|
من الشعب الفلسطيني إلى قادته - من فانتازيا الأدب الساخر-
تحسين يحيى أبو عاصي
الحوار المتمدن-العدد: 5013 - 2015 / 12 / 14 - 16:53
المحور:
كتابات ساخرة
من الشعب الفلسطيني إلى قادته - من فانتازيا الأدب الساخر- إلى القادة على الآخر وحتى النهاية من فصائل الشعب الفلسطيني ، حيَّى الله النشامة المغاوير الأبطال المناضلين الأشاوس ، والله يحييكم يا رجال ، يا أصحاب النخوة والكرامة والشهامة والعراقة والبطولة والتضحية والفداء ، حياكم الله جميعا فردا فردا وواحدا واحدا ولا أستثني منكم أحدا ، ولا أراكم الله مكروها بعزيز .. نحن على ثقة بأن الحياء سيبقى في وجوهكم إلى الأبد كما كان من قبل ... أيها القادة : وهكذا كالعادة يا سعادة ، فقد ذهبت إلى صلاة الجمعة ، شأني شأن الكثير من الناس ، وبدأ خطيب الجمعة بالدعاء المأثور : يدعو لأصحاب القرار الفلسطيني الذين يتحاورون على مدار تسع سنوات عجاف فقال : عن الغلبان أبي الأغبر الأشعثي الجاهل المجهول الإقامة من قبيلة أل متعوس ابن أبي نحاسة خايب الرجاء ، لامع النجم في بلاد العروبة ، ذائع الصيت نسبا وحسبا ، رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم ، وأسكنهم فسيح جناته ، أنه كان يدعو بهذا الدعاء العاصم القاصم ، المانع الكافي ، الشامل الوافي ، هو وأبيه وجده وتلامذتهم أجمعين فاستجاب الله لهم ، وفرّج ما هم فيه من كرب ، وكشف ما أصابهم من غم وهم : أما الدعاء فهو : * اللهم لا تجعل قادة شعبنا يتفقون على حبس ماء المطر من السماء ، ولا على قطع أرزاق العباد ، ولا على احتكار الوظائف والمواد ، كما احتُكرت كابونات المساعدات القادمة من الخارج ، واجعلنا من الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه .... اللهم آمين . * ونعوذ بك من الوقوف في طوابير الغاز والخبز والوقود ، وطوابير كيس الدقيق ، والتي هي الآن من ثوابت الشعب الفلسطيني التي لا يمكن التنازل عنها مثل الكهرباء والماء ، ونعوذ بك من تسول لقمة العيش لأطفالنا ، كما نعوذ بك من إغلاق المعابر خاصة معبر رفح الرئوي ، اللهم يكفينا قطع كهرباء ومياه ، ويكفي غزة الغرق في الظلام ، ويكفينا الحرمان من أبسط الحقوق الآدمية .... اللهم آمين . * اللهم لا تمسخ قضيتنا إلى قضية متسولين ، ولا إلى قضية كابونات ، وغاز طعام ومرتب آخر الشهر ، وأن تجعلها قضية كرامة وعزة ورفعة العرب والمسلمين في كل مكان وزمان ، لا قضية العرب المستعربة البائدة من بني كليب وبني مرة وبني عنز وبني تيس ، ولا قضية المستسلمين المُسِمِّين من اندونيسيا شرقا إلى المغرب غربا ، إنك يا مولانا على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير..... اللهم آمين . وبعد انتهاء الصلاة قدم المصلون عريضة بتوقيعاتهم يطالبون فيها القادة المتحاورين بما يأتي : 1- منع بسطات الشوارع بقوة القانون ورجال الشرطة ، وهات إيدك هات وعاش القانون عاش ، فشعبنا الفلسطيني يهنأ اليوم بدولة فلسطين المستقلة في أرضها وجوها ومياهها تحت سيادة القانون . 2- جباية فواتير الكهرباء والمياه بالقوة المدججة بالسلاح ، وما بيجيبها إلا رجالها فكل شعوب الأرض نالت استقلالها بما فيهم أنتم ، وكل حركات التحرر في العالم انتزعت حريتها بما فيهم أنتم ، والناس مش أحسن منكم ، ولازم نبني اقتصاد دولتنا . 3- تحرير مخالفات للسائقين وتنظيم دقيق لسير المركبات ، وهيك الرجال ولاّ بلاش فقد قضينا على مشاكل الفقر والبطالة ، والصحيح أنكم ما قصّرتم في شيء ، وقمتم في كل شيء على أكمل واجب . 4- تحرير مخالفات للأبنية الغير مرخصة ، باستثناء من له واسطة ، أو تقدم له وجبة عشاء من السمك الطازج ، أو يُوضع في جيبه شيئا ما . 5- عدم احتكار أنواع هامة من السلع لجباية الأرباح الخاصة إلى الكروش المنتفخة ، فالقانون سيصبح قريبا فوق الجميع ، وطز في اللي مش عاجبه . 6- الملاحقة الضريبية إلا مَن ملك الواسطة وحرف الواو الله يحييها . 7- إرغام المواطنين على دفع رسوم الصرف الصحي ، وجمع القمامة ومكافحة الفئران واللي مش عاجبه ما يدخل الحمّام أو يرحل من هالبلد ، والله لا يرده ولو يموت هو وأولاده من الجوع ، ففرص العمل متوفرة جدا وعلى قفى مين يشيل . 8- العمل بكل إصرار وإرادة قتالية عالية جدا جدا ، على عدم رهن القرار الفلسطيني مقابل ما تدفعه الدول من مرتبات للموظفين ، وإنشاء البنية التحتية والفوقية ، والخلفية والعرضية ، والعقلية والجسمية ، وحسب المقاس المطلوب ، ونفقات بناء وإعمار أخرى من هنا وهناك ، وبالروح بالدم نفديك يا اقصى . 9- تفقهوا جيدا معاني فقه الطلاق وبيت الطاعة لا أحوجكم الله إليه ، وابتعدوا كثيرا عن حفلات الزفاف والرقص ، وإن تعثرتم لا سمح الله وهذا مستبعد جدا في حق الرجال القادة الأشاوس أمثالكم ، فإن مصر مشهورة بأطباء الإمساك والمغص والمسالك فتوجهوا إليهم ، كما هي مشهورة بفنون الرقص والتمثيل ، إلى جانب الاختراعات والاكتشافات العلمية و سباق التطوير التكنولوجي ، وستقف معكم بنزاهة وقوة شهدت عليها الأحداث السابقة . 10- عدم اعتبار الشعب الفلسطيني بقرة حلوب ، أو ورشة أو شركة للأرباح والاستثمار الخاص ، وحلِّق يابا وحوش . 11- إياكم أن تجعلوا الشعب الفلسطيني رهينة أجندتكم الخاصة ، ولا تنجروا وراء الكلام المطلي بالزبد ، فإذا جاء الصباح وطلعت عليه الشمس تلون وتغيّر ثم ساح . 12- احذروا من الفلتان الأمني ومن عصابات الموت لا أدام الله ظلها ، وضعوا أمام أعينكم فتوحات الاسكندر المقدوني ، والأندلس وإفريقيا ومصر وبلاد الشام ، وكيف لا وأنتم القادة المغاوير؟ ، ولا يغيب عن بالكم أن شعبكم ضُرب بالنعال حتى الثمالة ، على أيدي الذي يساوي والذي لا يساوي ، وأن آخر تلك النعال هي استقبال كندا والدنمرك والسويد واليونان للاجئين الفلسطينيين من العراق ، وأن شعبكم يشتهي الكرامة التي تحظى بها الكلاب في أمريكا وأوروبا ، وأن أعداءنا لن يملوا في جعل دمائنا وأرواحنا مادة خصبة غنية لمزايداتهم الانتحابية وأطروحاتهم السياسية . فهل تتعلمون ؟ 13- العمل بكل جد وشفافية وروحانية عالية لا نظير لها على تشييع جنازة المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها ؛ لما جلبته على الشعب الفلسطيني من مآسي وكوارث ، والّلي مات الله يرحمه ، مش أحسن من غيره ، ( ضريبة الوطن – عاش الوطن ) ولا تنسوا قراءة الفاتحة على الموتى ، أو تقفوا معا وقفة حداد على أرواحهم في كل افتتاح جلسة من جلساتكم ، لعل الله يصلح بينكم بحسنات الأموات أو الأحياء المعذبين والمشردين والجياع والجرحى . 14- نحذركم من أن تزنوا الأمور بأجندة حزبية فحبل الكذب قصير ، أو أن تخشوا على مراتبكم القيادية ، كما نحذركم أن تزنوها من خلال جيوبكم وكراسيكم ، أو كبر خلفياتكم ، أو انتفاخ كروشكم ، أو عرض شواربكم ، أو ربطات أعناقكم ، ولا يصح إلا الصحيح فشعبكم في انتظاركم يترقب من خلال الإعلام ابتساماتكم وتعانقكم وتصافحكم ، وأن تسيروا بقوة تفوق قوة ما ألقت الطائرات من قنابل على غزة ، وليكن كل واحد منكم مثل سبع البورومبو ، وأن ينطبق عليه المثل : ضربها أبو الحصين فعشَّرت . 15- وأخيرا ننصحكم أن تعرضوا أنفسكم كل يوم لتبخيرة الباخور الجاوي أو الهندي خشية الحسد ، وان يعلق كل واحد منكم على رقبته حجاب العين ، وألا تستحموا كثيرا خشية لفحات البرد ، واحذروا التخمة الناتجة عن الطعام ؛ لكي لا يصيبكم أذى ، فشعبكم في حاجة إليكم ، وصوركم موضوعة على صدر كل فلسطيني ينتظر منكم موقفا مُشرفا كما عودتموه بثقة لا نظير لها عبر التاريخ القادم ، كما انتظركم لأكثر من ستين سنة من قبل بنجاح لا نظير له عبر الزمن ، وسيستقبلكم إن اتحدتم بالدفوف والطبول ولكنها ليست دفوف وطبول أزلامكم .... .
أخذ الغراب الزاجل الرسالة موقعة بوصية نارية تقول (( يا معشر القادة إياكم ووقوع شعبكم تحت الوصاية )) وطار بها ، لعله يحلق بها عاليا ! ، فلا يهبط بها على أرتال أكوام مكدسة من الجثث المُمثل بها من قبل ، أليس الذبح في الميت حرام ، فهل تتعلمون ؟! . عظم الله أجركم في موتاكم أحبكم فلا تظلموني الإنسانية تجمعنا ولا تفرقنا ودمتم بخير وسلامة ملاحظة : مَن لم يفقه ولم يتذوق رسالة ومعاني الأدب الساخر فلا يلمنا وشدي حيلك يا بلد
#تحسين_يحيى_أبو_عاصي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أشرف فياض كافر بكم لكنه ليس بكافر
-
هل عرفتم الآن يا سادة من المفعول به !!؟ - أدب ساخر -
-
مررت على الأمة العربية فردا فردا – أدب ساخر -
-
أيها الناس انظروا إلى الجَمال لتحيوا من جديد
-
نأمل أن ترتقي عقليات التخلف والجهل إلى درجة استيعاب الزمن
-
أيها المتعبون في الأرض
-
الوطن السعيد وشعار الكلسون – أدب ساخر -
-
المنسف العربي والمنسف السياسي – أدب ساخر -
-
التيس والراية الحمراء – لا أقصد أحدا بعينه -
-
الوطنية في الميزان الفلسطيني
-
يا هذا لا تتوضأ بالدم ثم تصلي في المحراب صلاة الفجر مع العصر
...
-
يا أبن غزة لا تعترض فتنطرد من مسرح العبث
-
هل يعيش قادة شعبنا الفلسطيني في كرفانات مثل شعبهم ؟
-
إلى حملة مشاعل الإنسانية والمحبة في كل أنحاء العالم
-
تذكير لمن يدَّعي الاسلام
-
متى ستغضبون يا عرب ويا علماء السلاطين !!!؟؟؟.
-
نماذج فلسطينية لا يمكن قهرها وعلى تنظيماتنا الصمت
-
رسالة الحب ليس حديث الضعفاء
-
مقتطفات تنويرية
-
لماذا التشكيك بخطاب السيد الرئيس ابي مازن !!؟.
المزيد.....
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|