أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير ابراهيم تايه - سفر..















المزيد.....

سفر..


منير ابراهيم تايه

الحوار المتمدن-العدد: 5014 - 2015 / 12 / 15 - 08:53
المحور: الادب والفن
    


حين يقودك التفكير إلى العودة إلى أصل العلة؟ كيف تكتشف ذاتك؟
ما الذى يجب أن تعرفه عن نفسك ؟ وما الذى تحتاج إلى معرفته لتصل إلى السلام النفسي ؟
كيف التحول من العيش إلى الحياة ؟
ما الذى أمتلكه و ﻻ-;- يعنيني ؟ و ما الذى افتقده وهو كل ما احتاجه ؟
يحدث كثِيرا أن أشتاق ، ليس لأحد وإنمٓ-;-ا لِنفسي
فحين يكون كل ما تحتاجه هو فقط توطيد العلاقة بينك و بين ذاتك ، ربما وقتها سأفهم أكثر .. ما يحيط بي من أحداث و مواقف و أشخاص لا يعطونك الفرصة للإستغراق فى التفكير فى الأمور المهمة حقا و تنشغل رغما عنك بأمور سطحية ، تافهة ، لا طائل من ورائها
إذا لم أعرف ما هو الهدف الذى جئت الحياة من أجله ، فلاريب أن حياتى خاوية سطحية لا طائل من ورائها
الكون مليء بالأسرار ، و دورى هو معرفة البعض منها
وهذا ما سوف أعمل عليه
وإن فشلت فسعادتي بالمحاولة تكفيني..
لست بخير،هذه هي الحقيقه،او هكذا اظن
اردت قدر الامكان ان ابتعد عن مثل هذه الاحاديث المثيره للشفقه ،والباعثه للكآبه، لكن صار الكلام بعيدا عن كونه شكوى لاي سبب، صار الحديث ينساب رغما عنّي.
احياناً،تكون معرفه البعض كفتح جديد، فتح تكتشف فيه بلدانا بداخلك لم تتطرق اليها يوماً، اماكن لم تكن تعلم انها موجودة بداخلك، لكن رحيلهم يجعل كل هذه المكتسبات مهجورة، ينسحب الضوء تدريجياً من تلك الجوانب الى ان يختفي،وتخفت الحركه الى ان تتلاشى تلك الاكتشافات ،لاننا لسنا على القدر الكافي من القوة لنتحمل خسائر جديده غير التي نتكبدها يومياً في مواجهة العالم، العالم الذي اصبح مُصّدِراً للقسوة والقُبح،او على الاقل فيما يتعلق بالفئة المُستضعفه اللي ننتمي إليها.
رحلت هي،او لا ادري، قد اكون انا من نفيتها من داخلي قاطعاً بذلك حبال الامل الواهيه،ذلك الامل الذي اصبح وهماً لا يُفضي الى حقيقة واقعة، رحلت لتتركني كما كنت قبلها مع ندوب لم تبرأ، الحقيقة انني لن نعود كما كنا قبل رحيلهم، نعود محمّلين بخسائر اكبر، اكبر من الاشخاص، شروخ عميقه في الروح ،تنتظر ان ينفذ منها ضوء جديد،ليبدد الظلام الذي حل بالداخل..
نحن اضعف من ان نتحمل مثل هذه الخسائر جملة واحده، اقوى من ان نعترف بها،اقدر على اظهار خلاف مانُبطن دون نفاق،فقط لنتلافى اشفاق اخرين علينا، لم نعد نحتاج لأحد يبخل علينا بنفسه،صرنا لا نحتاج لأحد لا يبقى.
في نهاية المطاف،علينا ان نتعلم الا نمنح قلوبنا لأي مشاعر عابرة نجهل بقاءها خارج قلوبنا، ونسينا ان القلب لا نملكه لانفسنا،فكأن الدرس بلا فائدة
ذلك الخواء الداخلي،الذي قد يصيبك،فتصبح اشبه بجماد يتحرّك،دونما ادنى مشاعر تذكر،دون شغف،تحركك رؤيتك للنتائج،لا رغبة داخليه،حينما يكون الجواب عن لماذا تفعل هذا؟
اصبح الامر مجهِداً،والسير طويلا،والوجهة كسراب لا تصل إليه،لانه لا وجهة من الاصل،وانت تعلم ذلك،لكن دون جدوى،اصبح الحديث عن الاحلام مبتذل... لا حاجة لاحلام زائفة...
الخواء الداخلي،الممتزج بالخذلان،منزوع الشغف والرغبه في السير في اروقه الحياة، النوم الذي لا يكفينا ولايتسع لاحلامنا،الواقع الذي انسحبنا منه برغبه او بدون،الحياة الرماديه التي لاترسوا على احد الشطآن..
يؤلم احياناً،ان تأخذ تلك الحياة بجديه وانت لا تعيشها كما ينبغي
يقولون سافر ففي السفر سبع فوائد اولها تفريج الهموم فإن السفر فسحة للنفس يريحها ويساعدها على تخطي الهموم فتغيير الوجوده من حولنا وطلب الرزق وطلب العلم وتحصيل الاداب واستجابة الدعاء والخبرة في الناس
اما السفر عندي فهو لحظات اجد فيها مساحة لنفسي لأغوص في اغوارها العميقة السحيقة .. وهي لحظات و اوقات سعيدة اتحدث فيها الى ذاتي بصدق و صراحة ووضوح و مكاشفة .. فزحمة الحياة و اللهاث الشديد و الجري الحثيث المضني ..لكسب الرزق لا تدع للمرء مجالا للتفكير في ذاته بعمق و التأمل فيها بتأن .. اننا في عصر أسموه "عصر السرعة" .. وكأنهم ربطوه خلف قطار سريع يسابق الزمن و الريح لا يتوقف و لا يتعطل .. سرعة القطار الذي يجر عصرنا صار يختصر كل شي في حياتنا اليومية و نحن لا نكاد نشعر به .. يختصر المسافة كما يختصر الزمن و يختصر الساعة واليوم والسنة و يختصرنا نحن و الذين من حولنا .. سرعة عصرنا هذا يختصر حياتنا واعمارنا فصرنا ندور دون ادراكنا في عبودية آلة العصر .. فكم منا التفت يوما الى نفسه ليعي فجأة ليعلم بأن كل ما حوله قد تغير .. خذ مرآة و استفرد بذاتك بعيدا عن اعين المتطفلين ، خذ راحة كاملة مع نفسك لتقف وجها لوجه مع حقيقة ذاتك .. تأمل جيدا في ملامح وجهك و تفرس تقاطيعها لتقرأها بدقة .. لا شك انك ستقول في نفسك ان هذا الوجه الذي أراه امامي هو ليس بالوجه الغريب عني .. يا ترى من يكون؟ هذا الشخص الغريب القريب الذي يقف امامي ..و بالتأكيد سوف لن تسعفك ذاكرتك التي ضعفت بفعل سرعة العصر .. فالسرعة تمحو عن ذاكرتك ملامح وجهك الذي يتغير ويتبدل مع سرعة الايام وانت تركض وراء المعيشة اليومية الضنكة ..
اخرج يوما مع ذاتك في نزهه الى السوق في مدينتك.. فاليوم هو يوم عادي من ايام الله السبعة، وهو ليس بيوم وقفة عيد الاضحى.. انت في قلب السوق حركة البشر ليست عادية .. الزحام في كل بقعة أرض السوق و الكل في اندفاع يسابق نفسه .. لا تستطيع ان تخطو خطوة واحد الا بحذر كي لا تدوس بقدمك احد المتسوقين .. احذر ان تطأ برجلك بضاعة الباعة المتجولين فالعاقبة غير محمودة .. وخذ حذرك فأنت لست بمأمن من النشالين رغم علمك التام بأن جيوبك خاوية على عروشها .. لا تحاول ان تعبر الشارع قبل ان تجد لرجلك قبل الخطو موضعها .. واحرص على روحك الغالية.... الناس في السوق يهرعون مهرولين نحو هدف لا يعلمونه ، ربما انك تعرف بعضهم.. لكن ما ان تصادف عينيك احدهم حتى يلتفت عنك بعيدا كالمستدين الذي يتهرب من رؤية دائنه .. بعض من معارفك و اقربائك واصحابك القدامي قد يكلف نفسه بتحية كأنك تتوسلها منه ، ذلك لانه على عجلة من أمره .. و أنت ذاتك تتصرف مع الاخرين بذات الطريقة التي تزعجك بلا وعي منك ، لكنك تبرر ذلك لنفسك بانك مشغول والوقت الضيق لا يسمح، مبررات تقنع بها ذاتك ولا تقبلها من الاخرين ..
انت بحاجة للسفر في رحلة تقلك الى احراش و ادغال ذاتك ... وايا ما كانت وسيلة السفر التي تستقلها، فأنها ستوفر لك مكانا هادئا ووقتا كافيا وجوا للولوج الى ذاتك المستترة وراء شخصك الظاهر .. في هذه الرحلة حاول ان تتمتع بقدر ما تستطيع بلذة السلوة و النشوة من نفسك التي لا تعرفها جيدا.. تحدث اليها طويلا ولا تمل منها لكن تكلم معها دون ثرثرة .. استمع اليها مليا و كن آذانا صاغية ولا تضجر منها ابدا.. اعبر وتمشي مع نفسك وذاتك الى دهاليزها المظلمة ، وطرقاتها البعيدة وافحص معها معنى الحياة و الوجود و الخلود ايضاَ .. أغرق معها في لجة احلام اليقظة وطف في امانيها السندسيه، ولا تبقى هناك كثيرا.. بل طر معها وحلق في فضاءات نفسك.. سافر بعيدا و أرحل عن عوالم الورى الى الصحارى عساك ان تقبض السراب بيديك .. لا تبقى بين السفوح لان القمم الشماء تنتظر قدومك اليها على بساط الريح ..
وأنت في رحلتك مع نفسك في رحلة السفر الي الجزر النائية في ذاتك لا يفوتك الطواف في القصور او ان تقضي الاصائل في الحدائق و الخمائل الورديه .. متع بصرك وناظريك بالافق اللامتناهي.. بزرقة السماء ومد البحر الذي يلاعب رمل الساحل .. اشبع سمعك بتراتيل الطيور وزقزقة العصافير التي تغني للفجر و الصباح الاتي .. لا تسرع بالعودة بل انتظر لتغسل وجهك بلون قرص الشمس الذهبي عند الشروق .
ان السفر والرحلة في عالم النفس البشرية ممزوج ببعض الواقع والكثير من الخيال فخذ منها ما شئت من عوالم الخيال .... لان الواقع بأنتظارك على نار الشوق عند نهاية هذه الرحلة ..
ان تبحث عن حب جديد،بقلب ذاق الحب مسبقا،وجرّب تلك الخيبة التي تأتيك ممن تحب،يبدو الأمر مكلفا من قلب يرغب في الحب ويخاف الخيبات والخذلان،لن ينتصر الحنين مجددا لغائب لم تبعث به الاشواق مسبقا، ولم يحاول ان يكون حتى بالجِوار لكي يكون عونا على الفقد المختبئ خلف الابتسامات والنظرات الحائرة..
ان تبحث عن حب جديد،وحبيبة ترغب في البقاء، صار الأمر كأُحجية لن تصل الى حلها، لا طريق يفضي الي شيء في نهايته
ان ترحل،يبدو الأمر سهل، لكن ان تعاود الحضور بنفس البريق ليس بالأمر اليسير، فالحبيب الذي يرحل حين يعود،لن يكون كما كان، سيظل حبيبا لكن في النفس منه شيء، فلا شيء يعود كمان كان مسبقا بالتمام،كل شيء رهن الزيادة والنقصان..
وعلى نبضات القلب ان تتمهل قليلا، وان تبطئ السير لحين وجود حبيب يستحق تسارع النبض من اجله، يستحق تصارع العقل والقلب من اجله، يستحق العمر الذي يفنى معه، الصحبة،الصحبة هي التي تهوّن الطريق
ها هي رحلتك مع ذاتك تقترب الى نهايتها .. الخيال يتلاشى و يتماهى بسرعه مع الشمس الحارة .. الحقائق تتضح و الواقع يتجلي بوضوح ... ولازال الوقت مبكرا على أن تكون تعيسا بهذا القدر... الرحلة انتهت ....



#منير_ابراهيم_تايه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -المغفلة- ل -تشيخوف- ما اقبح الفقر .. وما اجمل الفقراء!!
- الحارس في حقل الشوفان
- الشيوعيون العرب.. وفلسطين
- نجيب محفوظ.. الوجه الآخر
- دعوة على العشاء/ قصص قصيرة
- بجعات برية رواية اجتماعية بنكهة سياسية
- الموشحات ... شعر يحلق باجنحة الغناء
- ضغط الكتابة وسكرها لامين تاج السر
- قصص قصيرة بعنوان مبتدأ وخبر
- النبش في الماضي..المورسكيون فجيعة حضارة اسلامية منسية؟؟!
- -حي ابن يقظان- لابن طفيل .. الفلسفة في رداء الادب
- الاميرة العاشقة.. ولادة بنت المستكفي
- قراءة في رواية -دروز بلغراد حكاية حنا يعقوب- صرخة تاريخ مؤلم
- التشيع العلوي والتشيع الصفوي عند علي شريعتي
- داغستان بلدي كتاب لا يتحدث عن جغرافيا او تاريخ بلد... انه كت ...
- عن العشق والعشاق... ثرثرة من الداخل


المزيد.....




- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير ابراهيم تايه - سفر..