|
بدوية16
مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 5019 - 2015 / 12 / 20 - 09:36
المحور:
الادب والفن
بينما هناك فى البعيد وقف رجل عرف كيف يزرع وسط تلك الارض كان من المدينة القريبة لمدينة السيدة ..وقف ينظر الى الارض بعد ان وضع بداخلها البذور فاثمرت ثمرا كثيرا وطازجا...وضع يديه على عينيه ليحمى بهما وجه من الشمس الحارقة وهم بان يعود الى حيث بيته حينما سمع صوت ضعيف يأن ويستغيث...خاف من ان يقترب منه فى البداية ربما كان نذير سوء او حتى حرس من الهاربين من وجه تلك السيدة التى يسمعون بها فيوقع به العقاب هو واهله ومدينته ..ولكنه سمع صوت الانات يرتفع قبل ان يسكن ..شعر بالرحمة نحوه فاقترب حيث الصوت ..وجد فتى يافع اسمر ملقى على وجهه وسط التراب هالك من كثره الاعياء...ركض احضر له جرته من الماء وضعها بين شفتيه ...لهث الفتى وكانه عاد من الموت واخذ يتجرع المياه فى شغف...اشفق الرجل عليه ..حمله على ظهره حتى وضعه امام كوخه المصنوع من القش ثم نادى على بناته بان يوقدن النيران ويذبحن طعام للضيف الغريب .... كان الفتى ياكل طعامه فى نهم كبير بينما سمع صوت الرجل يقول لبناته النهر فاض علينا هذا العام افرحوا يا بناتى سيزيد خير الارض لدينا ربما اتسع كوخا وحينما اجمع المحصول سيكون زفافكن على من تقدما اليكم ..شعر الفتى وهو ياكل بسعاده الفتاتين فحسدهما فى قلبه بعدها شعر بالندم لانه اكل من اطيب طعامهم ونام ليلته دون ان يسأله الفلاح شىء واستمر فى ضيافته اياما طويلة حتى خرج اليه الفتى ذات صباح يسأله ان يجعله يعمل معه فى الحقل ..فوافق الفلاح بعد ان اطمئن للفتى وعلمه كيف يزرع الارض ويحصد فى تلك الاثناء كان الفتى يشاهد اصغر فتيات الفلاح وهى تعبر لتملىء جره المياه من ساقية المدينة ...لمحها فلمحته ....كان يعلم انه لاعودة له لوجه السيدة الان ..فطلب الفتاة من ابيها ..نظر اليه الفلاح واجاب فى هدوء ولكننا لا نزوج بناتنا لاغراب ...... غضب الفتى فى نفسه اراد ان ينجب الولد ولا عودة له الى ارضة وهنا فى ارض غريب..لم يكن ليترك نسل السيدة لينقطع عليه ان يرزق بالصبى وبالفتاة ..كان الابن المتبقى ويوما ما سيعود ويطلب منها كرسيها وعلى ذلك اليوم ان ياتى ولديه الاولاد ....كانت الفتاة تملىء جرتها كعادتها كل يوم ..كانت تنظر اليه بحزن ..فيبادلها اياه فى ذلك اليوم لم تجده وسط الارض مثلما اعتادت بل انتظرها لدى الساقية ..وعندما اتت انزل عنها جرتها وملئها عوضا ..امرها ان تسير خلفه وتتبعه رغم ان عادات مدينتها ان تسير هى امام الركب ...لكنها استمعت الى كلماته وتبعته ......ودخلت الى كوخه الذى بناه بعيدا عند الاطراف ما بين مدينتها ومدينتة ..قبل الفلاح ان يزرع الفتى الغريب فى ارضه حتى تفيض الثمار عن الحاجة وحينها سيكون له حق الرحيل اذا شاء الى ارضه وان تصحب الزوجة زوجها .....مرت سنة ولم ترتفع فيها الامطار علم الفلاح ان هذا خطاه لكن الفتى لم ينتظر خرج من الكوخ ووقف عند اعلى تله موجوده فى تلك الارض ..لم ينسى انه ابن السيدة ولم ينسى قوتها بعد ...لم يسمع اهالى الفلاح مثل تلك الكلمات من قبل التى رددها الفتى من فوق التله فى هدوء وهو يحمل دلوه ويقوم برش المياه على الارض من جهاتها الاربع .....حتى هبط المطر!.... طالت غيبه الغريب تلك المرة فدخل الشك قلب المنادى بعد ان علم ان السيدة عادت لتنكر والخروج فى الليل ..ايعقل ان الغريب خاف منها وقرر الاختباء الان حتى تذهب وتغلق عليها القصر من جديد ...ام ...ازداد العرق فى جسده فتح فاه ليتنفس ..لا لا يعقل ان تكون هى ...هى والغريب...ولكن ماذا تذكر ايها المنادى الم يقدر الغريب ان يفعل ما قاله ووقف امامها ..ولكن لم يمتلك احدا تلك القوة سوى السيدة وحدها ...ايعقل ان ...ان تكون هى ..هل جاءت للاختبار ..انها تختبر رجالها دائما...ولكن لماذا لم تامر بقتله حتى الان ..ان كانت هى !...تذكر المنادى انه اسير لسيدته منذ كان عبدا صغيرا ولدى السيدة الاسير لا يقتل ..... وقف اهل مدينة الفلاح ينظرون من بعيدا لذلك الفتى الغريب الذى يقوم بجمع الصخور ويبنى بها بيتا له عوضا عن اكواخهم ..قال للفلاح لابد ان يكون لى بيت ...وقف الفلاح يساعده كان يعلم ان ذلك الفتى يمتلك قوة..رفض الفتى ان تساعد الفتيات فى بناء ذلك البيت .... وقفت الفتيات يراقبن بينما تذمرت زوجتة وهى تراه من بعيد كان اهل مدينة الفلاح مجتمعين من حول البيت بينما وقف الفتى الغريب فى وسطه يرقص عاريا ...كان يرقصوهو يضرب الدفوف..."لقد فتحت لى بيتا وفى منتصفه صنعت لى شباكا ..سانادى مثلما فعلت سيدتى ..يا سيدتى صار لى بيتا ...بعد ان قلت لى انى للخراب ...وقد هبط المطر من جديد..وصار لى مدينة ..مدينة وبيت فى منتصفها .....شعرت الفتاة بان الارض ترتج من تحت اقدام زوجها وهو يضربها بقوة ..شعرت هى بالخجل ...والغضب..التفت لها وهو يرقص راقب عيونها..بادلها الغضب ..فى صباح اليوم التالى رحلت هى واولادها الى الكوخ القديم..فاكلتها النيران وحلت مكانها اختها الصغرى ولم يمر موسم المطر حتى انجب صبى فاسماه مطر..ثم صبيه فاسمها رعد .... عاد الغريب لا يعلم من اين ؟..ولكنه عاد من جديد ولم يصعد ان يغلق بابه فى وجهه او يسأله من انت ...مخافة ان يكون من يخشاها ...همس اقترب من اذنيه :لا تخف لقد هبطتت الى الاسفل ..ارتعدت فرائص المنادى وقال ما ..ماذا ؟ كيف؟ ماذا تقصد نزلت الى الاسفل ..عاد الغريب ليبتسم تمام مثل ما فهمت ..لقد ابتلعت فى الاسفل..رد المنادى :لا السيدة لاتفعلها لا تهبط الى الاسفل هى تعرف ..لا يمكن خداعها ..قاطعه الغريب بلى يمكن فقط اخبرها الاحدب ان بكرها هناك وعليها ان تنقذه ..نظر اليه المنادى :ولكن السيدة تعرف ..لا يمكنها ذلك حتى ولو كان لاجل البكر ...لا يمكن ايها الغريب..انها ارسلت ابنتها حتما ..توقف المنادى عن الحديث بهت ..كيف تلفظ بتلك الكلمات امام الغريب..امتقع وجه الغريب عاد الى الخلف رد بصوت رخيم :ماذا قلت فتاة هل لديها فتاة ؟...ولكنها قتلتها هناك وامام الجميع ... صمت المنادى اقترب لغريب لف ذراعيه حول عنقه :قال االمنادى انها ابنة الحارس لن تموت ....السيدة ضحت بالغلمان لاجلها ...بهت الغريب تراجعت يده عن عنق المنادى...زفر فى حنق كيف استطاعت خداعه وهو حارسها القديم وخادمها ...واول رجال حاشيتها الذين تنكرت لهم وطردتهم من قصرها وتركتهم وسط العبيد والفقراء ومن طراف الارض....اذن لديها وريثة ..ورثية تخفيها كل هذا الوقت ...كان المنادى ساقط عند الجدار بالكاد يتنفس من الخوف ...بينما استدار الغريب عنه ورحل ...الان علم انه ليس هى ..لا يمكن ان يكون الاثنان فى نفس الوقت ....
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دفتر عاملة8
-
ام ..بالاكراه
-
استعدت عقلى..عايدة
-
لا نعرف لغة الحياه..عايدة
-
دفتر عاملة 7
-
دفتر عاملة 6
-
بدوية 15
-
دفتر عاملة 5
-
دفتر عاملة 4
-
بدوية14
-
دفتر عاملة3
-
دفتر عاملة2
-
دفتر عاملة1
-
من طبقة اقل هو..انديرا
-
بداية جديدة ..سوزوران
-
هدوء ..صاخب مارجريت
-
لا املك سوى الخوف
-
على الجانب الاخر من العام الجديد ..عايدة
-
أشتقت اليكى
-
دفتر حياتى
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|