|
الرد العراقي
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 5017 - 2015 / 12 / 18 - 13:43
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
وصلنا الى نقطة اما حياة او موت ،وعلينا ان نستعد، او نندم حيث لاينفع الندم ، فالله يقول ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ) 60 الأنفال ،والرسول الكريم حفر خندق لعتاة العرب وحلفهم الملعون الشبيه بحلف اليوم ، فهل ننتظر ان يصلوا ديارنا فنخليها لهم لنحل نازحين على الدول المجاورة ، هل نبقى ننتظر ان تنفخ الروح في حكومة العبادي واصلاحاته الذي يذكرنا ببطولات الصحاف ايام سقوط بغداد ،على اي حال الرجل استرجع وعاد ليقول الحقيقة : أن مدحت المحمود لايمكن إقالته أو استبداله لأنه ليس ضمن صلاحياته ويدعوه بأدب أن يباشر بإصلاح قضاءه . وعن مجلس النواب ..قال مستحيل حل المجلس لأن حكومته ولدت منه ..وفي حال حل مجلس النواب ستحل الحكومة . وعن مجالس المحافظات ..أشاد بدورهم الايجابي بمراقبة المحافظات وأكد عدم التفكير حتى بحلهم . كما ذكر أن الموازنة لسنة 2016 تطلع مطلوبه،ولم يذكر اي اهتمام بأستثمار طاقات البلاد ومواردها،كما طلب من الشعب ان يتحلى بالصبر،وقد نقل ناشطون التقوا به في الخضراء ،انه رفض طلبهم ان يستقيل من حزبه ،ورفض ان يتنازل عن جنسيته الثانية ،واصبح معتاد التشكي من تعطيل الأحزاب لأصلاحاته الوهمية في حقيقتها . غير ان الغريب ان كل ماعرضه العبادي لم يكن يبرر التصفيق والهتاف الذي قابله به البعض ،والذي ان دل على شيئ فأنه يدل على ان شعب العراق لايعرف ماذا يريد ،ومن الصعب ان يهتدي الى الطريق الصواب ،وان افضل مايجيده هو الأنجرار للحساسيات المذهبية والطائفية والقومية التي بدأت تؤثر في وحدته وبناءه المتماسك منذ الاف السنين . وهذا ماكشفه سياسيوا الصدفة الذين يقودون البلاد اليوم ،حيث وجدوا ان افضل سلعة للبروز وحصد الأصوات الأنتخابية هي العزف على وتر الطائفية واثارة الحساسيات المذهبية والدينية ،فتراهم لايتسابقون لما يوحد العراق ويعمل على قوته وتماسكه ،بقدر ما ينعقون بالفرقة المذهبية والطائفية ،ويرتمون في احضان الدول المجاورة لتحقيق هذا الهدف ،دون ان يكون هناك رقيب لأيقاف ذلك عند حدود مقبولة . وبعد كل ماجرى ،فحتى لو خرجت عن حكومة العبادي وقائع جيدة باتجاه الأصلاح ،وهذا مستبعد بعد تخفيض رواتب الموظفين والمتقاعدين،فلن تكون لها اي مصداقية لدى الشعب ، بسبب اليأس وبسبب ظهور العبادي على حقيقته ،لايمكن ان يكون بطلا ً قوميا ً كما تخيل الناس بادئا ً . تهديدات جدية ورد ضعيف : برزت في الفترة الأخيرة تهديدات جدية تلقي بظلالها على الواقع العراقي ،مثل التحرك الأمريكي والغربي لأدخال قوات الى العراق بالضغط على حكومته ودون الطلب منها ، متبوعا ً بدخول قوات تركية بالتنسيق مع الأكراد ،ثم اعلان السعودية اقامة حلف أدعت انه ضد الأرهاب ، ولكن اي أرهاب والسعودية البلد الأول بالعالم الذي يدعم عصابات داعش فكريا ً وماديا ً ،وهي البلد الثاني الذي يمدها بالمقاتلين بعد تونس ،فهي وان اغرت الآخرين ببريق أموالها التي تجند للأرهاب بينما شعبها يعيش اسوء الظروف ، فأنها لن تخدع شعب العراق الذي يعرف جيدا ً من يتآمر على بلاده ومن يمد الأرهاب بالدعم طيلة سنوات المحنة . لايمكن ان ننسى ما اطلقه بندربن سلطان آل سعود ، وبصورة واضحة أن 100 مليون مسلم من طائفة معينة في الشرق الأوسط سوف تحل بهم الكارثة ،وهذا قبل انطلاق داعش ، ان من شأن هذه التصريحات إقناع كثير من اتباع هذه الطائفة بأنهم ضحايا حملة تقودها السعودية لمحوهم . وهم لا يرون أن الخطر محصور في الجانب العسكري بل هو نابع من النفوذ المتزايد للوهابية ، ومن المعلوم أن الوهابية ، وهو المذهب الذي تعتنقه السعودية، يدين الشيعة وغيرهم من الطوائف الإسلامية ويعتبرهم كفرة مارقين ، ولكنه اثبت تعاون وتنسيق ممتاز مع الصهيونية . اما الحكومات الغربية فقد دأبت على التقليل من شأن العلاقة بين السعودية والفكر الوهابي،خدمة لمخططاتها ومصالحها، ولكن هذه العلاقة قائمة وليس في الأمر سر أو مؤامرة، فخمسة عشر شخصاً من أصل التسعة عشر الذين اختطفوا الطائرات في 11 أيلول كانوا سعوديين، وكذلك كان بن لادن والعشرات من فرسان القاعدة وداعش وشيوخهما وشيوخ الأفتاء فيهما . تعاون السعودية مع الحركات الارهابية ،وردت عليه إشارات في الوثائق الرسمية الأميركية المسرّبة. ففي كانون الأول 2009 كتبت وزيرة الخارجية السابقة “هيلاري كلنتون” في برقية نشرها موقع “ويكيليكس” تقول : تبقى السعودية قاعدة التمويل الأساسية لتنظيمات القاعدة وطالبان وغيرها من الجماعات الإرهابية، وتضيف كلنتون في برقيتها أن السعودية لم تتحرك ضد القاعدة إلا بعد أن رأت فيها تهديداً داخلياً وليس بسبب نشاطاتها ضد الآخرين . هل ان هذا غير واضح لأولئك السياسين العراقيين الذين يؤيدون الحلف السعودي الجديد ،ام ان ذلك هو عنوان ضعف الحكومة العراقية ،واشارة الى نهايتها حيث ان ذلك بيان للفوضى وعدم وجود قرار موحد يسوس البلاد ومصالحها ،فالعراق سيكون ساحة لصراعات مصالح كبرى ،وسيذهب بين الأرجل اذا لم يعود الى سابق عهده عراقا ً قويا ًموحدا ًيقوده العراقييون ويحمون حدوده بأنفسهم ،غير متكئيين على اي جهة في علاقات لاتتوفر فيها الندية .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمريكا والعزف على أوتار داعش والكرد
-
فايروسات الحروب الأمريكية
-
اكبر مهرجان في العالم (1)
-
أكبر مهرجان في العالم (2)
-
من حفر حفرة لأخيه وقع فيها
-
الطائرة الروسية هل تثير حربا ً
-
السكاكين الصدئة وبيت العنكبوت
-
خرافة الجلبي وامريكا
-
هل يحق لأمريكا التجربة على البشر
-
الفنان علي الشريف والأمام الحسين
-
هل فشلت التظاهرات في العراق
-
روسيا تخل بالموازنات الأمريكية
-
انتهاك أجواء تركيا وانتهاك حرمة العراق
-
القتل الأمريكي الغربي حلال و الروسي حرام
-
استئناف حركة التاريخ من جديد
-
تأخر حسم معركة الفلوجة خطأ أستراتيجي
-
من يلغي من العبادي أم البرلمان ؟
-
احتلال الأقصى والتحالف العربي
-
هل يراجع العرب انفسهم ؟
-
امريكا بعد 11 سبتمبر(2)
المزيد.....
-
تصعيد روسي في شرق أوكرانيا: اشتباكات عنيفة قرب بوكروفسك وتدم
...
-
روبيو يلتقي نتانياهو واسرائيل تتسلم شحنة القنابل الثقيلة
-
مئات يزورون قبرالمعارض نافالني في الذكرى السنوية الأولى لوفا
...
-
السيسي يلتقي ولي العهد الأردني في القاهرة
-
بعد حلب وإدلب.. الشرع في اللاذقية للمرة الأولى منذ تنصيبه
-
إيمان ثم أمينة.. ولادة الحفيدة الثانية للملك الأردني (صور)
-
السعودية تعلق على الأحداث في لبنان
-
إسرائيل تتسلم شحنة من القنابل الثقيلة الأمريكية بعد موافقة إ
...
-
حوار حصري مع فرانس24: وزير الخارجية السوداني يؤكد غياب قوات
...
-
واشنطن وطوكيو وسول تتعهد بالحزم لنزع نووي كوريا الشمالية
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|