أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - أودن - درع أخيل















المزيد.....

أودن - درع أخيل


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 5018 - 2015 / 12 / 19 - 22:34
المحور: الادب والفن
    


درعُ أخيل (1)
شعر: و. هـ. أودن
ترجمة: ماجد الحيدر

نظرَتْ من فوقِ كتفه
تبحثُ عن كرومٍ وأشجارِ زيتون.
عن مدنٍ مرمريةٍ وحكامٍ صالحين
وسفائن تمخر بحاراً عاتيات،
لكنْ هناك، على صفحة المعدن الصقيل
صنعت يداه براري مصطنعة
وسماءً كما الرصاص.
...
سهلٌ دونَ ملامحَ،
عارياً بلون التراب
لا نصلَ عشب، لا علامة جوار
لا شيء يؤكل، لا مكان للجلوس،
على أن حشوداً غامضة
مليون عين، مليون جزمةٍ عسكرية مصطفة،
تزاحمت فوق فراغها
دون سيماء، في انتظار اشارةٍ.
...
خارجاً من الهواء
صوتٌ دون وجه
أثبت بالأرقام
بصوت يابس رتيب كالمكان
أن قضيةً ما
كانت على حق:
لم يبتهج أحدٌ، لم يناقَش أمرٌ؛
طابوراً بعد طابور
في غمامة من عَجاج
كانوا يزحفون ثابتين على
إيمانٍ قادهم منطِقُهُ
في مكانٍ آخرَ
نحو الشقاء.
...
نظرَتْ من فوقِ كتفه
باحثة عن طقوس تقوى،
عن عجولٍ مكللةٍ بالزهور
وأضحياتٍ وأشربةٍ تراق.
لكن، هناك على المعدن الصقيل،
وحيث يُفترَض المذبحُ
أبصرَت على ضوء نار فرنه المترجرجة
مشهداً مغايراً تماماً.
...
أسلاكٌ شائكةٌ تحيط بقعةً عشوائية
يتسكع فيها موظفون بَرمون (أحدهم أطلق نكتة).
يتصبب الحراس عرقاً، فالنهار ساخن:
حشدٌ من البشر المهذبين العاديين
تراقبُ من اللاشيء
ولا تتحرك، لا تنبسُ
بينا يساقُ ثلاثة أشخاص
ويربطون الى أعمدة ثلاث
دُقَّت في التراب.
...
الرعية والسلطان، كل ما
يحمل وزناً ولا يتغير وزنه
يرقدُ في أيدي الآخرين.
كانوا صغارا، لا يأملون عوناً
ولم يأتهم عون:
قد وقع ما شاءَ أعداؤهم
أن يفعلوه بهم،
عارهم ما بعده عار،
خسروا كبرياءهم وماتوا كبشرٍ
قبل أن تموت أجسادهم.
...
نظرَتْ من فوقِ كتفه
تبحث عن رياضيين يلعبون،
عن رجال ونسوةٍ يرقصون
ينقّلون أطرافهم الجميلةَ
سريعا، سريعا، على وقع الموسيقى،
لكن، هناك على المعدن الصقيل،
لم ترسم يداهُ باحةَ رقصٍ
بل حقلاً تخنقه الأدغال.
...
مشردٌ أشعثٌ صغيرٌ، هائمٌ وحيد
يتسكع في ذاك الفراغ.
طيرٌ يعلو ليأمن حصاهُ المصوَّبةَ:
تلكم الفتاة أغتصبت، وذينك الصبيّان
يطعنان ثالثاً بالسكاكين،
تلك عنده بديهيات، عند من لم يسمع
عن عالمٍ تُحفظ فيه العهود
أو يبكي أمرؤٌ لأجل غيره.
...
صانع السلاح الرقيق الشفتين،
هيفايستوس، ظَلَعَ مبتعداً
وثيتيسُ ذات الصدر الصقيل
صرخت في هلعٍ
لمّا رأت ما زخرفَ الإلهُ
كي يُسعِدَ ابنها،
أخيلَ القوي الحديد الفؤاد،
صارِعَ الأبطالِ الذي...
لن يعيشَ طويلا!

(1) تتحدث القصيدة (التي نشرها أودن عام 1952 ثم ظهرت عام 1954 في مجموعته الشعرية التي حملت الاسم نفسه) عن الدرع العظيمة التي صنعها إله النار والحِدادة هيفايستوس الأعرج لبطل أبطال الإغريق أخيل بعد أن وقعت درعه السابقة بيد هكتور بطل طروادة (وكان صديق أخيل الحميم بتروكليس قد استعارها منه ليلبسها ويقتحم صفوف الطرواديين لكن هكتور قتله شر قتلة وغنم درعه). تقف أم أخيل (حورية البحر ثيتيس) خلف هيفايستوس وهو يصنع الدرع متوقعة منه أن يزينها بصور الكروم والزيتون ومدن الرخام والسفن المبحرة في البحار العاصفة، لكنه يخيب ظنها بما يضعه على الدرع من مشاهد صادمة تعبر في أغلبها عن محنة الإنسان ومعاناته من الحروب والقسوة والفوضى والطغيان واللامبالاة في صور عابرة للزمان والمكان حتى تصل عصرنا الحديث.

The Shield of Achilles
W. H. Auden, 1907 - 1973
She looked over his shoulder
For vines and olive trees,
Marble well-governed cities
And ships upon untamed seas,
But there on the shining metal
His hands had put instead
An artificial wilderness
And a sky like lead.

A plain without a feature, bare and brown,
No blade of grass, no sign of neighborhood,
Nothing to eat and nowhere to sit down,
Yet, congregated on its blankness, stood
An unintelligible multitude,
A million eyes, a million boots in line,
Without expression, waiting for a sign.

Out of the air a voice without a face
Proved by statistics that some cause was just
In tones as dry and level as the place:
No one was cheered and nothing was discussed-;-
Column by column in a cloud of dust
They marched away enduring a belief
Whose logic brought them, somewhere else, to grief.

She looked over his shoulder
For ritual pieties,
White flower-garlanded heifers,
Libation and sacrifice,
But there on the shining metal
Where the altar should have been,
She saw by his flickering forge-light
Quite another scene.

Barbed wire enclosed an arbitrary spot
Where bored officials lounged (one cracked a joke)
And sentries sweated for the day was hot:
A crowd of ordinary decent folk
Watched from without and neither moved nor spoke
As three pale figures were led forth and bound
To three posts driven upright in the ground.

The mass and majesty of this world, all
That carries weight and always weighs the same
Lay in the hands of others-;- they were small
And could not hope for help and no help came:
What their foes like to do was done, their shame
Was all the worst could wish-;- they lost their pride
And died as men before their bodies died.

She looked over his shoulder
For athletes at their games,
Men and women in a dance
Moving their sweet limbs
Quick, quick, to music,
But there on the shining shield
His hands had set no dancing-floor
But a weed-choked field.

A ragged urchin, aimless and alone,
Loitered about that vacancy-;- a bird
Flew up to safety from his well-aimed stone:
That girls are raped, that two boys knife a third,
Were axioms to him, who’d never heard
Of any world where promises were kept,
Or one could weep because another wept.

The thin-lipped armorer,
Hephaestos, hobbled away,
Thetis of the shining breasts
Cried out in dismay
At what the god had wrought
To please her son, the strong
Iron-hearted man-slaying Achilles
Who would not live long.



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألمائيل - قصة قصيرة جدا
- لو كنت حياً
- لا تطل الحديث - شعر
- الشاعر!
- المحسنون - قصيدة لرديارد كبلنغ
- يهوذا عميخاي - الآلهة تذهب وتأتي، الصلوات تبقى للأبد
- قوة الكلب - قصيدة لرديارد كبلنغ
- طفلي يضوعُ بالسلام - شعر يهوذا عميخاي
- أمة أضحكت الأمم - أحلى من الشرف مَفيش
- الصعلوك - قصة قصيرة
- اعتذر لل -حجيَّة- واطرق الباب وادخل
- جون درايدن - أغنية لعيد القديسة سيسيليا
- أفسحي قليلاً يا مزبلة التاريخ؛ ثمة -شاعر- قادم!
- من الأدب الكردي المعاصر - ثوبوا لرشدكم - شعر محمد عبد الله
- جون هيث-ستبس - تعويذة لوجع الأسنان - شعر
- من الشعر الكردي المعاصر - الى مسؤولينَ لصوص - بدرخان السندي
- يهودا عميخاي - قصيدة مؤقتة لزماني
- ثعلب الفكرة
- تيد هيوز- أغنية حب
- من شعر تيد هيوز : مصاص الدماء


المزيد.....




- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - أودن - درع أخيل