أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - كشف الحلقة المفقودة بين اديان التعدد والتوحيد














المزيد.....


كشف الحلقة المفقودة بين اديان التعدد والتوحيد


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5016 - 2015 / 12 / 17 - 16:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



يقدم الباحث العراقي د . خزعل الماجدي , دكتوراه تاريخ قديم , ودكتوراه في فلسفةالاديان القديمة في كتابه :
(كشف الحلقة المفقودة بين اديان التعدد والتوحيد)-ط 1 -2014- الناشر :المركزالثقافي العربي – الدار البيضاء وبيروت ,وجهة نظره في تبيان الحلقة المفقودة في الانتقال من التعددية الدينية المسماة بالوثنية او ديانات الشرك الى التوحيد , حيث يحاول في كتابه هذا البحث في ( الهامش ) الهلنستي ليكتشف اعظم تحول بشري في تاريخ الاديان قد حصل :
وهو التوحيد . ولكي يعيد سرد الرواية الحقيقية التي طمرها عتاة رجال الاديان التوحيدية في كيفية نشؤ هذه الاديان .

يقول د . خزعل الماجدي (لقد رووا لنا قصة اخرى تماما احالوا نصفها الى الغيب واجبرونا على الصمت . ثم قصوا وقطعوا ومنتجوا نصفها الثاني واجبرونا على قبولها كما هي , في حين ان الغبار مازال عالقا على ايديهم التي دفنت الحقيقة تحت ارجلهم الواقفة على قبرها ).

عرف الانسان القديم اول الديانات بنظام متماسك في العصر السومري .حيث كانت الالهة متعددة . لقداستبعدالباحث الماجدي جميع الخوارق في الاديان ليتمسك بمنهج البحث العلمي , ووجد ان المرحلة الهلنستية هي الحاسمة والتي تم فيها التحول الكبير نحو التوحيد .

ان الحلقة المفقودة بين التعددية والتوحيد هي في ظهور تيارات ديانات الاسرار (المسارية- Mysteria )والهرمسية والغنوصية . وهي بدات بالتوحيد الباطني العرفاني (الغنوصي )السري فانبثقت منها التوحيدية اليهودية ثم المسيحية فالاسلام .

ان هذه الحلقة المفقودة والتي جمعت ديانات الاسرار والهرمسية والغنوصية قد اصطدمت بكتلتين كبيرتين هما الماضي الصلد للاديان التعددية وكتلة الاديان ذات التوحيد الظاهري الناشئة حديثا والمؤمنة بالوحي والتي انتعشت بفضل المناخ الروحاني والفلسفي الذي اشاعته المرحلة الهلنستية .وبعد صراع طويل تمكن التوحيد الباطني من الانتصار على ديانات الشرك ولكنه فشل امام الاديان التوحيدية الظاهرية الجديدة (غير العرفانية )التي اخذت التوحيد وجعلت منه شعارا مميزا وجعلته ظاهريا لاباطنيا واسبغت عليه صفة الوحي وهيئت له شرائع متزمتة وفازت بالتوحيد النهائي ولكنها دمرت كل مايمت بصلة للتوحيد العرفاني الباطني الذي تسلقت عليه وظهرت من خلاله .

عندما اجتاح الاسكندر المقدوني الشرق كان قراره ان يقيم بيئة كونية تختلط فيها الثقافات والحضارات والاديان الشرقية والغربية .ورغم وفاته السريعة لكن الممالك الهلنستية التي نتجت عن امبراطوريته اكملت المهمة, فقد بقيت على مدى ثلاثة قرون في هذا المناخ الكوني . وحين حل الرومان مكان الاغريق في الشرق استمرت مهمة هيلنة الشرق الادنى شرقية وغربية , وكانت الامبراطورية الشرقيةالبيزنطية ثمرة الهلنستية بامتياز .
فقد اصبحت المسيحية والتي هي ثمرة هلنستية , هي ديانة هذه الامبراطورية. وبثت الروح في منطقتها لالف عام قادم , فيما ذبل القسم الغربي من الامبراطورية الرومانية لخلوه من الهلنستية , وسقطت الامبراطورية الرومانية بعد مايقرب من قرن من الزمان .

ان المرحلة الهلنستية بفترتيها الاغريقية والرومانية استمرت لحوالي ستة قرون فاعلة , ثم استمرت بطريقة او اخرى من خلال الحضارة البيزنطية . بعدهيمنة الغرب على الشرق اصبح هنالك امبراطورية عالمية واحدة ة ,حاكم واحد, وظهرت الحاجة الى اله واحد . فكان لابد من ظهور عدة ديانات توحيدية شمولية ( سماوية).

في هذا الجو تحركت التيارات الباطنية وظهرت الهرمسية والغنوصية وديانات الاسرار وصارت هي حلقة الوصل بين الشرك والتوحيد .حصل هذا اساسا في مراكز الثقافة الهلنستية الكبرى مثل الاسكندرية وانطاكية والسامرة والجليل وسلوقيا وميسان وبابل .
وهكذا انتقلت اليهودية من التفريد, وهو توحيد ملتبس ,الى التوحيد الصريح .ثم ظهرت المسيحية فالاسلام .
يميز الباحث الماجدي بين المرحلة الهلنستية والمرحلة الرومانستية . فالرمانستية هو عصر روما في الشرق ومحاولتها تكوين امبراطورية رومانية واحدة حول البحر الابيض المتوسط .

ان الرومانستية هي الجسر الذي سيربط الهلنستية بالبيزنطية . ان المسيحية والتي هي روح الامبراطورية البيزنطية هي دين خلاصي , ذات جذور هلنستية غنوصية , تمكن اخيرا من تفكيك السجون الوثنية الرومانية والصعود بالجزء الشرقي من الامبراطورية الرومانية ( الرومانستية )الى مناخ جديد هو المناخ البيزنطي الذي اعاد الاعتبار للهلينية والهلنستية واليونانية .

العصر الهلنستي( 323 – 30 ق . م )

لم تعد الهلينية وحدها في اطار اليونان وبحر ايجة , فقد دخلت الى الشرق ولم يعد بالامكان وصفها بالهلينية Hellenistic والهلنستية كلمة نحتها احد العلماء الالمان من اصلها الاغريقي القديم . وتعني كلمة Hellen اي الهلينيين او ( الاغريق ) نسبة الى هيلاس Hellas اي بلاد اليونان اوالاغريق . اما هيلنستس فنحوتة من الفعل Hellenizo اي هلينة , اي بمعنى( اغرقة ).

لقد جمع الاسكندر الشرق بالغرب ويمتاز العصر الهلنستي بانتشار التسامح الديني والقومي بين الناس وروح الاخاء وصعود مركز المراة في المجتع .
يمثل العالم الهلنستي اول ظهور لفكرة العولمة قبل الراسمالية , بحسب الباحث د . خزعل الماجدي ,وهو عالم يشترك فيه الناس المتحضرين . ولذلك وجدت لغة مشتركة للتخاطب . فقد اخذ المتعلمون باستخدام لهجة اتيكا والتي نشات منها تدريجيا اللغة الاغريقية الهلنستية,تلك اللغة التي كتبت بها التوراة الجديدة .

لقد شعر الشرقي بطعم الحرية , اما الاغريقي المهاجر الى الشرق فقد ترك وراءه صرامة المدينة ووجد نفسه ينعم بحرية الشرق وحرية الابداع والبحث العلمي .حيث تقديس السلام ومحبة البشر لبعضهم .لقد اصبح الانسان مواطنا كونيا لايشعر بالتعصب . في هذا الجو من الحرية الفكرية ومن المحبة والتسامح في ظل العولمة الهلنستية ظهرت التيارات الباطنية في ديانات الاسرار والغنوصية والهرمسية وحولت الديانات من التعددية الى التوحيد.



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولادة المسيحية من رحم الثقافة الهلنستية
- ترثيث المراة في العراق
- الرثاثة الاجتماعية في العراق
- الرثاثة والاستبداد الشرقي في العراق
- بين رثاثة السياسي ورثاثة عاملة الجنس
- اشكالات في كتابة الابحاث والمقالات
- الثقافة الرثة وعولمة الرثاثة
- الرثاثة وجذورها في العراق
- من يقرر صناعة مستقبل عالمنا العربي ؟
- الايديولوجيا تتعارض مع قوانين الطبيعة
- الخيار الوطني هو الحل !
- خارطة الاستيطان الديموغرافي في الشام مع ظهور الاسلام
- الفيزياء الكمية الغت المنطق وثوابته
- السياسة في العراق بين البراز الثقافي والاسهال الحزبي
- اعتذار الى الاستاذة ليندا كبرييل
- كتابة المقال : موهبة وخبرة وتراكم معرفي
- في محراب راهب الخمر نلتقي
- اليسار الجديد :البديل الحداثي للاحزاب الشيوعية الكلاسيكية
- اعتذار الى فؤاد النمري واسرة الحوار المتمدن
- من الخمار السلفي الى اليسار الجديد


المزيد.....




- تعهدات مكتوبة بخط اليد.. شاهد ما وجده جنود أوكرانيون مع كوري ...
- إيمي سمير غانم وحسن الرداد بمسلسل -عقبال عندكوا- في رمضان
- سوريا.. أمير قطر يصل دمشق وباستقباله أحمد الشرع
- روسيا ترفض تغيير اسم خليج المكسيك
- عائلات الرهائن الإسرائيليين يدعون حكومتهم إلى تمديد وقف إطلا ...
- أثر إعلان قطع المساعدات الخارجية الأمريكية، يصل مخيم الهول ف ...
- ما الذي نعرفه حتى الآن عن تحطم طائرة في العاصمة واشنطن؟
- العشرات من السياح يشهدون إطلاق 400 سلحفاة بحرية صغيرة في ساو ...
- مقتل اللاجئ العراقي سلوان موميكا حارق القرآن في السويد
- من بين الركام بمخيم جباليا.. -القسام- تفرج عن الأسيرة الإسرا ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - كشف الحلقة المفقودة بين اديان التعدد والتوحيد