جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5022 - 2015 / 12 / 23 - 22:49
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الهزيمة يتيمة
لا تنسى ان الهزيمة يتيمة بينما للنجاح امهات و آباء. اذا فشلت تفشل لوحدك و كانك تموت لوحدك و اذا انتصرت فانك تجد نفسك في احضان متملقة كثيرة. سميها ما تريد: بالنجاح او الانتصار او الفوز فانها جميعها خادعة انتهازية متكبرة. ليس هناك (نصر من الله) الا على حساب الاخر لا يمكن ان تكون صفة الهية ابدا - على حساب فشله و هزيمته و سقوطه و رسوبه اي ان هناك شماتة في فرحة الانتصار.
تقسم فكرة الهزيمة و الانتصار العالم الى الرابحين و الخاسرين و هذه ايضا فكرة اقتصادية لا ترى الا الابيض و الاسود تنتهي في الربح و الخسارة كميزان الربح و الخسارة Profit and loss account او ما تسميها الالمانية بحسابات النجاح في الشركات و هناك امثال كثيرة عن كثرة الاحباب عندما تكون المحفظة حارة. كالعادة كان يقسم الناس الى الرابحين و الخاسرين ولكن و حالما تصل الى نهاية القصة تكتشف بان الخاسر لا يمكن ان يكون خاسرا الا من هذه الفكرة السطحية.
لا ينتصر الا الخادع و الغشاش و الكذاب في عالمنا - عالم الدول القبيحة المنتصرة – عالم المنتصر الظالم على المهزوم المغبون. انظر الى دول و حكومات العالم - الى اصحاب الشركات - الى السياسيين - الى الاديان ... كل ما يحيط بنا اتى على حساب الاخر و لكن الهزيمة ليست هزيمة دائما بل مدرسة تلقن الانسان دروسا في التواضع و تحمل الفشل و اكتشافه.
عندما يفوز الفريق في لعبة كرة القدم تسبح الناس في سابع السماوات و لكن عندما يخسر الفريق يدخل البلد في كارثة كبيرة تغطي على جميع الكوارث الاخرى. لا استطيع ان اتعاطف مع المنتصر و لا تقديم التهاني له و احيانا اجد باني عندما اشجع الفريق الاضعف حتى اذا كنت اشاهد المباراة في التلفزيون فان طاقة غريبة لا استطيع تحديدها تغير تدريجيا كفة ميزان المدفوعات و المقبوضات.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟