أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غادة عبد المنعم - أقباط المهجر والمناخ المفتوح..الصراع يبدأ في مصر وينتعش في الغرب















المزيد.....

أقباط المهجر والمناخ المفتوح..الصراع يبدأ في مصر وينتعش في الغرب


غادة عبد المنعم
مفكرة


الحوار المتمدن-العدد: 1370 - 2005 / 11 / 6 - 10:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لى صديقة مسيحية ماتت فى نفس هذا الوقت من العام الماضى.. موتها أربك حياتى كلها ودفعنى لاعادة النظر فى كل شبر فيها.. صديقتى كانت تعيش فى الولايات المتحدة وكانت تعانى فى ايامها الاخيرة من ضغوط شديدة ، وفى آخر تليفون لها مع صديق مشترك لنا شكت له استغلال العديد من جمعيات أقباط المهجر للظرف السياسى العام و مغالاتهم فى ادعاء الظلم والاضطهاد فى مصر.. هى نفسها كان لديها الكثير من التحفظات على الوضع العام فى مصر ولولا ذلك لما فضلت الهجرة للخارج، لكنها امام كم المبالغة التى تصوِّر بها هذه الجماعات اضطهاد المسيحيين فى مصر، وأمام الضغوط التى يمارسونها على أى ناشط مسيحى يقيم فى الخارج وخاصة فى الولايات المتحدة للمشاركة فى هذا "الشو" العام، لم تستطع أن تتحمل المزيد.. وناء قلبها بحمله الثقيل من الغربة المشحونة بالكثير من الكراهية والضغينة من حولها.. وبعد مكالمه معها ببضع ساعات علمنا بوفاتها.. رحمها الله.

فى العديد من بلدان العالم ، قابلت عشرات بل مئات من المصريين الاقباط المقيمين فى سويسرا وفرنسا وايطاليا واليونان وغيرها من دول اوروبا ، وكنت على وشك الايمان بأن الاقباط المقيمين في أوروبا لا يزاولون السياسة كثيراً ولا يرغبون فى الاستفادة من ممارسة ضغوط على الحكومة المصرية، وليس لديهم ما يشكون منه فيما يتعلق بأحوال المسيحيين فى مصر، فهم يمثلون مع المصريين المسلمين وحدة واحدة ، فغالبا ما تجد جمعيات ورابطات المصريين في أوروبا تضم الأقباط والمسلمين معا .. وكنت أتصور أن أقباط الولايات المتحدة هم الأكثر شكوى وضجيجا .. ورغم ان هذا التصور حقيقى الى حد كبير لكنه يمثل جانبا واحدا من الصورة ، فإلى جوار هؤلاء هناك العديد من الرابطات القبطية في أوروبا كما فى الولايات المتحدة ترى الاوضاع فى مصر من جانب آخر وترغب فى اظهار تلك الاوضاع لحكومات الدول التى تعيش فيها بشكل مختلف.

فى يناير الماضى تابعت الصحف الامريكية كلها حادث مقتل اسرة قبطية مصرية هاجرت لامريكا منذ عام 1997 ، ووصفت الصحف هذا الحادث بأنه "قتل بدافع الكراهية".. البوليس أعلن أن سبب الحادث كان المال، لكن مجتمع الاقباط فى الولايات المتحدة رفض تصديق هذا التفسير الذى قدمته لهم الشرطة.. الحكاية تبدأ بحسام أرمانيوس وهو قبطى مصرى هاجر للولايات المتحدة عام 1997 ولم يترك مشاعر الضغينة تجاه المسلمين والاسلام فى مصر لكنه حملها معه الى الولايات المتحدة.. انتهز حسام وجوده فى مجتمع أغلبيته مسيحية، واستغل توفر التسامح الدينى والإعلامى هناك، وقام بتأسيس منتدى على شبكة الانترنت كل غايته الإساءة للإسلام ودعوة المسلمين العرب إلى ترك دينهم واعتناق المسيحية.. لم يترك حسام فرصة للهجوم على الاسلام فى التجمعات العامة إلا وفعل.. وقد يكون لحسام بعض العذر عندما يقوم بذلك هنا في مصر ، إذ ربما يؤدي انتماؤه إلى الاقلية للشعور بالغبن خاصة وان معظم اقباط مصر يتربون على تصور أنهم أصحاب البلد الأصليين وأن الـ 90% من سكان مصر المسلمين مجرد محتلين اغتصبوا بلادهم .. لكن أن تتحول الحرية الاجتماعية فى الولايات المتحدة لفرصة للانتقام والثأر من الثقافة الاسلامية فهذا ما اعتقد انه ليس فى العقل من شىء.. المهم ان حسام قد تعرض لتهديدات مجهولة المصدر بسبب انشطته الدعائية ضد الاسلام، وطالبه أصحاب هذه التهديدات بوقف المنتدى الذى يديره على الانترنت.. وبعد فترة تم العثور عليه هو وزوجته وابنتيه مقتولين.. ورغم ان تحقيقات الشرطة أرجعت الحادث للسرقة الا ان العديد من الجرائد الامريكية نشرت تصريحات لاقباط يرفضون هذا التصور ويصرون على أنه حادث ارهابى من فعل المسلمين.. وكادت تقوم فتنة بين المسلمين والأقباط المقيمين فى الولايات المتحدة، حيث ارتفعت الأصوات المنددة بالمسلمين في وسائل الاعلام الناطقة بلسان الاقباط، وقامت بعض المظاهرات التي راحت تؤكد أن المسيحيين يُقتلون يوميا فى مصر ، وأن هذه العائلة القبطية وغيرها قد لجأت إلى أمريكا للهرب من مثل هذه الجرائم ، وهى تصريحات المقصود منها استمالة المجتمع المسيحى الامريكى ودفعه للوقوف إلى جانب الاقباط ومساندتهم في التنكيل بمسلمى الولايات المتحدة، وكذلك دفع الحكومة الامريكية للضغط على الحكومة المصرية.

هذا الحادث يمثل جانبا آخر من جوانب الصراع التى تبدأ فى مصر بين المسيحيين والمسلمين، ثم يحملها المصريون معهم للخارج، وفى أجواء الحرية الغربية ينطلق الجانبان بلا شعور بالمسئولية في سب دين الآخر خاصة وأن الأقباط فى المهجر يشعرون بالانعتاق من الكثير من الضغوط فينطلق بعضهم فى الاقلال من شأن الاسلام وفي الدعوة التبشيرية بين المسلمين، حيث يتحقق لهم فى هذه المجتمعات الجديدة ما يفتقدونه فى مصر وهو الشعور بأنهم أكثرية، ولكنهم فى نشوة فرحهم بالحرية لا يتيقظون لأسس اللعبة الجديدة والتى لها جانبان أحدهما يشجع نقد أوضاع الاقليات فى مصر والآخر لا يلتفت كثيرا لهذا النقد.

عملية التنشيط نقد أوضاع المسيحيين فى مصر تعود لعدة أسباب، أبرزها الاهتمام الزائد بحقوق الانسان وحقوق الاقليات، واضطلاع الولايات المتحدة بدور الاب الراعى لحقوق الانسان، ورغبة اوروبا فى المشاركة فى لعب هذا الدور الانسانى الراعى، ثم توفر حرية الرأى غير المسبوقة التى يتمتع بها المهاجر فى المهجر وعدم تقدير المسئولية التابعة لهذه الحرية ، ثم الشعور بالضغينة بسبب الممارسات السياسية بداية من فترة حكم الرئيس السابق أنور السادات حيث شاع جو من إعلاء الجانب الدينى " الاسلامى" فى مواجهة التيار الاشتراكى والعلمانى.. ورغم سماح السادات بزيادة عدد الكنائس فى مصر إلا أن المسيحين لم يغفروا له تدخله السافر عندما قام باحتجاز البابا فى الدير.
لكن أقباط المهجر لا يدركون انه الى جوار هذه الاسباب التى تشجع نقد أوضاع المسيحيين في مصر، هناك رؤية غربية تقدمية تؤكد على التسامح الدينى وبالتالى لن تتجاهل حقوق الأغلبية المسلمة التي تكاد بعض الجماعات القبطية تنفى وجودها وتدعو لتحرير مصر من المسلمين!!

وعموما فان اعتراضات الاقباط فى الخارج تراوحت بين عدة اساليب واهداف، بداية من الاعتراض على الوضع العام فى مصر، واستخدام المواطنة فى الدول الغربية للضغط والمطالبة بالمزيد من المكاسب ومنح دور اكبر للاقباط فى المواقع المتميزة كالسلطة التنفذية والتشريعية والعسكرية إلى غير ذلك من المكاسب، او الدعوة التبشيرية والتركيز على انتقاد الاسلام، وحتى التطرف بالمطالبة بطرد 90 % من سكان مصر المسلمين واقامة دولة قبطية فى مصر بالـ 10% الباقين ، وهى دعوة أشك تماما فى ان اصحابها يأخذونها مأخذ الجد، فهى إما دعوة شخصيات حالمة ، أو أداة يستخدمونها للوصول لاهداف اخرى.

دولة قبطية من ألمانيا
ومن طرائف هذا الصراع ما تناقلته وكالات الأنباء فى عام 1992 حول إعلان قبطى مصرى اسمه فايز نجيب عن قيام دولة مهجر لأقباط مصر من المانيا، ومطالبته بثلث مساحة مصر لكى يقيم عليها دولته القبطية الفرعونية، وقد بنى مطالبته على أساس أن مصر هي وطن الاقباط الذي يحتله المسلمون منذ 1364 عاماً، وانه واجب على اقباط مصر تحريرها.

دولة قبطية بالسلاح والدم من الولايات المتحدة
أسس مهندس قبطي اسمه وفيق إسكندر "الاتحاد القبطي الأمريكي" ، وهو من أكثر المنظمات المسيحية انتقاداً لأوضاع المسيحيين فى مصر، ويركز على اظهارهم بمظهر المستضعفين المستغلين على كافة المستويات، وقد تم إنشاؤه بهدف تحرير مصر من المسلمين المغتصبين، ويطالب أعضاؤه باستخدام السلاح لإقامة دولتهم واستحداث شرطة للحفاظ على أمن المسيحيين فى مصر.

أما الجماعات والجمعيات القبطية التى تبشر بالمسيحية بين المسلمين المصريين وتنتقد الاسلام فهى عديدة فى الداخل والخارج، وأهمها فى الخارج :

مسيحيو الشرق الاوسط
وهى جمعية مفتوحة لكل مسيحيى الشرق الأوسط بصرف النظر عن الطائفة (كاثوليك، بروتستانت، أرثوذكس) أو الجنسية (مارونى، سريانى، قبطى، كلدانى) وهم من اكثر الجمعيات التى تتوجه بالنقد للمسلمين فى الشرق الأوسط وللاسلام ورموزه.

المرتدون عن الإسلام
هؤلاء يقدمون أنفسهم على اعتبار انهم جماعة تبشيرية، ولهم موقع على شبكة الانترنت يستعرضون فيه ما يقولون انه رسائل وحالات لمسلمين تنصروا وتركوا الاسلام مع العديد من المقالات التى تسىء للاسلام، ومكانهم الولايات المتحدة.

والى جوار مثل هذه الجمعيات فهناك مجموعة من الأقباط الذين يرون أنهم جزء من نسيج المجتمع المصري ويلتفون فقط حول عدد من المطالبات المعقولة.. وهذه المجموعة تمثلها جماعات منتشرة فى سويسرا وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة وبعض البلدان الأخرى.. وهؤلاء نظموا انفسهم تحت راية مؤتمر اقباط المهجر الاول الذى نظمه عدلي أبادير يوسف فى زيورخ في سبتمبر 2004 وناقشوا فيه عدداً من المطالب أبرزها الفصل بين الدين والدولة، المساواة مع المسلمين في حقوق بناء وترميم دور العبادة، وتمثيل الاقباط تمثيلا نسبيا فى البرلمان والمناصب الحكومية (10%)، وإلغاء خانة الهوية الدينية من البطاقات الشخصية وجوازات السفر، وتغيير بعض الجوانب فى المناهج الدراسية.



#غادة_عبد_المنعم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -موراى- ساحر وهو لا يفعل شيئا!!
- لحظات ما قبل الموت ..عن الإنتحار، المخدرات والوهم !!
- بولانسكي يقلب رواية ديكنز إلى ملحمة يهودية
- الصحف الخاصة تلعن الحكومة وتغازل كفاية والإخوان
- فى مصر..الصحف الخاصة تلعن الحكومة وتغازل كفاية والإخوان.
- بريطانيا قتلت جده وبلير عينه مستشاراً.. طارق رمضان المثير لل ...
- ما رأى فضيلته فى مأساة فلسطين ومحنة العراق..؟!
- أمم تعشق السادية وتستمتع بالكهنوت..!
- سيد قطب ورامسفيلد تخرجا من مدرسة -يهودية- واحدة..


المزيد.....




- الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ينعى الشهيد يحيى السنوار ويؤكد ...
- الاحتلال يقيد وصول المصلين إلى المسجد الأقصى
- مفهوم الحرية الإسلامية تحت المجهر.. جدل متزايد وتحديات معاصر ...
- نزلها “من هنا” تردد قناة طيور الجنة بعد التحديث على القمر ال ...
- وزير خارجية كيان الاحتلال: غوتيريش يقود أجندة معادية لاسرائي ...
- وزير خارجية كيان الاحتلال: غوتيريش يقود أجندة معادية لاسرائي ...
- كاتس يهاجم غوتيريش مجددا: يقود سياسة معادية لإسرائيل ولليهود ...
- ماما جابت بيبي يا أطفال..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- بلينكن: السنوار كان مسؤولا عن أكبر مذبحة ضد اليهود منذ المحر ...
- استعلم عن تردد قناة طيور الجنة للاطفال بجودة عالية جدا مع اب ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غادة عبد المنعم - أقباط المهجر والمناخ المفتوح..الصراع يبدأ في مصر وينتعش في الغرب