرع عقد مؤتمر دوري للعاملين لتعرية الفاسدين ؟
-
تصنيف الوسائل التعليمية
-
مداخل التدريس ونماذجه
-
دور التربية في عملية التحديث والتطوير
-
دراسة مقارنة لاهم المشكلات التربوية في العالم
المزيد.....
-
السعودية: إنتاج المملكة من المياه يعادل إنتاج العالم من البت
...
-
وول ستريت جورنال: قوة الدولار تزيد الضغوط على الصين واقتصادا
...
-
-خفض التكاليف وتسريح العمال-.. أزمات اقتصادية تضرب شركات الس
...
-
أرامكو السعودية تتجه لزيادة الديون و توزيعات الأرباح
-
أسعار النفط عند أعلى مستوى في نحو 10 أيام
-
قطر تطلق مشروعا سياحيا بـ3 مليارات دولار
-
السودان يعقد أول مؤتمر اقتصادي لزيادة الإيرادات في زمن الحرب
...
-
نائبة رئيس وزراء بلجيكا تدعو الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات
...
-
اقتصادي: التعداد سيؤدي لزيادة حصة بعض المحافظات من تنمية الأ
...
-
تركيا تضخ ملايين إضافية في الاقتصاد المصري
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|