قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 5024 - 2015 / 12 / 25 - 16:57
المحور:
حقوق الانسان
موسم "ألحصاد" ..
مثّل موسم الحصاد وما زال ، بالنسبة للفلاح ، موسم الفرج وجني ثمار جهده على مدار العام ... وقد اعتاد أهلُنا أن يُقيموا أفراحهم وخصوصاً ،الأعراس ، بعد جني المحصول ، حيث يتوفر المال اللازم لمثل هذه المناسبات .. فموسم الحصاد هو موسم الافراح والليالي الملاح ، وهو الموسم الذي ينتظره العرسان بفارغ صبر ، ليلتئم شملهم مع من "يُحبون" ..
وهذه الأيام "طلعت" علينا داعش عبر "مجلس إفتائها" ، بفتوى تُجيز "حصاد" الأعضاء من أجساد الأسرى الأحياء !!
كم من الوحشية ، تتطلبُ فتوى من هذا القبيل ؟! وكم من فُقدان لإنسانية "الإنسان"، يتحلى بها هؤلاء المُفتون ؟!
وقد أورد موقع "والا" العبري هذا الخبر مع صورة للفتوى وبالإنكليزية ، والتي جاء فيها :" ليس فرضاً احترام حياة الكافر ولا أعضاء جسده ، ومن الممكن استئصالها دون خوف من العقاب . ولا مانع من استئصال اعضاء حيوية قد تؤدي الى وفاته ،إذا تمّ استئصالها (حصادها).. " . وقد "استنتج" المُفتون فتواهم من جواز أكل لحم "الإنسان" عند الضرورة القصوى ..!! الكانيبالية هي مرضٌ نادرٌ ،يقوم الكانيبال بقتل ضحيته ومن ثم تناولها كوجبة غذائية ..!!
بالتأكيد ، فهذه الفتوى تؤكد لقارئها بأن داعش ب"مُفتيها" ،" قادتها" و"مُقاتيلها" ، ما هم إلّا مجموعة من الكانيباليين ، الذين لا يرون في "من " خالفهم سوى وجبة غذائية أو "جنسية" ..!!
ويُخشى أن تكون داعش تتاجر بالأعضاء البشرية مع أطراف ثالثة لتمويل نشاطاتها "الإنسانية " !! ويُطرح السؤال : أليس من يتاجر مع داعش ، هو شريك فعلي في وحشيتها ؟ سواءً تاجَرَ معها بالنفط ، السلاح أو "اللحم البشري" ؟ فبالتأكيد هؤلاء الشركاء التجاريين هم دواعش ، ولو كانوا من "المجتمعات المُتحضرة"....!!!
وموسم حصاد الكانيباليين ، هو موسم بؤس ،وحشية وإنحدار الى الدرك الأسفل من الإنحطاط .
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟