أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - غسان المفلح - مناشدة إلى الشعب المصري من سجين سوري سابق أقطعوا الطريق على السيد الرئيس حسني مبارك















المزيد.....

مناشدة إلى الشعب المصري من سجين سوري سابق أقطعوا الطريق على السيد الرئيس حسني مبارك


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1368 - 2005 / 11 / 4 - 12:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


مناشدة إلى الشعب المصري من سجين سوري سابق..
أقطعوا الطريق على السيد الرئيس حسني مبارك ..
أرجو أن نجد آذانا صاغية لرجاءنا نحن الشعب السوري المنكوب بسلطته , أرجو أن نجد من يقول للرئيس حسني مبارك أن يتوقف عن محاولته في إنقاذ أنظمة تقهر شعوبها .. ليس لدينا أدنى شك بمشاعر المواطن المصري تجاه شقيقه المواطن السوري في السراء والضراء ..إننا شعب واحد هذا ما يقوله التاريخ ـ بغض النظر عن أبجديات اللعبة السياسية ـ وما يقوله الحاضر ..
ودون الدخول في مجاملات أعتقد أنها من البديهيات .. كما أنني كنت ولازلت أعتبر مصر النموذج الذي يستلهمه الكثير من أبناء هذه المنطقة العربية ..
فأنا أحب عادل إمام كما أحترم تجربة مصر الديمقراطية التي تتقدم بفضل هذا الشعب وقواه الحية نحو أفق لنموذج حقيقي ديمقراطي لكل الشعب العربي .. والقضاء على كافة المظاهر السلبية التي ترافق هذه التجربة الصاعدة ..وأهمها على الإطلاق : الوصول إلى دستور مدني حقيقي لايفرق بين دين ودين وبين مسلم وقبطي ..الخ وكلنا أمل أن يكون هذا الدستور منارة لنا في المستقبل القريب ..ليس بعيدا عن تاريخ مصر أن تنتخب فعلا : رئيسا قبطيا ..لأنه مصري أولا وأخيرا ..وإن كنا نختلف مع بعض البرامج السياسية لبعض القوى المصرية الوطنية والفاعلة :مثل الأخوان المسلمين ولكن هذا لايمنع أبدا أن نرى الفارق بين ـ درجة الانفتاح النسبي عندهم ـ وبين بقية التنظيمات الإسلامية العربية ..و هذا من وجهة نظرنا غير كاف من أجل حماية الشعب المصري كله عبر دستور : مدني حقيقي .. وأنا إنما أطرح رأيي هنا : لأنني أشعر أن مصر يجب أن تكون النموذج ..وهذا ليس خيارا لحظيا : إنه تاريخ ..للفكر والثقافة والسياسة في مصر .. ومن هذا المنطلق أبدأ بسؤال سوري :
لم نرى سيادة الرئيس حسني مبارك يأتي إلى دمشق مرة واحدة ليقول للرئيس الأسد : خفف عن شعبك كل هذا القمع والنهب والفساد .. لماذا ياسيادة الرئيس ..؟ لم نرَ سيادتكم إلا عندما يكون هذا النظام الاستبدادي السوري ـ في أزمة ـ ..؟ سؤال محزن لكنه حقيقي ..ويحز بالنفس ..بنفس كل مواطن سوري تعرض لهذا العسف السوري الخاص .. والذي مهما كانت المشاعر المصرية صادقة : لن تشعر به كما شعر ويشعر المواطن السوري .. الذي تسرق خيراته أمام ناظريه ولايستطيع الاحتجاج كلاميا فقط ..!! لقد أحضرت هذه السلطة السورية القاضي الألماني ميليس إلى بيوت السوريين جميعا دون أن تستشيرهم .. وبغض النظر عن أنها قتلت الشهيد الحريري أم لم تقتله ..لكنها هي من أحضرت القاضي الدولي إلى دمشق ..
وهي التي تحاول أن تجعل من سوريا ملكا لعائلة واحدة ببشرها وزرعها وغنمها وأرضها ..الخ أيرضي هذا أحدا من الشعب المصري .؟ الشعب الذي مازال يناضل من أجل حريته وهمومه ولقمة عيشه , وأنا إذ أثمن في نفس الوقت , قبول السيد الرئيس حسني مبارك بتنافس انتخابي دستوريا ..كنت أتطلع في الوقت نفسه أن تكون في أجندة الرئيس مبارك ..مادة دستورية كالتي اقترحها على مجلس الشعب المصري والتي تلغي الاستفتاء لصالح ..التنافس الانتخابي ..أو إطلاق سراح المعتقلين السياسيين السوريين في سجون هذه السلطة .. هذا كان ولازال أمل كل مواطن عربي وعربي سوري ..أن تكون مصر هي حاملة لرسالة الديمقراطية في المنطقة وعند الشعوب العربية جميعها وهذا ليس كثيرا على مصر ..
وأنا إذ أسمح لنفسي في هذا الخطاب فلأن شعبنا السوري في محنة قاسية : بين سلطة فاسدة ومجتمع دولي له مطالبه القاسية أحيانا على الشعب ..كنا نتوقع مبادرة عربية .كالتي طرحها الشيخ زايد رحمه الله على صدام حسين : أن يستقيل ..إن خروج هذه السلطة من هذا المأزق معنى ذلك : مزيدا من الفساد والنهب والقمع .. والتوريث حتى الأبد ..هل يقبل المواطن المصري لنا هذا المصير ..أو عقوبات دولية لن تدفع ثمنها هذه السلطة , بل الشعب السوري المغلوب على أمره .. ماذا يعني قبول هذه السلطة بتشكيل لجنة تحقيق سورية في إغتيال الشهيد الحريري ؟
ألا يعني هذا إقرارا ضمنيا : أن لديها من تدينه في سوريا .. وأن لديها على الأقل شكا أن الأمر بات الآن لتسليم : كبش فداء ..ربما يكون رستم غزالي أو بهجت سليمان ..الخ وهنا نصبح أمام مساومة لا أخلاقية بالمطلق الإنساني ..في حال كانت نتائج المبادرة المصرية هي : تقديم كبش فداء .. كنا نتوقع تضامنا عربيا مع إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي الذي ضم غالبية فصائل الطيف السياسي والمدني السوري ..لكننا دوما نتفاجئ أن التضامن يكون لإخراج هذه النظم الفاسدة من مآزقها وليس المساعدة على تحرير الشعب السوري بضغط عربي رسمي وشعبي
وحزبي ..الخ
نحن كمعارضة سورية رفضنا الاستقواء العسكري بالخارج .. ومع ذلك لم نجد أحدا من الفكر القومي العربي ـ المقاوم ..!!ـ يدعم مطالبنا الديمقراطية , ليس ذلك وحسب بل نجده : يدعم السلطة السورية .. وأنا لست كرديا!! كي نخرج هذه الترنيمة من سياقها القومجي , أنا عربي سوري وأدافع عن هوية عربية مدنية وديمقراطية وشفافة ..وسجنت إثني عشر عاما كغيري من الألاف المؤلفة من أبناء شعبنا السوري والذين مازال منهم الكثير يقبعون في السجون السورية ..ولازلت متمسكا ومناضلا من أجل هذه الهوية العربية .. في سياق تفتحها المعاصر على المجتمع الدولي , إن المواطن السوري لديه حلم : ان تصبح سوريا مثل مصر ديمقراطيا كمرحلة أولى ..حلم أظن أن هذه النقطة لاتغيب عن بال الكثيرين وخصوصا السيد الرئيس حسني مبارك
فهل هذا الطموح كبير أو كثير علينا كشعب سوري ..؟؟
لديكم الفساد ظاهرة بينما لدينا الفساد هو محرك الظواهر وهنالك فارق لايخفى على أحد ..لديكم مصادرة نسبية جدا في الحريات ولدينا هامش صغير للحريات ..!! لديكم حزب حاكم لمساحة كبير من المستوى السياسي والأيديولوجي ولدينا حزب حاكم ..!! يستولي على كامل المساحة العامة والخاصة ..وما تشاهدونه الآن من هامش للحرية : هو نتاج تكتيك السلطة وهي في مأزقها لكسب الغطاء الأمريكي لديمومة فسادها وقهرها للشعب السوري .لهذا نتمنى قطع الطريق على مبادرة الرئيس حسني مبارك من أجل إنقاذ السلطة في سوريا بدلا من إنقاذ الشعب السوري , وهنالك فارق كبير ومهم فلم يعد في مسيرة هذه السلطة مايمكن أن تقدمه للشعب السوري سوى مزيدا من الذل والأزمات .. وهذا نداء استغاثة ..وليس جدلا سياسيا ..
ومع ذلك لسنا في موقع من يريد الانتقام بل نتمنى أن يحمل السيد الرئيس مبارك مبادرة مزدوجة بحيث تنقذ السلطة والشعب معا , ولكن الشعب السوري أهم ..مبادرة تتضمن مطالب الشعب السوري في الديمقراطية ومكافحة الفساد وإجراء انتخابات حرة ونزيهة , وإلغاء المادة الثامنة من الدستور السوري التي تنص على سيطرة البعث على الدولة والمجتمع .. هل هذا كثير علينا ؟
وهل هذا كثير على شعب مصر وقواه الحية والشعوب العربية التي باتت مؤشرات الحرية عندها أعلى من سورية ـ مع بعض الاستثناء بالطبع ـ كلها دون استثناء أن يساعدنا في ذلك ..؟
نتمنى وننتظر من هذه القوى الحية أن تخرج مظاهرة واحدة لدعم إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي ..بدلا أن تخرج بعد فترة ضد قرارا ما من مجلس الأمن ..!!
إن هذا الأمر سيكون له وقع لايمكن أن ينسى في الذاكرة السورية ..السلطة كصدام تهدد المجتمع ضمنا : إما أن تبقى للأبد ووراثية أو تقسم سوريا إلى طوائف وأعراق .. وهذه ليست خافية على السيد الرئيس حسني مبارك ..فهو أيضا يعرف سلطتنا أكثر من الشعب السوري نفسه .. كما تحاول هذه السلطة أن توحي بذلك في لبنان ..!! عبر دعمها لبعض القوى التي لاتريد استقرارا حقيقيا للبنان !
هذه السلطة لاتريد التسليم بأن لكل عصر روحه وتاريخيته , كما هي روحية هذا العصر وتاريخيته في الديمقراطية وحقوق الإنسان بمعزل عن رعونة الإدارة الأمريكية الحالية التي لازالت ترتجل في التعامل مع قضايا المنطقة الحساسة .. ـ مقارنة مع الإدارات السابقة ـ هذه روح العصر الحالي وهذه السلطة عمق مأزقها هو : هنا على هذه الأرضية بالذات التي يمكن أن تجعل منها طرفا سياسيا في المجتمع وليست كل المجتمع .. لاتقبل أن تكون طرفا في سوريا إن السلطة السورية إما أن تكون كل المجتمع مصيره ومستقبله وتاريخه أو لاوجود لهذا المجتمع ..!! وهنا في الواقع المأزق الحقيقي للسلطة في سوريا .. وميليس هو إحدى النتائج وليس هو المسبب كما يحاول الناطق العربي أن يسوق لهذه القضية !! سواء اغتالت هذه السلطة الشهيد الحريري أم لا .. فإن مأزقها في كيفية مواجهتها لروحية هذا العصر وتستمر قابضة على عنق المجتمع أم أن يسلم لها كل شيء أو لاتترك له شيئامن وطنه أو في وطنه .. فهل سيجد نداء الاستغاثة هذا وقعا ما لدى الشعب المصري ..؟ نأمل ذلك ..
غسان المفلح ـ سويسرا












#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما العمل الآن سيدي الرئيس..؟
- إسرائيل الشعب اليهودي بين السلام والدولة الدينية وجهة نظر
- تداعيات تقرير ميليس على أمريكا
- رسالة إلى مثقفين سوريين في باريس نتمناكم جميعا في إعلان دمش ...
- إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي لحظة توافقية ناقصة التباسات
- حزب العمل الشيوعي في سوريا نغمة ضيقة وأفق رحب
- أمريكا في الشرق الأوسط الجديد
- على السلطة أن تدعو لمؤتمر وطني عام ..
- رسالة إلى إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي
- موت كنعان وولادة اليقين ..كآبة الوزراء ترسم مصير سوريا
- التجمع الوطني الديمقراطي في سوريا بين أمريكا السلطة في الداخ ...
- الهوية العربية بين حقوق الإنسان وحقوق الأقليات القومية والدي ...
- ما الذي تريده حماس؟ رأي
- إلى الشعب اللبناني الجار تيمنا بجبران تويني
- الأمركة والنموذج العربي
- لماذا تيسير علوني بالذات .. ؟ كان الأجدى الدفاع عن القاعدة
- السنة العرب في العراق بين الدم الشيعي والفتوى الزرقاوية
- إيران السؤال الصعب على العرب ألا يخافو من إيران كثيرا
- الأخوان المسلمين في سوريا الجماعة بأل التعريف أم بدونها دع ...
- عذرا سيدي إنها دعوة للقتل


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - غسان المفلح - مناشدة إلى الشعب المصري من سجين سوري سابق أقطعوا الطريق على السيد الرئيس حسني مبارك