أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - منطق آلهة سادية أم بشاعة وسادية القدماء













المزيد.....

منطق آلهة سادية أم بشاعة وسادية القدماء


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5018 - 2015 / 12 / 19 - 16:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نحن نخلق آلهتنا أم الأديان بشرية الفكر أم الدين عندما ينتهك إنسانيتنا أم منطق إله شاذ .
- نحن نخلق آلهتنا (17) .
- الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت (70) .
- الدين عندما ينتهك انسانيتنا (69 ) .

إحترت فى تصنيف هذا المقال وعلى أى سلسلة من المقالات أضيفه , فهل لسلسلتى الأولى " نحن نخلق آلهتنا " فهو يدور فى هذا الإطار حيث الإله الذى خلقناه ليكون عادلاً رحيماً معتنياً هو إله سادى أيضا بريشة القدماء , أم هل تستوعبه سلسلة الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت ولما لا فنحن أمام صور ومشاهد تفضح بشرية الأديان , فقصصها وأساطيرها وشرائعها هى إبداعات فكر إنسان قديم إتسم بسذاجة الطرح معبراً عما فى أعماقه وسلوكياته ليسقطها على الإله المُفترض , أم أننا أمام منطق إله هكذا نهجه , أم يمكن إضافة هذا المقال على سلسلة " الدين عندما ينتهك إنسانيتنا " كتكريس السادية والوحشية والقسوة لتكون نهج سلوك فإذا كان الإله سادى فلما لا نكون نحن ساديون .
دعونا نعرض مشاهد للإله كما صورته الكتب المقدسة ليرافقها سؤال : هل ترى هذه المشاهد لائقة ومقبوله للإله أم هو فكر إنسان قديم إتسم فكره وسلوكه بالسادية والقسوة فأسقطهما على فكرة الإله كما يتصورها ولتنتبه أنه لا يوجد خيار آخر .

* مشهد الرب الذى يعاقب داود بزنا نساءه أمام عينيه .
فى صموئيل 12:11( هكذا قال الرب هانذا اقيم عليك الشر من بيتك وأخذ نساءك امام عينيك واعطيهن لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس , لانك انت فعلت بالسر وانا افعل هذا الامر قدام جميع اسرائيل و قدام الشمس). الصورة المقدمة فى هذا المشهد أننا أمام إله سادى أحمق يفتقد لأى ذرة من صفات الألوهية فهو يحكم حكم شاذ لا يجرؤ قاضى بشرى على الحكم به " أأخذ نساءك أمام عينيك واعطيهن لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس " ولم يعتنى إله الحكمة والمحبة والعدل والرأفة بهاتى النساء اللاتى لا ذنب لهن فى هذه القصة ليتم إغتصابهن أمامه ,فهكذا حُكم الإله ثم نجد مشهد قميئ للإله يعلن عن إنحطاط وسفالة لا تليق بأى ألوهية ليقول إذا كنت أنت سافل ومارست فعلك فى السر فأنا الإله أكثر سفالة وتبجح لأفعل هذا الأمر أمام جميع إسرائيل وقدام الشمس .
لن نعقب أكثر على هذا المشهد الشاذ فهو مُشبع بالغرابة والبشاعة والشذوذ , ولندع الجميع يتأمل وليجاوب على سؤالنا : هل هذا هو الإله والألوهية أم أننا أما فكر وخيال إنسان سادى إتسم بالقسوة ليرسم فكرة إلهه على هذه الصورة .

* نظرية تذوق عسيلته ويذوق عسيلتها وهو عالباب .!
فى البقرة:229، 230 (الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاَّ أَنْ يَخَافَا أَلا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ , فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) .
من طلق إمرأته ثلاثاً لا يحل له نكاحها إلا بعد أن يتزوجها زوج آخر زواجاً صحيحاً يطؤها في فرجها , ثم يطلقها لقوله صلى الله عليه وسلم لامرأة رفاعة : أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة؟ لا، حتى يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته.. فعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رِفَاعَةَ الْقُرَظِي طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَبَتَّ طَلاقَهَا فَتَزَوَّجَهَا بَعْدَهُ عَبْد الرحمَنِ بْنُ الزَّبِيرِ فَجَاءَت النَّبِيَّ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رِفَاعَةَ فَطَلَّقَهَا آخِرَ ثَلاثِ تَطْلِيقَاتٍ فَتَزَوَّجَهَا بَعْدَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الزَّبِيرِ وَإِنَّهُ وَاللهِ مَا مَعَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلا مِثْلُ هَذِهِ الْهُدْبَةِ لِهُدْبَةٍ أَخَذَتْهَا مِنْ جِلْبَابِهَا قَالَ وَأَبُو بَكْرٍ جَالِسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ وَابْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ جَالِسٌ بِبَابِ الْحُجْرَةِ لِيُؤْذَنَ لَهُ فَطَفِقَ خَالِدٌ يُنَادِي أَبَا بَكْرٍ يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَا تَزْجُرُ هَذِهِ عَمَّا تَجْهَرُ بِهِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ وَمَا يَزِيدُ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى التَّبَسُّمِ ثُمَّ قَالَ لَعَلَّكِ تُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَةَ . لا حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ . !
هذا المشهد لا يفرق كثيراً عن مشهد صموئيل 12 وإن كان أقل وطأة فى السادية , فالإله يعالج من يطلق إمرأته ثلاث مرات أن ينكحها رجل آخر , ولا تعلم ماهى الحكمة والمغزى فى ذلك الشذوذ , فما علاقة نكاح رجل غريب لزوجته ليذوق عسيلتها وتذوق عسيلته لكى ترجع له ثانية ليفسرها البعض أن هذا عقاب وإذلال للرجل الذى يُفرط فى يمين الطلاق , فلما هذا العقاب القاسى ؟! , ولكن لنا أن نتوقف أمام حال المرأة التى لم يفكر فيها الإله كحال نساء داود فما ذنبها أن تساق كالبهيمة لينكحها رجل آخر فأين مشاعرها وإنسانيتنا وكرامتها .
لك ان تنتبه أن هذه العملية يجب أن تتم بشكل صحيح وليس صورياً كما عهدنا بالتحايل بقصة المحلل , فالنبى الكريم لعن المحلل أى الذى يتزوج المرأة صوريا ولا يضاجعها , فعن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لعن الله المحلل والمحلَل له ". فلابد ان يذوق عسيلتها وتذوق عسيلته أى الواجب على الزوج حتى يسترد مطلقته أن يقف على باب الغرفة يسمع تأوهاتها وإستمتاعها .!
أخشى أن يخرج علينا أحد المبررين ليقول لنا أن المرأة فى مشهد داود أو مع المحلل هى مُكرْمة بتجربة ولذة قضيب آخر .! هل نحن أمام مشهد طبيعى أم سادى من إله أو قل من صاحب النص .

* إله سادى يعشق التضليل .
لنا أن نعيد ما ذكرناه فى مقالات سابقة عن الله الذى يضل البشر رغماً عن أنوفهم لترتسم أمامنا صورة إله شرير قاسى سادى هكذا إرادته ومشيئته ومزاجه الذى ينسف أى منطق وعدل ورحمة .
- يقول الله فى القرآن ( وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ) فنحن هنا أمام تفسير غريب للإيمان , فالإيمان ليس قناعة إنسان وإرادته الحرة كما يُفترض بل رؤية ورغبة ومزاج إلهى بحت , فالنفس لا تؤمن بإرادتها ووعيها ورغبتها بل بإذن الله , ولنا ان نتوقف ملياً أمام هذه الآية التى تأتى فى سياق آيات كثيرة تؤكد أن الإيمان والضلال ليس من إرادة البشر الحرة بل برغبات إلهية خالصة , ففى سورة الأنعام آية غريبة اخرى تقول ( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ ‏صَدْرَهُ ضَيقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصعد فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى ‏الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ) الأنعام 125 . فهل لنا التوقف أمام هذه الآية أيضا فلا تبدد تأملك أمام الشعور بالزهو والإحساس بالتمايز والإصطفاء الذى منحه الله للمسلم ليتغافل عما تثيره هذه الآية من إشكاليات منطقية ضخمة , فالآية تقول من يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً فلو تغافلنا عن أن الإيمان يتم بالوراثة والإنتساب وتماهينا مع الآية فهذا يعنى أن العملية الإيمانية ليست برغبات ولا بقناعات بشرية ولكنها خالصة بإرادة وقدر إلهى فمن يريد أن يهديه يشرح صدره ومن يريد ان يضله يجعل صدره ضيقاً , ولا تسأل عن معنى التخيير .
- على هذه الشاكلة سيكون لنا محطات كثيرة من الآيات التى تثقب العقول الغافلة بأن الإيمان والكفر ليست برغبات وإرادات إنسانية وأن العملية تسييرية مَحضة فمازلنا فى سورة الأنعام لنقرأ الآية 111( ولو أنّنا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قُبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الل ه) شئ غريب بالفعل , فالمُفترض أن الإنسان يصدق عندما يرى حجج ومعجزات قوية كنزول الملائكة وكلام الموتى فهى معجزات وآيات بينات للإيمان وقد ذكر الإله أنه منحها لأنبياءه حتى تكون حجة أمام البشر ولكن الله هنا لا يشاء له أن يؤمن , فالإيمان ليس بالإقتناع والرضوخ لقوة المعجزات بل بالإرادة والمزاج الإلهى فالله لم يشاء لهم أن يؤمنوا أو قل هى تبريرية لعجز محمد عن الإتسان بمعجزة .!
- عملية الهداية والضلال العشوائية المزاجية لا تقتصر على مشهد وآية واحدة , فالتراث الإسلامى حافل بتأكيد هذه الرؤية ففى سورة يونس 100( وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون ) فالإنسان ليس له أن يقتنع بعقله ولا بحديث الأنبياء والرسل بل يحتاج إذن الله لكي يؤمن , والغريب أيضا أن الله اسقط الرجس على الذين لا يعقلون لتسأل هنا لماذا هذه المعرقلات فى طريق الذين لا يعقلون , فأليست عقولهم هى من إنتاج إلهى فإذا كانت ضلت الطريق فحرى أن يُيسر لهم السبل العودة لطريق الإيمان والهداية ولكنه منطق الله السادى الغريب الذى لا يمنح الهداية للضال بل يزيده ضلالاً لتتأكد هذه الرؤية فى الكثير من الآيات (من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم) الأنعام 39 .
- يقول القرآن لمحمد ( إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل ) النحل 37 - ويؤكد هذا أيضا فى القصص 56 ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) فما هذا المنطق الغريب , فالله يقر هنا بأن الضلال فى يديه وأنه لن يهدى من يضله لتستغرب من منطق إله يتعامل بشكل عصبى متحفز عنيد إضافة أنه ينفى ويبدد جهد الهداية الذى يقوم به أى أحد فإذا كان محمد الذى هو نبى وظيفته أن يهدى البشر للإيمان ينزع عنه هذه الوظيفة ويبددها فلن تفلح فى هداهم فالله لا يهدى من يضل . !
- القرآن سخى بالآيات الذى تجعل الهداية والضلال مزاج إلهى خالص حكراً عليه ولن تُجدى أى محاولة للهداية من قبل الرسل والأنبياء لتجد ( من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا ) الكهف 17- فمن يضلله الله لن يفلح أى ولى أو نبى أن يرشده ويهديه. وفى الأنعام39 (وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّستقِيمٍ ) وفي سورة الأسراء 97 ( ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم اولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما ماواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا ). - فالآيات تقول أنا الله وبرغبتى ومزاجي أضل من أريد وأهدي من أريد ، ومن وقع حظه الهباب فى تضليلى فلن يفلح أن يهديه ولى أو نبى أو هاد وسوف أحشره فى جهنهم يمشى على وجهه كالأخرس والأطرش والأعمى .!
- منطق غريب يتأكد فى الكثير من الآيات ( فَلَما زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) , ( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ما ترك الكافرين ليتمتعو بالدنيا وخيراتها بل ليزيد ذنوبهم ) , (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ ) لتستغرب من هذا المنطق الشاذ الصادم , فالذين زاغوا يزيد الله من زيغان قلوبهم و يُملي الله لهم خير ليزدادوا إثما !, كما يترك الكافرين ليتمتعوا بالدنيا حتى يزدادوا إثماً أما الذين إهتدوا زادهم هدى بالرغم أن الهداية جاءت بمشيئته أى أنه يهدى من يريد ويزيده هدى بينما الضالين والزائغين ومن ضللهم الله وحكم عليه بأبدية الضلال والزيغان فليس لهم هاد ويُُملى لهم ليزدادوا إثماً .!
- منطق وأسلوب لا يليق ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهمْ أَعْينٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهم آذانٌ لاّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) ..هذا الاله الذى يسب هو من خلق هذا البشر وصنعهم أى منتجاته , فلم يكتفى بسوء المصنعية بل هو يهدى من يشاء ويضل من يشاء ويختم على القلوب بالضلال فلا هادى , فلماذا بعد هذا الفعل القهرى القسرى يسبهم ويصفهم بالأنعام .!
- فى سورة يونس 96 ( إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ) فالله هنا قرر مسبقاً أن هناك أعداداً معينة من البشر قال فيهم كلمته قبل أن يخلقهم، وما دامت هى كلمته وقراره فلن يؤمنوا حتى إذا أرسل لهم مليون نبي ورسول فمسألة الإيمان والهداية عبارة عن لعبة حظ ليقرر من يهتدي ومن يضل (ولو شاء الله لجعلكم أمةً واحدةً ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء) النحل 93.!
- فى سورة يونس 99 (وَلَوْ شَاءَ رَبكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) أى أن الله لا يشاء ان يؤمن به كل البشر بالأرض , كذلك فى هود 118 (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ) فهنا لا يريد الله أن يهدى الناس جميعا ويجعلهم أمة واحدة وفى هود 34 ( قالَ إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ اللهُ إِنْ شاءَ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) فلن ينفعكم نصحى إذا كان الله يريد أن يغويكم .!!
- آية أخرى شديد الصعوبة فى إستساغتها وبلعها ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَض" فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا " وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) أى هناك مرض فى قلوب الذين ضلوا فلا يقوم طبيب الهداية بعلاج هذا المرض أو حتى يتركهم لحال سبيلهم بل يقوم الطبيب بزيادة المرض ليُجهز لهم عذاب شديد .!
كذلك (إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم ) النمل27: 4 لنستغرب من هذا المنطق أو بالأحرى من هذا الشكل العدائى التآمرى فالذين لا يؤمنون بالآخرة لا يقدم لهم فرصة هداية بل يُزين لهم أعمالهم وغيهم أى يحببهم فيه حتى يبقوا على ما هم عليه ويؤكد هذه الرؤية فى الانعام6: 108( كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم ) , وفى فاطر35: 8 ( أفمن زين له لسوء عمله فرآه حسنا فان الله يضل من يشاء ) ولنسأل إذا كان الله يزين لهم أعمالهم السيئة فهل يقدروا أن يفلفصوا .!
- الفعل الإلهى فى التضليل . ( أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأؤلئك هم الغافلون. لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون ) النحل 108- أى أن الله طبع على قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم وجعلهم يوم القيامة خاسرين فأين العدل الإلهى , كذلك (وجعلنا على قلوبهم أكنّةً أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا )الإسراء 46- فما هي الحكمة من محاولة محمد إقناع قومه إذا كان الله قد ختم على قلوبهم وجعلهم يهربون عند سماع القرآن ويؤكد هذا أيضا فى الكهف 57 ( إنا جعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً وإن تدعوهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذاً أبداً) - فالله قرر أنهم لن يهتدوا أبداً ولتلاحظ كلمة "أبداً " مهما حاول رسوله , فلماذاً إذاً يبعث بالأنبياء ويعاقب البشر .؟!
- قوله في مواضع عديده "ختم الله علي قلوبهم" (ختم الله على قلوبهم وعلى أسماعهم وعلى أبصارهم غشاوةً ولهم عذاب عظيم )البقرة 7 لتندهش من إله كلى الرحمه والعدل و يختم علي قلوب بعض البشر فلا يؤمنوا ثم يحرقهم بعد ذلك الي الابد .!
- فى نفس هذا السياق ( يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم )- (قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ماشاء الله ) - ( وماكانوا ليأمنوا الا أن يشاء الله ) - (ولكن يدخل من يشاء في رحمته ) - (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) - (وماتشاؤون الا أن يشاء الله رب العالمين ) - (وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ) ... أى أن الإيمان والهداية والمشيئة فى يد الله حصراً ثم يقولون ان الله خلق الإنسان حراً مخيراً .!
- يعتنى القرآن بتأكيد أن القَدَر من الله كما جاء في الإسراء 17( وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً اِقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً ) وفي إبراهيم 14: 4( فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) وورد نفس القول في المدثر 74: 31 ‏( يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) ثم فى الأعراف 7 ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا "خلقنا" لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ) وفي هود 11: 119 ( لأمْلَأَن جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) السجدة 32 .
- يبدو أن الآلهة ذات مزاج خاص فى تضليل البشر فالأمر لم يترك حكراً على القرآن لنجد الكتاب المقدس يشدو فى مواضع عدة بأن الرب يعشق تضليل البشر فنجد في الرسالة الثانية إلى تسالونكي 2 : 11( ولأجل هذا سيرسل اليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب ) , وفي سفر حزقيال14: 9 (فاذا ضل النبي وتكلم كلاما فأنا الرب قد اضللت ذلك النبي) .! كذلك فى سفر الخروج (2-4) لم يتخلص الرب من فكرة تضليل البشر : ( كلم بني إسرائيل أن يرجعوا وينزلوا أمام فم الحيروث بين مجدل والبحر أمام بعل صفون مقابله تنزلون عند البحر. فيقول فرعون عن بني إسرائيل هم مرتبكون في الأرض قد استغلق عليهم القفر) .

* مشهد الرب الذى يغلظ قلب فرعون .
- جاء في سفر الخروج 7 : 1-3 ( فقال الرب لموسى أنظر : أنا جعلتك إلها لفرعون وهارون أخوك يكون نبيك انت تتكلم بكل ما آمرك . وهارون أخوك يكلم فرعون ليطلق بني إسرائيل من أرضه , ولكني " أقسي قلب فرعون" .وأكثر آياتي وعجائبي في أرض مصر ) وفى خروج 7: 3-4 ( "ولكني أقسي قلب" فرعون وأكثر آياتي وعجائبي في أرض مصر, ولا يسمع لكما فرعون حتى أجعل يدي على مصر فأخرج أجنادي، شعبي بني إسرائيل من أرض مصر بأحكام عظيمة ) وإله الكتاب المقدس يضل من يشاء ويرحم من يشاء كما فى القرآن ففى رسالة رومية 9: 17-18 ( لأنه يقول الكتاب لفرعون : إني لهذا بعينه أقمتك، لكي أظهر فيك قوتي، ولكي ينادى بإسمي في كل الأرض. فإذا هو يرحم من يشاء، ويقسي من يشاء ) .!
- هل لنا ان نتوقف أمام هذا الإله السادى المتآمر الذى قَسى قلب فرعون ليتمجد اسمه فمنطق الرب تشديد قلب فرعون ليتمجد ولا يهم إبادة شعب مصر والزرع والنسل والحرث والضرع فداء مجد الله أمام اليهود الرعاع , ولنسأل هنا ماذنب الشعب المصرى , بل ماذنب فرعون , وكيف يكون حسابه طالما أن الله هو من شدد قلبه وأغلظه حتى يسعى وراء اليهود , فهل لهذا الفرعون أن يتحدى رغبات الإله ومخططاته ومشيئته فيكف عن مطاردة اليهود أم أنه مُقهر على فعل ذلك رغماً عنه , وأين قصة حرية الإختيار إذا كان هناك تعمد للتضليل , وهل هكذا منطق إلهى يحمل فى طياته العدل والرحمة والرأفة والحكمة كما يدعون من إله كلى العدل والحكمة .
- هل هذا منطق أم إله شرير أم نزعات بشرية سادية تعبر عن إنفعالاتها ومواقفها السوداوية , فالمنطق يقول أنه من المُفترض أن الله يسهل طرق الصلاح والهداية للضال لا أن يزيده فى ضلاله وغيه ,ولنسأل سؤال آخر هل لهذا الإنسان البائس الذى خط فى الضلال أى سبيل للهداية , فالإله العظيم الرؤوف الرحيم وضع هذا الإنسان فى دماغه ليُيسر له المزيد من التورط فى الضلال .
-يمكن تفسير لماذا لجأ مُبدع النص لهذه الرؤية التى تنال من الله ذاته فلن نكتفى بالقول إسقاط حالة من السلوكيات القبلية البدوية السادية القاسية فحسب وإذا كنا لا نستبعد بالطبع هذا من مناخ ثقافى سلوكى سائد ولكن أتصور أنها رغبة من مُسطر النص بتصوير عدم إيمان ناقدى المشروع الدينى أنهم فاقدى الإرادة والعقل والحجة وأن رفضهم ليس من حجتهم وذكائهم وهشاشة المطروح أمامهم ,فالأمور خارجه عن إرادتهم فهم فى ضلال وزيغان ومرض القلوب بواسطة الإله المُضل الذى وضعهم فى دماغه فلا هادى لهم .

* إله مزاجه سادى .
بعد هذا الزخم من تضليل الإله للبشر بشكل مزاجى تكتمل ملامح السادية بالتفنن فى تعذيبهم بنار جهنم لنطرح أمامك عدة آيات لتجيب هل نحن أمام إله سادى , أم إنسان سادى رسم الإله بسودايته . ؟!
ماهو إنطباعك على هاتين الآيتين ( وَلَوْ شِئْنَا لأتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) السجدة 32: 13.( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبكَ لأملأنَ جَهَنَمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) هود 119:11. ففى السجدة 13 نجد الله يعلن أنه قادر على هداية جميع البشر ولكنه عندما أنشأ جهنم قرر أن يملأ بها الناس والجنة أجمعين لذا فلن يهدى حتى يتحقق قوله وكلمته وقسمه ويؤكد هذا فى هود 119 أن كلامه سيتحقق بملأ جهنم من الجنة والناس أجمعين كذلك فى الأعراف 7 ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا "خلقنا" لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ) ولتتأمل هذا الإله الغريب صاحب المزاج السادى فى ملأ جهنم بالبشر ولك ان تعلم أن صاحب المزاج السادى أو قل من رسم ملامحه جعل خلق الجحيم قبل خلق الإنسان فى نزعة سادية شاذة .
فى سورة (ق) آية 30 ( يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ) بمفهوم الأديان أن الله يعلم الغيب ما كان ويكون وسيكون فهل هو بحاجة لسؤال جهنهم إن كانت فارغة ام ممتلئة ؟! كما عليك أن تتوقف أمام جهنم التى صارت كيان عقل يجيب على سؤال الإله وتقدم تقريراً عن زبائنها . !
- فى النساء 56 ( إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما ) هذه آية أخرى تعطينا مشهد عن إله سادى مصحوبة بشكل شديد السذاجة , فالإله يتلذذ بالتعذيب فكلما إحترقت جلود البشر يُسارع بإبدالها بجلود أخرى ليزداد عذابهم , فالله حكيم ولكنه سادى يتلذذ بالتعذيب ولكن لا تغفل جهله أن الألم فى المراكز العصبية لأقترح على هذا الإله السادى أن يلغى الجحيم والنار والزقوم ألخ ويعتنى بالتعامل مع المراكز العصبية فقط , ولكن ماذا نقول فهكذا خيال إنسان قديم رسم الإله وعذابه .
- ( مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ) لا أدري أين أمر "كن فيكون" حتى لا تخبو هذه النار أو فليخلق نارا ذات إشعال ذاتى لا تحتاج لإمدادها بالحطب دوماً ليزداد سعيرها أو يغير من تركيبة هذه النار فلا تخبو ولكن هكذا خيال وفكر إنسان بدوى قديم بوضع الحطب والجمر إذا ما أشعل ناراً كلما خبت , ولا تنسى فى خضم هذا الحرص الشديد مشهد التلذذ بالسادية وزدناهم سعيراً .!
- ( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) هنا آية اخبارية بأن وقود الجحيم هى الناس والحجارة ولا تعلم ألم يكتشف الإله النفط حينها , ولكنها صورة تعتنى بقمة التعذيب , فالناس بمثابة حطب جهنم .! فهل نحن أمام إله سادى يتلذذ بعذاب البشر أم أمام خيال إنسان سادى ذو فكر سوداوى جنح بهذه الصورة لإرهاب مناهضيه وأتباعه ولم يعنيه أن هكذا يشلفط إلهه .!

* آلهة تواقة للدم
فى لوقا 19 : 27 ( أَما أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي ).وفي سفر أرميا 48/10 ( ملعون من يمنع سيفه عن الدم ) وفي سفر حزقيال 9: 6 ( وَاضْرِبُوا لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ ) .وفى إرميا16-3 ( لأنه هكذا قال الرب عن البنين وعن البنات المولودين في هذا الموضع وعن أمهاتهم اللواتي ولدنهم وعن آبائهم الذين ولدوهم في هذه الأرض أربعة ميتات أمراض يموتون.لا يندبون ولا يدفنون بل يكونون دمنة على وجه الأرض وبالسيف والجوع يفنون وتكون جثثهم أكلا لطيور السماء ولوحوش الأرض وفى ارميا14-12 ( حين يصومون لا اسمع صراخهم وحين يصعدون محرقة وتقدمة لا اقبلهم بل بالسيف والجوع والويا أنا أفنيهم ) وفى ارميا11-22 :( لذلك هكذا قال رب الجنود.هاأنذا أعاقبهم.بموت الشبان بالسيف ويموت بنوهم وبناتهم بالجوع ولا تكون لهم بقية لأني اجلب شرا ) .!
الآية الأولى من العهد الجديد بالكتاب المقدس الذى أعلن عن إله المحبة الطيب الحنون ولكنه يبدو أنه لم يتخلص من همجيته ووحشيته التى إلتصقت به فى العهد القديم ليأمر بقتل أي شخص لا يريد ان يدخل الدين المسيحي مطالبا بذبح من لا يريد أن يملك عليهم , أما الآيتان الثانية والثالثة إرمياء 48 / 10 و حزقيال 9: 6 وما بعدها فهو الإله الذى عهدناه الذى يطلب الدم والذبح والقتل للهلاك فى حد ذاته , ففى أرميا يُطالب أن يقتل ولا يمنع سيفه عن الدم , ليلعن المؤمن ويطرده من رحمة الله إذا لم يقتل ويسفك الدماء فأي إله هذا الذي يلعن من يمنع سيفه عن الدم .. هل نقول لا عزاء للمسيحيين الطيبين فإله المحبة يأمر بسفك الدماء وقتل الشيوخ والنساء والأطفال للهلاك وعجبي على المحبة فإلههم لا يختلف شيئا عن إله الإسلام وإن كان إلههم أكثر فجاجة فهو يأمر بالقتل للهلاك ولا يطلب أن يتبعه هؤلاء البشر فالإيمان به حكرا على نسل يعقوب وإسحاق .
بالطبع التراث الإسلامى ثرى لحد التخمة بالنصوص التى تدعو للقتل لتصل لدرجة إلحاح الله على المؤمنين أن يقتلوا ولن نرفقها فى هذا البحث منعا للتكرار والحشو الزائد , فنحن أمام تراث إسلامى ثرى ومعلوم يعتنى بالقتل والقتال .
هل من الممكن أن يكون الخالق المهيمن علي هذا الكون اللانهائي بهذه الدرجة من القسوة والعنف ؟! ولماذا يحدث كل هذا ؟ لان مجرد كائن لا يمثل شيئاً لم يجد دليل يثبت صحة إدعاء ما يقوله مرسلوه ؟ سواء كان يسوع أو محمد . أم المبدع البشرى صاحب تلك النصوص ذو نزعة سادية سوداوية أسقطها على كل من رفض مشروعه .

* المنطق السادى أصبح مضاد للفطرة السوية .
فى البقرة 216 ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) . منطق الإله يقول أن القتال خير ولكن الفطرة الإنسانية السوية تقول أن القتال شر وخراب , فأى إنسان طبيعى سيجد نفسه تهفو للأمان والسلام وتكره القتال والحرب , ولكن وفق منطق الله فأنتم تحبون السلام وهو شر لكم بينما القتال والذبح الذى ترونه كريه وقبيح هو خير لكم , وسبحان هذا المنطق الذى يقلب الموازين والفطرة رأساً على عقب أم أننا أمام مُبدع نص لديه مشروع عسكرى ويريد تعبئة المقاتلين وشحذهم فقلب المنطق والفطرة رأساً على عقب وألصق دعوته بإله يرى القتل والذبح خيراً وليس شراً .!

* منطق إله سادى يحث على قتل الأطفال .
فى مزمور 137 ( يا بنت بابل المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا.طوبى لمن يمسك اطفالك ويضرب بهم الصخرة ) . وفى سفر هوشع 13/16 (تجازى السامرة لانها قد تمردت على الهها.بالسيف يسقطون.تحطم اطفالهم والحوامل تشقّ) . ولا تعليق على هذه الهمجية والسادية .!

-إذا كانت المسيحية نسخت عهدها القديم بأحكامه وشرائعه وأوامر الإله المنفلت لتنحاز إلى صورة مُعدلة عن رب يميل للتسامح والمحبة والرفق وإن لم تحسن الإنفلات التام كآية لوقا 19 : 27 فإن إشكالية الإسلام إنحيازه لإله القتل والعنف ونسخ حالة الترفق التى إنتابت الإله الإسلامى فى بداياته لتأتى المصيبة الكبرى وسر بلائنا فى إشتياق المسلمين لتطبيق هذا الزخم التراثى وإسقاطه على الواقع .
لن يشفع للمسيحية تبرأها من نهج إلهها القديم ولن يبرر الإسلام إنحيازه للإله الناسخ , فنحن أمام نصوص تبين بوضوح بما لا يدع للشك أننا أمام كتابات ورؤى وأفكار بشرية لحماً ودماً تسقط بشاعتها وقبحها ودمويتها فى النصوص لذا لن ينفع المسيحى أن يقول أنه فى حِل من هذه الشريعة والتعاليم والقصص كونه منحاز للمسيح المخلص , فالمسيح المخلص وفقا لإيمانه هو نفسه الذى أقام المذابح والهمجية فى مغامراته الأولى فهكذا تاريخ إله يؤمن به . !

- هذه هى آلهتكم فلا تتنكروا منها فى لحظات عبثها وطيشها وساديتها ولا تتوقفوا أمام عبثية ودموية آلهة أخرى , فليتذكر كل منكم تاريخ إلهه السادى ليعلم أنه أمام فكرة صنعها أجداده وفق ثقافتهم ووعيهم ومزاجهم ليتعلم أن لا يقذف الآخرين بحجر , فالحجر سيرتد عليه , ومن الحماقة والغباء أن تحاول نزع القذى الذى فى عين أخيك فهناك خشبه غليظة فى عينك , يحق لك أن تشير للقذى الذى فى عين اخيك بعد أن تنزع وتدين القذى الذى فى عينك وتعتبره قبيحاً .فلنتحد جميعا ضد هذا الهراء الذى يعمى عيوننا وينتهك إنسانيتنا ولنعترف بالخشب المغروس فى عيوننا ونساعد بعض فى التحرر منه .

-كتبت مقالات عديدة فى " نحن نخلق آلهتنا " و "الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت " كل منها يثبت أننا أمام فكر بشرى خالص لإنسان قديم أبدع فكرة الإله والأساطير والقصص , ولكن هذا المقال يعطينا رؤية أننا فكر بشرى سادى بشع صبغ فكرة الإله ورسمها وفق فكره السادى ليتوقف المرء ويسأل : هل بعد كل هذه الصور البشعة والنهج السادى الوحشى مازال هناك من يتصور ان هناك آلهة على هذا النحو , وأن هكذا كلامها وأديانها وشرائعها , أم أننا خلقنا آلهتنا كما يروق لنا ولكن المؤسف أن الذى رسم الصور البدئية للإله كان سادياً همجياً بشعاً , فاذا لم يروق لكم هذا التحليل فلتفسروا وتبرروا سلوك الإله .!
متى نستفيق وندرك أننا من رسمنا وابدعنا الآلهة والأديان , وأن الإنسان المعاصر تجاوز نهج الإله المزعوم وقرأ عليه الفاتحة .

دمتم بخير وعذرا عالإطالة .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته" – أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات فى ماهية الحياة والإنسان والوجود
- ثقافة الشماته والتشفى-الدين عندما ينتهك انسانيتنا
- مراجعة لأقوالنا وإيماننا العتيد – خربشة عقل
- الناسخ والمنسوخ تردد إله أم موائمات نبى
- قضية للنقاش: انتفاضة السكاكين إرهاب أم نضال
- ثقافة الإزدواجية القميئة-لماذا نحن متخلفون
- ألهذه الدرجة دمائنا ولحمنا رخيص-مواجهة لثقافة الإرهاب
- هل يصح سؤال من خلق الكون-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- أسألك : كيف ترى الله – قضايا فلسفية 2
- زهايمر أم مواقف سياسية-تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء14
- سؤال : لماذا تعيش الحياة, وما معناها وما جدواها
- مفاهيم مغلوطة عن الحياة والإنسان والوجود
- موائمات و تدخلات وإقتراحات وما يطلبه الجمهور
- تأملات مسلم معاصر فى تاريخية النص-جزء ثان
- تأملات مسلم معاصر-إن الله يسارع فى هواك
- خمسة وخمسون حجة تُفند وجود إله
- فى ماهية الوجود-نحو فهم الوجود والحياة والإنسان
- شيزوفرانيا-تناقضات فى الكتابات المقدسة–جزء13
- عاوز أعرف – مشاغبات فى التراث 8
- إستنساخ التهافت-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - منطق آلهة سادية أم بشاعة وسادية القدماء