|
تاسيس الدول الجديدة هو توقعات ام مخطط في طور التطبيق ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 5018 - 2015 / 12 / 19 - 22:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الاحتكاكات و التخبطات و التداخلات القوية فيما يجري في منطقة الشرق الاسوط، هي عملية معقدة و نتيجة مخاض لابد ان يولد الجديد المنتظر . اما ماهو؟ فهو وفق التوقعات و التسريبات: انه تغيير شامل و قطعي لخارطة المنطقة و الحدود المرسومة و ما يتاس من مساحات الدول القديمة، و حدود جديدة و دول جديدة وبحدود متدخلة بين الدول القدمية الحديثة، اي ترسيم حدود جديدة من القديمة و استحداث حدود . تكثف الكلام حول بناء الدول الجديدة الذي كان الخطا خلال هذه المدة هو عدم تاسيسها اثناء اتفاقية سايكس – بيكو . و اليوم بعد كل ما حدث يُراد اعادة النظر فيما ادى الى سفك الدماء و عدم الاستقرار في المنطقة لاكثر من قرن . و اليوم ايضا نحن على شفى تغييرات تفكر فيها الدول الكبرى قبل دول هذه المنطقة، لانها ربما تكون لها افرزات مضرة وايجابياتها يمكن ان لا تدخل في جعبة من يعتبر نفسه صاحبها، و يريد ان يستمر رغم الاجحاف و ظلم البعض على حساب الاخر، خوفا من استمرار الدول الطماعة في استحلاب دولهم لقرن اخر، كما حدث في المراحل السابقة . دخل العرب في تطبيق خارطة سايكس- بيكو لمصالح عالمية و الدول الصغيرة المشتتة التي لا يمكن ان تكون تابعة و تنفذ اهداف الدول الكبرى لحد اليوم، و بالاخص دول البترودولار . ما يطرحه المعلقون و الكتاب و اصحاب التوقعات و من الباحثين المهمين ايضا والقريبين من مراكز البحث الكبيرة التي تعتبر خزينة الافكار لمثل تلك الدول و القريبة من السلطة و لديها المعلومات المهمة و بالاخص امريكا، فانهم يسربون افكار تاسيس دول جديدة بحدود جديدة في المنطقة و ابرزها دولة كوردية الى جانب دولة سنية على مساحة ما يقطنه هذان المكونان في الدولتين العراقية والسورية، و فيهما من المقومات التي تمكن سكانهما في الاعتماد على النفس في نهاية الامر، بعد تثبيت الاسس الضرورية لنجاحهما، من النواحي الاقتصادية السياسية . هناك من الصقور القريبة من السلطة الامريكية يطرحون افكار او يسربون ما يخططون له او يريدون جس النبض بداية، الا ان ما يخرج بين حين واخر من مسؤل عربي او ما يهمه الامر في المنطقة من اشارات لمثل هذه التوقعات، قد يوجه المراقب نحو حقيقة ما يجري و يزيد فضول المتابع ليعرف الاكثر في هذه المرحلة المتنقلة الصعبة . و ما يمكن ان يساله الجميع ما الدول الجديدة و اين تكون حدودها، و ما يحدث للدول القديمة و كيف تكون حدودها هي كذلك . هل تشترك دول المنطقة في المخطط الجديد ام ليسوا على حال يرفضوا ما تطلبه الدولة الكبرى التي لها الفضل عليهم . ما تحتاجه الدول الجديدة هو كيفية امرار فترة تاسيسهم و استقرارهم على مسار سكة التقدم و اثبات الذات بين الدول، و من يكون مدافعا عنهم و من يعاديهم و من يتكلف بدعمهم اقتصاديا، كل ذلك اسئلة و لكن سهلة الحل لو كانت النيات سليمة و ليس كل ما نقرا اطروحات من اجل امرار المرحلة و تطبيق ما ليس في الحسبان، و الهدف الاساسي للمخططين هو محاربتهم لداعش بهذه المكونات التي تطمح لدولتهم الجديدة . الدولة السنية يمكنها التثبيت على مساحة متقاربة من بعضها و يمكن دعمها من جوارها المشابه لها، و الاستنهاض بقوة في مدة ليست بكثيرة لو استغلت الثروات التي توجد فيها ايضا كالدولة الكوردية . اما الدولة الكوردية سياسيا، فلا يمكن ان لا تصيبها تعقيدات نتيجة توزيعها بين دول ليس من مصلحتها تاسيس دولة جديدة للكورد ولو في جزء واحد من كوردستان خوفا من مستقبلهم . و لكن من جانب اخر فان الدولتين تركيا وايران ليستا في موقع ان يمتنعا عن هدف غربي يريد فرضه لصالحه و صالح المنطقة ايضا . بدايات مثل هذه المخططات تتوضح من تحشيد القوات المنتظرة لمحاربة داعش و من يشارك فيها، و من ثم مواقف الاطراف من الاقتراحات الغربية حول مصير المنطقة وتغيير خارطتها . فان دور امريكا و روسيا الاهم عالميا و تركيا و ايران و السعودية مناطقيا و المكونات العراقية و السورية تاتي في الموقع الثاني من الاهمية ، و هي في كفة الميزان التي يمكن ان تستقر عليه الحال، اي لابد من التغييرات الجذرية بعد ما جرى وتغيرت الاوضاع من الناحية الاجتماعية الاقتصادية و حدثت الفوضى التي لا يمكن اعاة الوضع الى ما كان عليه، مهما حاول الملمون بالمنطقة و اهل المنطقة بنفسهم ايضا . السؤال الذي لا يمكن الان الجواب عنه، الا ان المبادرات و المؤشرات و التسريبات تدلنا على انه الجواب موجود و في بداية امر جديد و هو؛ هل الدولة لكوردية والسنية قادمة في وقت واحد؟ ام نحن في مرحلة تطبيق المخططات التي تشتغل القوى العالمية منذ مدة ؟ ام نحن في حال وصلت التوافقات الى نهاية تطبيق النوايا المخططة على الورق و يُراد التنفيذ على الارض ؟ للجواب عن هذه الاسئلة، ربما وفق المعلومات القليلة جدا التي تطرح احيانا باشكال وطرق مختلفة وابرزها عن طريق الاعلام و الشخصيات و منها المهمة و الثانوية، اننا يمكن ان نقول لدينا من التوقعات في حال لا يمكن التاكيد او النفي الان . و لكن بتحليل بسيط و ما يهم الدول الكبرى، في هذا الوقت سياسيا و اقتصاديا و هو بناء دول جديدة و حدوث تغييرات في مصلحتها البعيدة المدى . ان داعش قد انتهت ضرورة وجوده و لابد من الرحيل وفق كل المؤشرات، و بالاخص بعد دخول روسيا على الخط . و من يزيحها او يبعدها او يدمرها غير اللاعبين الذين اثبتوا نجاحهم في هذا الامر و هم الكورد، و المعادلات تؤيد ان هناك اختلالا في توازن القوى العرقية والطائفية من دون استرضاء الكورد، و ما سيطرة ايران بشكل قوي على مصير المنطقة لحد كبير الا من اسباب الحركة السريعة لامريكا و الدول الاخرى في تثبيت التغييرات الضرورية الواجبة الحدوث من اجل الاستراتيجيات السياسية المستقبلية للدول الكبرى . اذا نحن بانتظار المستجدات الانية في كل لحظة لسنتدل منها او نستشرف على ما هو القادم .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انه حمير من مسلاخ انسان
-
التعتيم الاعلامي على ما يحدث في كوردستان الشمالية
-
هل بالامكان ان يعيش الشعب العراقي بسلام و امان ؟
-
هل روسيا وامريكا ترحّلان الاسد من سوريا ؟
-
بقاء التاريخ مرتبط ببقاء الصراع الطبقي
-
هناك البعث الجديد يقف ضد الكورد في العراق الان ؟
-
هل العراقي يتحاور ام يتجادل ؟
-
اليسار الكوردستاني و الموقف من مستجدات المنطقة
-
ما بين الكبت و المواضبة في الحياة
-
ألم تحارب روسيا داعش ام يدعمه الاخرون ؟
-
استمرار تركيا في استفزازاتها !
-
الهدف الرئيسي لتركيا هو عزل اقليم كوردستان عن كوردستان سوريا
...
-
تنسيقات متناقضة بين اطراف محاور الشرق الاوسط الجديد
-
ما يحدث في سوريا بداية للتوجهات العالمية الجديدة ؟
-
عدم احتراز اقليم كوردستان لاي احتمال مستقبلي
-
لماذا يخافون الاعلام اكثر من اي عدو؟
-
حادثة البعشيقة و ما وراءها
-
الهدف الغاء البعض لاكتساح المنطقة مستقبلا
-
البرزاني يقامر على حساب الشعب الكوردي
-
هل تنجح انقرة في فرض المنطقة العازلة في سوريا ؟
المزيد.....
-
مع شروق الشمس فوق واشنطن.. شاهد لحظة ظهور حطام طائرة في نهر
...
-
بعد التأجيل.. إسرائيل تبدأ بإطلاق سراح فلسطينيين من سجونها
-
مقتل سلوان موميكا الذي أحرق القرآن في السويد، ماذا نعرف عنه؟
...
-
مقتل سلوان موميكا الذي أحرق نسخاً من القرآن في السويد
-
إعادة بناء غزة ـ سعي مصر لجني مكاسب.. ما ثمن ذلك عند ترامب؟
...
-
مسؤول مصري يكشف سبب التأخر في إخراج المصابين في غزة عبر معبر
...
-
السويد تقدم لأوكرانيا أكبر حزمة مساعدات عسكرية منذ 2022
-
دولة أوروبية تواجه 72 ساعة من الظلام بسبب الخروج من نظام الط
...
-
هيئة الاتصالات الروسية تعلن التصدي لنحو 11 ألف هجوم إلكتروني
...
-
الجنود الفرنسيون يغادرون آخر قاعدة لهم في تشاد
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|