سعد سوسه
الحوار المتمدن-العدد: 5018 - 2015 / 12 / 19 - 10:26
المحور:
الادب والفن
الشئ الوحيد الذي لم يخطر به يوما هو ان يموت ، لكنه مات ، صدفة مثل تكوينه الذي حدث دون حسبان خطأ اباه ، حملته امه كرها . كان يحب الحياة فهي ممتعة له . لم يكن ذو هم كبير اشيائه بسيطة وفي متناول اليد لم يكن طموحا فلم يموت ، او ذا حس مرهف ، لا يقلقه العالم فلم يموت .
حملوا جثته الى مشرحة المدينه ، ورأى الاطباء يشرحونه ، احس ببرودة المشرط فوق صدره وتدفق الدفء من صدره ، اراد ان يوقف الاطباء خذلته يداه وجسده . ملؤه بالقطن واحس بالقرف والاختناق من طعم القطن الذي ملئ جسده ، كان يتصور نفسه يحلم ، ولم يخطر حتى في احلامه ان يموت .. لكنه مات .
قبل ان يدفن تمسك بنعشه رفض ان يتركوه وحده ، لكنهم رموه بقوة رافضين عودته معهم الى الحياة . اهالو عليه التراب بسرعة . مزق كفنه صرخ دون صوت يريد الخروج من قبره لكنهم احكموا اللحد عليه ، وتركوه يصارع الرمال تشبث برمال القبر كان يريد الخروج من قبره تمسك بقوة بالرمال التي انهارت فوقه ودفنته الى الابد .
#سعد_سوسه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟