أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - بين الشخصية المصرية والعراقية














المزيد.....

بين الشخصية المصرية والعراقية


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 5020 - 2015 / 12 / 21 - 21:03
المحور: الادب والفن
    


يوم امس كنت اشاهد لقاءا تلفزيونيا باللون الاسود والابيض , ويبدو ان اللقاء يعود الى منتصف او بداية ستينيات القرن الماضي , الاعلامية المصرية (هدى رستم) كانت تدير اللقاء , وقد استضافت زعيم ادباء العروبة الراحل (طه حسين ) اما الضيوف الاخرين ، وهم كذلك قد رحلوا عن عالمنا منذ سنوات غير قليلة ,فقد كانوا ثلة طيبة من الادباء والكتاب والمفكرين والشعراء , فقد كان هناك الاديب والمفكر (يوسف السباعي ) الذي اصبح في سبعينيات القرن الماضي وزيرا للثقافة في مصر ,والسباعي هو صاحب اشهر الروايات المصرية التي تم تحويلها الى افلام سينمائية كرواية (نحن لا نزرع الشوك ) و (السقامات ) ,كذلك حضر الكاتب (ثروت اباظة ) صاحب رواية (شيء من الخوف ) والشاعر ( عبدالرحمن الشرقاوي ) صاحب رواية الارض التي جسدت قضية الفلاح المصري وارتباطه بارضه والتي اخرجها الراحل (يوسف شاهين ) بذات الاسم وللشرقاوي كذلك مسرحيتان (الحسين ثائرا ) و(والحسين شهيدا ) ,وقد كان من بين الحضور الكاتبان (نجيب محفوظ )و(انيس منصور ) بالإضافة الى الضيوف الاخرين .
اقول لكم ان ما لفت انتباهي واثار تساؤلاتي في لقاء الابيض والاسود والذي جمع بين كل تلك القامات الأدبية والفكرية والشعرية في جلسة واحدة , ليس اللقاء نفسه لكنه شيء اخر ,ما جعلني اتوقف كثيرا عند هذا اللقاء ليس اللقاء على اهميته وجليل خطره, وانما كان هناك امر اكثر اهمية واشد خطورة, امر يتعلق بطبيعة الشخصية المصرية والشخصية العراقية ,لقد كان الاساتذة والكتاب والمفكرين في ذلك اللقاء يلتفون حول استاذهم البصير وكأن على رؤوسهم الطير ,فتكاد تجزم انهم لم يلتقوه او لم يسمعوه من قبل وهم على تلك الحالة , كان اجلالهم واكبارهم للراحل طه حسين واضح في كل حركاتهم وسكناتهم ,تحمله اليك نبرات اصواتهم ,وتدفعه اليك نظراتهم ,على الرغم من ان الضيوف لم يكن فيهم الا علم من اعلام الفكر وداعية من دعاة المعرفة وقد تناقلت اخبارهم الصحف وحملت اسماءهم المطبوعات في داخل مصر وخارجها .
ولا شك ان ما توقفت عنده وما كان جليا واضحا اثناء اللقاء انما كان امرا متعلقا بالشخصية المصرية ,فالأخوة في مصر منذ زمن بعيد مجبولون على المبالغة في حفاوة وتكريم كبارهم ورموزهم وهذا الامر يحسب لهم ويسجل الى رصيد حسناتهم على مر الزمان ,المواطن المصري يعتز بالآخر كاعتزازه بنفسه ان لم يكن اكبر من ذلك لاسيما اذا كان الاخر من شريحة النابهين او العلماء والمفكرين . المصري يجد نفسه بمقدار غير قليل عبر الاخر العارف والمتنور ,وهو بذلك يخالف العراقي الذي يعتز بنفسه ,فيراها اكبر من ان تندمج مع الاخر حتى لو كان من اصحاب العلم واولي المعرفة ,العراقي يرى نفسه كتلة مستقلة عن غيره ,وحلقة منفصله عن سواه ,لذلك نجده يتصنع الاحتفاء ويصطنع التكريم عندما يدفع الى ذلك دفعا بتوجيه من السلطة او بفعل تأثير ضغوط الحياة او بفعل تقاليد روتينية متبعة ,ان الشخصية العراقية تفتقر كثيرا الى تلك الحالة التي وجدتها من اولئك الضيوف وهم يجلسون بين يدي استاذهم, كما يجلس الصغار في مراحلهم الدراسية الاولى .
حب المواطن المصري لأرضه ووطنه وتاريخه الثقافي والمعرفي والحضاري جعله بشعور منه وبدون شعور ينعكس الى تعامله مع افراد مجتمعه بلياقة وارتياح كبيرين ,اما نحن في العراق فنحن نبتعد كثيرا عما الفه المصريون من وسيلة وما سلكوه من سبيل وهم يتعاملون مع رموزهم ,ولعل اكبر دليل على اقتراب ما اقوله الى الصحة انك اذا ما طالعت احد اللقاءات التي تجمع بين عدد من الشخصيات العراقية في برنامج حواري او ندوة ثقافية فانك سرعان ما تتلمس مقدار الفردانية والاعتزاز المفرط بالأنا التي سرعان ما تدفع الى التنافس والاحتكاك دون ان تكون هنالك حالة من التفاعل والتكامل بين الضيوف ,ومثل هذا الامر لا يقتصر عندنا على شريحة المثقفين والكتاب والعلماء بل يتعداه الى كافة شرائح المجتمع الاخرى حيث تجدنا لا نعتز الا بذواتنا ولا نؤثر الا انفسنا وكل منا شيعة نفسه كما يقول مروان ابن الحكم على ما اتذكر .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناظم حسن الدليمي
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )اوجه الشبه بين ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )شروط الثورة الن ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )اعلان الثورة (ا ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )اضواء على العمل ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )الاحاديث الوارد ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )الاثار العلمية ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )الحلقة الثانية ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )
- الرحيل المفاجىء لعراب الاجتثاث ...النائب احمد الجلبي
- من قتل الامام الحسين بن علي بن ابي طالب ؟
- وماذا عن ديكتاتورية الاخرين ؟
- اكذوبة العصر الجاهلي
- هل تتوافق الديمقراطية مع الزعامات الدينية والقومية ؟
- هل سينجح السيد العبادي في اتمام مهامه الاصلاحية ؟
- من مصلحة من يتهم المالكي في سقوط الموصل ؟
- العمامة في قفص الاتهام مرة اخرى
- ملاحظات عامة للمتظاهرين الكرام
- تحية من الاعماق لمقام المرجعية السامق
- احزاب الاسلام السياسي والتظاهرات الاخيرة


المزيد.....




- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - بين الشخصية المصرية والعراقية