جان برو
الحوار المتمدن-العدد: 5013 - 2015 / 12 / 14 - 16:57
المحور:
الادب والفن
نسيان
إِلَى رُوُحِي..
أَضَعْتُهَا.. حَقِيبَةُ الأَحْلَامِ،
أَضَعْتُهَا.. لَا أَدْرِي أَينَ،
وَلَا مَتَى، ولَا كَيْفَ أَضَعْتُهَا،
إِعْذُرِينِي..
فَأَنَا لَمْ أَعُدْ أَنَا،
نَسِيتُ هَوَيَّتِي فِي الحَقِيبَةِ،
نَسِيتُ ذَاكِرَتِي،
وَلَا أَعْرِفُ يَا رُوُحُ،
مَنْ أَكُوُنْ،
قَدْ تَسْتَغْرِبِي مِنْ خِطَابِي هَذَا،
مِنْ رَسْمِ الحُرُوفِ الَّتِي تَقْرِئِينَهَا،
مِنْ كَلِمَاتِي الَّتِي يَتَرَبَّعُ عَلَى عَرْشِهَا الجَّفَاءْ،
لَا تَفْزَعِي يَا نُورَ العَينِ،
لَا تَسْتَغْرِبِي،
مَا قَصَدْتُ أَنْ أَكُونَ جَافَاً،
وَلَكِنِّي نَسِيتُ فِي حَقِيبَتِي سَهْوَاً،
كَيفَ يُخَاطَبُ الغُرَبَاءْ،
وَكَيفَ يَكْتُبُ العُشَّاقُ رَسَائِلَهُمْ،
نَسِيتُ فِيهَا الفَرَحْ،
نَسِيتُ لَبَاقَةَ الشُّعَرَاءْ،
كَانَتْ حَقِيبَةُ اَسْفَارِي،
وَلَا أَعْلَمُ صَدِّقِينِي،
إِلَى أَينَ كَانَ الرَّحِيلْ،
وَلَا فِي مَاذَا كَانَ الرَّحِيلْ،
وَلَا أَذْكُرُ حَتَّى إِبْتِسَامَةَ الزُّمَلَاءْ،
كُنْتُ قَدْ خْبَأْتُ فِيهَا مَوَاعِيدُ الأَمَلِ،
وَمَوَاعِيدُ الحُبِّ، وَبَعْضُ أَشْعَارِي،
وَشَيئٌ مِنَ الرَّجَاءْ،
فِيهَا عَنَاوِينُ كُلَّ المَحَطَّاتِ الَّتِي مَرَرْتُ بِهَا،
وَكُلَّ الأَسْمَاءِ الَّتِي عُرِفْتُ بِهَا،
وَأَذْكُرُ أَنِّي فِيهَا أَّيْضَاً،
خْبَأْتُ قَصِيدَةً لِلمَسَاءْ،
أُعُذُرِينِي أَيَّتُهَا الغَرِيبَةُ،
إِنْ كُنْتُ لَسْتُ ذَاكَ الإِنْسَانَ الَّذِي تَعْرِيفِينْ،
وَلَا ذَاكَ الحُلُمَ الَّذِي كُنْتِي عَلَى أَبْوَابِهِ تَنْتَظِرِينْ،
أُعُذُرِينِي إِنْ كُنْتُ أَبْدُو كَالبُلَهَاء،
فَأَنَا لَا أَعْلَمُ مَنْ أَنَا،
ضَلَلْتُ طَرِيقِي،
أَضَعْتُ نَفْسِي فِي أَزِقَّةِ الأَحْلَامِ،
كَمَنْ يُضَيُّعُ قَطْرَةَ مَاءٍ فِي صَحْرَاءْ،
أُعُذُرِينِي إِنْ كُنْتُ قَدْ إِغْتَلْتُ فِي أَعْمَاقِكِ الأَمَلَ،
أُعُذُرِينِي إِنْ كُنْتُ أَبْدُو كَالجُبَنَاءْ.
جان برو
#جان_برو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟