|
أديب في الجنة (17)غلمان الخليفة وحلم الملك لقمان بدولة تحكمها النساء فقط !
محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 5025 - 2015 / 12 / 26 - 03:16
المحور:
الادب والفن
لم يتمالك الملك لقمان والملك شمنهور والملكة نور السماء أنفسهم من القهقهة حين ظهر ألخليفة أمير المؤمنين جالسا على كرسي متحرك ذي عجلات واضعا على رأسه تاجا مرصعا بالجواهر الثمينة مطلقا ذقنا بطول حوالي أربعة أمتار يحملها غلامان على أكتافهم بأن قسمت إلى قسمين مرا من فوق كتف الغلام الأول ثم الغلام الذي يسير أمامه لتتدلى على صدره ، فيما كان غلام آخر يدفع العربة التي تقل الخليفة ! كان الغلمان يرتدون ملابس فتيات ويتزينون بالجواهر. لم يستطع الملك لقمان التوقف عن الضحك حتى بعد أن وصل الخليفة ورد التحية التي رد عليها الملك بهزة من رأسه فيما أدى كبار الضباط التحية العسكرية لخليفتهم . مثل الخليفة على كرسيه في مواجهة الملك لقمان فيما جلس الغلامان واحدا خلف الآخر وذقن الخليفة ممدة على أكتافهم ليتدلى جزء منها على صدر الأول ، بحيث أصبحت على مقربة من الملك لقمان. كان الغلمان الثلاثة من أجمل الغلمان الذين شاهدهم الملك لقمان في حياته . كانوا في حدود الثانية عشرة من أعمارهم وكانوا مزينيين بقلائد ذهبية وثمة حلق في آذانهم وأساور في أيديهم ! أشار لسائق العربة بالجلوس فجلس إلى جانب الخليفة وأشار إلى حاملي الذقن أن يتركاها ويجلسا . تردد الغلامان فلا يمكن أن يدعا ذقن الخليفة تسقط على الأرض . " سيعاقبنا الخليفة إن تركنا ذقنه يا مولاي" ( هتف أحدهم ) " لا تخافا يا عمو لن أدعه يمسكم " ترك الطفلان الذقن بتوجس وجلسا إلى جانب الطفل الآخر . أصبحت ذقن الخليفة ممدة أمام الملك لقمان على الأرض وعلى مقربة من قدميه. مد الملك قدميه قليلا وأراحهما عليها. خاطره الملك شمنهور قائلا : - يعجبني هذا التغير في سلوكك يامولاي ! هذا الوحش لا يستحق إلا الإحتقار ! سأل الملك أحد الأطفال : - لماذا ترتدون زي (طفلات) وتتزينون يا عمو ؟ تردد الطفل في الإجابة ثم قال : - هكذا يريد سيدنا الملك ! - لماذا ؟ وأحنى الطفل رأسه خجلا وهو يهتف بصوت خافت. - ليتمتع بنا يا عمو! انتفض جسد الملك لقمان وشعر بالإشمئزاز ولم يجد نفسه إلا وهو يأخذ شمعدانا من أمامه ويضرب به الخليفه وهو يهتف بانفعال ( قذر متوحش )! ارتد الشمعان من صدر الخليفة ليسقط على السجاد دون أن ينكسر فيما راح الخليفة يرتجف من الرعب من رأسه إلى قدمية . هدأ الملك قليلا وتابع حواره مع الأطفال : - هل أنتما سبايا حرب ياعمو ؟ - نعم نحن أطفال من دولة مجاورة . - وهل هناك أطفال وفتيات كثيرا داخل القصر ؟ - كثير يا عمو! وأشار إلى الملكة أن تدخل القصر وتنقذ الجميع وتوصلهم إلى ذويهم أينما كانوا.. ولم تمر سوى لحظات حتى خرج من باب القصرمئات الأطفال والفتيات الطائرين وهم يضحكون وفي غاية الفرح . وكانت الملكة قد أنزلت جنا حملوا عشرات الآلاف من قبل إلى ذويهم . - ماذا أفعل بك أيها السفاح ؟! - كان الخليفة يرتجف وأسنانه تصطك على بعضها ! حاول أن يلفظ أقل الكلمات : - سيعاقبك إلهي ! ابتسم الملك : - أبول عليك وعلى إلهك هذا ! يبدو أنه أكثر وحشية وفتكا منك ! هتف أحد الأطفال : - هل يمكننا ان ننصرف ياعمو! - طبعا عمو . سيحملكم جنودي المخفيين إلى أن يوصلوكم إلى أهلكم ، ويمكنكم أن تطلبوا كل ما تريدونه منهم وستجدون كل طلباتكم تلبى . نهض الأطفال ليصافحوا الملك لقمان وينصرفوا. سأل أحدهم وهو يصافح الملك لقمان : - عمو ماذا سنقول لأهلنا عمن حررنا من العبودية ؟ - قولوا حررنا إله الملك لقمان ! فوجىء الطفل حين عرف أن هناك إلها آخر غير إله الخليفة السفاح : - هل يحب إلهك الأطفال إلى هذا الحد يا عمو ؟ - إلهي لا يحمل إلا المحبة يا حبيبي فهو يحب الأطفال كثيرا ويحب كل الناس . - يله حبيبي الان سيحملكم جنودي ويطيرون بكم . ضم الملك لقمان الأطفال واحدا واحدا وقبلهم وأسلمهم لجنود الجن المخفيين . ابتعدوا وهم يلوحون بأيديهم ويضحكون ويرددون " شكرا يا عموالملك لقمان سنحبك ونحب إلهك ما حيينا " أبت دمعتان إلا أن تنزلقا من عيني الملك لقمان فرحا . " أبعدو هذا الحيوان من أمامي قبل أن أعلقه من ذقنه ليموت " هتف الملك لقمان وتابع : - هل أنت مقعد حتى تجلس على كرسي متحرك ؟ - لا ! هذا من أجل مهابتي ! - يا سلام! والذقن من أجل مهابتك أيضا ! - لا من أجل إيماني ! - كيف ! هل يقاس الإيمان عندك بطول الذقن ؟ - طبعا كلما طالت ذقن المرء كلما كانت دليلا على إيمانه ! راح الملك لقمان يقهقه وهو يردد ( غير معقول) وخلال لحظة رأى الحاضرون مقصا يقص الذقن من جذورها ويلقيها أرضا ليأمر الملك لقمان ضباط الخليفة أن يدوسوها بأقدامهم ففعلوا ، فيما كان الخليفة يفر جاريا نحو القصر . ***** أرسل الملك الملكة نور السماء لتدعو ألفا من قائدات النساء في الدولة إلى حفل عشاء واجتماع معه . وكان قصد الملك لقمان من هذا الكم أن لا يترك فئة من النساء في دولة الخلافة دون تمثيل في الإجتماع . وأشار بحركة دائرية من يده وإذا بجميع جنود وضباط الجيش الغزاة الذين ثبت حركاتهم وهم يقومون باغتصاب النساء يعودون إلى طبيعتهم ما عدا أعضائهم التناسلية التي لن تعود إلى الإنتصاب قبل عام! فشرعوا في العودة إلى بلدهم. وبحركة ثانية حرر جميع رجال الشرطة في الدولة الغازية التي هو على أرضها من ثبوتهم . أقبلت النساء محمولات على محفات جنية وثيرة بمقاعد مريحة للغاية . استقبلهن الملك لقمن في روض أقامه مكان الخيام التي كانت منصوبة للسبايا . انتخبت النساء عشر سيدات للتحدث إلى الملك ، انتخبن بدورهن سيدة من بينهن تدعى ( يقظة العقول ) كانت رئيسة لتجمع أحزاب نسائية تحررية لتنوب عنهن في إدارة الحوار . قدم الملك لقمان نفسه لهن كرسول للسلام يتمتع بقوى خارقة ومساندة إلهية ! وقدم الملكة نور السلام والملك شمنهور وباقي أعضاء المركبة من إنس وجن . وقامت النساء العشر بتقديم أنفسهن . وما أن جلس الجميع حتى عرفت يقظة العقول الملك لقمان بنوعية النساء الألف . فكان بعضهن رئيسات لتنظيمات نسائية سرية وبعضهن رئيسات جمعيات تعاونية وبعضهن عالمات وأديبات وفنانات وبعضهن رئيسات جمعيات مهنية . وختمت كلامها بالقول : "في الإمكان القول أننا أحضرنا نخبة تمثل معظم نساء المجتمع بناء على طلب جلالتك حسب ما أخبرتنا الملكة ". قال الملك : " في الحقيقة دعوتكن أولا لمعرفة العقاب الذي الذي تفضلن أن أنزله بهؤلاء الطغاة الذين كانوا يحكمون البلد . وثانيا لمعرفة رأيكن في نوع الحكم الذي تفضلنه وقد قرأت معظم شعاراتكن التي كنتن ترفعنها في التظاهرات وقد أعجبتني كثيرا ،وثالثا لاستشارتكن في دولة تقودها وتحكمها النساء ، وهذا حلم كان يراودني لاعتقادي أن النساء عادلات ورحيمات أكثر من الرجال خاصة وأنني حين قرأت عن إلاهاتنا القديمات في كوكب الأرض تبين لي أن زمنهن كان زمن محبة وتعاون وخلق وحين سرق الرجل الألوهة منهن وحولها إليه بدأ القتل الفظيع واضطهاد الشعوب والعداوة والبغضاء تنتشر بين البشر، حتى الآلهة التي أوجدها العقل الذكوري آلهة شديدة العقاب بحيث طغى طغيانها على رحمتها ، فضاعت حقيقة الألوهة وجوهرها بين الرحمة والعذاب الشديد المستحيل وغير الممكن أن ينفذه إله ! *** يتع
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجنون في الأدب !
-
أديب في الجنة (16) ثورة النساء على ظلم الرجال والحكام !
-
أديب في الجنة (15) تعاليم لقمانية واغتصاب جماعي !
-
أديب في الجنة (14) الله يمثل في قلوب الناس !
-
أديب في الجنة (13) حين يرتعب الجنرالات !
-
تأملات وخواطر ومقولات ومقالات في الخالق . الخلق . المعرفة .
...
-
أديب في الجنة . (12)
-
أديب في الجنة . (11)
-
أديب في الجنة (10)
-
أديب في الجنة (9)
-
أديب في الجنة.(8)
-
أديب في الجنة ! (7)
-
أديب في الجنة ! (6)
-
أديب في الجنة ! (5)
-
أديب في الجنة (4)
-
أديب في الجنة (3)
-
أديب في الجنة ! (2)
-
أديب في الجنة ! (1)
-
أديب في الجنة !!
-
رحيل إلى المطلق الأزلي على طيف ابتسامة !
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|