أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق عطية - السيد أفندى خلقة















المزيد.....


السيد أفندى خلقة


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 5011 - 2015 / 12 / 12 - 21:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هالني ما يحدث هذه الأيام من مهازل تعليمية لا يمكن السكوت عنها. بداية أري أن وزارة التربية والتعليم وهي أهم الوزارات ولابد أن يكون علي رأسها رجل تربوي مؤهل علميا وتربويا لهذه المهمة الخطيرة وهي صناعة جيل من الشباب يرتكن عليه مستقبل البلاد. ولكن للأسف الخطاب كما يقول العامة يبان من عنوانه، وعنوان وزارو التربية والتعليم هو وزيرها، وللأسف مرة أخري وزيرها ليس كفؤا لها لأنه ببساطة لا يجيد حتي الكتابة باللغة العربية ويخطئ في أبسط مبادئها وهي الإملاء وما خفي كان أعظم.
وكلاء الوزارة في الأقاليم للأسف فقدوا ضمائرهم وباعوها لمن يدفع، فقد تناقلت الصحف الكثير من القضايا تعد جرائم يعاقب عليها القانون باقسي العقوبات إذا ما كان لدينا مازال بقايا قانون. ما تناقلته الصحف قضايا طلاب مجتهدون سهروا الليالي ليحصلوا علي أعلي الدرجات وكانت النتيجة أن بيعت في الكنترولات أوراقهم لمن يدفع ولأبناء علية القوم لتظهر نتائجهم بالتفوق أما من كد واجتهد يحصل علي درجات من تكاسل وارتكن علي سلطة والده، والنتيجة الحتمية أن يقود الأمة مستقبلا جيل من الفشلة والغشاشين ليعودوا بها خطوات أُخري للوراء، ويكفي اعتراف وكيل الوزارة بالدقهلية أنه حاول منع هذه الجريمة ولم يستطع، فحاول الاتصال بالوزير لمنع المهزلة فكان جزاءه العقاب بخفض راتبه 500 جنيها ومنعه من الإشراف علي الكنترول مستقبلا.
وحين نتحدث عن المدرسين فحدث ولا حرج، معظمهم لا يقوم بواجبه التعليمي خلال الحصص حتي يجبر الطلبة علي اللجوء للدروس الخصوصية التي تلهب ظهور أولياء الأمور الذين يحرمون أنفسهم وأولادهم من معظم ضروريات الحياة ويلجأون أيضا للاستدانة حتي يوفرونها، وتقضي علي ميدأ مجانية التعليم بل تنسفها من جذورها التي يتشدق بها أنصار ثورة 23 يوليو.
الكثير من المدرسين والمدرسات هم خلايا نائمة للجماعة المحظورة ينشرون فكرها المضلل بين الطلاب والطالبات ويجبرونهم علي الخروج في المظاهرات والقيام بأعمال الشغب والبلطجة وتحطيم الأبواب والأثاثات المدرسية. كما انتشر بين المدرسين والطلاب أنواع عديدة من اليلطجة التي لم نعهدها سابقا، تطالعنا الصحف من آن لآخر بجرائم قتل أومحاولات قتل أدت لعاهات مستديمة بين المدرسين والطلاب، أحيايا يكون الجاني مدرسا والمجني عليه أحد طلابه، وأحيانا يكون العكس.
علي أيامنا كان الضرب مباحا في المدارس الابتدائية كوسيلة عقابية تقويمية، ولكن الضرب لم يكم فظيعا أومتبادلا كما يحدث هذه الأيام. كنا كتلاميذ تقتدي بقول الشاعر: قم للمعلم واوفيه التبجيلا ... كاد المعلم أن يكون رسولا. لذلك لم نر تلميذا أوطالبا حاول التعدي علي معلمه. المرة الوحيدة التي فقد فيها مدرسا علي أيامنا حلمه ورزانته كانت ما ذكرته في مقالي السابق ( محمد صابر والحمي الديكرومية) حيث ضرب الديك الرومي محمد صابر بعنف لم نلخظه منه سابقا وكانت نتيجته كما تخيلت وفاة محمد صابر. وكانت ردة فعل الديك الرومي شديدة أيضا فقد رأيناه يبكي بشدة عندما دخل الفصل ونظر للمكان الخالي للفقيد، وكثيرا ما رأيناه يبكي وحيدا في حجرة المدرسين كنوع من الأسف وتأنيب الضمير.كان يدرسنا اللغة الانجليزية والتاريخ ونحن فى السنة الرابعة الابتدائية مدرس فاضل طيب القلب إسمه السيد عبد الله ولكونه كان سريع الغضب وكثيرا ما كان يتخلّق علينا ويضربنا أحيانا بخيزرانته إذا لم نستوعب الجرامر أو نحفظ معانى الكلمات أو نستوعب الرواية المقررة علينا "كانت رواية أولبفر تويست لتشارلز ديكنز", لذا أطلقنا عليه إسم السيد افندى خلقة "وتنطق بالصعيدى خلجة".
كان يدرسنا اللغة الانجليزية والتاريخ ونحن فى السنة الرابعة الابتدائية مدرس فاضل طيب القلب إسمه السيد عبد الله ولكونه كان سريع الغضب وكثيرا ما كان يتخلّق علينا ويضربنا أحيانا بخيزرانته إذا لم نستوعب الجرامر أو نحفظ معانى الكلمات أو نستوعب الرواية المقررة علينا "كانت رواية أولبفر تويست لتشارلز ديكنز", لذا أطلقنا عليه إسم السيد افندى خلقة "وتنطق بالصعيدى خلجة".كان سيد أفندى خلقة يتابعنا فى فسحة الربع ساعة بين الحصة الثالثة والرابعة ومن يجده لا يذاكر الإنجليزى خلالها يعاقبه. وفى مادة التاريخ كان المقرر علينا هو تاريخ العصر الحديث الذى يبدأ بمحمد على باشا, قال لنا ذات مرة وكأنه يستشرف قيام الثورة: أنا أتوقع أى منكم أن يكون وزيرا أو رئيس وزراء ولكنه أبدا لن يكون ملكا لأن الملكية بالوراثة فى العائلة العلوية, أما إذا تحولنا للنظام الجمهورى فكل شيئ جائز. كان معى فى الفصل (رابعة أول) زعيم المدرسة عمو فؤاد عبد الجابر, كنت أنا أجلس فى الصف الأول من الفصل وعمو فؤاد فى الصف الأخير وخلفه نافذة كبيرة. قبل حصة اللغة الإنجليزية جاءنى عمو فؤاد وقال لى: سيد أفندى خلقة كثيرا ما يركن بجوار تختتك وأحيانا يضع خيزرانته عليها (حيث كنت أجلس في الصف الأول), وعليك أن تستولى عليها وتعطيها للذى خلفك وهو بدوره يعطيها للذى خلفه وهكذا حتى تصل إلى فأكسرها وألقيها من النافذة. وكما توقع عمو فؤاد جاء سيد أفندى خلقة ووضع خيزرانته على تختتى وراح يقرأ لنا جزءا من الرواية المقررة شارحا معانيها وهو يسير بين الصفوف, إستغليت اندماجه فى الشرح وأعطيت الخيزرانة للزميل الذى خلفى الذي بدوره أعطاها لمن خلفه حتى وصلت لعمو فؤاد الذى كسّرها وألقاها من النافذة. فى النهاية بحث سيد افندى عن الخيزرانة فلم يجدها فثار وماج وهدد ولكنه امتثل وترك الفصل بعد الجرس. تكرر الأمر عدة مرات حتى توصل سيد افندى خلقة لحل عبقرى هو ربط الخيزرانة بدوبارة يربطها برسغه فصعب على الاستيلاء عليها. وكما هو معروف فى علم الجريمة أن لكل وسيلة دفاعية وسيلة مضادة, حرضنى عمو فؤاد أن أستخدم الموسي لقطع الدوبارة إذا اتكأ سيد افندى خلقة علي تختتى, فنفذت ما أمرت به فكاد سيد خلقة أن يجن لهذا الفعل وأصابه الوجوم لدرجة أنه وقف صامتا وهو ينظر إلينا فى حيرة, فعاجله عمو فؤاد قائلا: يا سيد افندى نحن الآن فى السنة الرابعة أى سنة التخرج أى أننا أصبحنا فى سن لا تسمح لك باستخدام العصى لتأديبنا, وربما بعد التخرج ندخل معهد المعلمين وبعدها ربما نتزامل كمدرسين, نرجوك تغيير المعاملة بالعصى وستجدنا مذاكرين وفاهمين. إبتسم سيد افندى خلقة ومن يومها لم يستخدم الخيزرانة معنا.



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمراضنا المزمنة هل آن أوان التخلص منها ؟
- أحداث فرنسا الملتهبة
- محمد صابر والحمي الديكرومية
- إفتكاسات حول الانتخابات
- عودة حزب الكنبة للانعقاد
- حلمى البايظ بين المال والمؤهلات
- عمو فؤاد والكيف وليلة الجمعة
- التعليم بين الأمس واليوم
- تخبط كاتب وتصحيح معلوماته
- طفولية نظرتنا للأمور
- الجن والتدجيل والتداوي ببول البعير
- حصادنا التآمر وجزاء سنمار
- بعد الوليمة
- الشعوذة وعقدة الأعياد والطقم الاسود
- النيل نجاشي أسمر ملك روحي
- الجميلة والأقرع
- إتش الذي أحببناه حتي قتلناه
- فضيحة أبو العربي في بيرث
- يا خوفي يا بدران
- الحمير وعلي الله التدبير


المزيد.....




- لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف ...
- أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
- روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ ...
- تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك ...
- -العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
- محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
- زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و ...
- في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا ...
- النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
- الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق عطية - السيد أفندى خلقة