|
أديب في الجنة (16) ثورة النساء على ظلم الرجال والحكام !
محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 5024 - 2015 / 12 / 25 - 04:47
المحور:
الادب والفن
أديب في الجنة (16) ثورة النساء على ظلم الرجال والحكام ! قهقه الملك شمنهور بملء صوته وهو يرى آلاف المغتصبين يثبتون في أماكنهم كالتماثيل فيما بدت الفتيات والنسوة في غاية الدهشة وهن يرين إلى مغتصبيهن وقد شلت حركتهم حتى أن الدهشة أخرست ألسنهم وأصواتهم فلم يعودوا قادرين حتى على الكلام . شرعت الفتيات والنسوة في سحب أجسادهن والنهوض من تحت أجساد المغتصبين وسترأجسادهن،وحين أدركن أن ما جرى لم يكن إلا بفعل من في هذه المركبة الضخمة المحلقة في الفضاء -التي يبدو أن الله نفسه أو رجلا صالحا فيها وإلا لما حدث ما حدث- رحن يضممن أيديهن ويقبلنها ثم يرسلن قبلهن في الفضاء نحو المركبة التي ما زالت تحلق في سمائهن. خاطر الملك شمنهور الملك لقمان معجبا ولأول مرة بردة فعله التي بدت أقرب إلى النقمة منها إلى الرحمة المعتادة لدى الملك : - آه يا مولاي . أحسنت الإنتقام ، لو أنك تشفي غليلي دائما هكذا . لكن بالله عليك كيف خطرت لك هذه الفكرة ؟ لو أنك طلبت إلي التصرف لأسقطت حجرا على رأس كل واحد منهم ! ولم يجب الملك لقمان وتابع التحليق في المنطقة وراح يلوح بيديه لآلاف النسوة والفتيات متلقيا القبل المتطايرة في الفضاء . وبدا آلاف البشر وهم يهرعون من أماكن مختلفة لاصطحاب بناتهم ونسائهم حين رأوا أنهن نجون . - مولاي هل تسمح لي بأن أشفي غليلي وأبتر أعضاءهم التناسلية على الآخر ؟ رد الملك لقمان تخاطرا : - لا ! إياك أن تفعل ! وتابع الملك لقمان تحليقه في المركبة طالبا إلى الملك شمنهور أن يبقي جنا يحرسون الجيش الغازي حتى لا يقوم سكان الدولة المغزوة بضربهم وهم ثابتين. فقد اكتشف الملك لقمان أنه يحلق فوق كوكب تقام عليه عشرات الدول المتصارعة بينها المتقدم وبينها المتخلف . وبدا له أن الدولة الغازية هي دولة متخلفة لكنها حصلت على أسلحة متطورة وقامت بغزو دولا أخرى متطورة وانتصرت عليها وأخضعتها لسيطرتها . عرف ذلك من مشاهدة الحدود واختلاف الأعلام من إقليم إلى إقليم وقد منح نفسه رؤية خارقة وكأنه ينظر عبر أكثر المناظير رؤية . مر فوق دولة تتظاهر في شوارع مدنها آلاف النساء المحجبات مرتديات اللباس الأسود فيما يقوم رجال الشرطة بمحاولة قمع التظاهرات في كافة الشوراع ، بدا له من حجم المدينة ونسق أبنيتها وفخامتها وعرض شوارعها أنها العاصمة ، وعلى الأغلب أنها الدولة التي غزت الدول المحيطة بها . وحين عرف الملك لقمان أن النسوة يقمن بالتظاهر مطالبات بنزع الحجاب والحرية رافعات شعارات مثل " وجوهنا وشعورنا وأعناقنا وأكتافنا وصدورنا وأيدينا وأرجلنا وسيقاننا ليست عورات " " لا للزواج من مغتصبينا " " الإغتصاب جريمة عظمى ينبغي أن تخضع لأشد العقوبات " " حريتنا في أجسادنا حق لنا " " المساواة مع الرجال في كافة الحقوق حق لنا " " لا لغزو الأمم ولا لسبي بناتهم ونسائهم وأموالهم " " ضرب المرأة جريمة يجب أن تخضع للعقاب " وغير ذلك من الشعارات المطالبة بالحقوق الإجتماعية والسياسية . أدرك الملك لقمان أنه أمام ثورة اجتماعية سياسية تقوم بها النساء فأقدم على ما أقدم عليه في أمر المغتصبين : ثبت رجال الشرطة بعصيهم وهراواتهم في الأوضاع التي هم عليها، وجعل النسوة يتظاهرن بمنتهى الحرية . وما أن خرجت المتظاهرات في مئات شوارع المدن من حالة الدهشة لهول ما جرى حتى شرعن في نزع أحجبتهن وأنقبتهن وعباءاتهن وملاياتهن السود ليتجلين سافرات، بعضهن يلبسن بناطيل وبعضهن تنانير وبعضهن حاسرات الأكتاف والصدور وبعضهن يلبسن شورتات وبعضهن تنانير قصيرة ،وشرعن في الزغاريد والفرح ورحن يرسلن قبلهن عبر الأثير للرجل الواقف على شرفة المركبة المحلقة في الفضاء يلوح بيديه لهن وقد أدركن أن ما جرى ليس إلا بفعله . صرخ الملك شمنهور بأعلى صوته "مولاي مولاي مئات الصواريخ تنطلق نحونا من كافة الإتجاهات ساعدوني بقواكم " سخر الملك لقمان كل قواه مستنجدا بكل ملوك الجن الذين عرفهم وسخرت الملكة نور السماء قواها وسخر الملك حامينار ( أبوها ) قواه من كوكب آخر ولم تمر سوى لحظات حتى انطلقت آلاف النيازك والشهب والمذنبات المضادة من كافة أنحاء السماء وراحت تعترض الصواريخ المهاجمة وتفجرها . التهب الفضاء بالشهب والنيازك المنطلقة والمتفجرة التي راحت شظاياها تتساقط على المدن . أوجس الملك لقمان مخافة أن تسقط بعض الشظايا على الناس فسخر قواه لإخراس وتعطيل كل أنواع الأسلحة في هذه الدولة التي بدا أنها امبراطورية حديثة لدولة متخلفة فكريا ومتقدمة تقنيا !! وخلال لحظات لم يعد حتى حامل مسدس قادرا على إطلاق طلقة منه .حلق الملك فوق منطقة قصور يحيط بها آلاف الخيام الكبيرة لفتيات . ومئات الخيام لعسكر.أدرك أن حاكم هذا البلد لا بد وأن يكون مقيما هنا . ترك المركبة واقفة في الفضاء وهبط محلقا بصحبة الملكة نور السماء والملك شمنهور . حط أمام خيمة قريبة من القصر الكبير كان يقف أمامها بعض الضباط الكبار الذين لم يعرفوا ماذا يفعلون أمام هؤلاء الناس الخارقين بأفعالهم . حياهم الملك لقمان بعد أن أكسبهم اللغة العربية ليحدثهم ، فردوا التحية ودعوا الملك ومن معه إلى الجلوس . جلس الضابط صامتا في مواجهة الملك لقمان وبدا من رتبته أنه صاحب أعلى رتبة هنا . خاطبه الملك لقمان : - هل تعرفني بنفسك ؟ - أنا الفريق قائد حرس الخليفة أمير المؤمنين! بدا على الملك لقمان أنه لم يفاجأ ، لكنه تابع أسئلته : - أي خليفة وأي مؤمنين ؟ - الخليفة المنذر بن سرحان ! - والمؤمنين ؟ - المؤمنون بديننا ! - ما هو دينكم ؟ - الدين القويم . دين سليمان العظيم ! - ومن هو سليمان هذا ؟ - وكيل الله على الأرض ! - وهل هو موجود على أرضكم ! - لا بل في السماء يقيم في العرش الإلهي ! - هل إلهكم لديه جنة ونار ؟ - بل أكثر من جنة وأكثر من نار . كل حسب درجة ايمانه وكل حسب ذنوبه ! ابتسم الملك لقمان لحكمة هذا الإله الذي يضع تصنيفا للمؤمنين والمذنبين فيخصص لهم نوعا محددا من الجنات والجهنمات ! - وما الذي تفعله دولتكم الآن في العالم ؟ - نحارب الكفار والمشركين والمرتدين لإقامة الدين السليماني القويم في العالم ! - ومن هم هؤلاء ؟ -الكفار الذين ليس لديهم أي دين ، والمشركين الذين جعلوا مع الله إلها آخر ، والمرتدين الذين ارتدوا عن الدين القويم أو أوجدوا فهما مختلفا للدين وأنشأوا طوائف وجماعات ،وفي النتيحة كلهم كفار ويعاملون معاملة الكفار . - وأين هو الخليفة الآن ؟ - في القصر على كرسي العرش . - أيوه ! وما هذه الخيام الكثيرة حول القصور وكأن فيها فتيات صغار ؟ - هؤلاء أجمل السبايا العذراوات التي أرسلن لأمير المؤمنين من قبل قادة الجيوش الفاتحة من معظم الدول التي فتحوها ليتمتع أمير المؤمنين بجمالهن ! - وكم عددهن ؟ - قرابة مائة وعشرين ألف عذراء من سن التاسعة حتى التاسعة عشرة ! تأفف الملك لقمان دهشة ! ومخيلته تستحضر أرقام سبايا فتوحات المسلمين كلها التي ربما لم تبلغ هذا الرقم وإن ازدحمت ديار الخليفة الأموي بعشرات الآلاف منهن وخاصة من بلاد المغرب واسبانيا حسبما ورد في بعض كتب التاريخ! - ومتى في مقدور الأمير أن ينكحهن جميعا ؟ - قد لا يضر إلى نكاحهن كلهن ، يتمتع بهن بأشكال مختلفة . - وأنتم ألا تتمعون ؟ - بلى نتمتع بكل من يتخلى عنها الأمير وهن كثر ! وأشارالملك لقمان إلى الملكة نور السماء أن تذهب إلى خيم الفتيات وأن تطلق سبيلهن ولتخبرهن أنهن حرات وكل من يعترض طريقهن ستشل يده . نهضت الملكة على الفور وما أن أخبرت أول مجموعة من الفتيات حتى انقضضن عليها يقبلنها ويشرعن في الفرح والزغاريد. تابع الملك لقمان حواره . أرسل من يخبر خليفتك ليمثل أمامي . أخبره إن لم يحضر طوعا فسيحضر كرها ! " أمرك سيدي " أجاب الفريق وقد عرف تماما مع من يتكلم . وأرسل من يأمر الخليفة أمير المؤمنين بالمثول أمام الملك لقمان . **** يتبع
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أديب في الجنة (15) تعاليم لقمانية واغتصاب جماعي !
-
أديب في الجنة (14) الله يمثل في قلوب الناس !
-
أديب في الجنة (13) حين يرتعب الجنرالات !
-
تأملات وخواطر ومقولات ومقالات في الخالق . الخلق . المعرفة .
...
-
أديب في الجنة . (12)
-
أديب في الجنة . (11)
-
أديب في الجنة (10)
-
أديب في الجنة (9)
-
أديب في الجنة.(8)
-
أديب في الجنة ! (7)
-
أديب في الجنة ! (6)
-
أديب في الجنة ! (5)
-
أديب في الجنة (4)
-
أديب في الجنة (3)
-
أديب في الجنة ! (2)
-
أديب في الجنة ! (1)
-
أديب في الجنة !!
-
رحيل إلى المطلق الأزلي على طيف ابتسامة !
-
نظرية الأوتار وتفسير الكون (3)
-
نظرية الأوتار وتفسير الكون (2)
المزيد.....
-
-الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
-
فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
-
أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
-
إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
-
الكاتبة ريم مراد تطرح رواية -إليك أنتمي- في معرض الكتاب الدو
...
-
-ما هنالك-.. الأديب إبراهيم المويلحي راويا لآخر أيام العثمان
...
-
تخطى 120 مليون جنيه.. -الحريفة 2- يدخل قائمة أعلى الأفلام ال
...
-
جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي تكرِّم المؤسسات الإع
...
-
نقل الموناليزا لمكان آخر.. متحف اللوفر في حالة حرجة
-
الموسم السادس: قيامة عثمان الحلقة 178 باللغة العربية على ترد
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|