أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي أبو خطاب - الإرهاب والإرهاب المضاد














المزيد.....

الإرهاب والإرهاب المضاد


علي أبو خطاب

الحوار المتمدن-العدد: 1371 - 2005 / 11 / 7 - 04:15
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يتفق المعتدلون من أصحاب الأديان الثلاثة في العالم أجمع وغيرهم على أن ما يجري من عمليات قتل وإصابة ضد المدنيين هو إرهاب في أي بقعة في العالم، وضد أي جنسية أو طائفة كانت. ولا يجب أن يضعف من عزمنا على مكافحة الإرهاب سيطرة التطرف على عقلية كثير من الناس البسطاء سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهود، فالفكر المتطرف يجد قواعده غالباً في القاعدة الشعبية التي لم تنل حظها الكافي من الفكر المستنير، ولا يعني هذا أن ننسى أن بعض زعماء المنظمات الإرهابية هم من أغنياء العالم الذين لم يشبع المال ولا العمل السياسي نهمهم فلجئوا إلى وسائل أسرع للشهرة أو تلبستهم حالات مرضية كجنون العظمة، أو تصوروا أنفسهم مخلصين للعالم أو مسيحيين جدد أو مهديين منتظرين. فيما يخص الإسلام يجد المتطرفون مظلتهم في الحديث الشريف البريء منهم وهو ما معناه أن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يجدد للأمة شبابها وللدين مجده، ولا عاقل يجزم أن ثمة مجد يكون على أشلاء الأبرياء من المدنيين العزل خاصة النساء والأطفال والشيوخ.
ولكن لا يجب أن ينسينا هذا أن ما تفعله أمريكا -حين تكيل بمعاييرها المزدوجة- يستفز مشاعر المسلمين والعالم الثالث عامة، فما فعلته من تنديس للقرآن في أفغانستان، وما ارتكبته من أفعال مشينة في سجن أبو غريب، وما ترتكبه يومياً في العراق من تنكيل، وتأييدها الدائم لإسرائيل في غطرستها وإرهابها – يلهب الصدور ضدها ويخلق مناخاً ملائماً للتطرف حتى إذا جادلت أحد هؤلاء المتطرفين تجده مقتنعاً قناعةً كاملة بأن ما يفعله من قتل للمدنيين صوابا ما دام الطرف الآخر يقوم بقتل المدنيين، وعبثاً تحاول إقناعه أن الجلاد ليس قدوةً لضحيته، كما ويكون مقتنعاً أنه يقوم بالدفاع عن الدين الإسلامي ضد الكفرة الصليبيين، وهذا طبعاً يغذيه ما يراه من تقرب شارون للمتدينين ومحاولات بوش كسب أصوات الأمريكيين المتشددين دينياً خاصة من طائفة المسيحية الصهيونية. والحديث هنا عن الشباب المتدينين المضللين فكرياً وليس عن المرتزقة وتجار الدم – وهم كثر- في هذه الأحزاب، والذين يقومون بعمليات بيع السلاح والتفجيرات مقابل مبالغ باهظة.
لكننا ننسى أيضاً أن هذه الأحزاب المتطرفة قدمت بعملياتها ضد المدنيين -والتي تصنف بالإرهاب- قدمت خدمات جليلة للفكر المتطرف في الجانب الأمريكي والإسرائيلي، وكلنا يعلم كيف كان خطاب بن لادن قبل أيام من حسم الانتخابات الأمريكية الأخيرة سبباً رئيسياً لنجاح بوش، حيث استثار مشاعر الأمريكيين وجعلهم يقتنعون بنظرية الأمن التي يتبناها بوش وهي نظرية الهجوم خير وسيلة للدفاع، تلك النظرية التي ابتكرها نابليون لكنها لم تحمه من الهزيمة، وتكرر الأمر نفسه مع شارون الذي كان في كل زيارة لبوش في البيت الأبيض يتلقى هدية من حماس أو الجهاد الإسلامي أو غيرها، وهذه الهدية عبارة عن عملية قتل للمدنيين في قلب إسرائيل يتبعها خروج بوش وشارون من البيت الأبيض منددين بالرئيس الراحل عرفات، و السلطة الفلسطينية والفلسطينيين عموماً، ومن ثم يعطي بوش الضوء الأخضر لشارون لاستباحة دم الفلسطينيين باجتياحات جديدة، ثم أخيراً كانت تفجيرات لندن دفعة قوية لبلير حيث أكسبته شعبية البريطانيين وتعاطف العالم.



#علي_أبو_خطاب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا وأدونيس والمجهول
- دور الأدب
- دور الفن في الحياة الانسانية
- الرياضة والفن الرخيص
- الغناء بين الثقافة والسياسة
- عن السياسة والأدب والفكر
- المرأة بين مطرقة تأويل الدين و سندان المجتمع
- يا عمال / عاملات العالم التحموا


المزيد.....




- اُعتبرت إدانته انتصارًا لحركة -MeToo-.. ماذا تعني إعادة محاك ...
- الحرب الأهلية في السودان تدخل عامها الثالث… نزيف أرواح متواص ...
- فيديو متداول لاكتشاف قاذفات أمريكية شبحية في الأجواء الإيران ...
- الإليزيه: استدعاء السفير الفرنسي في الجزائر وطرد 12 من موظف ...
- إطلالة محمد رمضان وجدل -بدلة الرقص- في مهرجان -كوتشيلا-.. ما ...
- هل كشفت فيديوهات الصينيين التكلفة الفعلية للماركات الفاخرة؟ ...
- مطرب يقسم اليمنيين بأغنيته -غني معانا-.. ما القصة؟
- لقطات حصرية من الفاشر المحاصرة وسكانها يوثقون لبي بي سي صراع ...
- كيف جلب -بيع- جنسية الدومينيكا مليار دولار للدولة؟
- غزة.. موت ينتشر وأرض تضيق


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي أبو خطاب - الإرهاب والإرهاب المضاد