باسم الهيجاوي
الحوار المتمدن-العدد: 1369 - 2005 / 11 / 5 - 10:53
المحور:
الادب والفن
ـ حين نقف على بوابات أحلامنا .. وننظر من شرفة ما فارقت طوابير الأحداث التي كانت .. والتي جاءت تأسس كيما يجيء الآخرون .. نسرح في حفرة طويلة العمق .. عميقة الاتجاهات طويلة بحجم المأساة التي ألقت خيامها .. وما غادرَت بحر أفراحنا الداكنة .. كي لا نشد الرحال .. وكي لا نحمل حناء أصواتنا .. وكي نبقى نحن الفقراء .. لا نتوق .. ولا نعشق .. ولا نغني .. بل نحمل سر المواعيد التي شارفت ميثاق الولادة القادمة .. وفي ظلال المرايا .. نتوحد حين نعلن أحزاننا في ربيع لم يأتِ بعد .. ونضحك ملء أفواهنا التي صدئت لنهتف من شرفة المساء الأخير: كل قرن وأنتم بخير .
ـ ننظر عالياً في الأفق .. نرتب في سماء أيامنا غيوم الحكايا .. ولا نجد ما نفسّره لأطفالنا الجياع .. نلملم ما نشتهي في جرار العسل .. ونضحك ملء أفواهنا التي صدئت .. ونحن نعلك الهم .. ونعلك بقايا الانتصارات التي انتصبت في عرق الأولين الذين فارقوا نجوم أيامنا .. لنهتف من شرفة المساء الأخير : كل قرن وأنتم بخير .
ـ كانت هناك على حدود الفضاءات المتعبة .. أغنية لملمتها الفراشات في تعب ولم تفارق حين فارقنا .. ولم تتعب حين تعبنا .. ولم يسقط من يدها الخيار مثلما تعرت فينا مواعيد السنابل في حقول كانت لنا .. لكننا وفي الغمرة المتعبة .. ننسى لكي لا يطول الحزن فينا ونضحك ملء أفواهنا التي صدئت .. لنهتف من شرفة المساء الأخير : كل قرن وأنتم بخير .
ـ لأنك الذي ضربت جذوره في العمق .. ولأنك الذي نبتت خلاياه تحت جلودنا .. وتحت أظفارنا وفوق مقابض أبوابنا .. وعلى تضاريس كل المواعيد التي فارقنا .. والتي نشقى ونحن نتشبث في حضرتها .. تبقى أنت .. ولا شيء غيرك أيها الوطن .. أيها الأغنية التي نشأنا على ترانيمها المخملية .. أيها الشعر الذي ننمو على قبلاته الباقية .. أيها المألوف الذي يندس في فراشنا بلا استئذان .. أنت .. ووحدك الذي تبقى يضمد فينا جراح المواعيد التي نزفت في رحلة النسيان ولنهتف لك أيها المتربع في القلوب .. ومن شرفة المساء الباقي .. وملء أفواهنا التي لثمتك : كل حلمٍ وأنت بخير .. كل يوم وأنت بخير .. كل طفل وأنت بخير .. وكل أغنية لا يضيع صداها .. بين مدن الصمت والشوارع التي بلا هتاف .. وأنت بكل الخير .
#باسم_الهيجاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟