أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد ع محمد - المُنهارُ وعوائد السقوط














المزيد.....

المُنهارُ وعوائد السقوط


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5021 - 2015 / 12 / 22 - 13:15
المحور: الادب والفن
    


يوم تهارشت حيتان التضورِ على دهاليز كيانه
ونفادِ مِحرابه من ذخيرة التسلُحِ
بعِلات الوجود في عمومِ بنيانه
باغتته نوبةٌ كانت أشبهُ بعارضٍ يُداهم
قامة مَن كَرَعَ إبان قيظ الظهيرة لتراً من العَرَق
ومن نشوة السقوطِ غدا كالقطرة الواقعةِ غماً من حوافِ الأرق
مندفعاً للأسفلِ كنيزكٍ يغور الى الهاوية
وبكل ذراتِ هيئته فوق عراء الاسفلت اندلق
هابطاً بما يحمله من الأخيلة على مرأى المتفرجين
ومع أنه لم يكن قد اُنعم عُودهُ بالتمدد بعدُ
على السرير الفاحمِ كليلٍ أكلحُ
من ليلِ ضريرٍ يقود في الزحمةِ رهطاً من العابرين
ومع ما قد ينبعث من دنيا المُنهمرِ رغماً على الطريق
لتتبعها رناتَ بعثرة الرؤى
وترنيماتٍ تُلحّف جَسَدَهُ بسيمفونيا الأنين
حتى فاجأته ناقلةً بيضاء الخواصر مستكملةً بصدمتها عليه
ليُخالط تالي الصعقتين في جُرنِ العبراتِ
بياضاً طائراً بسوادٍ مقيم
فيغادر المصعوق كلمحِ الضوءِ
دنيا اليقظةِ الى تخومِ سباتٍ أليم
أبداً لم يكن وقعُ السقطة فاتراً حين انهدم الرجل على مرأى العابرين
بل ومن حرارة المَشهَدِ
بدا المُبلغُ المتجولُ على أرصفة الحارةِ
كمن بهوسٍ يُزاحمُ العطّارَ في الأزقةِ
ومن باب السَبقِ
راحَ يُمسكُ بمنقار نبأٍ خامٍ عن المَرمي
ملوحاً بهِ
كما يلوِّح الراقصُ في رأس الدبكةِ بمنديل البهجةِ أمام الكاميراتْ
فيما تلا قرينه في الكارِ
تقريرهُ الصاخب عن الممدودِ، والمكانِ، وأهم المجرياتْ
ثم عقّبهُ آخرٌ وفتّتَ الوقائع مع جسد صاحبه
كقُطع الضأن المعروضِة بتفاخُرٍ في واجهة المحلاتْ
مشرّحاً الحدثَ الى فصولٍ
وكتلٍ
وزوايا
وجزئياتْ
مفرداً أمام المارة
تحقيقاً أطول من شارع الاستقلال باسطنبول
ثم تلاهُ متحاذقٌ
وتكفل بتدبير مَبحثٍ فضفاضٍ يُحاكي ثوبَ عروس
كرداءٍ مزدانٍ حتى القمة بأبهى المفضّلاتْ
مع ملحقٍ شهيِّ يتحرى ملابسات السقوط ومن سقط
والى لحظة اختتام مراسيم الاحتفاء بالجسد المشلول
بدا الصريعُ المشمول بالغضبِ
يموج كطيفٍ تتقاذف به الأهواء في المدى
ومع أنه لم يفلح بعدُ بلقاء رسول الخذول
ولا هبط عليه الى حينهِ ملكُ الردى
إلا أن الذي ساقَ التائه بخوالجهِ الى مضارب المنيةِ
وأوداهُ الانطباع الى مُنغلَقٍ طويلٍ
طويلٍ
طويلْ
سارحاً في هواجس ما بعد حُرقتهِ العائدة من ديار الصدى
معايناً مرأى العابرين
في تناوبهم على هيكلٍ بلغَ صيتَ سلعته المدى
مستثمرين دون وخزِ
راحَ كلّ منقضٍ يتناول بُقعةً
من تضاريس مَن شُدت الأنظار إليه
ومِن ثم قبضوا ثَمن المرورِ
تالي المكوثِ بُرهةً كسربٍ من الغِربان عليه
فكل مُتاجِرٍ حين العَرضِ نهش قدر حاجتهِ
من رُكنٍ يود الترويج من خلاله لبضاعتهِ
وأغلب الوكالات ظلت لساعاتٍ
تنهل أنباءها من أطراف المُنطرح
أما المسجى نفسهُ
فلم يحظى بأخذِ شيءٍ منهُ
ولم يأتِ على ذكره أحدٌ بفلسٍ
ربما لميدان الصحوِ يُعيدهُ
أو علّهُ يُزيحَ ببرقهِ غيمَ المتهارشين عنهُ
حتى يُداوي من خلال قيمته أسباب الانحدارْ
وهكذا مرّت على سكته المعروضةِ كل مواكبَ الإشهارْ
فَرِحَةً بما تحملهُ من جسم الضحية
وتشييداً على قاعدة عِلته
بنوا صروحَ اللحظة الخبرية
إلا هوَ
فمن مجمل البازار الذي حولهُ دارْ
بعدما بكُلهِ
على الأديمِ الصّلدِ رغماً هَبَط
بقيَ جائعاً بعد النهوضِ
مثلما سقط.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذريعة ومنافعها
- أحمد سعيد: العلويون اختاروا النظام خوفاً على ذواتهم وليس حبا ...
- متعلقاً بأهدابها
- عندما نناهض ما ندعو إليه
- الأوهام وزارعيها
- دونك أو دونه
- ما بين الخنوع والإباحية
- أكثر ما يؤلم الحمار
- من السهروردي الى أشرف فياض
- ليلى زانا والقَسمُ الكردي من جديد
- أطفال سوريا في يوم الطفل العالمي
- المتضرر الحقيقي من الحرب لا يمتلك ثمن الوصول الى أوروبا
- جاذبية متن الدواعش
- عندما يستهدفك اخوانك
- ماذا لو تغيرت قاعدة التضحية؟
- أسرع الناس اندماجاً
- كن مثلكْ
- الاقتداء ببائعة الجسد أم بالمثقف؟
- سوريا تحتاج الى سنين لكي تكون مكان آمن للعيش فيها
- عندما يصبح المديحُ ثقافة


المزيد.....




- -الجوكر جنون مشترك- مغامرة سينمائية جريئة غارقة في الفوضى
- عالم اجتماع برتبة عسكري.. كيف تشرّع القتل بصياغة أكاديمية؟
- -لوكاندة بير الوطاويط-.. محمد رمضان يعلن عن تعاون سينمائي مع ...
- العرض الأول لفيلم -Rust- بعد 3 سنوات من مقتل مديرة تصويره ها ...
- معرض -الرياض تقرأ- بكل لغات العالم
- فنانة روسية مقيمة في الإمارات تحقق إنجازات عالمية في الأوبرا ...
- جنيف.. قطع أثرية من غزة في معرض فني
- مسرحية -عن بعد..- وسؤال التجريب في المسرح المغربي
- كاتبة هندية تشدد على أهمية جائزة -ليف تولستوي- الدولية للسلا ...
- الملك الفرنسي يستنجد بالسلطان العثماني سليمان القانوني فما ا ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد ع محمد - المُنهارُ وعوائد السقوط