|
انواع من الارهاب
صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 1370 - 2005 / 11 / 6 - 10:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في العالم المتطور ، بالرغم من كثرة الحقوق التي وصل إليها الإنسان ، ومن تنوعها وشمولها ، ومن وجود القوانين التي تنظم العلاقة بين البشر ، فما زلنا نسمع بعض الشكاوى ان الناس ليس كلهم يتمتعون بنصيب واحد من الحقوق ، وان الأغنياء حتما ينالون حصة الأسد من تلك الحقوق ، وانه رغم التطور الحضاري في شتى المجالات ، فما زال هناك عدد كبير من الناس يكتوي بظلام الفقر وظلمه ، ويحرمون من نظام تكافؤ الفرص ، هذا حال العالم المتمدين الذي وصل الى الذروة في التقدم وإسعاد الإنسان ، ولكنه نظام رأسمالي ، يحرم الكثير من التمتع بالحقوق ، وينعم القليل من الناس بحقوق كبيرة لايمكن ان يصل اليها اعداد غفيرة من المحرومين لنترك العالم المتطور ، فهو بالرغم من بعض الحرمان الذي يعانيه بعض سكانه الا انه منعم اذا ما قورن مع العالم المتأخر والذي وصل الى الذروة في التأخر وانعدام الحقوق والحرمان من كل الأمور التي تجعل حياة الناس سعيدة ويمكن ان تعاش ، عالمنا يعاني من أمور عدة ، واجتمعت مع بعضها البعض في نسيج لايمكن اختراقه ، ويدعون مع هذا التأخر الفظيع والذي لايمكن ان يستمر ، لأنه يسبب تدهورنا بتواصل واستمرار غريبين ، وكأننا نستمريء هذا التدهور ونتغنى به ظنا منا انا وصلنا الى القمة ، والجاهل الدعي لا يدرك انه جاهل ، ومهما ناقشته فانك لن تغير فيه شيئا ، ولقد قال الإمام علي اذا جادلت العالم غلبنه وإذا جادلت الجاهل غلبني ، فهؤلاء الجهلة الذين لا يعرفون شيئا ، لا يدركون أنهم جهلاء ، ويظنون انهم بلغوا اعلى مستويات العلم والمعرفة ، الإرهابيون الذين يهاجمون الناس ويفتكون بهم ويدعون إنهم إنما يدافعون عن الإسلام يكونون مجموعتين الأولى تعرف الأديان معرفة تجعلها تدرك انها كلها تدعو الى إكرام الإنسان ومعاملته معاملة جيدة ، وبناء الحضارات وإقامة الدول وتحقيق الأهداف التي جاءت من اجلها الأديان وهي بناء المجتمع المتعاون المتكافل الذي يؤازر بعضه بعضا والدفاع عن المظلوم ونصرته ضد الظالم ، هذه المباديء الإنسانية جاءت بها الأديان جميعها ، ولقد امن الإنسان بهذه الأديان وصدق بها وضحى من اجلها لأنها تسعى الى تطبيق المباديء الانسانية في المعاملة ، وهذا الفريق الاول ان كان يعرف ويحرف ، فان له مصلحة في عدم تحقيق الأمن في البلاد ، وان يعيش الناس متفرقين متناحرين يهاجم بعضهم البعض حتى لا تتحقق الديمقراطية التي يسعى إليها أبناء الشعب منذ عقود طويلة وضحوا في سبيلها وقدموا ويذلوا الجهود، واجتازوا المشاق وهؤلاء يكونون من أيتام العهد الدكتاتوري من الذين ارتبطت مصالحهم به وقاموا بجرائم كبيرة الحجم يدركون تماما ان الشعب لايمكن ان يغفرها لهم اما النوع الثاني من الإرهابيين من أولئك الجهلة الذين لا يعرفون شيئا من علوم دينية او دنيوية ، ويفهمون الدين بصورة متناقضة تماما مع مبادئه السامية ، فهم يقتلون ويذبحون ويدعون انهم يدافعون عن الدين ، الذي هو علم من العلوم التي يجب ان يتعلمها الإنسان حتى يعرف بعضا منها ، وعليه ان يتخصص فيها ان أراد ان يعلم الناس اياها ، وهؤلاء الجهلاء كان على علماء الدين الا يسمحوا لهم ان يتصدوا لتعليم الناس أمور دينهم وهم ما زالوا يجهلونها ، وأولى بالمرء ان يقول انه لا يعرف ان سئل عن أمر يجهله من ان يقول أشياء خاطئة تسيء اليه والى الدين والى الناس في العهد الدكتاتوري ونتيجة لإشعال الحروب مع الأشقاء والأصدقاء والجيران ، وبعد ان فقد الرجال حياتهم ، أصبح الأطفال أيتاما ، لم يجدوا من يعنى بهم ويلبي طلباتهم ، فاضطروا الى ترك التعليم في المدارس والاشتغال في أي مهنة للحصول على اللقمة التي لم يكن من اليسير الحصول عليها في ظل الحروب وارتفاع الأسعار وانعدام كل شيء من الأشياء الضرورية لاستمرار الحياة اننا نعاني كثيرا من وضعنا المتردي ، وأكثر ما يتعبنا هو وجود الإرهابيين القتلة الذين يقدمون على جرائمهم بأعصاب باردة تستهين بالإنسان ، وعلى حركات اليسار التي تدعي التقدمية ونصرة حريات الشعوب ان تفرق بين الإرهابي والمقاوم والا تطلق النعوت البراقة دون دراية او تفكير ، لأنها بذلك تثبت أنها لاتحمل من التقدمية والتطور الا الاسم وان اللقب هذا من الظلم ان يطلق عليها فكثير من الحركات التي تطلق على نفسها صفات التقدمية والتحضر تتفق في الممارسات العملية مع أقصى اليمين ، العمل هو المحك الحقيقي لمعرفة توجه الفرد والجماعات ، وليس الأقوال ، من السهل ان نتكلم كثيرا عن التحرر والانعتاق ثم نطعن المناضلين الحقيقيين من اجل أسمى المباديء ، وننصر عليهم من يضطهدهم ويوجه إليهم الطعنات
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الارهاب والقتلة يكافان
-
المعلم بين النظرية والتطبيق
-
هل يمكننا ان نحب ؟
-
قدوى طوقان : شاعرة الحب والالم
-
اطفالنا واراجيح العيد
-
العنف ضد الاخر
-
محاولة : قصة قصيرة
-
الزوجة العربية بين الاديان والمعاصرة
-
الانتظار : قصة قصيرة
-
سكان جهنم نساء
-
المرأة بين التراث والمعاصرة
-
المطاردة : قصة قصيرة
-
حق الاختلاف
-
تغيير المناهج الدراسية ضرورة
-
اليوم عيدي
-
الديمقراطية في العالم العربي
-
المعاملة الزوجية
-
امراة سيئة السمعة : قصة قصيرة
-
قراءة في ( اسرة الفتنة ) لموفق السواد
-
الطبع أم التطبع ؟
المزيد.....
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|