أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال الهنداوي - خريف الباب العالي














المزيد.....


خريف الباب العالي


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 5020 - 2015 / 12 / 21 - 22:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قد يكون من المفيد اثناء تناول القضايا السياسية التي تتخذ شكل الازمة, ان يتم النظر الى الصورة الكاملة للمشهد وعدم التقيد بالحدود الضيقة التي يصطنعها الاستغراق بالتفاصيل العديدة المحيطة بالحدث, والافضل هو عدم الوقوف طويلا امام التفصيل الا باعتباره نافذة ننشد من خلالها النظرة الشمولية التي تستبطن القواعد التي تساعدنا على المقاربة الواعية للموضوع.
ومن هذا المنطلق فقد يكون من الصواب عدم النظر الى اعلان تركيا انها "ستواصل" سحب قواتها من العراق، الا كتفصيل قد يؤدي بنا الى الصورة الاشمل والاكثر نجاعة الا وهي للامم, كما الافراد, مشاكل منتصف عمر, وفقدان بصيرة , ورعونة قد تجعلها -وهذا ما ينكره الكثير عن تركيا حتى الان - تتصرف في علاقاتها الخارجية بخفة وطيش قد لا يليق بدولة فاعلة على المستوى الاقليمي والدولي. والاهم, هو ان رهان -بل قد يكون ارتهان- بعض القوى السياسية على ثوابت السياسة التركية في المنطقة ورسوخها لا يعد الا نوع مؤسف من البلادة السياسية المفرطة , ولكنها بلادة باهظة الكلفة بشكل يثير الاسى..
فحتى الغفلة لن تكون هنا مبررا للتغافل عن عملية الاقصاء القسري للباب العالي عن الملف السوري الذي انعكس سلسلة من المواقف المتشنجة المتعجلة التي اضطرت -وستضطر- الى التراجع عنها في حالة مؤلمة من مكابدة التقليل المستمر لهامش الحركة امام القيادة التركية التي تمادت في استهلاك التغاضي الغربي عن ممارساتها الاقرب الى اجواء عصابات الجريمة المنظمة منها الى الدولة المؤثرة في القرار الدولي والاقليمي, والتي تجلت في تسليعها السريع لحلفاؤها ووضعهم المهين المتعجل على طاولة التفاوض في سوق الغاز والنفط الرخيص..
ما لم يفهمه حزب العدالة والتنمية ان الغرب لن يسمح بان يكون لتركيا مشروعها الخاص في المنطقة , وان اي محاولة لتجاوز دورها المحدد كمفرزة متقدمة لارباك المشهد الامني والسياسي للمنطقة لن يكون مما يمكن تجاوزه غربيا , ولا هضمه من قبل روسيا الجاثمة على طول وعرض المصالح التركية في المنطقة.
فكما ان هناك دول عظمى فعالة لما تريد لا يسألها احد عن سياساتها ولا عن الوسائل التي تتخذها لتنفيذ تلك السياسات, ولا يوجد من العقلاء من يعتقد ان تركيا, في ذروة احلامها , تتصور نفسها ضمن هذا النادي المغلق بقوة , هناك دول مشروع تكون ممارساتها السياسية مكرسة لهدف اعلى متفق عليه وطنيا ويتخذ صفة الهدف القومي وهذه الدول تكون عادة قوية ومكتفية ذاتيا , والاهم , متفيأة بظل قوى عظمى متحالفة معها في خدمة هذا المشروع..وهذا الموقع الذي يراه اردوغان وحزبه لتركيا ضمن حالة التشتت والوهن الذي يعتري دول المنطقة, ومن بعده تكون دول الدور التي يسمح لها بالحركة ضمن اطار محدد مرسوم لها سلفا من قبل الدول المؤثرة, ولا يسمح لها بتجاوزه مطلقا الا ضمن دور آخر قد تكلف به ضمن معطيات سياسية معينة, وهذا الموقع في الواقع, هو بالضبط ما يرى الغرب -بل بعضه حتى- تركيا من خلاله..وبعده خليط من بلدان -واقاليم- وقوى وتيارات سياسية تأخذ صفة الاداة او الوسيلة التي تستخدمها دول الدور في تنفيذ مهماتها وسياساتها المحدد, وهذا للاسف, ينطبق تماما على القوى السياسية العراقية التي راهنت بامن واستقرار بلدها على تورم الدور التركي واحلام يقظة اردوغان بمشروع بعث الدولة العثمانية من خلال خليط عجيب ومتنافز من اللحى الكثة والشواطيء الكاسية العارية والنفط المسروق..
والدرس الاهم الذي افرزته هذه الازمة هو انكشاف المظلة الغربية المفترضة لممارسات الحكم التركي وادواته داخل العراق والترويج بمشروعية ورضا دولي -ان لم تكن مباركة او تكليف- لجميع ما تقترفه تلك القوى من ممارسات توازي الفعل الجنائي والخروج على القانون.
لن نبالغ اذا تعاملنا مع التدخل التركي بما هو عليه كلوثة عابرة, فرضتها ظروف العزلة التي تزداد احكاما على الحكم التركي تحت ضغط الانكشاف الكامل لتفلتاته وممارساته البعيدة عن طبيعة العلاقات ما بين الدول المتجاورة, وما زال الرهان على طبيعة العراقيين ووعيهم وايمانهم باهمية الحفاظ على وحدة الارض والمصير, ولكنها مثل هذه الخفة التي اسرف البعض في التعامل بها مع موضوعة الوحدة الوطنية قد تنبىء بما هو أسوأ إذا لم تعالج بالتي هي أحسن وأقوم واكثر حفظا لامن العراقيين وسلمهم, ولنا تجارب مرّة مع مثل هذه الممارسات، وندرك تماما حقيقة ما يمكن أن تؤدي إليه..
يبقى الرهان على الشعب, وعلى العقلاء والاصلاء في قطع الطريق امام هذه الممارسات ,وقد تكون هناك فسحة ما زالت متاحة لتصحيح بعض الامور قبل استفحالها..وما زال الامل كبيرا في صبر العراقيين وجلدهم, ولكن ما لا يمكن توقعه, هو المدى الذي يستطيع الشعب ان يتحمل كل هذه الاعباء, وكل هذا القرف اليومي المعاش.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحالف بن سلمان
- انسحاب ام اعادة انتشار.. ليست هي القضية
- تركيا..تذهب بعيدا
- التسعون بالمائة..من جديد
- تركيا ..زلة بألف
- الحويجة..بداية مرحلة ام نهاية وطن
- دماء في ارض السلام
- العشيرة..أم القضاء
- التكفير ..كسلاح سياسي
- التقشف.. مسؤولية من؟؟
- العاصفة الباكستانية
- قوات عربية مشتركة..للنسيان
- تاريخ من الخديعة
- اغلبية سياسية..أم توافق ؟
- في ذكراه (الميمونة)
- مبادرة الرئيس
- السياسة السعودية في مواجهة الباب المغلق
- الشعوب تكتب ايامها
- الارهاب والسيادة الوطنية..ابو انس نموذجاً
- الاعتذار لا يستحقه الا الاقوياء


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال الهنداوي - خريف الباب العالي