أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - كمال هماش - فلسطين ..أولوية العداء ، لداعش أم للاحتلال الاسرائيلي














المزيد.....

فلسطين ..أولوية العداء ، لداعش أم للاحتلال الاسرائيلي


كمال هماش

الحوار المتمدن-العدد: 5020 - 2015 / 12 / 21 - 11:37
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تتبارى النخب الثقافية والسياسية العربية منها والفلسطينية في استعراض موقفها المناهض لتنظيم داعش ، مرتكزة جميعا الى ما يبثه الاعلام العالمي من كم معلوماتي هائل اغرق العقل الانساني في مشارق الارض ومغاربها ، وبكل ما يتضمنه هذا الاعلام من حقائق وفبركات الاثارة التي يمتهنها الغرب وحلفائه لتجييش الشعوب في حروبهم كما فعلوا ضد صدام حسين والقذافي في حينه .
ان الحقيقة القائمة والتي تشير الى حجم الضحايا في العراق وليبيا والدمار الذي لحق بالبلدين في حروب اميركا واوروبا وحلفائهما من الاعراب باسم اشاعة الديمقراطية وحقوق الانسان، بلغ اضعاف ما تسببت به حقبات الحكام الدكتاتوريين ، ناهيكم عن النكبة السورية القائمة .
وكما هو واضح للعيان فان الدول العربية التي تمول وتحارب النظام السوري لنشر الديمقراطية تحتفل بمشاركة امراة في انتخابات بلدية ، ويبرق لها زعماء العالم بالتمنيات ان يسمح لها النظام باستصدار رخصة سياقة ،وربما يتم منح طويل العمر جائزة نوبل لنشر الديمقراطية في بلاده.
وقد انجرفت الكثير من القيادات الفلسطينية مع موجة الشتاء الحمضي العربي الذي دعي زورا بالربيع ، وبدأو بانتظار سقوط النظام السوري تيمنا بأماني واشنطن واسرائيل ، والتي تغير موقفها مرغمة في وقت لاحق بعد ادراك تمرد العفريت الذي صنعوه، والعودة لفكرة احتواء النظام واستخدامه في مواجهة (التكفيريين ) على ارض الواقع، ساحبة معها قيادات فلسطينية وعربية نحو الاعتدال السلبي في الموقف من النظام السوري.
ان فوضى التحالفات القائمة والتي خلطت بين الاعداء والاصدقاء، لتظهر لنا حربا خليجية ضد القاعدة واخواتها ، بعد ان كانت تلك الانظمة ولا يزال بعضها بمثابة الحاضنة الحنون لها وتوجيه جهادها الى افغانستان بعيدا عن القدس، حتى برز الخلاف بين الحليفين عندما قرر الاخ الاكبر في واشنطن تدوير اتجاهات البوصلة،وتحويل الجهاد الى الاقطار العربية بدءا من الجزائر نهاية ثمانينيات القرن الماضي وليس نهاية بسوريا .
ولم يعد خافيا بأن موجات الجهاد على درجاتها في التطرف وتوزيعها الجغرافي تحمل برنامجها الدولاني الخاص بها والمعلن منذ تنظيرات سيد قطب الاولى ، وان ادى ذلك الى تفكيك ودمار المجتمعات العربية التي بدأت ببلورة الدولة القومية، والعودة بها الى دويلات الطوائف والجهات التي كانت عليها عبر تاريخ طويل وحتى قبيل مرحلة استقلالها الشكلي.
والتقت الاهداف الجهادية المرحلية على الاقل مع السياسات العولمية الاميركية والمرتبطة فلسفة وسلوكا عدوانيا بضرورات تفكيك الوطن العربي واعادة بنائه وفق خارطة جديدة تضمن لاسرائيل الامن والامان والتحالفات الحاضنة واستمرار نهب ثروات العرب، وتكريس الاستحواذ الصهيوني على فلسطين بمباركة اسلامية عربية للدولة اليهودية كجارة لولايات اسلامية في جغرافيا اقطعتها اميركا والانظمة المتعاونة معها.
وزرغم الانكسار الجزئي الذي اعقب سقوط حكم مرسي والاخوان في مصر الا انه وفي فلسطين فقد سبق السيف العذل وسيطرت حماس عسكريا على غزة وفرضتها نظامها متعاملة مع الكل القانوني الفلسطيني بمنطق الاخر الذي يمكن مفاوضته دون الاندماج معه ، مما يشكل اساسا ايدولوجيا لفشل جهود المصالحة الى جانب جهود الطرف المهيمن على التمثيل القانوني في تكريس الانقسام عبر التصرف بمنطق حماس دونما تبني فكرها.
وجاء تفكيك السلطة الفلسطينية مكملا لجهود تفكيك العراق وما اعقبه من مساعي الغرب لضرب وحدة اليمن وسوريا وليبيا ومصر،في سياق الرؤى السياسية لمئة عام اخرى من الضعف العربي والعجز والتبعية.
وكما كان هناك ام المعارك فان ما يرتبط بها هو ام الكوارث التي ستلم بام القضايا العربية وهي قضية فلسطين ، فالمتابع للخطاب السياسي الفلسطيني بشخصيته الثورية افتراضا والمتخاذلة فعلا وقولا،يدرك مدى الانحطاط السياسي الذي بلغناه كفلسطينيين ، من حيث تجزئة القضية الوطنية وتحوبلها الى الجزئيات المطلبية بوقف الاستيطان واطلاق الاسرى ...الخ ،بما يضع تساؤلات كبيرة حول فهم القيادة لمسألة الاحتلال كمصدر للكوارث التي تلم بشعبنا.
وفي المراحل الاخيرة انجرفت القيادات الفلسطينية في السيل الخادم لاسرائيل بتعميم الارهاب على ما هو اسلامي وعربي وابداء الاستعداد لمحاربة هذا الارهاب والانضمام لتحالفاته علما بان هذه التحالفات لا تتعامل مع الاحتلال الاسرائيلي كمصدر للشرور .
وقد وصل الامر مؤخرا ببعض القيادات بان تعبر عن تخوفها من قيام داعش او غيرها باعمال عسكرية ضد اسرائيل انطلاقا من الارض الفلسطينية المحتلة ، الامر الذي لا يمكن فهمه في سياق نضال اجتماعي في ظل الصراع مع اسرائيل كعدو واحتلال يسعى لتدمير كل ما هو فلسطيني، اذ لا يمكن فهم هذه الموقف خارج اطار تقديم اوراق الاعتماد للاميركيين والاسرائيليين ، الذين لا يرون في الفلسطيني شريكا في الاصل .
وهنا فانه لا يمكن التعاطي مع الظواهر المختلطة للتحالفات بمنطق التبعية للموقف الاميركي والاسرائيلي في تعاملهما مع الاحداث العاصفة في الوطن العربي، والتي يفترض خلالها ان يتم تحييد الفلسطيني في الصراعات العربية والاسلامية الداخلية ،ومحاولة توظيف أي جهد كان وأيا كان مصدره للاسهام في معركة التحرر الفلسطينية من الاحتلال الصهيوني ، فليس هنالك على الارض من هو أسوأ واكثر تطرفا من اسرائيل بالنسبة للشعب الفلسطيني.
لقد ان الاوان لهذه القيادات ان تعيد النظر في قراءتها للواقع وخطابها السياسي الممالئ لاسرائيل واميركا ، بالاعلان ان عدونا الوحيد هو الاحتلال ، وان اية قوة على الارض جاهزة لمقارعة الاحتلال وبغض النظر عن رؤيتها ومصالحها سيشكرها الشعب الفلسطيني اذا دحرت هذا الاحتلال ، ولم يعد كافيا استعراض كلمات تشرتشل لمن عارضوا تحالفه مع السوفييت(انني مستعد لوضع يدي بيد الشيطان لدحر هتلر)، وانما هي درس في السياسة لمن ينسى التاريخ.



#كمال_هماش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بزوغ دولة غزة
- نرجس
- المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتفعيل دورها في التنمية والتشغيل ...
- مؤتمر (شركاء في تحدي البطالة وتأمين مستقبل أفضل للخريجين)..و ...
- مبادرة القطاع الخاص..تنمية أم تبعية احتلال دائم؟؟
- عن الفساد(2).. الاعصار الفاسد
- عن الفساد..(1)
- ايران وصفقة العصر
- مصر..عودة الروح وسقوط المراهنين
- الحمدالله......أستغفر الله لنا ولكم
- حديث المصالحة والاستخفاف بالعقول
- ربيع عربي.....شتاء حمضي..
- انتخابات..وتضامن..وانقسام
- فلسطين بين الضم والكسر .. ومعامل التوحيد
- التعاونيات بوابة للتشغيل ومدخل للتنمية


المزيد.....




- حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع ...
- صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
- بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - كمال هماش - فلسطين ..أولوية العداء ، لداعش أم للاحتلال الاسرائيلي