أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريمة الحفناوى - غطاء قانونى لإهانة وإذلال المرأة المصرية 2














المزيد.....

غطاء قانونى لإهانة وإذلال المرأة المصرية 2


كريمة الحفناوى

الحوار المتمدن-العدد: 5024 - 2015 / 12 / 25 - 04:41
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أنهينا المقال السابق بقانون مكافحة الاتجار بالبشر رقم 64 لسنة 2010. ويهمنى فى هذا المقال تفسير هذا القانون الذى ينطبق على الزيجات التى تتم بين بنات صغار مصريات ومن يكبروهن من الأجانب بفارق كبير فى السن يصل إلى أكثر من 25 عاما، وذلك نتيجة للعوز والحاجة التى تذل الناس وتجعلهم عرضة للتجارة بجسدهم أو أعضائهم. عرّف القانون الاتجار بالبشر بكل من يتعامل بأية صورة فى شخص طبيعى بما فى ذلك البيع أو العرض للبيع أو الشراء أو الوعد بهما، سواء فى داخل البلاد أو عبر حدودها الوطنية. واعتبر القانون الجريمة قائمة سواء تم ذلك باستعمال القوة أو العنف، أو استغلال السلطة، أو استغلال الضعف أو الحاجة، أو الوعد بمبالغ مالية أو مزايا مقابل الحصول على موافقة شخص على الاتجار بشخص آخر.
لقد جسدت السينما المصرية فى بعض أفلامها الرائعة هذه الزيجات القصرية، وبالتأكيد لن ننسى الرائع شكرى سرحان وهو ينطق بتطليق زوجته سعاد حسنى فى فيلم الزوجة الثانية تحت قهر وظلم العمدة ورجاله الذين أجبروه على تطليقها قسرا بتهديده بتلفيق التهم له وحبسه وتشريده وتشريد أسرته، مما جعل هذا الطلاق، وإن كان سليما قانونا، إلا أنه فى الحقيقة باطل. وزواج زوجته من العمدة رغم كونها مازالت فى شهور العدة باطلا أيضا. ولا ننسى الجملة الشهيرة على لسان الممثل القدير حسن البارودى: "الدفاتر دفاترنا والورق ورقنا".
وفى فيلم شيئ من الخوف تم إجبار الأب محمد توفيق على الموافقة بتزويج ابنته (شادية) رغم أنها لم ترض عن هذه الزيجة ولم تقم بتوكيل أبيها، ولكنه رضخ تحت سلطة القهر واستغلال الضعف والحاجة كما يقول قانون مكافحة الاتجار بالبشر.
وإذا انتقلنا إلى الواقع المصرى، والذى بدأت تنتشر فيه هذه الظاهرة منذ ثمانينيات القرن الماضى، وذلك لأنه بعد سياسة الانفتاح الاقتصادى عام 1974، والتى كانت وبالا وإفقارا على مصر وعلى أغلبية شعبها، وبعد توقف الدولة عن توظيف آلاف الخريجين، وبعد ارتفاع الأسعار، كل ذلك جعل العديد من أبناء الوطن ينزح إلى خارج مصر علهم يجدوا رزقهم، ويرجعون ببضعة آلاف من الجنيهات لتحسين أحوالهم. منذ هذا الوقت انتشر فى عدد من القرى المصرية الفقيرة فى بعض المحافظات ما سمى بالزواج السياحى أو زواج المتعة، وكان أغلبه يعتمد على البنات القاصرات. هذه الزيجات ينطبق عليها قانون الاتجار بالبشر لأن الأسر الفقيرة فى قرى مصر الفقيرة كانت تزوج بناتها، واللاتى لم يبلغن السادسة عشر، لمن يكبروهن بفارق كبير يصل لأكثر من ثلاثين عاما. وإننى أتساءل هل هذه الزيجة بها تكافؤ كما جرى العرف فى الزواج؟!
أى تكافؤٍ بين فتاة صغيرة تعتبر طفلة فى حكم القانون وبين كهل؟ وأى تكافؤٍ بين فتاة لا تعرف من أمرها شيئا وأسرتها الفقيرة التى تسلمها لهذا الرجل؟ اليس هذا مما ينطبق عليه ما يقوله القانون "استغلال حالة الضعف أو الحاجة أو الوعد بمبالغ مالية أو مزايا مقابل الحصول على موافقة شخص على الاتجار بالبشر"؟
إن هذا الزواج ياسادة فى أوساط هذه الأسر الفقيرة التى لا تعرف أبسط حقوقها لا يتم توثيقه فى معظم الأحيان، ومعظمهم لا يعرفون القراءة أو الكتابة، ويقعون فريسة لمأزون أو محامى من معدومى الضمير وأيضا الفريق الطبى المسئول عن تسنين الفتاه التى لم تبلغ السن القانونية بعد.
إن هذه الزيجات يتم غالبيتها عن طريق زواج عرفى داخل مكتب أحد المحامين، وغالبا يكون ورقتى الزواج فى يد الزوج. ويتقاسم الجميع الأموال التى تم بيع البنت مقابلها. وكلكم تعرفون أن هذه الزيجات ينتهى معظمها إن لم يكن كلها إلى ترك الزوج لزوجته بعد مدة تطول أو تقصر، والذهاب إلى بلده، أو إذا أخذها معه، إما يجبرها على خدمة بقية زوجاته وأولاده، أو البعض يستخدمونها فى أعمال منافية للأداب. ومن تنجح منهن فى الهرب تصل إلى السفارة المصرية ويتم ترحيلها إلى مصر.
عادة لا يتم التوثيق الرسمى فى هذه الزيجات إلا بين الأوساط الأكثر تعليما وتحضرا. هل ندفن رؤوسنا فى الرمال مثل النعامة؟ أم نبدأ بمعرفة الأسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة وعلاجها عن طريق خطة لتنمية الريف المصرى وتشغيل الشباب والنهوض بالأسر المصرية الفقيرة ووضع خطط لزيادة ميزانية التعليم والتوسع فيه ليصل إلى كل القرى والنجوع، حيث إن 14% من القرى المصرية لا توجد بها مدارس، ويضطرالمصرون على التعليم والقادرون على دفع تكلفة المواصلات إلى الركوب لقرية أخرى، وأحيانا إلى السير على أقدامهم عدة كيلومترات للوصول إلى قرية بها مدرسة. هل هناك خطة للقضاء على منابع الأمية الجديدة بالتوقف عن التعليم أو التسرب منه، وخاصة الفتيات، بجانب محو أمية الكبار؟
ألا يمثل مثل هذا الزواج عنفا ضد المرأة لما يسببه من مشاكل صحية ونفسية؟ هل هناك خطة لتجريم ومنع مثل هذا الزواج الذى يزيد فيه فارق السن عن حد معين معقول مع الأجانب كما اقترح البعض خمسة عشر عاما؟ هل هناك خطة لوضع شروط لحماية الفتاة المصرية تحفظ حقها وحق أطفالها وتحفظ كرامتها وتضمن التزام الزوج وإلزام دولته بذلك تجاهها؟ إننا نأمل الكثير من وجود عدد من السيدات الفضليات داخل مجلس النواب للعمل على تشريع قوانين تصون كرامة المرأة المصرية؟
دكتورة كريمة الحفناوى



#كريمة_الحفناوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غطاء قانونى لإهانة وإذلال المرأة المصرية
- حول الانتخابات البرلمانية 4
- القوافل التنويرية للثقافة الجماهيرية
- المجمع الإعلامى بالإسماعيلية والانتخابات البرلمانية
- حول المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية 3
- حول المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية
- فلنتعلم من هذا الشعب العظيم
- الثقافة الجماهيرية والمرأة الريفية
- حول الانتخابات البرلمانية فى مصر
- الصورة الحالية فى الانتخابات البرلمانية
- عودة -روح- المسرح المصرى
- من فقراء شعب مصر إلى رئيس وزراء مصر
- السياسات الحكومية تهدد استقلال الإرادة الوطنية
- على الانتخابات رايحين نازلين بالملايين
- الأفكار الظلامية الإرهابية والثورة التنويرية
- عبد المجيد الخولى نبض الفلاحين
- إرادة الشعب التى لن يقهرها أحد
- فبراير والعدالة البطيئة والغائبة
- آن الأوان يامصرى للمشاركة
- من الحزن والألم إلى الفرحة والأمل


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريمة الحفناوى - غطاء قانونى لإهانة وإذلال المرأة المصرية 2