أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد يسري - انا مش زفت ميس














المزيد.....


انا مش زفت ميس


محمد يسري

الحوار المتمدن-العدد: 5021 - 2015 / 12 / 22 - 21:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



انتشرت في الأيام القليلة الماضية مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تصور السيدة الدكتورة سعاد الخولي التي تشغل منصب محافظ الإسكندرية بالإنابة وهي تتفقد مدرسة ابتدائية وتقوم بتوبيخ احدى المدرسات بها قائلة لها امام التلاميذ (انا مش زفت ميس)
والحقيقة ان ما حدث في الفيديو وما نتج عنه من تعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي، قد استفزني الى اقصى درجة فرأيت ان اعبر عما احسست به في هذا المقال
بداية فما حدث وشاهدناه في الفيديو هو نتاج طبيعي لمجتمع فقد فطرته وتلقائيته التي هي بمثابة البوصلة التي من المفروض ان توجه الى الطريق الصحيح
ظهر هذا المجتمع المشوه الفاقد للفطرة السليمة في أربع تجليات واضحة (المحافظ – مدير المدرسة – المعلمة – التلاميذ)
أولاً: -المحافظ
ان تكون صاحب سلطان او نفوذ في دولة لا تعترف الا بالفرعون فذلك يصنع منك فرعون شئت ام اردت
النفوذ والمنصب يغيران النفس فيحيلان الضعف الى قوة ... ويبدلان الانبطاح الى جبروت
السيدة الدكتورة التي تولت منصب المحافظ بالإنابة جاءتها فرصة ذهبية للجلوس على أحد مقاعد السلطة في مصر ...فهل تضيع تلك الفرصة ؟؟
لا بالطبع ...ومن هو هذا الابله الذي يضيع مثل تلك الفرص النادرة في بلد أصبحت فرص الظهور والتقدم فيه شحيحة للغاية
ولكن كيف يتم تثبيت السيدة على الكرسي الذي جلست عليه ؟؟ من المؤكد ان الإجابة على هذا السؤال مرتبطة بسؤال اخر وهو كيف ترك سلفها هذا الكرسي ؟؟
المحافظ الأسبق كان هادئاً انيقاً باسماً ...اذن فالحل ان تظهر الدكتورة بشكل مغاير تماماً لما ظهر عليه سلفها، يجب ان تبدي إمارات السطوة والخشونة والتكبر والتعالي
تدخل في زيارة تفقدية مفاجئة لمدرسة ابتدائية فقيرة في منطقة مهملة معدومة الذكر والصيت، ثم تبدأ في سؤال التلاميذ عما يدرسونه وتختبرهم، ترى أكانت السيدة الدكتورة تنتظر ان يظهر هؤلاء التلاميذ مهارتهم وذكائهم وعبقريتهم ؟؟
هذا لا يهم ، بل ما يهم ان تلتقط لها الصور وهي تحدث التلاميذ مبدية اهتمامها وعنايتها
ما يهم ان تسجل الكاميرات تعنيفها للمدرسة ...فهذا دليل على قوتها وسيطرتها وصلاحيتها المطلقة على الاستمرار في كرسيها
ثانياً: -مدير المدرسة
ذلك الرجل الأسمر البشرة الذي كان يسير خلف وامام وبجانب السيدة الدكتورة ...لا أعرف اسمه ولا اظن ان أحدا اهتم ان يعرف اسمه
وجهه وسمته مألوفان ...شعرت عندما شاهدته أنى اعرفه من قبل، ثم تنبهت ان شعوري هذا نابع من كون جميع المصالح الحكومية يوجد بها اشباه وامثال لهذا الرجل
الانصياع والطاعة المطلقة والانبطاح هي ردود فعل ذلك الرجل امام تعليقات الدكتورة الغاضبة المتعجرفة... شعور كامل بالعجز وقلة الحيلة مع امنية بان تنتهي تلك الزيارة العصيبة بأقل الاضرار
مدير المدرسة واشباهه هم الحلقة الأكثر قوة في سلسة الفساد والفوضى اللامتناهية في الجهاز الحكومي والإداري بالدولة والمجتمع على السواء
انظر له وهو يوافق ويؤكد على كلام واقوال الدكتورة في كل المواقف...انظر على تعبيرات وجهه الأسمر الممتلئة بالنفاق بشكل واضح وصريح
هل شاهدته وهو يقف في صف الدكتورة المحافظ عندما عنفت مدرسته امام عينيه ؟؟
لا لم تشاهد هذا الموقف اذن فقد فاتك مشهد مسرحي غاية في الروعة لتجسيد حجم النفاق الذي انتشر في مجتمعنا كالنار في الهشيم
هل رايته وهو يقف بجانب الدكتورة واضعا يد على يد حانياً رأسه مطرقا في صمت ناظراً الى موضع سجوده كأنما هو يؤدي طقوس الصلاة في خشوع، بينما يأتي جميع مدرسي المدرسة ليقدموا آيات الولاء والطاعة ويقدموا قرابينهم للسيدة المحافظ لعلها تعذرهم وتسامحهم على ذنب لم يقترفونه أصلاً ؟!
ثالثاً: -المعلمة
ان تكوني معلمة في زمن مثل هذا الزمن الذي نعيش فيه الأن فذلك شيء يستحق الاعجاب والتحية، وان تكوني معلمة لغة انجليزية في فصل دراسي يمتلئ بالطلبة الذين يجلسون بجوار بعضهم البعض مثنى وثلاث ورباع فذلك شيء متميز يدعو الى الانبهار
اما ان تكوني متدينة ومنقبة فذلك ذنب لا يغتفر
في مجتمع تنظر نخبته الى النقاب على كونه تخلف ورجعية واسفاف في الذوق العام، لن يكون من السهل عندها ان تنالي احترامك او ان يسمح لك الجميع بان يتركونك في حال سبيلك.
سوف يجد الجميع حجة لانتقاص قدرك واضعاف همتك وإبخاس شأنك
في مجتمع ريهام سعيد وبسمة وهبي وفريدة الشوباشي لا مكان لك يا فتاة ...الكل سينظر اليك على كونك متخلفة ورجعية ...لا أحد سيقدر ان نقابك فريضة دينية ... ولن تجدي من سيقدر حريتك الشخصية في ارتداء ما تريدينه
هناك حرية في التعري لكن لا يوجد حرية في الغطاء ...هذا ما انعكس على تصرف الدكتورة اثناء حديثها مع المعلمة المنقبة، كيف ترد المعلمة على الدكتورة؟ كيف تسمح لنفسها ان تبرر لها وتشرح لها؟
ثم كيف لتلك المعلمة ان تخاطبها بإنجليزيتها الركيكة (ميس) ...هل جننت تلك الفتاة؟
هي فرصة جيدة اذن لاستعراض العضلات امام فتاة ضعيفة جعلتها ظروفها الاجتماعية وعقيدتها الدينية تقبع في الدرك الأسفل من السلم الاجتماعي في مصر، ولا مشكلة في إضافة بعض التعبيرات الخشنة الى التوبيخ ...فكلمة زفت لن تضر بل ستكسب المشهد جواً من التلقائية المحببة التي لا شك سوف تزيده اصالة وبراعة

رابعاً: -التلاميذ
ماذا تنتظر من أطفال يجلس ثلاثة منهم في مقعد واحد لا يتعد طوله المتر بينما يقل عرضه عن الثلاثين سنتيمتر ؟؟
ماذا تتوقع من أطفال يسمعون أغنية (مفيش صاحب يتصاحب) في بيوتهم وفي شوارعهم أناء الليل وأطراف النهار ؟؟
ماذا تأمل في أطفال أصبح مثلهم الأعلى عبده موتة او الألماني، وقد يرضى بعضهم بأقل من هذا فيكون طموحه أن يصبح أحد أعضاء فرقة أولاد سليم اللبانين؟
هل تنتظر من هؤلاء أن يكونوا من المتفوقين؟ هل ترجو منهم ان يكونوا صانعي حضارة امة او محققي نهضة شعب؟
ان أي توقع او انتظار او رجاء في تلك الامنيات هو محض أوهام واضغاث أحلام.



#محمد_يسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتح عمورية
- الصراع العباسي-البيزنطي 2/3
- الصراع العباسي – البيزنطي ( 1/3)
- معارك الموحدين الكبرى في الأندلس(3/3)
- معارك الموحدين الكبرى في الأندلس (2/3)
- معارك الموحدين الكبرى في الأندلس (1/3)
- خريف غرناطة...رباعية الأندلس التي لم تكتمل
- حركة المختار الثقفي
- حركة التوابين
- نبذة عن تاريخ السلاجقة الأوائل
- الحشاشون...قراءة تاريخية مختلفة
- ملاحظات حول الدراما التاريخية التركية
- ما هكذا تورد الإبل يا جنبلاط


المزيد.....




- -نحنا ولاد البلد-.. يارا صبري في صورة عائلية من جبل قاسيون
- اصطدمت بحاجز ثم شجرة قبل انقلابها.. إنقاذ شخصين من مركبة تلت ...
- إعلام عبري: إصابة إسرائيلية بجروح حرجة في عملية طعن بهرتسليا ...
- مدفيديف يدعو لمعاقبة أوروبا وتجاهل أمريكا ومسامحة الضعفاء
- 10 أخبار كاذبة شغلت الشرق الأوسط والعالم سنة 2024
- ما السرّ في تحول سناجب كاليفورنيا من عاشبة إلى آكلة لحوم ؟
- القضاء الروسي: السجن 15 عاما لمواطن أمريكي بتهمة التجسس
- روسيا.. بدء الاختبارات السريرية للقاح مضاد للمكورات السحائية ...
- سفينة نرويجية ترفض إنقاذ طاقم سفينة شحن روسية تعرضت لهجوم إر ...
- مقاتل حمساوي يفجر نفسه في عملية مركبة للقسام بمعسكر جباليا ت ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد يسري - انا مش زفت ميس