هيثم هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 5008 - 2015 / 12 / 9 - 21:14
المحور:
الادب والفن
حكايات من تمرالبصرة
(( السمك ))
في الصباح الباكر ومع شروق الشمس (( مع طرة الشمس )) تخرج
المحلة او القرية وكأنها جموع ذاهبة للصلاة ، ولكن ا لجموع
من المراهقين والأطفال والشباب كلاً يحمل (( سنارته ))الشص
وليذهبوا الى ضفة النهر ، ويكون السمك جائع لذلك يطفو والجو بارد
في الشتاءأو لطيف في الصيف تشعر بالرذاذ ، وهكذا يبدأ مهرجان
الصيد والضحك والجميع جائع بدون أفطار حالهم حال السمك الذي
جاءوا يصطادونه ، والجميع يحمل (( شمته )) شنطة من قماش يضع
السمك فيه والبعض يضع السمكة في خيط (( نايلون )) ويمريها في
النهر وتتكرر الحالة مع كل سمكة جديدة يصطادها حتى يكون منها
سبحة من السمك ويعود الجميع لبيوتهم للفطور وبعدها للمدرسة ؛
وأتذكر مرة عدت للبيت فأمر أبي بقلي السمك كفطور ٠-;-٠-;-
وبعد الظهر العودة للبيت من المدرسة الغذاء والنوم ، وبعدها الشاي
والدراسة او في الليل ، وهكذا كانت ماعدى يوم الخميس فترة الظهيرة
بعض الأوقات وحسب الموسم تجتمع نفس الوجوه ولكن هذه المرة لعبة
كرة القدم او (( الموك )) رمي الكلل (( الدعبل )) في حفرة صغيرة (( او
الصكلار لاك )) العصى الكبيرة والعصى الصغيرة وضربها على ان
يتلقفها المتسابقون ، وبعض الحالات يتلقفها (( الرأس )) وتسيل الدماء
اما في الشتاء مسابقة أكل البرتقال والمراهنة على عدد (( البذور )) الفصم
حسب تقدير أكل البرتقالة او لعبة البوزة _ وهي خض بطل البيبسي أو
المشروبات الغازية (( رجها ))ثم وفتحها والمسابقة بأطول كمية من السائل
يصل بعيداً ويفوز احدهم ليشرب بقية البيبسي وليدفع الخاسر الثمن٠-;-
وفي المغرب التعربد (( التجوال )) في الشوارع حتى صلاة العشاء والعودة
للبيوت ٠-;-٠-;-٠-;-
الملاحظة المهمة جميع افراد وبيوت المحلة هم مسلمين ومسيحين و
أكراد وأكراد فيليين ، ولكن لم نسمع بهؤلاء إلا بعد مغادرتي العراق ، وبدأت
الحرب الطويلة ، حرب إيران وأنتشر الفراق وشبت النار في الهشيم ٠-;-
جسد يحترق وقلباً عاشق
#هيثم_هاشم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟