|
روسيا وسورية في مواجهة محاولات أمريكا وأدواتها للتراجع عن بيان فينا
عليان عليان
الحوار المتمدن-العدد: 5012 - 2015 / 12 / 13 - 00:04
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
روسيا وسورية في مواجهة محاولات أمريكا وأدواتها للتراجع عن بيان فينا بقلم : عليان عليان لقد أدرك الائتلاف وبقية فصائل الإرهاب ومن ورائها الولايات المتحدة وكل من السعودية وتركيا وقطر ، بأن مخرجات فينا 1 وفينا 2 نسفت عمليا بيان جنيف (1)- رغم الاتكاء الشكلي عليه في البيانات والمواقف المختلفة - في ضوء ميزان القوى الناشئ بعد التدخل الروسي . لقد سعت هذه الأطراف إلى التعويض عن فشل أدواتها في الحرب في مختلف الجبهات ، لتعديل ميزان القوى في مواجهة روسيا وعموم حلف المقاومة وذلك عبر سياقات تكتيكية ، وتكتيكية بأفق استراتيجي عسكري ، وسياقات تكتيكية سياسية من أجل عكس ذلك في العملية السياسية التفاوضية في فينا 3 المقرر عقده في نيويورك. أولاً: السياق التكتيكي العسكري لقد تمثل السياق التكتيكي ، في الكمين الذي نصبته أربع طائرات حربية تركيا لطائرتي سوخوي روسيتين أثناء تأديتهما لمهام القصف لفصائل الإرهاب بذريعة دخولهما المجال الجوي التركي ، ما أدى إلى إسقاط الطائرتين وقتل أحد الطيارين من قبل فصائل مدعومة من تركيا في جبل التركمان. لقد أرادت تركيا من هذه العملية المدعومة أميركياً ووقف اندفاعة الدور الروسي في سورية ، لكن هذه الخطوة انعكست بالسلب على المخططات التركية الأميركية الرجعية ، من خلال تطور الموقف الروسي الداعم للجيش والنظام السوري على النحو التالي : 1-بالإضافة إلى مسلسل العقوبات الاقتصادية والتجارية المتدرجة التي فرضها موسكو على تركيا ، فقد مزقت طائرات السوخوي الروسية كل الخطوط الحمراء وغدت تقصف فصائل الإرهاب ، وقوافل إمدادها تحت نوافذ الحدود التركية وعند منافذ الحدود في باب الهوى وباب السلامة وغيرهما. 3-أوصلت موسكو رسالة ضمنية للحكومة التركية بأن أي اختراق للطيران التركي للأراضي السورية سيتم إسقاطها ، وعلى ضوء هذه الرسالة لم تجرؤ طائرة تركية من العبور للأراضي السورية حتى لو كانت تحت راية التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. 4- عملت موسكو على إغلاق السماء السورية أمام أي عدوان جوي على سورية من خلال إدخالها منظومة صواريخ س س 300 ومنظومة س س400 ومن خلال نصب شبكة التشويش الرادارية نورمانسك التي بوسعها قطع الاتصال بين أي طائرة معادية ومرجعيتها وجعلها عمياء حيال الهدف المتوجهة لقصفه . ثانياً :السياق التكتيكي بأفق إستراتيجي لقد عملت الإدارة الأمريكية على إحداث موازنة في السماء للطيران الحربي الروسي الذي بات يصول ويجول في قصفه لمواقع الإرهاب وفي إنجاز تغطية مستمرة للجيش السوري في مختلف الجبهات لتحرير سورية من فصائل الإرهاب ، من خلال ما يلي : 1-تفعيل قاعدتي أضنة وأنجرلك الجويتين التركيتين ووضعهما تحت تصرف الولايات المتحدة وحلف الأطلسي. 2- قيام بريطانيا بالدخول إلى السماء السورية بدون موافقة الحكومة السورية بعد تصويت مجلس العموم البريطاني على إجازة التدخل البريطاني ، حيث باشرت الطائرات الحربية البريطانية الانطلاق من قاعدتها في قبرص باتجاه سورية . 3-إعلان البنتاغون عن إرسال (50) مستشار عسكري إلى شمال سورية بذريعة تدريب المعارضة في مواجهة داعش ، وأن هذا الرقم قابل للزيادة. 4- إعلان الإدارة الأمريكية بأنها تخطط لإرسال قوة خاصة أمريكية لمساعدة الجيش العراقي لتحرير الفلوجة والرمادي !! ، وأن بوسع هذه القوة أن تمتد بعملياتها باتجاه سورية . وهذه الإجراءات الأمريكية والأطلسية والرجعية لم تفت في عضد الحضور الروسي ودوره ، حيث رد الروس على هذه الخطوة بتطوير قاعدة جوية أخرى في منطقة حمص إلى جانب قاعدة حميميم جنوب اللاذقية، وتفعيل الأسطول الحربي من خلال الدور الذي اضطلع ويضطلع به الطراد موسكوفا حامل صواريخ سس 300، ومن خلال إدخال الغواصات في العمليات الحربية ، ومن ضمنها الغواصة روستوف التي أطلقت مؤخراً صواريخ كليبر المجنحة نحو مراكز وتحصينات القاعدة في الرقة. -;- ثالثاً :السياق التكتيكي السياسي لجوء الحكومة السعودية بتوجيه أمريكي بدعوة فصائل وشخصيات إلى مؤتمر في رياض بهدف توحيدها حول رؤية موحدة ، وتشكيل وفد موحد في مواجهة وفد الحكومة السورية في مطلع يناير 2015. واللافت للنظر أن هذا المؤتمر بمدخلاته ومخرجاته أراد إعادة عقارب الساعة للوراء إلى ما قبل فينا (1) وفينا (2)دون مراعاة ميزان القوى على الأرض الذي يميل بشكل كبير جداً لصالح الجيش العربي السوري وحلفائه، وبهذا الصدد نشير إلى ما يلي: 1-أنه حصر المعارضة بشكل رئيسي في ائتلاف المعارضة المزعوم ، إضافة إلى مكونات أخرى وتجاهل المكون الكردي السوري إرضاءً لحكومة أردوغان ، كما تجاهل 17 تياراً سياسياً من المعارضة الداخلية، كونها رفضت وترفض التدخل الخارجي في سورية خارج قرارات مجلس الأمن. 2- أن الحكومة السعودية دعت فصائل إرهابية للمشاركة في المؤتمر مثل جيش الإسلام وحركة أحرار الشام وغيرهما ، من الفصائل التابعة للقاعدة أو المتماهية مع نهجها ، ما يشكل تراجعاً جذرياً عن بيان فينا (1) الذي نص على دولة علمانية وديمقراطية ، في حين أن هذه الفصائل ترفض بشكل مطلق الدولة العلمانية الديمقراطية المدنية ، وتؤكد في مواقفها على النفخ في البعد الطائفي ضد الطوائف الأخرى ، ولا يغير من واقع الصورة ما جاء في البيان حول أن النظام الجديد سيكون نظام الدولة المدنية والآليات الديمقراطية ، وأنه يمثل كافة أطياف الشعب السوري من دون تمييز أو إقصاء على أساس ديني أو طائفي أو عرقي. 3- أن البيان الصادر عن المؤتمر في رفضه دور الرئيس الأسد وأركان القيادة السورية في المرحلة الانتقالية ، واشتراط فصائل المعارضة المزعومة إعادة هيكلة المؤسسة الأمنية والعسكرية ، على قاعدة استبعاد العديد من القيادات العسكرية يتناقض هو الآخر مع بيان فينا ، الذي أكد على الحفاظ على مؤسسات الدولة دونما الحديث عن إعادة هيكلتها ، ولم يأت على ذكر أي تغييب لدور الرئيس الأسد ارتباطاً بالموقف الروسي ، الذي أكد على أن هذه المسألة في إطار القانون الدولي والأعراف الديمقراطية ،تخص الشعب السوري وحده الذي يقرر من يحكمه . وكانت فصائل المعارضة السورية المزعومة التي اجتمعت في الرياض يومي 9- 10/12/ 2015، توصلت إلى اتفاق يتضمن تشكيل "الهيئة العليا للمفاوضات" من الحكومة السورية مكونة من 25 عضواً، ستة منهم من الائتلاف الذي يوجد خارج سوريا، وستة من فصائل الإرهاب، وخمسة من جماعة معارضة مقرها دمشق وثماني شخصيات مستقلة. لقد ردت القيادة الروسية على مدخلات ومخرجات مؤتمر الرياض وعلى لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف ، بأنها قد لا تشارك في المؤتمر القادم المزمع عقده في نيويورك في الثامن عشر من شهر كانون أول الجاري كونه يشكل خروجاً عن اتفاق فينا ، المعني بحسم مسألة الفصل ما بين الفصائل الإرهابية والمعتدلة ، لتحديد من يحق له المشاركة في المفاوضات مع الحكومة السورية ، ولوضع ترتيبات وقف إطلاق النار ، في ضوء خروج مؤتمر الرياض عن بيان فينا (1) ما اضطر وزير خارجية الولايات المتحدة للذهاب إلى موسكو لبحث المسألة مع القيادة الروسية . كما رفض الرئيس الأسد إجراء أية مفاوضات مع فصائل الإرهاب ، في حين أكدت إيران على لسان نائب وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان، " بأن إيران وفي ضوء مشاركة بعض الجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في محادثات الرياض ، فإنها لن تسمح لهذه الجماعات الإرهابية بتقرير مصير سورية.
#عليان_عليان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وقائع الميدان في سورية تكذب فبركات الإعلام النفطي والرجعي
-
انتفاضة فلسطينية ثالثة بكل المقاييس وليس مجرد هبة شعبية
-
الدب الروسي يقلب الموازين الإقليمية والدولية في سورية
-
تأجيل دورة المجلس الوطني الفلسطيني استجابة للضغوط الفصائلية
...
-
عوامل الحسم ضد مجاميع الإرهاب في سورية
-
رسالة إلى غسان كنفاني في ذكرى استشهاده : لا تزال بمواقفك وبإ
...
-
الحرب ضد الإرهاب جزء لا يتجزأ من معركة التحرر الوطني والقومي
-
مؤتمر باريس : أهو مؤتمر لمحاربة -داعش- أم لإطالة عمره؟؟
-
حذار من الحرب النفسية في سورية
-
يوم الأرض محطة نضالية تعيد الاعتبار لإستراتيجية المقاومة
-
عدوان سعودي إقليمي رجعي على اليمن لإبقائه تحت وصاية النفط وأ
...
-
قرارات المركزي الفلسطيني لا قيمة لها بدون إلغاء اتفاقات أوسل
...
-
دخول القوات التركية للأراضي السورية بروفة لعدوان تركي أطلسي
...
-
قراءة في ألأبعاد والنتائج الأولية للهجوم الاستراتيجي للجيش ا
...
-
عملية شبعا ضد الاحتلال الإسرائيلي أكثر من ثأر وأقل من حرب
-
الحوثيون يقودون اليمن إلى الحرب الأهلية
-
نصر الله أربك الحلف الصهيو أميركي الرجعي برسائله متعددة الأب
...
-
مشروع السلطة في مجلس الأمن خطوات للوراء عن الثوابت الفلسطيني
...
-
المبادرة الروسية : استثمار مبكر لأزمة المشروع المعادي لسورية
...
-
مؤتمر المانحين لاعادة إعمار غزة ليس جمعية خيرية
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|