|
الصداقة والجنس المتوحش !!
نيسان سمو الهوزي
الحوار المتمدن-العدد: 5011 - 2015 / 12 / 12 - 15:14
المحور:
كتابات ساخرة
الصداقة والجنس المتوحش !! تَمكيّجت وتَزَيّنت وتَكحّلت وتنفسّت بِعمق ورسمت إبتسامة الخير والمحبة والتفاؤل على شفتيها وحلِمَت وتخيّلت أن تلتقي به ! . شاب وسيم ابن عائلة ( صعب ) . يبتسم لها ويدق قلبها للمرة الأولى . حصلت الامنية ، وأشرقت النظرة فَغمست الصنارة بعد ان ابتسم لها ابتسامة الاطفال البريئة . رَدَتْ الإبتسامة بلمحة صغيرة ودقة قلب كبيرة . تواصلت الإبتسامة والفرحة والمسرة وأبْلَت الوسادة بالدموع النقية الطاهرة . تَحوّلت الى تحية ومن ثم اللقاء والوعد بالود والإقتران . لم تتمالك دقات قلبها لِحمل الفرحة لوحدها فأخبرت الشقيقة الصُغرى وبدورها الوالدة . لم يبقى إلا وقت الزيارة ( قراءة الفاتحة بعدين ) . زارَهُمْ . استقبلوهُ بالأحضان . تواعدوا لمُعاينة الشقة ( بيت الزوجية ) . اقترب منها ودقات فؤادها تدق مثل الطبول الافريقية وهي نفسها لا تعي إن كانت من الفرحة او الخوف والرُعب من القادم ! . لمسها ، ضَمّها الى صدره ، ما إن لمست شفايفها الحبيب دخلت عالم التوهان والقشعريرة الإغمائية لم تدرك وتشعر إلا بعد فوات الأوان . تَمَزَقّت خارطة العالم الشرقي . إنشقّت الغشاءة . سقط جدار برلين . توقفت الثورة . توّحد اليمنيون . تآخا الشيعة والسنة . امتزجت الفصائل الارهابية تحت راية واحدة وهي الخير . تقلصت المعارضة السورية الى معارض واحد . تمزقت كل الاحلام ومعها المستقبل ( كإنها هي التي باعت الفلسطين للصهاينة ) ! . طردها ولعنها بعد أن اصطادها وبعد أن حوّل الصداقة الحقيقية الى الجنس المتوحش . انتقل من صديق وحبيب الى شيطان حقير ( طبعاً الشيطان شخص شريف ونزيه ) . انتهى كل شيء في لحظة قصيرة . تحطّمت الآمال ، تَكَسّرت الاحلام ، تبخرت الاطياف ، توقت الإبتسامة ، ذَبِلت وردتها ، تَذكرت الاخت الصُغرى والوالدة ( الواد ، شهيد طبعاً ) والشقيق والاهل والجيران ، سبحت في ذلك العالم الجديد ماذا ستقول او بالأحرى ماذا سيقولون عنها ! انتقلت بين العالم الافتراضي والخيالي والبعيد قبل القريب فلم تجد وسيلة لإنقاذها من حقارة ذلك الذئب والتخلف القبلي غير الإنتحار . فكانت نهاية وردة براقة مُعطرة الى مقبرة التخلف والجهل والجنس الوحشي .. انتهت القصة والمآساة الحزينة للزهرة الجميلة وكل فتاة شرقية ... لنبدأ البانوراما .. هل للصداقة بين الشاب والفتاة له اهمية كبيرة في تطور المجتمع وهل كان له الفيصل في تقدم ورُقيّ بعض الامم وهل هو المسوّغ في إنحطاط بعض الشعوب ( الشرقية طبعاً ) !! . اهلاً بكم في بانوراما الليلة وبرنامجكم ( صناعة الموت ) وهذه الصناعة ستكون دردشتُنا لهذه الليلة وسنستضيف فيها الراقصة العربية صافيناز ( مصرية لعد شنو سعودية ) ! لتُحدثنا عن تلك الرقصة .. صافيناز شنو هي آخر الحركات وكيف هو الموسم وماذا تقولين عن كلمة اليوم ! نعم اخي ( اعوذ من الشيطان الرجيم ، لا تزعلوا يا اهل سنجار انني أمزح معكم ) ! .. نعم .. موضوعك اليوم هو من الاساسيات الحيوية والمهمة في تطور وتقدم الشعوب بالرغم من الذي يُقال او يُكتب عنه شحيح وقليل ولا يتعدى اكثر من كلمة هنا او هناك وبين الفترة واخرى . فلو علمنا بأن الشعوب التي لا تتأخذ من هذه الصداقة والشراكة كوسيلة حيوية وحقيقية وعلمية وتطبيقية على ارض الواقع هي شعوب متخلفة وفي قاع البحار ولا يكسوها غير الحروب والدمار والارهاب لأدركنا كم هو مهم الموضوع الذي نحن بصدده . فمسألة تحقير وإهانة نصف المجتمع لا يقل عن اي جريمة وحشية تقوم بها المنظمات الارهابية ( اي بس أنتي خارج تلك المعادلة ) .. ان تحريم وتجريم تلك الصداقة يؤدي الى شلل تام في جمجمة اي شاب ( عربي لعد شنو هولندي ) ! ويُقوقع الفتاة في مستنقع وهمي جحيمي .. فبِمنع تلك الصداقة يؤدي الى الرغبة الشديدة والتوق اليها وتزداد الغريزة الى التوجه والدفع نحو تحقيقه وإن كان في الخلاء ( يعني في السر ) .. وفي السر يقع المحظور . فأغلب فتيات العالم الشرقي يقعون ضحية لتك العلاقة الضرورية خاصة في الدول التي لا تُطبق الزواج العُرفي والمسياري والمتعوي والنِكاح الخوالي ونكاح المصاهرة والمضياف والجيران والجهة المقابلة للشارع وغيرها . فكم فتاة وقعت ضحية تلك العلاقة الغريزية ! . الملايين من الفتيات ضاقوا من مرارة تلك العلاقة والتي يعتبرهنّ شرعية وصادقة وليس إلا دقائق وتَكبر البطن وتمتلىء الاحشاء فينظر ويبحث المجرم ( الشاب ) الى اقصر طريق للهروب والخلع وترك الساحة وهي ملغومة . فكم ضحية انتحرت بعد ان خلع بها الشريك والذي كان يُعتبر الصديق الحميم والصادق ! الملايين نكسوا رايات العائلة واصبحنّ كالسموم التي تُغرز في الصمون على العائلة ( هيّ بلا شيء عورة ) . واكثر من هذا العدد قْمنّ بعمليات الاجهاض السري واكثر من هذا العدد يتقوقعنّ في البيت ويعتزلنّ الدراسة والعمل بعد أن نكست رايتهم ومنهن مَن فضّلَ الهروب من البيت والإنتحار والتسكع في الشوارع والإنحراف الكُلي والنظرة الدونية للأهل والجيران والشعب بأكمله لتلك المخلوقة والتعنس في الخيمة ومن ثم الهجرة في احيان كثيرة ( هما بلا شيء حُجة ) والطلاق القسري من اول ليلة الدخول الى المستنقع والفضيحة وهناك الملايين الحالات الاخرى والتي لا تقل ألماً وحصرةً عن التي ذكرناها . ناهيك عن الوضع النفسي للفتاة والدموع الممريرة بعد إتضاح نية الفارس وتركه ارض المعركة بعد ان كان قد اكل رأس والده ( عادي مثل اي رأس بصل ) ونبشَ قبر والدته من شدة الحلفان والقَسم الاصيل في حقيقية مشاعره وهواهِ تِجاه الضحية .. ويبدأ المجرم في البحث عن ضحية جديدة ويُحَضّر لحلاقة رأس والده من جديد ( بس هو ليش شكو بيدة غير هذه الطريقة ) . وفي الجهة المقابلة يجب ان يًراعى الوضع الجنسي والغريزي لأي شاب . فلا يمكن لأي شاب ان يبدأ مراسيم الزواج في اول علاقة عاطفية تربطه بأي فتاة وخاصة إذا ما علمنا إن الشاب الشرقي ينبتر عنده العضو وهو في المهد . وفي هذه الحالة يقع الطرفين ضحية تقاليد باليهية جاهلية حجرية ... والشاب الذي يعيش تلك الظروف لا تقل معاناته عن الفتاة وخاصة الفقراء منهم . فلا المكان ولا الشقة ولا السيارة ولا آليات الإنبهار فيدخل اليأس في احشائه الخارجية فيقوده ذلك الى التفكير في السفر الى افغانستان ومنها تبدأ الدراسة والمنهج الجديد . أما الامراء ومدللي العوائل الميسورة فحانات الغرب وملاهيها مفتوحة لهم وكل خميس وجمعة يقصف عدد من المواقع وتعود الطائرة الى ارض الوطن سالمة غانمة وبعون الله تعالى ...... الموضوع وإن تحدثنا عنه بشكل سريع ومختصر ( يعني مقتضب ) وبطريقة سلسة لكنه من اهم ما يعانيه المجتمع الشرقي ومن كلا الجانبين . وهو السبب الحقيقي والمباشر في تخلف اي امة ومهما كانت اصيلة وجذورها طويلة .. وهو السبب الحقيقي والمباشر الى كل ما وصلنا اليه ... أما في الجانب الآخر من العالم المتحضر فالصداقة بين الجنسين وكيفية التعامل بينهما والسن القانوني والتطبيقي والطُرق الصحيحة والعلمية لتوعية الطرفين على الاضرار والمنافع في تطبيق تلك العلاقة واين تُكمن الاخطاء وغيرها يتم تدريسها وفي سن مُبكر في كل المدارس وذلك لمنع وقوع الجريمة . وكذلك لتسهيل الحياة ولفتح آفاق الدماغ وتوجيهه الى إتجاهات اخرى عملية وعلمية وليست اختناقية ( إنتحارية ) .. فعندما يتخلص الشاب والشابة من ذلك الإنكماش والتحسر والإختناق وتفك العقدة الغريزية بسلاسة فلا يبقى امامهم غير التوجه نحو التقدم والتطور وابعد من ذلك الى الخيال العلمي كما يقول الحكيم البغدادي ( هسة احنا عدنا وقت للخيال ) !! الصداقة بين اي شاب وشابة تكون واضحة ومُعترف بها من قِبل الاهل والجيران وإن طالت او قصرت او استمرت وتكللت بالإقتران او بالعيش السوي لا يقودهم الى اي إنكسار او إنتهاك لحرمة اي من الطرفين ولا يؤدي الى نتائج كارثية تقتل النفس قبل المستقبل . فالعلاقة واضحة ونتائجها مُدركة ومستوعبة فلا ضرر لأحد وبعد فض اي شراكة يبدأ الطرفين في البحث عن شريك وحياة جديدة بدون العُقد والقتل السريري المستديم ( وكأنك يا ابو زيد ما غزيّت كما يقول المرحوم ابو خليل ) !! .. والاهم من هذا وذاك كله إذا ما انتفخت احشاء الفتاة فيكون الطفل القادم حلال ( يعني مو ابن حرام ) ويكون الوالد معروف والطفل مُعترف به ويكون للأم كل الفخر في حضانته وتربيته ويُقدم له الاهل كل الرعاية والسند للوالدة ويكون للأب ( حتى لو انهى الشراكة والصداقة ) واجبات مُلزمة إتجاه الطفل القادم . فلا يكون الطفل الناتج من تلك الصداقة ( ابن الكلب او بيج ( يعني نغل ) ويقوم بدوره كابن اي امير او ولي عهد او اي شيخ في المجتمع دون اي نظرة دونية او احتقارية فلا يُجبر الى ان يترك الساحة ويلتحق بمعسكر جديد .. هذه هي الصداقة في العالم المتحضر وليس غير ذلك .. فهناك فرق بين الصداقة الحقيقية الغريزية العلمية والجنس المتوحش .. وشكراً .... شكراً لك يا راقصتُنا الجميلة ( هسة عرفت ليش ماشية على حلّة شعرج ) !! .. لم يبقى إلى ان نُعيد ونُكرر !!! لا يُمكن للشعوب المتخلفة أن تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر !! . نيسان سمو نيسان سمو الهوزي 12/12/2015
#نيسان_سمو_الهوزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محطات ساخرة ! لا ، هي اكثر من ساخرة !!
-
لقد إنزَلَقْتَ يا بوتين فلِيَرحل الأسد !
-
يجب على اوربا ان لا تثق بالشيطان الاكبر !
-
فرفشة عَالماشي ! خُما راح انقضيها بالرطم واللطم !
-
قصة باريس الحزينة !!
-
ماذا تريد من بشار يا جُبير !!
-
كان عندنا ... في القرية منبوذ من قِبل الجميع !!
-
قانون الانتخاب الطبيعي هو نقطة الصفر !!
-
لقاء مع المخضرم والمُحَنّك سيرغي لافروف !!
-
باريس من عاصمة الحضارة الى عاصمة الزبالة !!
-
واخيراً وافق البابا للكاثوليكي بالزواج مرتين !!
-
سَمْ على قلوبكم انشاء الله !! ..
-
هو مجرد سؤال افتراضي لا اكثر ولا اقل !
-
أين سَنَتَغَوّط ونَشْخْ بعد الآن !!
-
فاجعة نزوح الشرقي للغرب !!!
-
لماذا تأخرت !!
-
السرطان !!
-
أنتَ بلا شيء صغير وقصير يا عَبادي !!
-
فأر حقير !!!
-
هيفا وهبي !! رمضان يجمعنا !!
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|