أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فالح الحمراني - تكلفة الربيع العربي بين الخسائر وحقائق التاريخ














المزيد.....

تكلفة الربيع العربي بين الخسائر وحقائق التاريخ


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 5028 - 2015 / 12 / 29 - 11:46
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تكلفة الربيع العربي بين الخسائر وحقائق التاريخ

فالح الحمراني
كرس العبقري الالماني جوتيه رائعته فاوست لفكرة : يستحق الحرية من يذهب كل يوم للكفاح من اجلها. ولذلك فان الكلفة المادية / المالية التي تكبدتها الشعوب والاقليات في العالم العربي نتيجة ما يسمى بالربيع العربي رغم انها كانت فادحة، كانت في اطار معركتها التاريخية من اجل الحرية / الديمقراطية، من اجل التخلص من قبضة الماضي، وترسيخ اركان دولة جديدة تقوم فعلا على المؤسسات والقانون والعدالة وتكفل الحياة الكريمة للانسان، ومساهمة المجتمع في ادارة الدولة عبر ممثلية المنتخبين بنزاهة.
لم تنجم ثورات وتمردات الجماهير في الربيع عن فراغ، بل كانت حصيلة تراكمات ومؤشرات وحركات تنذر باندلاعها . فالانظمة العربية تمادت في الاستبداد وتجاهل ميول الجماهير واغمضت العين لضيق افقها، عن التطورات المتسارعة على الساحة العالمية، وانعكاسات الثورة المعلوماتية على وعي الجماهير . الثورة المعلوماتية التي جعلت في متناول اليد المعلومة مهما كانت سريتها، والثقافة التي مدى كان حظرها لاسباب عقائدية او سياسة. ولم تع تلك الانظمة تاثيرات عولمة الاقتصاد الدولي. واستخفت بوقائع انحسار مفاهيم كانت مقدسة، مثل السيادة والحدود وحتى القانون الدولي، وخفوت تاثير منظمات كانت لهافعالية وهيبة في ظل قواعد الحرب الباردة. ومن مظاهرها انحسار "الجامعة العربية" والفكر القومي. لم تدرك تلك الانظمة انها تعيش في عصر ولى زمنه. فتحركت الجماهير التي لم تعد قادرة على الحياة بالصورة القديمة. وهزت عروش النخب التي رغم كونها بائدة، استأثرت بالسلطة وتقرير مصير الاوطان، والخيرات بمفردها، واستمرت بالاعتقاد ان القوة التي بيدها ( الجيش والشرطة واجهزة المخابرات والقضاء...) كافية للاحتفاظ بالهينة على المقدرات. لكن التاريخ برهن لها ان العكس هو الصحيح. ولكن المفارقة ان قوى الردة اغتصبت النتيجة.
وقال تقرير نشره مؤخرا المنتدى الاستراتيجي العربي في دبي : إن الدول العربية تكبدت خسائر فادحة نتيجة "ثورات الربيع العربي"، تقدر بأكثر من (833.7 مليار دولار أمريكي)، إضافة إلى 1.34 مليون قتيل وجريح، نتيجة للحروب والعمليات الإرهابية.وأضاف المنتدى، في تقرير أصدره بعنوان "تكلفة الربيع العربي" أن "العالم العربي تكبد خسائر كبيرة نتيجة للأحداث والثورات، التي اندلعت ما بين عامي 2010، و2014، تقدر بأكثر من (833.7 مليار دولار أمريكي)،
حقا ان لغة الارقام جافة. انها تجاهلت النقلة في الوعي واشاعة مبادئ الديمقراطية وممارسة الجماهير انتخاب نظام حكمها وحرية الصحافة والاصرار على استقلالية القضاء والمؤسسة التشريعية. وان كانت هذه المبادئ هشه فانها ستترسخ حتما تاريخيا. وهناك اسئلة تُطرح على هوامش تلك المعطيات : هل كانت هذه الارقام، لو تم صيانتها، ستصب في مصلحة الجماهير مهضومة الحقوق، وهل كانت تلك الاموال ستوظف فعلا لتطوير الخدمات الصحية والتعليم وتطوير النية التحتية، والارتفاع بنوعية حياة الانسان وتوفير حياة كريمة وآمنة له ورفع مستوى المعيشة، ام ستذهب اغلبيتها لجيوب النخبة؟. فحتى في الدول النفطية التي وفرت مستويات عالية نسبية للمعشية، يجري بصورة سافرة هضم حقوق المواطن والاقليات، وتنعدم فيها حرية الفكر والعقيدة. كأن الانسان يعيش بالخبز وحده.
ان جماهير الربيع العربي لا تتحمل الخسائر المالية التي يدور الحديث عنها. انها خرجت من اجل تصحيح الوضع المأساوي التي تعيش بظله. فقد انتشرت البطالة خاصة بين شرائح الشباب وتدهورت الحالة المعيشية لفئات واسعة من المجتمع وانعدمت الحريات بكافة اشكالها وسادت ثقافة عنف اجهزة الامن والمخابرات وهُمشت طبقة المثقفين، وانحصرت مقاليد السلطة بيد الفرد والعائلة والبطانة والمنتفعين، وبصورت سافرة جرت خيانة القضايا الوطنية والقومية من اجل مصلحة الانظمة، وجرى انتهاك القيم والاخلاق. ان الشعوب التي تحترم كرامتها لا يمكن ان تلوذ بالصمت على ذلك.
حقا ان جماهير الربيع التي قدمت الضحايا الجسيمة على قربانه، لم تتمكن من الاستفادة بمنجزاته، وهذا يعود بالدرجة الاولى لكونه كان انتفاضة عفوية وانفعالية غير مدروسة كان "هبة" جماهرية. وكان بحاجة لقيادات فاعلة و"خارزمية" مدربة وواعية للاولويات التاريخية ومطالب المرحلة ومتمكنة من فن لف الجماهير حولها. ولكن من اين يمكن ان تظهر تلك القيادات وتلك المنظمات الواعية لقيادة الجماهير، وقد سحقت الانظمة الاستبدادية والدكتاتورية كافة اشكال المعارضة وقيادتها، وذهبت بها للسجون والمقابر والمنافي. واستفادت من هذا الوضع قوى الردة وانظمة حكم عربية وتمكنت بقدراتها المالية وغوغائيتها، من فرض قبضتها على نتائج الربيع العربي لخلق الطقس وفق مصالحها فأدخلته في الخريف ومن ثم الشتاء العربي، وراحت تحتسب الخسائر من ناحية مادية وليس من زاوية مدى حصول الجماهير على الديمقراطية الفعلية وتفعيل دورها في تقرير مصيرها واستحصال حقها بالحياة الكريمة وحصتها من موارد الدولة. ان الجماهير تلقنت درسا بليغا في الربيع الذي اطلقته. ان الامم الاوروبية حتى تبلغ وعيها الذي اسست على قاعدته حضارتها الراهنة، تكبدت خسائر مالية ومادية اكبر من الخسائر التي نجمت عن ربيعنا العربي ، وان جماهير العربية تحتاج لفترة اخرى ومواجهات لتكن سلمية، جديدة لتحقيق اهدافها المشروعة.




#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناريوهات اوردغان في حيز التطبيق
- التدخل الروسي العسكري بسوريا في سياق النظام الدولي الجديد
- كتاب الراي والاعمدة العرب وتشويه الموقف الروسي من سوريا
- هل يستفاد العبادي من تجربة بوتين في مكافحة الفساد؟
- هل ستعيد موسكو في قلبها تمثال درجينسكي؟
- بريماكوف: كان صديقا للعرب. كلمة بمناسبة رحيله
- زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي لموسكو
- 145 عاما على ميلاد لينين: قضيته ستكون راية للمضطهدين
- داعش تجري تغيرات على هيكلها التنظيمي بالتحضير لمواجهة تحرير ...
- شبح ستالين وبولغاكوف
- هكذا تنظر موسكو لعملية -عاصفة الحزم- العربية ضد الحوثيين بال ...
- ظاهرة فلاديمير بوتين
- ستالين في الميزان برؤية بريماكوف
- ستالين وقضية تقسم فلسطين كخبرة تاريخية
- من قتل المعارض الروسي نيمتسوف؟
- اخطاء السيد عبد الباري عطوان الفظة في كتابه: الدولة الاسلامي ...
- هجوم داعش على العراق وتداعياته المستقبلية
- مواصفات مطلوبة برئيس وزراء العراق الجديد
- تكتلات سياسية ام تخندق طائفي
- العرب وروسيا والأزمة الاوكرانية


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فالح الحمراني - تكلفة الربيع العربي بين الخسائر وحقائق التاريخ