أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كاظم فنجان الحمامي - مشاريع الأتربة المتطايرة














المزيد.....

مشاريع الأتربة المتطايرة


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 5010 - 2015 / 12 / 11 - 10:38
المحور: كتابات ساخرة
    


مشاريع الأتربة المتطايرة

كاظم فنجان الحمامي

قبل بضعة أسابيع اقتحمت كتيبة من البلدوزرات والجرافات شارع (الشهيد الحر الرياحي) في البصرة، وأخذت تنهش الطريق المعبد، وتعبث بالأرصفة المكسية بالحجارة المستوردة، كانت أصوات المطارق الهيدرولكية تمارس هوايتها بالتثقيب الطولي والعرضي. تعالى الضجيج شيئاً فشيئاً، بينما انشغلت أذرع الحفر الميكانيكي بفتح خنادق عميقة، ومتناظرة مع خطوط التثقيب، في حين راحت الشاحنات تنقل الرمال والأتربة لتكوّمها على شكل تلال مخروطية، ثم تغادر المكان على عجل لتعود ثانية وهي محملة بالحصى الخشن فتصنع منه الأكداس المعرقلة لمرور الناس. تجمعت آليات المشروع أول مرة في مكان لا يبعد كثيرا عن بيتنا، الذي يتوسط مدينة (المعقل)، المدينة المينائية التي تعد من أنظف وأجمل مدن العراق. تزامن وصول الآليات مع وصول فرقة عمالية مسلحة بالمعاول والمجارف. مؤلفة من خبراء الحفر والتنقيب في الشوارع، ومتخصصة في المناطق الواقعة وسط الأحياء السكنية، فتحولت شوارعنا في غضون بضعة ساعات إلى ساحات ترابية تعج بالغبار، وتمتلئ بالمواد الثقيلة المتطايرة. استمرت الفرقة الترابية بأعمالها المتقطعة لمدة أسبوع، ثم انسحبت فجأة من دون سابق إنذار، لتترك الوضع الترابي على ما هو عليه.
أغلب الظن أنها انتقلت إلى مكان آخر، أو قررت ترك العمل إلى غير رجعة، مخلفة وراءها صورة بائسة لشوارع تعلوها الأتربة، ويخنقها الغبار الناعم، وتشوهها الحفر والتشققات التي لا أمل بإصلاحها.
بيوتنا الآن يخنقها الغبار. تطمرها الذاريات. تحتجزها أكداس الرمال والأتربة، التي خلفها ورائه المقاول. نحن لا نعلم حتى الآن ما الغاية من مشاريع الأتربة المتطايرة ؟، ولا نعرف السر وراء هذه الفكرة الجديدة، التي أخذت طريقها نحو التنفيذ المباشر في شوارع المدن العراقية بتفرعاتها وأزقتها الضيقة.
لقد انتشرت هذه المشاريع في معظم المدن العراقية، وتتلخص بنبش الشوارع، وإزالة طبقاتها الإسفلتية القديمة، وحفر الخنادق الطولية والعرضية، وتعميقها وتوسيعها، ونثر اتربتها فوق قارعة الطريق، وقد تستدعي العملية رمي مخلفات الحفر في الشوارع النظيفة، وردمها بكميات هائلة من الرمال والحصى الممزوج بالإسمنت. تارة بذريعة مد أنابيب الصرف الصحي، وتارة أخرى بذريعة إصلاح شبكة مياه الأمطار.
تعاني المدن العراقية هذه الأيام من مئات المشاريع الترابية غير المكتملة، فقد تحولت مدننا إلى تراكمات ترابية تتصاعد منها سحب الغبار والدخان، ولسنا مغالين إذا قلنا أن اللون الطاغي على ثياب الناس وبيوتهم في العراق، هو اللون البيجي، أو اللون الترابي على اختلاف درجاته.



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومات الدكاكين النفطية
- الإسلام دين الناس
- أنصار الإرهاب يفضحون أنفسهم
- ثورة الدب الروسي
- غاز العراق وألغازه العجيبة
- صفعات لا يتحملها النزيه
- هل نحن ظاهرة صوتية ؟
- سموم التراخيص النفطية
- السمكة المجتهدة وحقوقها الضائعة
- الأفضلية يصنعها أهل المروءات
- خطوط الشحن البحري ومنغصاتها المحلية
- صاحب شعار نفط العرب للعرب
- زعماء بعد منتصف الليل
- بيريسترويكا بنكهة الدولمة
- قراءة في سجل الربان الكبير عصام عمسو
- شطحة واحدة كلفتنا الكثير
- الشعب يريد إرضاء حكومة الملائكة
- الامتدادات الخارجية لحقولنا النفطية
- موانئنا ليست ساحة للعابثين
- الكلاب لا تخون أوطانها


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كاظم فنجان الحمامي - مشاريع الأتربة المتطايرة