|
هناك البعث الجديد يقف ضد الكورد في العراق الان ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 5015 - 2015 / 12 / 16 - 15:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا نريد تقييم ما مر به الكورد من المرحلة العاتمة على يد البعث العربي طوال تاريخ الدكتاتورية . و لم يكن البعث حزبا خاصا بفكر معين عند تعامله مع الكورد، بل كانت قراراته و تعامله مع الموجود في العراق من المكونات وفق مزاجات قيادته او نابعا من توجهات المتنفذين في المراحل المختلفة لتاريخه منذ انقلاب البعث على السلطة سنة 1968 م و قبله ايضا . لم يبن البعث علاقاته في اكثر الاحيان على اسس فكرية ايديولوجية و لم يتحرك الا على التعصب القومي من اجل كسب القوميين و ادامة تسلطه وفق ما كان يفكر به، من ايجاد عدو دائم يسهل التسلط الدائم رغم الاجحاف و الغدر بحق الشعب . فهكذا كان البعث دوما يصر على نصب الكمين للكورد في كل مرحلة و يداهمهم بكل ما يمكنه سياسيا و اجتماعيا و اقتصاديا و سياسيا . و يكسب بما يعمل عطف المعادين و يزيد من حقنهم و غيضهم لهم . و كان يبني حججه على الاوهام تارة و على الصراع العسكري الذي قتل من خلاله كثيرا من ابناء الطرفين تارة اخرى . و كان اهم ما يمثله البعث هو الفكر و الفلسفة القومية و ان ادعى الاشتراكية جورا و بهتانا . فكان حكم الشخص و الحزب القائد بمزاج القائد و نظرته الى المواضيع و القضايا و موقفه و موقعه و ظروفه الداخلية و الخارجية، و اتجه احيانا الى التفاوض مع الكورد في ظروف كان ضعيفا، و اراد به الخروج من الازمات او تمرير المشاكل التي وقع به او التماطل وانقضاء الوقت لتمرير المرحلة الصعبة التي وقع فيه . اما اليوم فلم يبق من حزب البعث في السلطة مباشرة الا من ينتمون الى تنظيمات واحزاب اخرى مشاركة او في المعارضة لسلطة العراق الحالي، و في المقابل لم يبق من حزب الدعوة الاصالة التي كان مبنيا عليها من قبل مؤسسه السيد الصدر و تغير جذريا بعد ان اُلحقت به ضربات موجعة غيّرت من تركيبتها و كينونتها، و لم يسير الا على الصراع السياسي مبعدا عن نفسه المباديء التي تاسس عليها و ناضل من اجل تحقيق الشعارات الجميلة في بدايات نضاله على ارض الواقع . اما اليوم فانه لم يبق منه الا المتسلطين المصلحيين البعيدين عن اهدافه و اصالته و الاسس التي بني عليه، و له قائد لا يختلف كثيرا عن قائد البعث في نظرته الى الحزب والسياسة و التعامل مع الاخر بناءا على عداء الاخر لكسب التايد و التصويت بعد اعتلائه السلطة و نزوله مخذولا بقوة و ابعاده قسرا، فلم يركب الحزب الا بعد حيلة سياسية حزبية بعيدة عن المبادي السامية التي حملها الحزب في بداياته، فبمراوغة وابعاد لرفيق الدرب، كما فعل الدكتاتور العراقي من اعدام و قتل اقرب اصدقائه المنافسين و ابعاده لاحمد حسن البكر و توجيه اشر الضربات اليهم، و لكن المالكي اكتفى بالاعباد بحيله و دهائه السياسي و مراوغاته و استغلاله للسلطة على راس الحكومة العراقية من اجل اعتلاءه في الحزب ايضا . اليوم يريد ان يعادي الكورد ليعيد تاريخ البعث، و يريد ان يبعد عن الناس الصراع الاساسي من اجل مصالحهم و الفاتهم الى قضايا لم يستفد منها الشعب العراقي الا الويل والثبور، و يوجههم الى الصراع الثانوي المضر بالمكونات التي عانت من ظلم الدكتاتورية، و يريد من اجل مصالح ضيقة ان يؤدي دور البعث بالتمام و الكمال . فان كان البعث يؤدي دوره بناءا على ادعاءات ايديولوجية و افكار متطرفة لم تكن نابعة من الفلسفات و المنابع الحقيقية الصحيحة التي ادعاه و لصقه بالفكر باسم الاشتراكية، فان حزب الدعوة الحاني الآني العمل و التوجه او الذي يديرها المالكي بما يحمل من الافكار و الطموح و الطمع و النرجسية التي لا تختلف عن الدكتاتور العراقي صدام، يريد ان يعيد الدور ذاته بمعاداته الكورد و كسب مجموعة منهم و بث الفتنة بينهم و معاداتهم بكل ما يمكن و من ثم كسب الشارع العربي باسم الدين والمذهب و من خلال لاصراع القومي . اليوم من خلال مشروع الموازنة بيّن حزب الدعوة مدى معاداته و سياسته الضيقة، و هو يعلم بالضيق الذي يعيشه الشعب الكوردي، سواء كان جراء اخطاء و سذاجة و دكتاتورية قيادته او نتيجة التحزب الاعمى التي اصاب عيونهم و انحرفوا عن المسار و به اضروا الشعب و الطبقة الكادحة لوحدها، ياتي حزب المالكي و يريد ان يزيد الغمة و يكثرها على الشعب الكوردي و يهدف بما يعمل عليه؛ ان يفرق بين مكونات الشعب العراقي من جهة، و يزيد من خلافات بين مكونات الشعب الكوردي من جهة ثانية، و يامل في بث الفرقة واحداث لا تضر منها الا الشعب الكوردي لوحده فقط . ان المالكي و حزبه اصبحوا في طليعة من يعادون الكورد قبل غيره للاسباب الضيقة التي تخص حزبه والمالكي وحده و ليس الشعب العراقي، فيما هو يحمل ذحولا لنفسه و يريد الثار من الشعب الكوردي بديلا عن قياداته التي امتنعت عن بقائه على السلطة فقط . و ليس هناك اية مصلحة تدخل في خانة ما يهم هو و حزبه، و سيتضرر في نهاية الامر ويعض اصبع الندم لانه يتعامل مع الاحداث و المواضيع من زاوية مصلحة حزبية شخصية ضيقة فقط كما فعل الدكتاتور الطاغي و البعث . اننا هنا و ان كنا نعلم بان الازمة الاقتصادية الخانقة التي وقع فيها اقليم كوردستان، هو من فعل ايدي قيادته الغشيمة الجشعة الدكتاتورية السلوك والصفات و العشائرية العقل و السلوك و التصرف، و لكن هذا لا يعني ان يكون هناك من يريد ان يزيد من المازق الذي لا يقع الا على حساب الشعب الكوردي و الفقراء منه فقط . لذا و ان كنا لا نحترم القيادة الكوردية المتسلطة التي تابعت اهوائها و غشامتها و سذاجتها و تبعيتها لهذا وذاك، و لكن ما يهمنا هو مصلة الشعب الكوردي و طبقته الكادحة التي تعاني من الازمة الاقتصادية الخانقةـ،و قيادته بعيدة عن تلك المضايقات لما لهم من المصالح و الامكانيات خارج اطار السلطة و امكانياته الاقتصادية، لا بل هم من استغلوا و استاثروا بالسلطة لتقوية نفوذهم و امكانياتهم الاقتصادية الذاتية على حساب الشعب الكوردي . و هذا لا يعني ان يرضى الشعب الكوردي بمن هو السبب ايضا في ازدياد محنته و يدعمه على ان يستمر في عدائه له . انه البعث الجديد بكل معنى الكلمة من حيث ما وصل اليه من تغير الحزب و ابتعاده عن اصالته و تغيير مساره و عدم اعتماده على المبادي التي تاسس على اساسها، و تسلط عليه من اعتلى السلطة من خلال تقوية الذات وابعاد حتى القريبين عنه بحيل سياسية سمجة يستغل المذهب زورا و يريد ان يستغل القومية ليعادي الاخر، كما فعل في داخل حزبه .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل العراقي يتحاور ام يتجادل ؟
-
اليسار الكوردستاني و الموقف من مستجدات المنطقة
-
ما بين الكبت و المواضبة في الحياة
-
ألم تحارب روسيا داعش ام يدعمه الاخرون ؟
-
استمرار تركيا في استفزازاتها !
-
الهدف الرئيسي لتركيا هو عزل اقليم كوردستان عن كوردستان سوريا
...
-
تنسيقات متناقضة بين اطراف محاور الشرق الاوسط الجديد
-
ما يحدث في سوريا بداية للتوجهات العالمية الجديدة ؟
-
عدم احتراز اقليم كوردستان لاي احتمال مستقبلي
-
لماذا يخافون الاعلام اكثر من اي عدو؟
-
حادثة البعشيقة و ما وراءها
-
الهدف الغاء البعض لاكتساح المنطقة مستقبلا
-
البرزاني يقامر على حساب الشعب الكوردي
-
هل تنجح انقرة في فرض المنطقة العازلة في سوريا ؟
-
شهر سيفه و لم يعد بامكانه ان يعيده الى غمده !!
-
هل اردوغان ينقذ تركيا و نفسه من المطبات التي وقع فيها ؟
-
اصرار العراق على خروج القوات التركية لاول مرة !!
-
يزيدون الحطب الجزل لنيران تفرقهم و تشتتهم
-
ما البرلمان العراقي من مجلس العموم البريطاني ؟
-
العقلانية في التوجه يمنع التخبط
المزيد.....
-
لأول مرة منذ 9 أشهر.. شاهد إجلاء مرضى فلسطينيين عبر معبر رفح
...
-
السيسي لترمب.. لا لتهجير الفلسطينيين
-
نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة ليكون أول رئيس يلتقي ترام
...
-
-د ب أ-: منظمة الشباب التابعة لحزب -البديل من أجل ألمانيا- ت
...
-
صربيا.. المحتجون يغلقون الجسور عبر نهر الدانوب في مدينة نوفي
...
-
اكتمال تثبيت قلب مفاعل الوحدة الثالثة في محطة -أكويو- النووي
...
-
بعد سحب منتجات كوكاكولا مؤخرا.. إليكم تأثيراتها على الجسم!
-
هل تعاني من حرقة المعدة أو الارتجاع بعد شرب القهوة؟.. إليك ا
...
-
مشاهد للقاء الأسير الإسرائيلي الأمريكي كيث سيغال مع بناته
-
ظاهرة غامضة تتسبب في سقوط شعر جماعي لسكان إحدى ولايات الهند
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|