|
لكم -دينكم- ولنا -فيسبوك- !
عبدالمنعم سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 5010 - 2015 / 12 / 11 - 06:17
المحور:
كتابات ساخرة
لكم "دينكم" ولنا "فيسبوك" ! عبدالمنعم سليمان لا شيئ يضحكني ويرفه عني ويسليني مثل أحاديث من يطلقون على أنفسهم (علماء المسلمين) أو "دعاة" أو "وعاظ" أو "شيوخ" أو .. أو .. الخ التسميات .. لدرجة انني أصبحت أبحث عن أحاديثهم وأتتبعها كما يتبع "الغاوون" الشعراء .. واعتقد ان وجود هؤلاء "الدعاة" بيننا بأهمية وجود "الزواحف" و"العناكب" و"العقارب" التي تحفظ التوازن البيئي في كوكبنا الذي سيزلزل قريباً اثر فتوى مرتدة – ان شاء الله - ولابد ان ثمة حكمة "ربانية" من وجود هؤلاء "الدعاة" و"الوعاظ" في حيواتنا .. وشخصياً أظن ان الله قد خلقهم للترفيه عنا .. فشكراً لله الذي لا يشكر على مكروه سواه .. أمس إستمعت لأحدهم ، وهو "داعية" مصري يدعى / "الشيخ خالد الجندي" .. وكان يتحدث عن سوء إستخدام مواقع التواصل الاجتماعي – حمدت الله في سري وقلت الحمد لله ان اخرجهم من ضيق "السبيلين" إلى رحاب التواصل الإجتماعي الفسيح .. ولكن "الشيخ" لم يمهلني فبدأ حديثه قائلاً : ( كما تعلمون ان نسبة الطلاق بسبب الفيسبوك ارتفعت بشكل كبير خلال الفترة الماضية ، وفقًا للأرقام العلمية المعلنة) – لم يسأله مقدم البرنامج من أين إستقى معلوماته ؟ وبأي ناحية وجد تلك الأرقام المعلنة ؟ ومن الذي أعلنها ؟ وكيف يمكننا الحصول على نسخة من تلك الأرقام العلمية "المُعلنة"؟؟ بالطبع هذا الصمت المتواطئ من المذيع التلفزيوني أغرى "شيخنا" فتمادى في حديثه وتوغل وإنحرف ، وأردف قائلاً : ( الفيسبوك خطير ، ولابد وأن يكون الزوج على علم بباسورد زوجته على فيسبوك ) مضيفاً ( عدم معرفة الزوج لباسوورد زوجته أمر خطير ومصيبة).. وأصدقكم القول انني وقفت مذهولاً امام "الوثوقية" التي كان يتحدث بها .. حتى انني فكرت بالإتصال على "حرمنا المصون" - والدة ابننا البار - وسؤالها عن "الباسوورد الشرعي " لحسابها الفيسبوكي .. ولكني إستعذت بالله من الشيطان الرجيم ، ومن الفكرة ومن "الشيخ" .. وحمدت الله ان "حمار الشيخ" لا يزال يقف في عقبة "الفيسبوك" .. وانه لم يسمع حتى الآن بـ "التويتر" و"الواتس آب" و"الانستغرام" .. ولكن مهلاً .. لم يشأ "الشيخ" – لا فض فوه – ان يتركني هكذا دون ان يصرعني بالضربة الفنية الضاحكة ، فختم قائلاً : ( لا يمكن للزوجة أن تضيف أصدقاء من الرجال ، ولا يمكن للزوج أن يضيف أصدقاء من النساء) – ليه يا شيخ ؟ هل لأن النساء "ناقصات عقل و دين" ؟ أم لان الشيطان سيكون "خامسنا" : رجل + امراة + كيبورد + شاشة + شيطان ؟ أم لأن الفيس بوك رجس من عمل "الشيطان" "مارك زوكربيرغ" وعلينا إجتنابه ؟! يا شيخنا مالكم وأهل "الفيسبوك" ؟ فقد تركنا لكم رضاعة الكبير ومفاخذة الصغير وبول البعير .. وكاتب هذا المقال على إستعداد للتنازل عن نصيبه من "حوريات" الجنة لصالح "الشيخ الجندي" .. وعن حظه من "الغلمان المخلدون" للشيخ "العريفي" .. وتسجيل ذلك بـ"صك" شرعي امام أي كاتب عدل في العالم الإسلامي من "مسقط" إلى "طنجة" .. تنازلاً نهائياً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. بشرط ان تتركوا لنا "فيسبوكنا" .. أتركوه لنا : لكم دينكم ولنا "فيسبوك" . • صحفي وكاتب سوداني
#عبدالمنعم_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة
...
-
Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق
...
-
الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف
...
-
نقط تحت الصفر
-
غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
-
يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
-
انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
-
مدينة حلب تنفض ركام الحرب عن تراثها العريق
-
الأكاديمي والشاعر المغربي حسن الأمراني: أنا ولوع بالبحث في ا
...
-
-الحريفة 2: الريمونتادا-.. فيلم يعبر عن الجيل -زد- ولا عزاء
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|