حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 5022 - 2015 / 12 / 23 - 08:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بغض النظر عن أن عملية إغتيال الشهيد سمير القنطار تظهر أن اختراقاً أمنيا ما قد جرى في صفوف حزب الله المعروف بفطنته ويقظة أجهزته المخابراتية ومن ثم عليه أن يتدارك ذلك فوراً ؛
.. كانت عملية إغتيال القنطار ضرباً لأكثر من عصفور بحجر من جانب العدو الصهيوني :
أولها: إصطياد سمير القنطار نفسه كشخص مطلوب تصفيته من قبل الموساد الإسرائيلي بعد أن أضطرت إسرائيل لاطلاق سراحه عام 2008 في صفقة تبادل مع حزب الله
وإعطاء رسالة للمجتمع الصهيوني بقوة القبضة الأمنية الإسرائيلية وبأنه لا يمكن لأحد من أعداء الكيان الصهيوني أن يفلت من القبضة الإسرائيلية الأمنية حيث ستطاله قبضتها أيما كان ...
وقد جاءت العملية من حيث التوقيت إستغلالاً لاحتمال ألا يقوم حزب الله بالرد لعدم فتح جهتين في آن واحد أو أن يرد بشكل غير مؤثر نتيجة صعوبة موقفه في سوريا
ثانياً: إرباك موقف حزب الله في سوريا عن طريق استفزازه وجره إلى الرد وبالتالي تأدية خدمة الحليف التركي والصديق السعودي وكل الأطراف المتواطئة ضد حزب الله
وهي فرصة لجر حزب الله إلى معركة هو غير جاهز لها الآن من حيث التوقيت وبالتالي جره إلى هزيمة تعدل من موازين القوى على حدود اسرائيل الشمالية وتقلب الموازين رأساً على عقب في الدولة اللبنانية الملاصقة لحدود فلسطين المحتلة
ثالثاً: توجيه رسالة إلى كل الأطراف الإقليمية والأطراف الدولية المتصارعة في سوريا مؤداها أن الكيان الصهيوني سيكون حاضراً في المعادلة السورية والمعادلة الإقليمية الشرق أوسطية القادمة ولابد من التعاطي مع حساباته الأمنية في التسوية السورية القادمة
رابعاً: توجيه رسالة إلى المملكة الوهابية المتواطئة مؤداها أن الكيان الصهيوني يستطيع أن يكون شريكاً استراتيجيا من الباطن يمكن الإعتماد عليه في ضرب عدو مشترك هو إيران وحلفائها المحليين
خامساً: تحقيق المسعى السعودي الإسرائيلي التركي ( في حالة توريط حزب الله الرد بضربات داخل إسرائيل حالياً) بإبراز حزب الله كمنظمة إرهابية يجب أن تكون هدفاً لتوجيه ضربات أمريكية أوربية لتصفية حزب الله ومن ثم التخلص منه وطرحه خارج معادلة الشرق الأوسط المزمع خلال التسويات التي يدور الحديث حولها في الأروقة الدولية
سادساً: توجيه رسالة إلى الحليف التركي الذي يستعد لإبرام معاهدة تحالف جديدة مفادها أن الكيان الصهيوني يستطيع أن يساعد تركيا في ورطتها في المنطقة وأن الأهداف والمصالح الإقليمية بينهما واحدة على الأرض ويمكن اختبارها في الأحداث الجارية قطعاً لأي تردد تركي في إبرام اتفاقيات تعاون جديدة مع الكيان الصهيوني
حمدي عبد العزيز
21 ديسمبر 2015
#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟