|
خيرة أصدقاء داعش
سالار باپير
الحوار المتمدن-العدد: 5012 - 2015 / 12 / 13 - 22:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خيرة أصدقاء داعش کتب السيد عبدالرحمن الراشد في العدد ١-;-٣-;-٥-;-٢-;-٩-;- من جريدة الشرق الأوسط مقالة بعنوان ترامب و لوبان خير صديقين لداعش . ينتقد الكاتب في هذا المقال بشدة، العقلية المتعفنة لکل من دونالد ترامب (أحد مرشحي الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الامريكية) و ماری-;-ن لوبان (زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا). ومن يتابع الوضع السياسي في کل من أمريکا و فرنسا يعرف جيداً بأن ترامب بلی-;-ونير عنصري مغرور، مرشح من قبل الحزب الجمهوري، الحزب الذي يمثل الجناح اليميني للمجتمع الأميريكي، بينما لوبان تمثل حزب الجبهة الوطنية، الحزب الذي يمثل اليمين المتطرف. تأتي مقالة السيد راشد علی-;- خلفية الدعوة السخيفة والکارهة لترامب لحظر دخول المسلمين للولايات المتحدة بعد أيام من قتل جموع من المدنيين في كاليفورنيا من قبل زوجين مسلمين من أصول باکستانية، وطبعا قبلها مذبحة باريس الرهيبة التي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). لا اختلاف مع السيد راشد حول فحوی-;- مقالته، فأناس مثل ترامب ولوبان عار علی-;- الديمقراطية الغربية وعلی-;- الإنسانية نفسها، وتحت مبررات جمة، يمثلون العقلية الضيقة المتطرفة. وإن کانوا ولدوا في الشرق الأوسط لربما کانوا من قيادي داعش أو من أصحاب فتاوي قتل ونهب ، "وبالمناسبة دونالد ترامب يقرّ بأنه مسيحي متدين". ربما لضيق المجال، لم يستطع السيد راشد أن يدون جميع خيرة أصدقاء داعش بالاضافة لترامب و لوبان، لذلك لنحاول معا تسجيل خيرة أصدقاء داعش. لنبدأ بالمساجد والجوامع في أنحاء المعمورة والتي تنتج الداعشييون والعقلية الداعشية بالآلاف إن لم نقل بعشرات الآلاف. فكل الذين يحملون العقل الديني المتطرف، كان من خلال تواجدهم في المساجد والتعاليم التي يلقونها فيها من الکتب الدينية. وليس مبالغاً، إن قلنا، عدد المساجد في الدول الأسلامية يفوق بمرات عدد المدارس العلمية، ناهيك عن المراکز الترفيهية أو مستلزمات أخری-;- مثل المستشفيات ! لم يکون مخطئا عندما قال رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي مرة "يجب علی-;- الهند بناء المراحيض قبل المعابد"! لم نسمع قط بمتطرف يأخذ تطرفه من کثرة زياراته للمتاحف أو المسارح أو الأسواق أو الحدائق، أو قراءته للکتب العلمية ! إذن المساجد أيضا خير صديق لداعش. لنأتي علی-;- حکومات الدول الأسلامية، ربما باستثناء واحدة أو أثنتين، فکل الحکومات الأسلامية تقدم تسهيلات مختلفة لنمو الفکر الداعشي، وبالنتيجة تقوية داعش نفسها. ولکن بنسب مختلفة وبطرق مباشرة أو غير مباشرة، وکل حکومة حسب أجندتها الخاصة ومخاطر داعش عليها و بعدها الجغرافي من مرکز الخلافة المزعومة في العراق و الشام ! لا يوجد داعي هنا لنتکلم عن بديهيات، کفتح الحدود أمام الإرهابيين من قبل دولة مثل ترکيا أو تزويدهم بالسلاح، بل سنتحدث عن أمور تعتبرها أغلبية المسلمين وإن لم نقل الکل، مشروعة ومقبولة. فعندما تبني وتمول الحکومات مساجد بعد مساجد لتعلن فتاوی-;- بعد فتاوی-;- تحرض علی-;- کره أو قتل الکفرة فلا عجب أن تری-;- داعش لا تعاني من نقص الإرهابين. عندما تکون الکتب المدرسية مليئة بالمواد الدينية التحريضية، فلا عجب أن نری-;- أناس يفجرون أنفسهم من أجل الوصول الی-;- الجنة الموعودة. ماذا نتوقع أن تنتج من آلاف المواقع الألکترونية والقنوات الفضائية التي تصرخ ليل نهار بأننا "خير أمة" خرجت للناس و يجب أن نفرض عقيدتنا و طريقة عيشنا علی-;- الجميع. ها نحن في القرن الواحد والعشرين، وأخيرا وکخطوة إيجابية سمح للمرأة أن ترشح نفسها في إنتخابات المجلس البلدي بالسعودية. وأخيراً، من مجموع ٣-;-١-;-٥-;-٠-;- مقعد (نعم ٣-;-١-;-٥-;-٠-;- مقعد) أنتخبت إمراة واحدة فقط، وطبعا بعد فرض قيود جمّة علی-;- النساء خلال الحملة الانتخابية، فمثلا لم يسمح للمرشحات بالتحدث إلى ناخبين من الرجال وجهاً لوجه، ولا داعي أن نذکر بأنهن حُرمن من إمكانية قيادة سياراتهن إلى مراكز الحملات الانتخابية! (بالطبع السيد عبدالرحمن الراشد کسعودي المولد أدری-;- مني بالکثير في هذا الموضوع). إذا کان هذا حال المرأة في الدولة الأسلامية العضو في اللأمم المتحدة والموقعة علی-;- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فلم العجب عندما نری-;- منظمة أرهابية ذو عقلية حجرية مثل الداعش أن تفتح سوق لبيع السبايا ؟ کل هذە-;- الأمور هدايا قيمة تقدم لداعش، إن لم يکن من خيرة أصدقائه أذن مِن مَن؟ إذن الحکومات الإسلامية أيضاً خير صديق لداعش. وأخيرا لابد أن لا ننسی-;- دور الحکومات الغربية في تقوية داعش، فازدواجية السياسية الغربية وخمولها في التعامل مع المخاطر کانت دائماً ولم تزل، عاملاً فعالاً في ديمومة الإرهاب. وعلی-;- ذکر السعودية ودعوة ترامب السخيفة من حظر دخول المسلمين الی-;- أمريکا، ماذا نسمي منع دخول غير المسلمين الی-;- مکة والمدينة المنورة (أو کما تسميها المواقع الدينية في الدول الأسلامية أحكام دخول الكفار لمكة والمدينة )؟! ما الفرق بين الحالتين؟ أحدهما من متدين إسلامي مبرراً، للحفاظ علی-;- نظافة أرض المسلمين، والثاني من متدين مسيحي مبرراً، للحفاظ علی-;- حياة الأميريکين ! الفرق الوحيد فقط، أن في حالة مکة والمدينة، منبثقة من الدين، أي المقدس الذي لا يسمح لنا مناقشته بل يجب أن نتبعه بشکل أعمى، وسنعرض حياتنا للخطر إن أثرنا أسئلة کهذه؟ يقول السيد راشد "جماعات تقوم علی-;- التعصب والکراهية، مثل داعش أيضا تعيش علی-;- خطاب ترامب ولوبان العنصريين"! مدعاة للدهشة والعجب هذا التخفيف من وحشية داعش، وأن يوضع في خانة "جماعات تقوم علی-;- التعصب والکراهية". فالحزب القومي البريطاني أو كو كلوكس كلان الأميرکية أو تنظيم الذئاب الرمادية الترکية أو حرکة النازيون الجدد، تعتبر أحزاب أو جماعات مبنية علی-;- التعصب والکراهية. أما منظمة بربرية مثل داعش التي تغصب النساء وتذبح وتقتل بالمئات و تستخدم حتی-;- الأسلحة الکيميائية وتحلم بتأسيس خلافة قمعية ربما من السذاجة أن توضع في خانة "جماعات تقوم علی-;- التعصب والکراهية"! وکما أستغرب أيضا عندما يقول السيد راشد في ختام مقالته "التنظيم داعش الذي يستخدم مايحدث في الغرب أيضا لتبرير جرائمه"، وكأن داعش وأيدلوجيتها حمل وديع وأن ترامب ولوبان يستفزهم ويدفعم للممارسات البشعة! إن دعوة ترامب لابد أن تکون لعبة إنتخابية قذرة يحاول من خلالها کسب الناخبين الأميرکين السذج، فليس من المعقول من مرشح رئاسي أن يعتبر کل مواليد الشرق الأوسط مٶ-;-منين بالأسلام ! وفي هذا السياق يجب القول بأن نقد الإسلام لا يعتبر عنصري، فالإسلام دين وليس عرق. وبطبيعة تعريفە-;- فإن الدين عبارة عن مجموعة من الأفكار والعقائد.
سالار باپير
#سالار_باپير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا تقتلوا محمد البديوي مرة أخرى
-
الشارع السني و الشارع الشيعي، الى السيد عبد الرحمن الراشد ..
...
المزيد.....
-
كيف ستساعد بقايا سيارة الـBMW بهجوم المشتبه به السعودي على س
...
-
إسرائيل تواصل هدم وجرف المنازل والبساتين في الجنوب اللبناني
...
-
حادثة بـ-نيران صديقة- تسقط طائرتين أمريكيتين فوق البحر الأحم
...
-
الحوثيون يحذرون الدول من مساندة إسرائيل في غاراتها على اليمن
...
-
الثاني في أسبوع.. زلزال بقوة 6.1 درجة يضرب جزر فانواتو
-
في ظل تهديد -وباء رباعي-.. المصادر الغذائية الرئيسية لفيتامي
...
-
مباشر - سوريا: تركيا ستفعل -كل ما يلزم- إذا فشلت الحكومة الج
...
-
عاجل | مراسل الجزيرة: 13 شهيدا جراء قصف إسرائيلي متواصل على
...
-
الحوثيون يكشفون خسائر الغارات الإسرائيلية على موانئ الحديدة
...
-
قوة متحالفة مع جيش السودان تسيطر على قاعدة -الزُرق- بدارفور
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|