محسن حسن
الحوار المتمدن-العدد: 1371 - 2005 / 11 / 7 - 04:17
المحور:
كتابات ساخرة
ثم أقبل الخريف على سحنتي
كنت اجلس على كرسي الحلاق وانظر إلى تلك التجاعيد الخفيفة التي بدأت ترتسم تحت عيني لكأنها قشدة الهيطلية التي تشكلت بعد إن تُركت تبرد ببطء بعيداً عن الثلاجة...
ورحت اسأل نفسي هل هو الزمن الذي شكل تلك التجاعيد, أم هي حالة نفسية متوترة وغير مستقرة, تتلاعب بأعصاب الشخص حتى تأتي على سنسفيل أهلو.
وأنا غارق في تلك الأفكار الفاصلة بين الشباب وسنوات الضباب, قطع صوت الحلاق سلسلة أفكاري قائلاً: كيف تريدني أن أحلق لك هذه المرة يا أستاذ جانو, ووضع ألبوم صور بين يدي كعادته, لأنتقي لنفسي آخر تسريحة ابتكرها مزيّن غربي, قلّبت تلك الصور واحدة تلوى الأخرى دون أن تقع عيني على رأسٍ يناسب كركتير بطيختي, طويت الألبوم بنزق رغم ما فيه من صور لبعض المشاهير أمثال مارادونا ورونالدو وقلت للحلاق: هل لك أن تتذكر تلك التسريحة التي كان يتزين بها جدي كيفورك قبل وفاته بسنتين, قال بعد إن ارتسمت على شفتيه ابتسامة ماكرة: بالطبع أتذكر وهل ينسى حلاق بعض الرؤوس الغريبة كرأس جدك يا أستاذ, نعم عندما كنت انتهي من حلاقتها كان يقول رحمة الله عليه: هل هذه قرعة أم يقطينة (والله أقرب لليقطينة من القرعة)..
وأخذت المكنة تونّ في يده على الزيرو لتشكل يقطينةً أخرى.
#محسن_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟