|
قنبلة يوسف زيدان في المسجد الأقصى
سامي الذيب
(Sami Aldeeb)
الحوار المتمدن-العدد: 5017 - 2015 / 12 / 18 - 00:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما التقيت بالمفكر المصري المرحوم حسين فوزي في 8 سبتمبر 1977، سألته: سامي الذيب: هل تظن انه علي ان اقول الحقيقة؟ حسين فوزي: ان قلت الحقيقة فسوف تجد نفسك امام مشاكل. قد لا تتمكن من الرجوع لبلدك فلسطين، ولكن لا يهم. عليك ان أن تقول كل شيء. كن علمي. سامي الذيب: لقد فكرت مرة أن اقول في رسالة الدكتوراه وبصورة غير مباشرة أن الوحي لعب اولاد صغار، فأنا لا أؤمن بالوحي. حسين فوزي: أظن انه يمكنك ان تقول ذلك، ولكن بصورة غير مباشرة. اترك القارئ يشك أو يحزر فكرك. ولكن لا تقل الأمور بصورة مباشرة. فإذا كان بإمكان القارئ أن يفتح الباب، لماذا تفتحه له أنت؟ اريد ان اخبرك ما حدث معي. لقد تغذيت يوما مع شيخ وقلت له بأن النبي يونس لم يقضي ثلاث ايام في بطن الحوت. ربما سقط من السفينة واخذه الحوت في فمه فرماه لأنه لم يتمكن من بلعه. فالحوت لا يمكنه ان يمرر الرجل من حلقه. فالحوت لا يمكن ان يبلع إلا السمك المتوسط الحجم. وبعد تلك الحادثة قام الملاحون بتضخيم القصة. فقال الشيخ: "وهل رأيت كل انواع الحيتان في العالم وفي التاريخ؟ فربما كان في التاريخ حيتان تسع بيوت كبيرة أو مدن". وأمام هذا المنطق الغبي لم استطع إلا أن اقول له: "الحق معك سيدي الشيخ". تصور بطن حوت فيه شوارع والنبي يونس قاعد مع الشيشة ويحشش. رأيك أيه في هذا المنطق؟ كان يمكن ان اقول له كل ذلك وأن قصة النبي يونس اسطورة لا أؤمن بها. ولكن هو يفهم ذلك دون ان اقوله له. فهو يحزر فكري. وهذا يكفي. ليس علي أن اذهب ابعد من ذلك. فلا حاجة للجدل مع أناس مثل أولئك. هل تظن انه من الممكن ان تتغلب على هذا المنطق الأعوج؟ بالطبع هذا مستحيل. . في برنامج "ممكن" الذي يقدمه الصحفي خيري رمضان، حاول الدكتور يوسف زيدان لقرابة ساعتين رأب الصدع بين اليهود والمسلمين فيما يتعلق بالمسجد الأقصى في القدس على أمل الوصول إلى سلم بينهما. وخلاصة ما قاله هو ان المسجد الأقصى في القدس ليس هو ما جاء ذكره في الآية الأولى من سورة الإسراء: سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير. فالمسجد الأقصى لم يكن موجودا في زمن النبي محمد، فقد بناه مروان بن الحكم، ولذا النبي محمد لم يسري اليه، بل إسرى إلى مسجد يسمى المسجد الأقصى الموجود في الجعرانة في الطريق بين مكة والطائف، وسمي كذلك لوجود مسجد آخر فيها يسمى المسجد الأدنى. كما ان الدكتور يوسف زيدان حاول الإعتماد على تسلسل نزول سور القرآن. وأن الإسراء بمحمد كان بالروح وليس بالجسد، وأن اسطورة الإسراء والمعراج موجوده في ثقافات مختلفة. والمهتم بالأمر يمكنه الإطلاع على الشريط الكامل هنا https://www.youtube.com/watch?v=cHerZNhpCHM وقد سبق ان تعرضت لهذا الموضوع في ثلاث مقالات هي: قاعات مشتركة للعبادة وحل مشكلة المسجد الأقصى http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=387556 جدل حول مكة والقبلة http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=404754 حل للهيكل اليهودي في القدس http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=465909 . وهذه ليست المرة الوحيدة التي يتكلم فيها الدكتور يوسف زيدان مفندا أن يكون المسجد الأقصى في القدس هو المذكور في القرآن، نذكر منها https://www.youtube.com/watch?v=vXN2FQJAx2A https://www.youtube.com/watch?v=QQzK6OfYze0 وأثارت تصريحات الدكتور يوسف زيدان زوبعة كبيرة لن تهدأ ... ولا حاجة هنا لإعطاء روابط لردود الفعل. ومنها ان الدكتور يوسف زيدان عمل تصريحاته بناء على تعلميات من الرئيس السيسي. وما يهمنا هنا هو رد الشيخ علي جمعة. . جاء الصحفي خيري رمضان بالشيخ الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الاسبق، ليرد على ما قاله الدكتور يوسف زيدان، خاصة ان هذا الأخير قال بأنه سوف يتراجع عن تصريحاته اذا كان هناك من يقنعه بخطأ تلك التصريحات بالدليل والبرهان. انظر هنا هذه المقابلة https://www.youtube.com/watch?v=46dXjzVFh8Y&feature=share وما يهمني هنا من هذا الحوار الذي طال قرابة ساعتين هو ان الشيخ الدكتور علي جمعة اكد اعتقاده الثابت بأن إسراء النبي محمد إلى المسجد الأقصى كان بالجسد وليس بالروح، وان المسجد المذكور هو المسجد الموجود في القدس. ولم يكف طول الحوار بالقول بأنه يحتكم للعقل والمنهج العلمي. وتكلم وكأنه كان بصحبة النبي محمد لم يفارقة ثانية واحدة، راكبا على البراق ... بينما أم المؤمنين عاشة، طيب الله ثراها، قالت: ما فقدت جسد رسول الله ولكن أُسري بروحه، وهو ما ذكره الطبري في تفسيره ... حتى وإن أيد الطبري رأي أن النبي اسري به بالجسد http://goo.gl/FmPVPV . من يستمع للشيخ الدكتور الشيخ علي جمعة يحتار في امره. فهل معقول هذا الكم الهائل من الغثاء الذي عشش في رأسه؟ وهو معذور... فكما يقول المثل: اذا انجن اهل بلدك شو بنفعك عقلك؟ وفي بلد العوران اعور عينك. وصاحبنا شب على خرافة، فشاب عليها. وحقيقة لا تهمني أساطير الإسلام التي يتناقلها الشيخ الدكتور الشيخ علي جمعة. فليس هناك حضارة دون أساطير. المشلكة هي أين؟ عواقب الأساطير. أن تؤمن بأسطورة، فهذا حقك. ولكن ان تصل بنا الأسطورة إلى حروب وخراب وشلالات دماء وشهداء بلا عدد ... رحمة الله عليهم ... هنا تكمن المصيبة. . ولكن السؤال الحقيقي في هذا المجال هو التالي: ما مصير الدكتور الشيخ علي جمعة لو انه أيَّد ما قاله الدكتور يوسف زيدان، ونفى ان يكون المسجد الأقصى المذكور في القرآن هو ذاك المسجد الموجود في القدس؟ لو فعل ذلك لقامت القيامة فوق رأسه وفتح أبواب الجحيم تحت قدميه ولحدثت ردة ليس بعدها ردة في المجتمع الإسلامي. هذا يعني ان مئات الشهداء الذي ماتوا لأجل الجامع الأقصى في القدس ماتوا عبثا بسبب تعاليم الشيوخ الكاذبة، وأنه تم التغرير بهم. . وأستضاف الصحفي خيري رمضان مجددا الدكتور يوسف زيدان للرد على الشيخ الدكتور علي جمعة ادعوكم لسماعه هنا بداية من الدقيقة 50: https://www.youtube.com/watch?v=2_9ecn1JMzE وبدأ الصحفي بتنبيه المستمع بأن السيسي مستهدف بضرب من هم حوله . يريدون ضرب السيسي معنويا. مذكرا ما كتبه يوسف زيدان بأنه سوف يتكلم في هذا الموضوع لآخر مرة. وذكر فيها انه فكر في الأمر في منتصف التسعينات من خلال مقالات في جريدة الأهرام عندما كان موقف الجميع: لا للتطبيع مع اليهود. والمهم فيما قال: هناك مساحة كبيرة يمكن ان يبني عليها اليهود هيكلهم وتحل المشكلة بدل استمرار الحروب. فالإنسان هو اغلى من الحجر. والقرآن هو الحجة الأولى وليس الأحاديث التي كتبت 250 سنة بعد محمد. ونحن امام امرين. "إما ان نتعقل الأمر وكفاية موت مجاني. ويبقى عندنا مجمع اديان ومدينة عالمية، او نستمر نتحارب كمان سبعين سنة ... وبعدين حنعمل كدى برضو ... القدس مدينة السلام ولكنها مدينة الم ... هذه المدينة مقدسة عند الثلاث ديانات. فلتكن للثلاث ديانات. ولازم نؤسس طرحنا على كده. ويملكها يهود ومسيحيين ومسلمين ... ومش حنقعد نتخانق طول العمر". . كلمة ختام ------- اتفق تماما مع ما طرحه الدكتور يوسف زيدان. ولكن سيختلف معه ومعي تجار الدين... الذين يتكسبون من الضحك على السذج. فتجار الدين يريدون ابقاء الناس في جهلهم حتى يستمروا بركوبهم. فلو رجع الناس لعقولهم لما استطاع رجال الدين ركوبهم. . د. سامي الذيب مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com طبعتي العربية للقرآن مجانا من هنا http://goo.gl/a6t77b أو ورقيا من موقع امازون http://goo.gl/dEgPU8 كتبي المجانية http://goo.gl/Jzlq7o اشرطتي http://sami-aldeeb.com/video
#سامي_الذيب (هاشتاغ)
Sami_Aldeeb#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا تفعل مع الملحدين يا سامي؟
-
يجب تشجيع الإلحاد
-
محمية للاجئين على نصف السعودية
-
تجار الدين والزواج المختلط
-
الوحي كذب البشر على الله
-
نقاش مع مسلم مؤمن
-
الأساطير في التوراة والإنجيل والقرآن
-
السيسي يعيش في المريخ
-
العربان في عصفورية بلا جدران
-
الإسلام سجن
-
اسهل اسلوب لإنهاء الإرهاب الإسلامي
-
الإسلام والإرهاب
-
اوجه الشبه بين محمد وهتلر
-
عندما خان محمد رسالته
-
اقتطاع نصف السعودية لحل مشكلة اللاجئين
-
محمد ليس خاتم الأنبياء
-
الكندي: نبي الرحمة؟ وماذا عن غزواته؟
-
الكندي: الختان ليس فريضة في الإسلام
-
الكندي: الحج عادة وثنية
-
الكندي: لا اكراه في الدين - والقتل والسلب والسبي
المزيد.....
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|