مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 5029 - 2015 / 12 / 30 - 07:07
المحور:
الادب والفن
كنا صغارا نلعب ونركض امام ذلك المحل المغلق .....تنبيهات وتحذيرات .....ابتعدوا عنه ....احاديث خفية حتى اصبح اسم صالح ارث شارعنا يتناقله جيل بعد الاخر ....ربما لانى من هواه البحث وراء حكايات البشر قررت ان اعرف الحقيقة .....
لاتجد احاديث عن البشر تنسج كالاساطير سوى عند جدودنا فهم من خرج من افواههم حكايات الاساطير الاولية والسير الشعبية يتناقلها جيل بعد اخر كواجب مقدس
جلست جوار جدتى العجوز ..."عنيدات " الححت عليها ..اخبرتنى كيف استيقظ اهل حارتنا يوما على الوافد الجديد واسرته الصغيرة واستاجر ذلك المحل كان نجارا بسيط منعزل قليل الحديث بديع الصنعه ،فى وقت قصير اشتهر وسطنا ...مر الوقت والحالة فى حارتنا هادئة حتى فوجيئنا به يقوم بشراء ارض الخربه وراءنا ،منذ ان وعينا وتلك الارض موقوفة لا احد يقترب منها منذ قتل صاحبها ،تهامس الناس كيف اشتراها من الوارثة بعد يأسهم منها ،من يومها الحال تبدل ..امتلك العمارات وافتتح شركتة واصبح اسمة يملا السمع والابصار وبدا الحديث حول صندوق الكنز المخفى وبعضهم يحكى كيف خاوى شيطان ليساعده فى الحصول على الكنز ..بات الحديث عنه يبدا بالبسملة والحوقلة والاستعاذة بالله ..عزلنا انفسنا عن محلة الملعون الذى حضر فيه شيطانا ....
خرجت من حديث جدتى مشدوها ذلك المكان المرعب الذى اخافونا منه ونحن صغار وبات الان لدينا الف حاجز من الاقتراب منه ،ظلت قصته تشغل تفكيرى شهور حتى انشغلت عنها فى رسالتى عن دور الاسطورة فى تكوين الوعى الشعبى "
كنت اعبث باحد الجرائد القديمة كمادة حتى وجدت اسمه .بصدفة تاملت صورته ..وجدته فى صفحة الحوادث محكوم عليه بالمؤبد لتجارته فى المخدرات ...اعدت النظر فى تاريخ الجريدة ...اسرعت بها الى جدتى اريها الصورة ،اخبرتها عما كتب ،استمرت فى الاستعاذة بالله وهمست فى اذنى "غضب عليه اللهم احفظنا وعاقبه "وبسملت .
خرجت لست ادرى اشعور بالحسرة ام الخوف انتابنى .....
مضيت سريعا لا التفت خلفى وصوت اطفال يتدافعون بينهم .ابتعدوا
عن محل صالح ...........ابتسمت فى مراره ..
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟