أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين الرواني - ما غاب عن العازفين














المزيد.....

ما غاب عن العازفين


حسين الرواني

الحوار المتمدن-العدد: 5022 - 2015 / 12 / 23 - 22:52
المحور: الادب والفن
    


يجلس منير بشير ساخرا بطريقته الخاصة، من المبتدئين والمتوسطين والمتقدمين، ساخرا بطريقته حين يصغي طويلا والمتكلم يُنظّر يمينا وشمالا، ثم يرد عليه بجملة مختصرة من بضع كلمات، تجعل كل محفوظات هذا المتحدث تنكمش وتجف وتتسابق للعثور على أي مكان تختبئ فيه من وخز سخرية رجل يهزأ بكل موسيقي يلوك البكالوريوس والماجستير بلسانه في كل جلسة حديث، بمناسبة وبغير مناسب، رغم أنه يحمل بكالوريوس عراقيا وخمس شهادات دكتوراه من أفخم أكاديميات أوروبا في الموسيقى.
يجلس منير بنهاونده وحجازكاره ورسته، لا نهاوند العرب ولا حجازهم ولا رستهم، إنها أسماء مشتركة لمقامات مختلفة بينه وبينهم، الرست والسيكا والأوج والأوشار والرهاوي والسوزناك عند منير تختلف عن التي يمارسها حملة الشهادات من العازفين الذين لهم قنوات في يوتيوب، المقامات عنده كما يقول هو، عوالم، كل مقام عالم بحد ذاته، يختلف عن العالم الآخر، اما المقامات التي عند الآخرين فهي المقامات التي تقسم دراستها إلى دراسة مبتدئين ومستوى متوسط ومتقدم.
قليلة في الدنيا تلك الموسيقى التي حين تستمع إليها لا تستطيع أن تقوم بشيء آخر، تجبرك على الانصات، ونسيان وكل ما قيل عن العزف ومدارسه، يعلمك منير كيف أن جمال النغم أكبر من الكلمات والدروس. العلم مطلوب في كل شيء، وأولها الموسيقى، لكن الموسيقي العازف اختصاص، والباحث الموسيقي اختصاص آخر.
يستطيع أي عازف عود، في العراق وغيره، أن يتحصل على دراسة اكاديمية في الموسيقى كالتي نالها منير، بل وأرفع درجة، لكن أشك، ولشكي مبررات سأوردها، في قدرة كثير من الموجودين، تمنياتنا لهم بالتوفيق، على أن يعزفوا أربع نغمات كالتي تنطلق من أنامل هذا المتأله في النغمة، هو أو شقيقه جميل بشير، أو أستاذهما المعلم الأول الشريف محيي الدين حيدر، لذكرهم جميعا الخلود، لأن الموسيقى التي يقدمونها موسيقى حس، كما قال منير نفسه في واحد من أواخر لقاءاته التلفزيونية، التي طرح فيها أنضج أفكاره في الفن الموسيقي بعد ستين عاما بالضبط مع العود والتشيلو والمقامات، كان في هذا اللقاء شديد التمسك بأن الموسيقى حس، وعطاء حسي، قبل أن تكون مادة لفلسفة أرسطو وأدبيات شكسبير ومقولات فريدريك نيتشه، حاول بكل طريقة أن يخرج محاوريه من الحلقة الضيقة التي يفكرون ويناقشونه بها، إلى رحاب افكاره عن الموسيقى والتأمل، والتعبير، كانت محاولته هذه في إخراج محاوريه من عالمهم إلى عالمه، تشبه محاولاته على امتداد ستة عقود، لإخراج المستمعين إلى عزفه، من دائرة استماعهم البسيطة الساذجة التي تعلموها، إلى مساحات واسعة كان يجول فيها بعوده الفريد، وأوتاره العذبة في كل طبقاتها الصوتية بدأ من وتر القبادوكاه الذي يدوزنه على الفا أوكتاف أول، وصولا إلى الوتر الأول على الدو قرار أوكتاف أول، بديناميكية حركة ريشته، وبراعته في استخراج الأصوات المنخفضة والعالية تماشيا مع النسيج الداخلي للجملة الموسيقية، لأنه حين يؤلف موسيقاه ارتجالا، يبتغي من كل جملة معنى محددا تماما، إنه يبني انفعالاته الموسيقية بجمل سريعة متراشقة تتخللها هبطات في صوت النغمة.
أظن أن الموسيقى المنيرية، ستظل تحديا لعازفي العرب وغيرهم لأمد غير معلوم، كما ظل المتنبي تحديا لكل الشعراء على مدى ألف عام.



#حسين_الرواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتميلكم
- زعلة خير من تطفل
- 3 تحالفات في 3 عقود
- من المفكرين.. إلى الأرواح المسلحة
- لا ندم لبوش.. ولا قلق لأوباما
- بالتجاور 3
- ما يفعله البهاضمة يتكرر 7
- بالتجاور 2
- البناء المعماري والصوت في قاعات الموسيقى
- محنة الموسيقى الشرقية
- فؤاد زكريا.. وتجريد الموسيقى عن التأويل
- قواعد التدوين الموسيقي ببرنامج انكور
- بالتجاور
- الفن تحت عقلانية الفلسفة كروتشه نموذجا
- قذر الذات العراقية والرابسودي
- ما يفعله البهاضمة يتكرر – 6 -
- ما يفعله البهاضمة يتكرر - 5 -
- خذوها كلها.. ودعونا نعيش
- لا نأكل الكلام
- الفشلان العراقيان: العولمة الشيوعية.. والعرقنة الجهادية


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين الرواني - ما غاب عن العازفين