كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 5021 - 2015 / 12 / 22 - 21:56
المحور:
الادب والفن
يَــا زَوْرَقًــا هَــامَتْ بِهِ الأَنْهَـــارُ
وَتَــفَتَّقَتْ فِي زَيْتِهِ النُّــجُومُ،
يَــا جَــرَّةَ القُــرْبَــانِ
وَكَــظِيــمَــةَ الفَــرَحِ النَّــقِيِّ
كَــمَحَــارَةٍ بِكُهُوفِهَــا ذَوْبُ التُّمُورْ،
يَــا خَيْمَــةَ الأَوْثَــانِ
مُنْــذُ تَــبَــرَّجَتْ غُيُــومُ
هَلْ تَــذْكُرِينَ وَدَاعَــةَ المِجْــدَافِ
سَـــاعَــةَ سَعْيِهِ فِي نَــسْغِكِ المَعْسُولِ
سَــلِسًــا صَــقِيلاً صَــاخِبًا جَــسُــورْ؟
أضْنَــاكِ
يَــا وَجْنَــةً لَــهَجَتْ بِهَـــا الأَقْمَـــارُ
شُــحُّ الرِّيَـــاحِ وَحُــمْرَةُ المَسَـــاءِ،
طَــالَتْ مُــهَــادَنَــةُ الشِّتَــاءِ
مَعَـــاقِـــلَ الأَلْـــوَانِ،
فَــتَــكَدَّسَ الحَــمَــأُ الغَشُـــومْ
وَتَــمَطَّطَ الصَّــدَأُ الثَّــخِينُ
وجَلِيدُهُ المرْصُوفُ بالرَّصَــاصِ؛
قَدْ طَــالَ هَــجْرُكَ يَــا شِتَــاءُ
وَبُحَــيْرَتِي نَسِيَتْ وَسَــلاَهَا الحَنِينُ
بَــلْ غَــرَّهَـــا نَــزَقُ النُّـــحَــاسِ
وَنَــزَا عَلَيْهَــا زِنْكٌ مُضَــاءُ؛
قَــدْ طَــالَ بُــعْدُكَ
مِثْلَ انْتِظَــارِي
خَفْقَــةً مِنْ قُمْــرَةِ الشَّبَــكْ
خَــضْرَاءَ مِنْ عَبَقِ السَّمَــكْ
أنَّــى لِصَبْرِي حَصْدُ هَذَا الحَسَكْ
وَرَمَــادُ مِحْرَقَتِي يَــزُمُّ الفَلَكْ؟
قَــدْ طَالَ غِــيُّكِ يَــا سَـــمَــاءُ
مِثْلَ اجْتِــرَارِي
جَــرَسَ الكَــنَــائِسِ فِي الأَمَــاسِي،
"صَبْــرًا" !
تَــقُــولُ قَــوَافِلُ النَّوَارِسِ والإوَزِّ،
"فَلَعَلَّ أسْمَــاكَ الصَّبُـور
لَمْ تُــنْهِ بَــعْدُ عَشَــاءَهَــا الأَخِيــر
أوْ تَــغْزِلُ الأَكْفَــانَ مِنْ دُرٍّ وخَــزِّ،
مَــهْلاً
حَتَّى تُــكَمِّــلَ زِينَتَـــهَــا
فَــلَــعَــلَّ طُعْمَــكَ ضَــلَّ قُــرَّتَــهَــا؛
مَــهْلاً
حَــتَّــى تُــبَــــارِكَـــهَــا القَــنَــادِيلُ
وصَــلِيــــبُكَ المَــنْــخُــور
تُــعَــــــانِقَـــهُ المَــنَــادِيلُ
صَبْـــرًا
حَـــتَّـى تُــفَـــجِّــرَهُ الدِّمَــــــــــاءُ"...
يَــا شَــهْقَــةً فِي خَــاصِرِ الجِبَــالِ
طَـــالَتْ مُسَــاوَمَــةُ الرِّمَــالِ !
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟