الشرقي لبريز
اعلامي وكاتب مغربي
(Lebriz Ech-cherki)
الحوار المتمدن-العدد: 5027 - 2015 / 12 / 28 - 08:43
المحور:
الادب والفن
حين يصير الصمت سيد المكان ومالكه، اتذكر حين ولدت وسط تلك الجبال الشامخة والحياة الهادئة، فاحن الى تلك النفوس البسيطة لم التي لم يرزقها القدر ذهبا ولكن أكسبتها الجبال عزة وشموخا، وهي نائمة على صخور تلك الأرض الباردة، حيث الابتسامة أميرة زمانها تتحرك برشقتها المعهودة كل صباح لتزرع الحب في الدماء، وتنشر الدفء في الأجساد.
وادرك كم هي ملعونة هذه الارض، التي تم إخراس لسانها التعسف والبندقية، ووئدت أنوثتها الرقيقة باسم الشرف والضرب في العذرية، وصارت الأيام عليها أوراق مبعثرة، والكلمات قليلة، تمر بعد أن تفقد معنها، و دجنت تلك فراشة فيها، تلك التي كانت تطير لتجعل الجو مخضرا مزهوا.
فاكره هذه المياه العكرة، والتراب الداكن الذي لا ينجبان الا العاقرين، ولا يخرجان إلا شوكا اسود.
فاجد نفسي اشتق الى تلك الجبال لتحضنني، وتعلمني كيف امشي شامخا، وتعلمني مسالكها كيف أكون أسدا يأب الذل و الهوان، واترنح بين الحقول والوديان، بين الزرع والريحان، وتعلمني أزهارها أن الجمال ملك الزمان، وسنابلها أن رقي النفس سيد الشموخ، وشجرات تينها أن الجذور العظيمة لا ترضى بالرضوخ، ومياهها أن لا يأس مع الحياة.
فادرك حينها انتمائي للأرض، الام الحبيبة التي تبقى هي المنجبة، فاعلن حبي الابدي لسيدة نساء الكون تلك المرأة الامازيغية، التى منحتني الحياة، وارضعتني الحب، وانبتتني شبلا حر العزيمة.
#الشرقي_لبريز (هاشتاغ)
Lebriz_Ech-cherki#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟