حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 5018 - 2015 / 12 / 19 - 11:20
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
هذه المقدمة ليست للنص الحالي, بل تتعداه إلى بقية السلسلة. وهي بمثابة اعتذار ملطف عن التهور والطيش في اقتراح أو افتراضات أو تفسيرات جنونية بمرات كثيرة, وقاصرة أيضا عن مستوى البحث والتفكير الثقافي المعاصر_ لكن ومن جهة مقابلة, ربما تحمل بعض الاستبصارات الجريئة بالفعل, وهو دور الشعر المركزي في مختلف العصور والثقافات....لا أستطيع ولا أرغب بمغادرة الشعر.
* * *
في سن العشرين اكتشف نيوتن (سر) قوس قزح, وحصد الشهرة العالمية التي يستحقها للتو.
مع أنها سرعان ما أودت بعقله قبل الخمسين.
التأويل أو التفسير هو فن وعلم بنفس الدرجة كما أعتقد. الفنون بطبيعتها جديدة ومغايرة لما سبقها. أما العلم فهو تراكمي بشكل ميكانيكي وىلي غالبا_ ويطرد على الفور من يخالف النهج العلمي بحركة واحدة.
العكس أيضا وارد في الحالتين بصفة استثناء.
* * *
الكثير من الظواهر الطبيعية والاجتماعية تحمل تفسيرات مختلفة_ بل متناقضة أحيانا, والأهم أنها (الظواهر المركبة) تحتفظ على الدوام بالخاصية الاشكالية والتي يتعذر حلها على الصعيد الفردي أو خلال جيل واحد.
من أمثلتها البارزة الموتو او العبودية, أو الحب....الذي أتعامل معه, في هذا الحيز, كفأر مختبر, واعتذر على التشبيه وعلى السلوك أيضا.
من ساواك بنفسه ما ظلمك! قول مأثور أستخدمه على الوجهين.
الحب_ الشعر أو الحياة- الفكر.
* * *
ظاهرة العزوبية والعزاب الأبديين نساء ورجالا؟
هذه محاولتي لتفسيرها
* * *
الشخصية النرجسية لا ترضى إلا والحق معها بشكل نهائي ودائم. وليس للشريك ة (حبيب أو أخ او ابن أو صديق)...إلا الموقع والدور الثانوي_ كومبارس أو مشجع ومعجب).
على المقياس العشري, تحت الخمسة نرجسية وتمركز ذاتي. وفوقها موضوعية ونضج عاطفي واجتماعي.
أحيانا تجتمع مزايا النرجسية والذكاء وغيرها من الخصائص المرغوبة أخلاقيا ومعرفيا_ وهي خصائص إنسانية أكثر منها فردية أو اجتماعية....هذا التوضيح لتفسير موقف: تجنب الحكم الأخلاقي في مختلف القضايا الانسانية (حتى السياسية), الذي أحاول بكل طاقتي تبينه واختباره ثقافيا وأخلاقيا وحياتيا ايضا.
الشخصية النرجسية عاجزة عن الحب بمختلف الظروف, والمشكلة ذاتية وفي العقل وطريقة التفكير وليست في الطرف الآخر_فقط.
* * *
عبر ألفين_ثلاثة آلاف سنة الماضية, أبدعت البشرية بعض الصيغ والمعايير المشتركة, في مقدمتها وجوهرها وجوهرتها الحب.
وهو على متصل_ مقياس (عشري مثلا), انت وأنا والجميع بين أحد قطبين:
_قطب يعتقد أن الحب مشاعر وانفعالات جاهزة, وينتظر بكل جوارحه وكيانه (الشخص النرجسي) ساعة القدر المجيدة التي تجمعه أو تجمعها بالمحبوب (الذي يستحق....جلالته ا).
_قطب معاكس يعتقد ان الحب فعل ووعد والتزام, إرادي وواعي, ويسقط نفسه وكيانه (الشخص دون جوان) على آخر, وبمختلف الظروف والأحوال, مثاله العالمي أوفيدوس العاشق الأبدي لجميع النساء, او سافو العاشقة المعاكسة لجميع الرجال.
* * *
هامش صغير_
مثال على المنطق التعددي ,وتضمنه دوما للمنطقين الأحادي والثنائي, درجة الفروسية في القرون الوسطى.
ما هي صفة الفارس الأساس: القوة العضلية؟ ام المهارة وسعة الأفق والحيلة؟ أم الشجاعة ودرجة الحزم والحسم العقلي؟
لا يستطيع احد تأكيد إحدى المزايا الثلاثة على الأخرى بشكل موضوعي ونهائي, بل ستبقى الأولوية والترتيب خاضعة للسياق وللحالة الخاصة_ او للتفضيل الذاتي بلغة الفلسفة.
مثال آخر _ استخدمه وأفضله دوما, مستويات المصلحة الشخصية المتدرجة: المباشرة(المتعة), والمتوسطة(الفائدة), والبعيدة(فن, معرفة, إبداع, فرح....المصلحة الروحية ذروة التحقق_ الأوج
* * *
أعتقد_ كل فرد, وفي مختلف علاقاته يضع إرادته ووعيه ورغبته لتنجح العلاقة(من يقصد الفشل!)...ولكن هذا ليس العامل الحاسم والمهم_ بل ما يسقطه لا شعوريا على الشريك ة.
تحت خمس درجات شخصية نرجسية عاجزة عن الحب, وستؤدي إلى فشل العلاقة في النهاية. أو تحدث المعجزة العاطفية ويتحول الطبع الانفعالي(الشهواني) غلى اتجاه المسؤولية والالتزام.
_المرأة الطبيعية, أكثر من نصف رجال العالم(من مجتمعها ووسطها الثقافي خصوصا) يحركون مشاعرها, في الأحوال الاعتيادية, ويستحقون ثقتها وتستطيع أن تجد الحب بسهولة ويسر.
_نفس الشيئ بالنسبة للرجل الطبيعي. مساواة إنسانية واختلاف جنسي وفردي بالتوازي.
* * *
تفصيل آخر وموجز بخصوص فن التأويل وعلم التفسير, مع توضيح (بتردد) لماذا أتناول قضايا علمية وذات تخصص مرتفع, بمنهج بسيط وانطباعي غالبا مع التقشف اللغوي والخلفية الثافية_ المعرفية المتواضعة التي أحملها؟
ببساطة واختصار:
يعرف أي خريج جامعي في الفيزياء النظرية اليوم_ من ناحية الكم والدقة أكثر من إينشتاين_ وبالقياس نفسه, أعرف في علم النفس اليوم أكثر من فرويد.
....لكن, هذا لا يعني التقليل من شأن العبقريتين.
أيضا وهو الأهم, يبقى المنطق الابداعي (نمط العيش والتفكير) متعذرا على التحديد الكمي_ وهو مجهول اليوم كما في الأمس....وإلا ولو كان العكس ممكنا, لقامت الجامعات بتدريس, ثم تخريج العباقرة والعبقرية؟
ربما اجتهادي المتواضع اليوم_ وذاك الخريج الجامعي اليوم أيضا.....
أكرر, ربما بمقدورنا القيام بإنجاز معرفي هام؟
* * *
أربع مستويات للطاقة, يمكن تمييزها بوضوح على المقياس العشري, واختياري لها من الأدنى إلى الأعلى للسهولة أولا, والأهم أنها بهذه الصيغة تنسجم مع اتجاه النمو العقلي والعاطفي والاجتماعي_الانساني المتكامل للفرد.
1_ الدرجة الدنيا, وهي متلازمة النرجسية العليا, والطفولة المتأخرة.
في هذا المستوى لا يحب الشخص نفسه بمفره_ ولا بوجود آخر. وهذا الفرد والتعيس (امرأة أو رجل) لا يستطيع الحب ولو كان في وضع آدم وحواء ...حالة امرأة ورجل بمفردهما على جزيرة نائية (قبل ان يتعافى).
2_في المرحلة الثانية, الشخص لا يحتمل العيش والبقاء بمفرده لأيام معدودة.
ولكنه يتعلق بآخر بسرعة وسهولة, ويعتمد عليه كليا(نموذجها العلاقة السادو_مازوشية)....وقد يكون الموضوع المرغوب (الوحيد غالبا) غير إنسان, بل حيوان, أو ممتلكات, أو....فكرة.
3_طور محبة النفس. ميزة هذا المستوى ودلالته أن الفرد يعيش بسرور لوحده. كما ان الشخص في هذا المستوى يشعر بالفرح والحب مع أشباهه وعبر التعامل معهم_ علامته نهاية الضجر, والغضب عقلاني, ولسبب واضح ومحدد, ويتعلق بسلوك شخص آخر غير منطقي. (حالتها النموذجية البرج العاجي للفيلسوف والعالم).
4_ مستوى الحب والسعادة, في مختلف أحوال الحياة وتقلباتها.
عبر موقف الحب_ يحرض الشخص (رجل أو امرأة) الجوانب الايجابية والمرغوبة في آخر بسهولة, وبشكل طبيعي وسلس_ ومتدرج....
لقد كنت مظوظا لأبعد حد بمعرفة رجال ونساء من هذا المستوى. (حالتها النموذجية المصلح الاجتماعي وأطباء بلا حدود, وغيرها من مؤسسات الخدمة الانسانية التطوعية بالفعل).
حيث يكون قد تم الانتقال الفعلي من المدار النرجسي إلى النقيض الانساني, ويتحقق التحول الجوهري: الحب أعمق من الخوف.
* * *
بعدما يتجاوز المرء عتبة "متعة العطاء" يعرف ويدرك وبشكل عفوي, متعة الانفصال أيضا, مع الحرية الداخلية التي تلازم الاستقلال.
طريق السعادة عطاء, يتوافق مع النمو المتكامل الذاتي, والاجتماعي, والانساني.
من طاقة النار الأولية (احتراق) إلى طاقة العقل (معرفة).
كل فرد يحمل إمكانيات الانسانية المطلقة_ والسؤال ماذا يحقق خلال حياته؟
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟