أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مليكة مزان - حبك ذاك القهار الجبار(إلى أحمد عصيد)














المزيد.....


حبك ذاك القهار الجبار(إلى أحمد عصيد)


مليكة مزان

الحوار المتمدن-العدد: 5019 - 2015 / 12 / 20 - 19:51
المحور: الادب والفن
    


ويرن الهاتف.

(أو هكذا تخيلتُ في خضم خساراتي وفجائعي، بل إرضاء فقط لتلك المهووسة بك، تلك التي كلما ظننتها جادة في مساعدتي على التخلص منك إلا وفاق ترددُها ترددي)

أجل، يرن الهاتف.

يرن بعد صمت طويل.

يرن لأسمع صوتك في الطرف الآخر للخط وكأنه يقول:

ـ مليكتي الغالية..

ما دام قدركِ مراكمة المفاجآت القوية، ما رأيك أن نلتقي غداً في مقهى الجنوب مقهانا المعتاد في شارع النخيل؟ لك عندي هناك إحدى هداياي.

ولأني فرحتُ، بعد طول شح منك، بلقاء طارئ وهدية مجهولة، فقد قلت:

ـ تعرف أن المفاجآت القوية ما يصنعني. حدد فقط زمناً لذاك اللقاء وطبعاً سآتي.

ـ ما رأيكِ، إذاً، في الساعة الرابعة بعد الزوال كما كانت عادتنا في ذاك الزمن الجميل؟

وأسرع إلى الهاتف بكل سعادة:

ـ إيزا.. إيزا، حتماً لا يمكنكِ تصديقي...

ـ بل قولي فقط، أسرعي !

ـ غداً موعدي معه...

ـ صحيح؟! عجيب ! لا أصدق وإن كان هذا ما ينبغي...

ـ أجل، في الساعة الرابعة بعد الزوال سأكون هناك.

عفواً، بعد الرابعة بنصف ساعة سأكون هناك.

إيزا مندهشة:

ـ بنصف ساعة؟! هذا كثير. كيف تتأخرين عن موعده؟ كنت أظنك امرأة تحترم مواعيدها!

ـ أنا دائماً كما تظنين. فقط سأتعمد هذه المرة أن أتأخر لأختبر مدى إصراره على لقائي، على استغفاري، على استرجاعي...

على جعلي لهديته المرتقبة أفاجأ كما فاجأتني سابق هداياه دون أن تخطئني.

ردت إيزا:

ـ فهمت... لك أن تتأخري!

***

عزيزي..

ما أن وجدتني عند مدخل المقهى...
ما أن رفعت بصري للبحث عنك حتى رأيتك.

في نفس الركن رأيتك.
عند نفس الطاولة، في نفس التوقيت، رأيتك.

أجل، رأيتكَ...
ما أجمل، ما أعدل دوماً أن أراك!

رأيتك:
حضورك هو الحضور...
سحرك هو السحر...

فقط هناك نكهة طارئة هي ما ميزت العطر الذي كنتَ تضعه ذاك اليوم:

النكهة.. سيدة غيري تشاركك أناقة تلك الطاولة، دفء ذاك الركن.
النكهة.. سيدة غيري تتألق بكل أنوثتها في حضورك/ذاك الحضور، في سحرك/ذاك السحر.
النكهة.. سيدة غيري تسكر بكل كيانها، بكل جنونها، في ظلال عينيك.

(عزيزي.. بعيداً عن غضب هذه الرسائل ما زلت لكل ظل من ظلال عينيك أحن)

منذ الوهلة الأولى لم أتبين من تكون السيدة تلك. كل ما كنت على يقين منه أنها..

سيدة.. أكبر قلباً مني...
سيدة.. أكثر ذكاءً من إيزا...
سيدة.. أقل إصراراً على الانتقام من كيلوباترا سيليني...

سيدة.. أبداً لن تكون تلك الروائية التي لم يتردد في طردها الكويتيون...

ولكن تجرأ الكورد وترجموا إحدى رواياتها إلى لغتهم الأم...

ولكن تفوق الأمازيغ على الكورد في الرفع من عدد مبيعاتها تواطؤاً منهم معها في تدمير ما تبقى من روح ذاك الجبل!

***

أجل، بقلبي رأيتكَ هناك.
بما صمد من حسيَ الوطني رأيتك هناك.

عالقاً..

بكل حضورك... بكل سحرك...
بكل وداعتك... بكل جبروتك...
بكل وضوحك... بكل غموضك...

بكل ما لك وكل ما عليك، في كرم تلك السيدة، رأيتكَ عالقاً هناك:

ـ سيدتي.. قولي بأني لا أحلم، قولي أن بإمكاني أن أصدق أخيراً أنكِ غفرتِ وأنكِ عدتِ.

ثم مشيراً نحوي، بعد أن لفت انتباهك وصولي، سمعتك ترجو السيدة:

ـ بل أخبري هذه القادمة، أنكِ ما حقدت يوماً إلا لتسامحي، رجاء، أخبريها!

قبل أن تخبرني السيدة شيئاً بادرتُ لتبديد ما صنع وصولي من دهشتها:

ـ سيدتي، بدءاً، أقدم لك نفسي:

ـ أنا.. أنا أنتِ، وربما أقل كثيراَ، وأنتِ، من أنتِ؟

دون أن أنتظر رداً من السيدة حسمتُ:

ـ أنتِ؟ لا شك، سيدتي، أنكِ أنا.

أجل، أنتِ أنا وقد نضجتُ. أجل، أنتِ أنا وقد غفرتُ.

ثم.. لجنوني القديم رأيتني أعود، جنوني ذاك الذي هو أجمل أشكال نضالي:

أن ألقي في حضنكَ اللذيذ بكل ما يغفر لكَ مني:

دمي، روحي، ذاكرتي، جوعي إليكَ، وأحلى نشوات جسدي!

ــــــــــــــــــــ

مقطع من مسودة روايتي السيرية الجديدة : بكل جوعي إليك ...












#مليكة_مزان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بكل ما نملك من نهود ومؤخرات ...
- عندما يتحول حب امرأة إلى آلة للتدمير (إلى أحمد عصيد)
- أحمد عصيد وفن البقاء في حضن الضحية
- من أحمد عصيد إلى مليكة مزان ( الرسالة 1 )
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 19 )
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 18 )
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 17 )
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 16 )
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 15 )
- صدور الترجمة الكوردية لرواية مليكة مزان : إلى ضمة من عطركِ
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 14 )
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 13 )
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 12 )
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 11 )
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 10)
- إلى صديقي العلماني ...
- إلى أحمد عصيد : عجباً كيف تكون همجياً حتى وأنت عاشق ثائر ؟! ...
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 7 )
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 6 )
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 5 )


المزيد.....




- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته
- فرنسا: جدل حول متطلبات اختبار اللغة في قانون الهجرة الجديد
- جثث بالمتاحف.. دعوات لوقف عرض رفات أفارقة جُلب لبريطانيا خلا ...
- المدينة العتيقة بتونس.. معلم تاريخي يتوهج في رمضان
- عام على رحيل صانع الحلم العربي محمد الشارخ
- للشعبة الأدبي والعلمي “جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 ال ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مليكة مزان - حبك ذاك القهار الجبار(إلى أحمد عصيد)